يورجن كلوب …الرجل العادي الذي فعل ما لم يفعله الرجل المميز
جو 24 : مضى زمن طويل لم نر فيه وقعاً سببه انتقال مدرب إلى ناد ما كالوقع الذي خلفه انتقال المدرب الألماني يورجن كلوب إلى نادي ليفربول الانجليزي.حيث أثار هذا الانتقال حماسة المشجعين والصحافة المختصة الانجليزية منها وغير الانجليزية على السواء في ظاهرة نادرة جداً في عالم كرة القدم عموماً وفي كرة القدم في العالم العربي خصوصاً الذي تميل فيه السيطرة الجماهيرية للريال والبرشا…لكن كلوب كسر هذه القاعدة و استطاع كلوب أن يقوم بما فشل مدربون كبار كمورينيو وأنشيلوتي وجوارديولا وسواهم ويعيد ناديه الجديد إلى الواجهة حتى دون أن يلعب ؟
أولاً …السمعة والهوية التكتيكية الواضحة
يمتلك كلوب سمعة عالمية في إعادة بناء الفرق المتهالكة وإيصالها إلى مراتب عالية ، وهو ما فعله مع ماينز الذي أصعده من الثانية إلى الأولى وأوصله إلى كأس الاتحاد الأوروبي ومع بروسيا دورتموند الذي حوله من فريق على حافة الهبوط إلى أحد أبرز الفرق الألمانية والوحيد الذي استطاع مقارعة بايرن ميونخ لفترة تزيد عن أربعة أعوام _إجمالاً تستطيع مقارعة البايرن لموسم واحد على الأكثر_ محرزاً بطولتين للدوري وأيضاً وصل إلى نهائي الأبطال ليخسر أمام البايرن نفسه الذي كان من المستحيل هزمه في تلك الفترة. وهو ما أطلق أشعل الأمل لدى ليفربول في عودة فريقهم للأمجاد القديمة أو على الأقل الأقل قدماً منذ العام ٢٠٠٥ تحت قيادة رافاييل بينيتز .
تكتيكياً يعتمد كلوب أسلوباً قائماً على الضغط المتواصل على الخصم والضرب بمرتدات سريعة جداً، وهو ما يعني عملاً متواصلاً بدنياً وفنياً وانضباطاً،أي وجود شخصية ظاهرة المعالم على أرضية الملعب وأفكار واضحة للتطبيق وهو ما افتقده ليفربول منذ رحيل سواريز ومن بعده سترلينج وتخبط رودرجز بعدهما في إيجاد الهوية المناسبة .
ثانياً ..شخصية كلوب نفسه
يمتلك الألماني يورجن كلوب شخصية كارزمية ملفتة ميزها الصدق والاحترام الدائم للمنافس والأهم الطرافة والجدلية في التصريحات والتصرفات داخل الملعب وخارجه وهو ما جعل متابعته على خط التماس مثيراً بقدر مشاهدة فريقه على أرضية الملعب. ومع الكثير من الفيديوهات والصور التي تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي سابقاً وتتداولها حالياً بعد التوقيع تعززت هذه الشخصية المحببة لدى جمهور الكرة العالمي من كل الشرائح …مما جعل عودته حدثاً سعيداً لكرة القدم بشكل عام.
ثالثاً …خصوصية ليفربول
يعتبر ليفربول الانجليزي حالة خاصة جداً في عالم كرة القدم ، فهو ناد عريق للغاية بتاريخ كبير جداً وجماهيرية عالية تصل إلى حد الولاء الأعمى. لكنه بالمقابل يبحت عن نفسه منذ العام ١٩٩٠ عندما أحرز آخر ألقابه في الدوري المحلي ليتخلى بعدها عن صدارة الألقاب لليونايتد الذي اكتسح الساحة بوجود مدربه الأسطوري أليكس فيرجسون.و من وقتها والفريق يحارب لاستعادة هيبته المحلية والتي اقترب منها مرات عديدة لكنه فشل في ذلك حتى بوجود بينيتز الذي قاده للمجد الأوروبي عام 2005. خصوصية ليفربول الجماهيرية والتاريخية وعداؤه مع اليونايتد الذي يشكل حالة فريدة في عالم كرة القدم مع قدوم كلوب الجدلي أيضاً حققت حالة مثيرة جداً من كل النواحي للجماهير والإدارة والمدرب على حد سواء .
الخصوصية نفسها هي التي دفعت كلوب لقبول العرض الأحمر تحديداً علماً أنه كان مرصوداً سابقاً من فرق عدة أبرزها ريال مدريد، تشلسي، مانشستر سيتي وحتى بايرن ميونخ نفسه الذي توقع الكثيرون أن يعمل على التوقيع معه خلفاً لجوارديولا. لكن المدرب الألماني الذي أعلن مراراً رغبته في التدريب في انجلترا _وهو ما ألغى احتمالي ريال مدريد وميلان_ فضل التوجه نحو ناد ذي جماهيرية استثنائية يكون قادراً فيه على إعادة البناء وفق أفكاره هو على الذهاب إلى تشلسي أو مانشستر سيتي اللذان يتملكان الأدوات التكتيكية الناجحة التي يصعب التخلي عنها مما يحد من إمكانية إطلاق العنان لخياله أو على الأقل سيعمد إلى بتغيير كبير ليطلق هذا الخيال. عدا عن أن الضغوطات ستكون أكبر في النوادي المذكورة أعلاه مما هي عليه في ليفربول حيث سيكون الصبر عنواناً للنهاية الموسم الحالي على الأقل على اعتبار أنه لم يتدخل في عملية الإعداد أو الشراء . أما بالنسبة لبايرن ميونخ فهو خيار مرفوض لفترة ليست بالقصيرة بالنسبة لمن بنى منافسه الأبرز في السنوات الأخيرة كنوع من الاحترام للذات ولدورتموند .
الخلاصة
استلام كلوب لمقاليد تدريب نادي ليفربول أشعلت عالم كرة القدم برمته للأسباب التي ذكرناها أعلاه مما يجعل الجميع مترقباً لما سيفعله هذا المدرب الفريد مع النادي الأحمر الكبير. لكن بالمقابل سيكون كلوب مطالباً بتقديم ما يعادل هذه الحماسة على أرضية الملعب وإعادة ليفربول لدوري الأبطال كخطوة أولى، وستكون كل صغيرة وكبيرة من حركاته مرصودة مما سيصعب مهمته أكثر وأكثر …لكن الأكيد أن الإثارة سترتفع في انجلترا بقدومه، والجماهير بالانتظار .
super
أولاً …السمعة والهوية التكتيكية الواضحة
يمتلك كلوب سمعة عالمية في إعادة بناء الفرق المتهالكة وإيصالها إلى مراتب عالية ، وهو ما فعله مع ماينز الذي أصعده من الثانية إلى الأولى وأوصله إلى كأس الاتحاد الأوروبي ومع بروسيا دورتموند الذي حوله من فريق على حافة الهبوط إلى أحد أبرز الفرق الألمانية والوحيد الذي استطاع مقارعة بايرن ميونخ لفترة تزيد عن أربعة أعوام _إجمالاً تستطيع مقارعة البايرن لموسم واحد على الأكثر_ محرزاً بطولتين للدوري وأيضاً وصل إلى نهائي الأبطال ليخسر أمام البايرن نفسه الذي كان من المستحيل هزمه في تلك الفترة. وهو ما أطلق أشعل الأمل لدى ليفربول في عودة فريقهم للأمجاد القديمة أو على الأقل الأقل قدماً منذ العام ٢٠٠٥ تحت قيادة رافاييل بينيتز .
تكتيكياً يعتمد كلوب أسلوباً قائماً على الضغط المتواصل على الخصم والضرب بمرتدات سريعة جداً، وهو ما يعني عملاً متواصلاً بدنياً وفنياً وانضباطاً،أي وجود شخصية ظاهرة المعالم على أرضية الملعب وأفكار واضحة للتطبيق وهو ما افتقده ليفربول منذ رحيل سواريز ومن بعده سترلينج وتخبط رودرجز بعدهما في إيجاد الهوية المناسبة .
ثانياً ..شخصية كلوب نفسه
يمتلك الألماني يورجن كلوب شخصية كارزمية ملفتة ميزها الصدق والاحترام الدائم للمنافس والأهم الطرافة والجدلية في التصريحات والتصرفات داخل الملعب وخارجه وهو ما جعل متابعته على خط التماس مثيراً بقدر مشاهدة فريقه على أرضية الملعب. ومع الكثير من الفيديوهات والصور التي تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي سابقاً وتتداولها حالياً بعد التوقيع تعززت هذه الشخصية المحببة لدى جمهور الكرة العالمي من كل الشرائح …مما جعل عودته حدثاً سعيداً لكرة القدم بشكل عام.
ثالثاً …خصوصية ليفربول
يعتبر ليفربول الانجليزي حالة خاصة جداً في عالم كرة القدم ، فهو ناد عريق للغاية بتاريخ كبير جداً وجماهيرية عالية تصل إلى حد الولاء الأعمى. لكنه بالمقابل يبحت عن نفسه منذ العام ١٩٩٠ عندما أحرز آخر ألقابه في الدوري المحلي ليتخلى بعدها عن صدارة الألقاب لليونايتد الذي اكتسح الساحة بوجود مدربه الأسطوري أليكس فيرجسون.و من وقتها والفريق يحارب لاستعادة هيبته المحلية والتي اقترب منها مرات عديدة لكنه فشل في ذلك حتى بوجود بينيتز الذي قاده للمجد الأوروبي عام 2005. خصوصية ليفربول الجماهيرية والتاريخية وعداؤه مع اليونايتد الذي يشكل حالة فريدة في عالم كرة القدم مع قدوم كلوب الجدلي أيضاً حققت حالة مثيرة جداً من كل النواحي للجماهير والإدارة والمدرب على حد سواء .
الخصوصية نفسها هي التي دفعت كلوب لقبول العرض الأحمر تحديداً علماً أنه كان مرصوداً سابقاً من فرق عدة أبرزها ريال مدريد، تشلسي، مانشستر سيتي وحتى بايرن ميونخ نفسه الذي توقع الكثيرون أن يعمل على التوقيع معه خلفاً لجوارديولا. لكن المدرب الألماني الذي أعلن مراراً رغبته في التدريب في انجلترا _وهو ما ألغى احتمالي ريال مدريد وميلان_ فضل التوجه نحو ناد ذي جماهيرية استثنائية يكون قادراً فيه على إعادة البناء وفق أفكاره هو على الذهاب إلى تشلسي أو مانشستر سيتي اللذان يتملكان الأدوات التكتيكية الناجحة التي يصعب التخلي عنها مما يحد من إمكانية إطلاق العنان لخياله أو على الأقل سيعمد إلى بتغيير كبير ليطلق هذا الخيال. عدا عن أن الضغوطات ستكون أكبر في النوادي المذكورة أعلاه مما هي عليه في ليفربول حيث سيكون الصبر عنواناً للنهاية الموسم الحالي على الأقل على اعتبار أنه لم يتدخل في عملية الإعداد أو الشراء . أما بالنسبة لبايرن ميونخ فهو خيار مرفوض لفترة ليست بالقصيرة بالنسبة لمن بنى منافسه الأبرز في السنوات الأخيرة كنوع من الاحترام للذات ولدورتموند .
الخلاصة
استلام كلوب لمقاليد تدريب نادي ليفربول أشعلت عالم كرة القدم برمته للأسباب التي ذكرناها أعلاه مما يجعل الجميع مترقباً لما سيفعله هذا المدرب الفريد مع النادي الأحمر الكبير. لكن بالمقابل سيكون كلوب مطالباً بتقديم ما يعادل هذه الحماسة على أرضية الملعب وإعادة ليفربول لدوري الأبطال كخطوة أولى، وستكون كل صغيرة وكبيرة من حركاته مرصودة مما سيصعب مهمته أكثر وأكثر …لكن الأكيد أن الإثارة سترتفع في انجلترا بقدومه، والجماهير بالانتظار .
super








