هل أصبح النعام يطير.. حملات اعلامية ترفع أسعار التداول بأسهم شركة في السوق المالي
كتب محرر الشؤون الاقتصادية - ليس كل ما يلمع ذهبا، والنعامة لا تطير، لا اعرف لماذا تذكرت هذه المقولة وانا اتابع بقلق بالغ البيانات المالية الخاصة باحدى الشركات الاردنية التي تحظى باهتمام مفبرك من قبل العديد من وسائل الاعلام المحلية العربية، الامر الذي ساهم -عن سبق اصرار وتكسب- في اطلاق هذه الفقاعة الهشة وتعاظم قيمة السهم دون الارتكاز لاي اسس علمية على الاطلاق ..
هل يكفي اطلاق شائعة أو تقديم افصاح يتيم حول نية المساهمين بهذه الشركة او غيرها برفع قيمة رأس المال بمبلغ ٥٠٠ مليون دينار ، بالحصول على (٣٥) "limit up" في مدة لا تزيد عن شهرين ؟ هل يعقل ان ترتفع قيمة السهم من دينار واحد بتاريخ ٢٠١٥/٨/٣٠ الى ٤.٦٢ دينار في تاريخ ٢٠١٥/١٠/٣١، بالرغم من ان القيمة الدفترية للسهم لا تزيد عن ٩٣ قرشا ، وان قيمة P/E سالبة، الى جانب ان هذه الارتفاعات المتلاحقة والكبيرة (الحد الاقصى المسموح به يوميا) لم يرافقها تصحيح لسعر السهم ولم تعززه بيانات الشركة المتواضعة لا من قريب ولا من بعيد ؟!!!
مضاربون في السوق المالي اكدوا لـ jo24 ان السر يكمن في دخول عشرات (٥٠-٧٠) المضاربين العرب الى سوق عمان وهؤلاء يقومون بعمليات البيع والشراء اليومي لاسهم تلك الشركة المحظية بقيم مرتفعة وبتسلسل مدروس ،علما بان اسماءهم لا تظهر في افصاحات السوق المالي كونهم يحافظون على ملكية للاسهم منخفضة جدا لا تزيد عن ال ١٪، وبذلك وحسب تعليمات السوق المالي فان اسماءهم لا تظهر في الافصاحات. وهذا بلا شك يساهم بشكل او بآخر في تضليل المضاربين ودفهم دفعا للسقوط في فخ المضاربة على هذا السهم الذهبي الذي قد تصل قيمة تداوله الى مستويات غير متوقعة..
والسؤال الذي يتبادر للذهن فورا :اين دور هيئة الاوراق المالية ، اين رقابتهم على هذه الشركة وغيرها ؟ لماذا يترك المواطن لقمة سائغة لهذا النوع من المضاربات الخطرة التي قد تأتي على استثماراته كلها وتلقي به دائرة البطالة والفقر والحوز؟ اين رقابة وحماية الهيئة للسوق ؟ ام ان وراء الاكمة ما وراءها؟
ماذا لو وصلت قيمة السهم الى عشرة دنانير ، وقرر اصحاب الحصص الكبرى في هذه الشركة بيع اسهمهم كلها ، ومغادرة السوق ، من الذي سيتكبد كل هذه الخسائر ؟ ثم الم يلفت انتباه الهيئة هذا النمو المتسارع واليومي للشركة في الحد الاقصى المسموح به ، في الوقت الذي لم يتغير شئ على موجودات الشركة واستثماراتها ولم يجري تعديل رأس المال رغم الكلام الكثير حول ذلك ؟
يبدو اننا امام ازمة بورصات جديدة ،اذا ما تداركت الحكومة الموضوع وتحققت من سلامة العمليات ومارست دورها في حماية صغار المضاربين والمستثمرين في سوق عمان المالي..فهل تطير النعامة يا هيئة الاوراق المالية؟؟!!
من جانبه أكد مدير هيئة الأوراق المالية، محمد الحوراني، أن الهيئة تقوم وفق مرجعيتها القانونية بمتابعة أداء قطاع الأوراق المالية الأردني وأداء القطاعات المماثلة إقليمياً ودولياً وانعكاس ذلك على اداء قطاعنا، مشيرا إلى أن ذلك يشمل ذلك الرقابة على أداء أكثر من 200 سهم مصدرة من الشركات المحلية والمدرجة في بورصة عمان والتي يتم تداولها من أكثر من 700 ألف مستثمر أردني وغير أردني.
وأشار الحوراني إلى أن الهيئة تلاحظ باستمرار تغيرات أسعار الأسهم سواء التغير باتجاه تصاعدي أو هبوطي، إضافة إلى أنها تقوم بتحليل ومراقبة الأوضاع المالية المحيطة بتطورات اسعار الأسهم وملاءة الشركات التي تصدرها وتعامل شركات الوساطة بهذه الاسهم سواء لصالحها او لصالح مستثمريها سواء كانوا مستثمرين محليين أو دوليين.
وأوضح الحوراني لـJo24 أن الهيئة عند التدخل في قطاع الأوراق المالية بشكل عام أو في سهم معين بشكل خاص تأخذ مصلحة كافة الأطراف المذكورة أعلاه بتوازن وحيادية.
وأكد الحوراني أن الهيئة لن تتوانى عن اتخاذ الاجراء المناسب حال تأكدها بأن التطورات الجارية على صعيد الأوراق المالية أو على صعيد سهم معين أصبحت تهدد كفاءة التداول في السوق المالي ومصلحة أي طرف في السوق على حساب مصلحة الطرف الآخر هذا بالإضافة إلى اخذ مصلحة الاقتصاد الوطني بالاعتبار وبالدرجة الاولى ليكون أولاً مشجعاً للاستثمار المحلي وثانياً جاذباً للاستثمار الاجنبي.
كما أكد الحوراني على أن الهيئة توازن باستمرار بين تطبيق المعايير الاحترازية الرقابية على شركات الخدمات المالية وبين حاجات هذه الشركات إلى الاستثمار المرن لصالح عملاؤها في السوق المالي واضعة نصب عينها أهمية إدارة المخاطر لحماية المستثمرين والمتعاملين في الأوراق المالية.
* رسم يوضح ارتفاع قيمة سهم الشركة خلال شهر
* رسم يوضح عدد الاسهم المتداولة