هكذا غضبَ محمود من معاملة والده وقرّر الالتحاق بـ"داعش"
جو 24 : في حال أُطلِقْتَ بعد المحاكمة هل سينصرف اهتمامك من جديد الى تنظيم "داعش"؟
بهذا السؤال توجه رئيس المحكمة العسكرية اللبنانية الدائمة العميد الركن الطيار خليل ابرهيم الى الموقوف محمود بسام الجواد الذي ينم ظاهره عن فتوّة أقرب منها الى الشباب. فالمدعى عليه وقف حزينًا وبكّر على الغم الذي يحمله في عينيه اللتين سُمرتا نحو مكبر الصوت طوال استجوابه، وهو يقف حاني الرأس بيدين مكبلتين طوعًا خلف الظهر. وحمل صوته في تموّجاته الكئيبة الكثير من العتب على بيئته والمجتمع الذي ظلمه، ما جعله يفكر بالانتحار هربًا، عندما استسلم إلى اللجوء الى "داعش" هربًا من جور والده عليه، بحسب تعبيره، الذي حرمه من المصروف ودأب في تأنيبه أمام الناس من دون هوادة.
"لن أُقدم على ذلك مرة ثانية" اجاب محمود (19 عاما) رئيس المحكمة على مسمع مفوض الحكومة المعاون القاضي سامي صادر.
قبل صف من الشهادة الاولى الابتدائية ترك محمود المدرسة وانصرف الى العمل في مطعم والده. وأمام معاملة والده له انصاع الى كلام قاصر يصغره بعام، ويُحاكم غيابيًّا المدعى عليه احمد يوسف معرباني الذي غرّر به للذهاب الى سوريا والالتحاق بتنظيم "داعش". وقال محمود: "وافقت على الذهاب لمساعدتهم بأي شيء هرباً من معاملة والدي". وأخبر المحكمة ان معرباني أعطاه رقم هاتف خليوي وطلب منه الاتصال به عند وصوله الى تركيا بعد استحصاله على جواز سفر غداة بلوغه الثامنة عشرة. كما ان شقيقه الذي يكبره ويعمل مع والده في المطعم سافر قبله الى تركيا، نافياً قتاله في سوريا.
ومال القاصر ا. ع. الى "داعش" من خلال الصور والفيديوهات التي كانت تصله على الوتساب عبر مجموعة من المشتركين على موقع "الدولة الاسلامية باقية".
مزحة؟
وتردّد المستجوَب الى المسجد في طرابلس حيث تعلم تفسير الآيات القرآنية على يد الشيخ القاووق. ووصف قوله لأحد الشبان بإعطائه سيارة مفخّخة ليفجر الأخير نفسه فيها فيذهب الى الجنة زاعماً بأنها متوقفة في ساحة النجمة في طرابلس، بأنه "مزحة". وعندما سئل عن اعترافه في التحقيق الاولي بأنه يريد الالتحاق بـ "داعش" اعتبر ان هذا الكلام مؤتى به من المحقق. ولما بادره رئيس المحكمة بأن كل المجموعة على "الوتساب" مع "#داعش" ـأجابه الفتى "ان الشارع الذي أُقيم فيه هو داعشي في الغالب".
ويشير الموقوف عبد القادر موسى الى فلسطيني من مخيم البارد دأب على الحضور الى مكان عمله في إحدى الشركات لإقناعه بالذهاب الى سوريا، بعد عرض صور أطفال عليه يموتون في سوريا. وغرّني بألف دولار لأذهب الى هناك وأساعد التنظيم في أي شيء، الا انني أُوقفت. هذا خطأي الغبي. وكنت أؤيد المعارضة وبت مقتنعًا بالذهاب الى سوريا، الا ان سجني بدّل من افكاري، وعندما سأغادره سأتطلع الى نفسي فحسب.
وخلال المرافعات التي ركزت على التغرير بالموقوفين منذ عام من معرباني تمنى أحد المحامين على المحكمة ألاّ يتأثر الحكم الذي ستصدره المحكمة بالسياسة، فأجابه العميد ابرهيم "لم نتأثر بالسياسة بأي حكم أصدرناه سابقاً ونصدره اليوم وسنصدره مستقبلاً".
(النهار)
بهذا السؤال توجه رئيس المحكمة العسكرية اللبنانية الدائمة العميد الركن الطيار خليل ابرهيم الى الموقوف محمود بسام الجواد الذي ينم ظاهره عن فتوّة أقرب منها الى الشباب. فالمدعى عليه وقف حزينًا وبكّر على الغم الذي يحمله في عينيه اللتين سُمرتا نحو مكبر الصوت طوال استجوابه، وهو يقف حاني الرأس بيدين مكبلتين طوعًا خلف الظهر. وحمل صوته في تموّجاته الكئيبة الكثير من العتب على بيئته والمجتمع الذي ظلمه، ما جعله يفكر بالانتحار هربًا، عندما استسلم إلى اللجوء الى "داعش" هربًا من جور والده عليه، بحسب تعبيره، الذي حرمه من المصروف ودأب في تأنيبه أمام الناس من دون هوادة.
"لن أُقدم على ذلك مرة ثانية" اجاب محمود (19 عاما) رئيس المحكمة على مسمع مفوض الحكومة المعاون القاضي سامي صادر.
قبل صف من الشهادة الاولى الابتدائية ترك محمود المدرسة وانصرف الى العمل في مطعم والده. وأمام معاملة والده له انصاع الى كلام قاصر يصغره بعام، ويُحاكم غيابيًّا المدعى عليه احمد يوسف معرباني الذي غرّر به للذهاب الى سوريا والالتحاق بتنظيم "داعش". وقال محمود: "وافقت على الذهاب لمساعدتهم بأي شيء هرباً من معاملة والدي". وأخبر المحكمة ان معرباني أعطاه رقم هاتف خليوي وطلب منه الاتصال به عند وصوله الى تركيا بعد استحصاله على جواز سفر غداة بلوغه الثامنة عشرة. كما ان شقيقه الذي يكبره ويعمل مع والده في المطعم سافر قبله الى تركيا، نافياً قتاله في سوريا.
ومال القاصر ا. ع. الى "داعش" من خلال الصور والفيديوهات التي كانت تصله على الوتساب عبر مجموعة من المشتركين على موقع "الدولة الاسلامية باقية".
مزحة؟
وتردّد المستجوَب الى المسجد في طرابلس حيث تعلم تفسير الآيات القرآنية على يد الشيخ القاووق. ووصف قوله لأحد الشبان بإعطائه سيارة مفخّخة ليفجر الأخير نفسه فيها فيذهب الى الجنة زاعماً بأنها متوقفة في ساحة النجمة في طرابلس، بأنه "مزحة". وعندما سئل عن اعترافه في التحقيق الاولي بأنه يريد الالتحاق بـ "داعش" اعتبر ان هذا الكلام مؤتى به من المحقق. ولما بادره رئيس المحكمة بأن كل المجموعة على "الوتساب" مع "#داعش" ـأجابه الفتى "ان الشارع الذي أُقيم فيه هو داعشي في الغالب".
ويشير الموقوف عبد القادر موسى الى فلسطيني من مخيم البارد دأب على الحضور الى مكان عمله في إحدى الشركات لإقناعه بالذهاب الى سوريا، بعد عرض صور أطفال عليه يموتون في سوريا. وغرّني بألف دولار لأذهب الى هناك وأساعد التنظيم في أي شيء، الا انني أُوقفت. هذا خطأي الغبي. وكنت أؤيد المعارضة وبت مقتنعًا بالذهاب الى سوريا، الا ان سجني بدّل من افكاري، وعندما سأغادره سأتطلع الى نفسي فحسب.
وخلال المرافعات التي ركزت على التغرير بالموقوفين منذ عام من معرباني تمنى أحد المحامين على المحكمة ألاّ يتأثر الحكم الذي ستصدره المحكمة بالسياسة، فأجابه العميد ابرهيم "لم نتأثر بالسياسة بأي حكم أصدرناه سابقاً ونصدره اليوم وسنصدره مستقبلاً".
(النهار)