jo24_banner
jo24_banner

بالفيديو - حقائق روبرت ردفورد هي أكاذيب كايت بلانشيت!

بالفيديو  حقائق روبرت ردفورد هي أكاذيب كايت بلانشيت!
جو 24 :

يعود الفيلم السياسي الاستقصائي الى حضن #السينما الأميركية مع "حقيقة" لجيمس فاندربيلت الذي افتُتحت به مساء الجمعة الفائت الدورة العاشرة لـ"عيد روما السينمائي" (١٦- ٢٦ الجاري). البطولة لروبرت ردفورد وكايت بلانشيت في دورين يبدوان لوهلة بأنهما مفصّلان على مقاسيهما. لم يحضر أيٌّ من الممثلَيْن المهرجان لانشغالهما، بيد أنّهما بعثا برسالة مصوّرة بُثّت خلال الأمسية.

بمجرد ظهور اسم ردفورد في أعلى ملصق فيلم كهذا، تحضر الى الذهن أفلامٌ سياسية "تورّط" فيها هذا البيئيّ الذي كان ينحاز الى الجمهوريين قبل أن يساند الرئيس الديموقراطي باراك #أوباما في الانتخابات الأميركية. من أفلامه الملتزمة: "كلّ رجال الرئيس" لآلن جي باكولا (١٩٧٦) عن صحافيَيْن يحقّقان في فضيحة "واترغايت". حتى عندما كان يتسلّق الجبال وسط الثلوج في "جيريميا جونسون"، كان يفعل ذلك لدوافع أخلاقية، وكانت خطوته نابعة من الإيمان برسالة الطبيعة والبيئة.

للفيلم السياسي تاريخٌ مجيد في الولايات المتحدة، حيث هيمنة المدرسة الإعلامية الفضّاحة، وحضور صلابة القوانين الضامنة حرية التعبير، أفسحا المجال أمام سينما المواقف. بيد أنّ هذه السينما تعود هبّاتٍ هبّات عندما تتطلب الحاجة الى ذلك. مع السينما الإيطالية التي استخدمت الشاشة للمناكفة وكان لها سينمائيون برزوا في هذا الخط (روزي، بتري، بازوليني)، يمكن القول إنّ الفيلم الأميركي فرض نفسه في هذا المجال. فمَن يصنع سياسات العالم ويرسم مخططاته، يعرف أكثر من غيره وله تالياً كلمة يقولها في ما يحدث خارج بلاده وداخلها.

"حقيقة" لا يختلف كثيراً عما سبق أن شاهدناه في هذا الجانر. يستند الفيلم الذي عُرض للمرة الأولى في مهرجان تورونتو السينمائي الى كتاب مذكرات "حقيقة وواجب" لماري مابس، وهي صحافية ومنتجة برامج إخبارية في محطة "سي بي أس" الأميركية (*). تناولت مابس في الكتاب تفاصيل قضية التقارير التي كانت تتناول سلباً الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش خلال قيامه بالخدمة العسكرية بين عامي ١٩٧٢ و١٩٧٣. هذه التقارير التي تؤكد أنّ بوش تهرّب من الالتحاق بفيتنام ودبر أموره كي ينضمّ الى جيش الحرس الوطني في تكساس، وضعها أمام الرأي العام المقدّم التلفزيونيّ دان راثر في برنامجه "60 دقيقه"، في الثامن من أيلول ٢٠٠٤، أي قبل نحو شهرين من انتخابه رئيساً لولاية ثانية. حمل التقرير اسم "كيليان" نسبة الى الكولونيل جيري كيليان، كاتب التقرير المزعوم المنتقد أداء بوش والمسؤول عنه آنذاك. بيد أنّ الفضيحة تتمثل في أنّ المحطة لم تتأكد من صحّة الوثائق. مابس تُورّط راثر من حيث لا تدري...



الجزء الأكبر من الفيلم ممعنٌ في تفاصيل يتطلب فهمها أن يكون المُشاهد مطلعاً على شيء من القضية المطروحة. يجب أن نعلم في هذا السياق أنّ فاندربيلت هو سيناريست فيلم "زودياك" لديفيد فينتشر، عن ملابسات جرائم قتل في الستينات. نرافق رحلة البحث عن الحقيقة مع مابس (كايت بلانشيت) وفريقها من باحثين ومحققين، داخل أروقة المحطة ووسط "مطبخها"، قبل دخول أطراف أخرى على الخطّ لعرقلة مسار السبق الصحافي العظيم الذي يهدف الى وضع الحياة السياسية لبوش على المحكّ. فجأة، يصبح الهمّ الأساسي من النوع التوبوغرافي: هل آلات الطباعة المستخدمة في سبعينات القرن الماضي، كانت مزودة بخط معيّن ظهر على النسخ التي أُرسلت الى مابس؟

إذا كانت كايت بلانشيت تجسّد بجدارة دور الصحافية (المعتزلة اليوم بعد طردها من "سي بي سي") بتعقيداتها وتخبطها ومناطقها الحساسة (كانت حاضرة في روما)، فخيار روبرت ردفورد لشخصية المذيع ليس بريئاً. فهو، بالتزاماته السابقة، يحمّل الفيلم دلالات أبعد من طموحه، ليتحوّل في الخلاصة عرّاباً للحقيقة التي ترتفع في عنوان الفيلم بالقليل من السخرية. غنيٌّ عن القول إنّ القضية سطّرت نهاية كلٍّ من مابس وراثر في بلاد الفضائح والدعوات القضائية الساخنة. ما يريد الفيلم إظهاره ليس الخطأ بل الارتباك الذي يزرعه في نفوس مرتكبيه. ما هي الحدود بين أوهام الصحافي والحقيقة، هذا هو النفق الذي يحاول الفيلم أن يحفره - بنجاح نسبيّ. يقع "حقيقة" على تقاطع بين الميديا والسياسة والنفوذ. فاندربيلت يقول ما لديه وما لدى مابس حول مسألة الإعلام وتجاوزاته وتأثيره في الرأي العام وخطورة غياب المعايير، بأسلوب رصين، ولكن يتسرّب من الذاكرة سريعاً.المصدر: "النهار"
هوفيك حبشيان - روما

 

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير