"الفيفا" الجديد: رئيس غير مقيم؟
جو 24 : دخلنا العد التنازلي لموعد اقفال باب الترشيح لانتخابات رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، المقررة في مقر الاتحاد بزوريخ في سويسرا في 26 شباط المقبل، علماً ان مهلة تقديم طلبات الترشيح تنتهي الاثنين 26 تشرين الاول.
حتى الآن يخوض ثلاثة فرسان السباق، احدهما ترشيحه معلق هو رئيس الاتحاد الأوروبي الفرنسي ميشال بلاتيني الموقوف 90 يومأً. اما الآخران فهما رئيس الاتحاد الاردني الامير علي بن الحسين الذي خسر امام بلاتر في الانتخابات الاخيرة 30 أيار الماضي منسحباً من خوض دورة الاقتراع الثانية، والترينيدادي المقيم في بيروت ديفيد ناكيد.
لا يتوقع دخول مرشح من خارج السرب، او غير بادية معالمه. والثابت ان دون طلب الترشح أخذ "الحيطة والحذر" من مكتب التحقيقات الفيدرالي الاميركي "اف بي آي". فقد تأكد للجميع ان كل من تسوله نفسه التفكير بالترشح، سيتعرض للملاحقة وسحب ملفات تخصه. وهذا ما حصل مع بلاتيني والكوري الجنوبي الدكتور تشونغ وحتى بلاتر نفسه (لم يكن ممنوعاً عليه الترشح بعد استقالته) والامين العام الفرنسي جيروم فالك، وعضو اللجنة التنفيذية رئيس الاتحاد الالماني وولفغانغ نيرسباخ واخيرأً وليس آخراً، مواطنه "القيصر" فرانتس بكنباور وعضو اللجنة التنفيذية الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي الاسباني انخل ماريا فيلار. كذلك استبعد اشخاص عدة بينهم رئيس لجنة الاصلاح فرنسوا كارار. فيما سارع الرئيس المكلف مهام بلاتر رئيس الاتحاد الأفريقي الكاميروني عيسى حياتو الى نفي رغبته بالترشح.
لا مرشح أوروبي، وحاجز ضخم يشبه الحواجز الاسرائيلية التي تحول دون دخول المنتخب السعودي الى رام الله للقاء المنتخب الفلسطيني في التصفيات المزدوجة. حاجز اميركي في وجه المرشحين وكل من يملك المواصفات.
الشيخ الكويتي احمد الفهد الصباح رئيس المجلس الاولمبي الآسيوي رئيس اتحاد اللجان الاولمبية الوطنية "أنوك" وعضو "الفيفا" منذ 30 نيسان الماضي، فكر لساعات بالترشح ثم احجم، لاسباب غير رياضية. فيما لا يزال رئيس الاتحاد الآسيوي البحريني الشيخ سلمان بن ابرهيم آل خليفة يأخذ وقته ويدرس رغبات مطالبيه بالترشح بعناية. فالشيخ الشاب متمسك بالنهوض بالاتحاد الآسيوي وترتيبه ولم شمل القارة، وهي المهمة التي دأب عليها منذ 2013، وهو نجح في قسم كبير منها، ما جعله محط انظار القيمين على الحركة الرياضية الدولية. وهو سأل اعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد الآسيوي الرأي متبعاً المشورة، ومتفادياً الانزلاق في امور تبدو ساحاتها غير رياضية.
ولا يختلف اثنان انه متى قرر الشيخ سلمان الترشح، فهذا يعني البدء بتقبل التهاني، ذلك ان لا مشكلة لديه في صناديق الاقتراع. لكن انتخابات رئاسة "الفيفا" الحالية لن تحسم للفائز بالعدد الاكبر من اصوات. شكل "الفيفا" تغير الى حد بعيد، والامر ينسحب على شخصية الرئيس.
ويقول رئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم المهندس هاشم حيدر، ان المرحلة السابقة انتهت، مرحلة بلاتر وسلفه البرازيلي جواو هافيلانج.
ويرى "السيد" ان الوقت الآن لرئيس يضع اسمه في سجلات الاتحاد الدولي. رئيس لا يقيم في زوريخ ولا يلازم المقر. يتحدث المهندس حيدر عن مرحلة جديدة، استشف معالمها بعد ساعات من ايقاف الشرطة السويسرية شخصيات كروية عالمية قبل يومين من الاقتراع في الانتخابات الاخيرة، بناء على طلب مكتب التحقيقات الاميركي. ويردد في مجالسه ان الطريق الى "الفيفا" تمر في واشنطن، وليس كما كان الامر في صندوقة الاقتراع.
وتلازماً مع ما يسرب من اقتراحات بتحديد العمر للرئيس والاعضاء والولايات، نجد اننا امام "فيفا" جديد، لا حضور قوياً للرئيس فيه، ولا يتعدى دوره تسليم الكؤوس والجلوس في المنصة في المناسبات الكبرى.
مكتوب للمنظمة الاستمرار بوجه جديد، منعاً لقيام "دكاكين" كروية. باختصار مطلوب مجموعة تدير حجم اموال يصل الى خمسة مليارات دولار. اما الرئيس فأشبه بالفخري. وللغاية أعدت العدة للانتخابات، التي قد تشهد مواجهة اردنية (الامير علي) – لبنانية (ناكيد المقيم في بيروت).
الفيفا بحلة جديدة اذا لم يدخل عدد من المرشحين السباق. والجواب لن يتأخر.
ماذا عن محاولات تبذل لاقناع رئيس رابطة النوادي الأوروبية الالماني كارل هاينتس رومينيغه بالترشح؟ وهل من الممكن تأمين مرشح أوروبي مرموق، مثل رئيس رابطة الدوري الالماني "البوندسليغه" رئيس بوروسيا دورتموند راينهارد راوبال؟
هل اقتصر الاتصال الهاتفي بين ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة والاردن عبدالله الثاني بن الحسين على بحث شؤون البلدين واوضاع المنطقة، بحسب البيان الذي وزعته وكالة الانباء البحرينية؟
اثناء متابعتي كأس آسيا في أوستراليا، ردد امامي زملاء اردنيون "حصول شيء ما سيحمل الامير علي الى رئاسة الفيفا". بالطبع لم يكونوا على علم بما ستصل اليه الامور. ربما اقتصرت المعلومات المسربة اليهم من الامير علي، على تدخل ما يبدل وجهة الانتخابات. ولعل المقصود حملة الاعتقالات في سويسرا، التي لم تؤثر على قرار الناخبين، الذين حسموا امورهم سلفاً. وكان لا بد من جزء ثانٍ، يمهد الطريق الى "الفيفا" الجديد نشهده الآن.
(النهار)
حتى الآن يخوض ثلاثة فرسان السباق، احدهما ترشيحه معلق هو رئيس الاتحاد الأوروبي الفرنسي ميشال بلاتيني الموقوف 90 يومأً. اما الآخران فهما رئيس الاتحاد الاردني الامير علي بن الحسين الذي خسر امام بلاتر في الانتخابات الاخيرة 30 أيار الماضي منسحباً من خوض دورة الاقتراع الثانية، والترينيدادي المقيم في بيروت ديفيد ناكيد.
لا يتوقع دخول مرشح من خارج السرب، او غير بادية معالمه. والثابت ان دون طلب الترشح أخذ "الحيطة والحذر" من مكتب التحقيقات الفيدرالي الاميركي "اف بي آي". فقد تأكد للجميع ان كل من تسوله نفسه التفكير بالترشح، سيتعرض للملاحقة وسحب ملفات تخصه. وهذا ما حصل مع بلاتيني والكوري الجنوبي الدكتور تشونغ وحتى بلاتر نفسه (لم يكن ممنوعاً عليه الترشح بعد استقالته) والامين العام الفرنسي جيروم فالك، وعضو اللجنة التنفيذية رئيس الاتحاد الالماني وولفغانغ نيرسباخ واخيرأً وليس آخراً، مواطنه "القيصر" فرانتس بكنباور وعضو اللجنة التنفيذية الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي الاسباني انخل ماريا فيلار. كذلك استبعد اشخاص عدة بينهم رئيس لجنة الاصلاح فرنسوا كارار. فيما سارع الرئيس المكلف مهام بلاتر رئيس الاتحاد الأفريقي الكاميروني عيسى حياتو الى نفي رغبته بالترشح.
لا مرشح أوروبي، وحاجز ضخم يشبه الحواجز الاسرائيلية التي تحول دون دخول المنتخب السعودي الى رام الله للقاء المنتخب الفلسطيني في التصفيات المزدوجة. حاجز اميركي في وجه المرشحين وكل من يملك المواصفات.
الشيخ الكويتي احمد الفهد الصباح رئيس المجلس الاولمبي الآسيوي رئيس اتحاد اللجان الاولمبية الوطنية "أنوك" وعضو "الفيفا" منذ 30 نيسان الماضي، فكر لساعات بالترشح ثم احجم، لاسباب غير رياضية. فيما لا يزال رئيس الاتحاد الآسيوي البحريني الشيخ سلمان بن ابرهيم آل خليفة يأخذ وقته ويدرس رغبات مطالبيه بالترشح بعناية. فالشيخ الشاب متمسك بالنهوض بالاتحاد الآسيوي وترتيبه ولم شمل القارة، وهي المهمة التي دأب عليها منذ 2013، وهو نجح في قسم كبير منها، ما جعله محط انظار القيمين على الحركة الرياضية الدولية. وهو سأل اعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد الآسيوي الرأي متبعاً المشورة، ومتفادياً الانزلاق في امور تبدو ساحاتها غير رياضية.
ولا يختلف اثنان انه متى قرر الشيخ سلمان الترشح، فهذا يعني البدء بتقبل التهاني، ذلك ان لا مشكلة لديه في صناديق الاقتراع. لكن انتخابات رئاسة "الفيفا" الحالية لن تحسم للفائز بالعدد الاكبر من اصوات. شكل "الفيفا" تغير الى حد بعيد، والامر ينسحب على شخصية الرئيس.
ويقول رئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم المهندس هاشم حيدر، ان المرحلة السابقة انتهت، مرحلة بلاتر وسلفه البرازيلي جواو هافيلانج.
ويرى "السيد" ان الوقت الآن لرئيس يضع اسمه في سجلات الاتحاد الدولي. رئيس لا يقيم في زوريخ ولا يلازم المقر. يتحدث المهندس حيدر عن مرحلة جديدة، استشف معالمها بعد ساعات من ايقاف الشرطة السويسرية شخصيات كروية عالمية قبل يومين من الاقتراع في الانتخابات الاخيرة، بناء على طلب مكتب التحقيقات الاميركي. ويردد في مجالسه ان الطريق الى "الفيفا" تمر في واشنطن، وليس كما كان الامر في صندوقة الاقتراع.
وتلازماً مع ما يسرب من اقتراحات بتحديد العمر للرئيس والاعضاء والولايات، نجد اننا امام "فيفا" جديد، لا حضور قوياً للرئيس فيه، ولا يتعدى دوره تسليم الكؤوس والجلوس في المنصة في المناسبات الكبرى.
مكتوب للمنظمة الاستمرار بوجه جديد، منعاً لقيام "دكاكين" كروية. باختصار مطلوب مجموعة تدير حجم اموال يصل الى خمسة مليارات دولار. اما الرئيس فأشبه بالفخري. وللغاية أعدت العدة للانتخابات، التي قد تشهد مواجهة اردنية (الامير علي) – لبنانية (ناكيد المقيم في بيروت).
الفيفا بحلة جديدة اذا لم يدخل عدد من المرشحين السباق. والجواب لن يتأخر.
ماذا عن محاولات تبذل لاقناع رئيس رابطة النوادي الأوروبية الالماني كارل هاينتس رومينيغه بالترشح؟ وهل من الممكن تأمين مرشح أوروبي مرموق، مثل رئيس رابطة الدوري الالماني "البوندسليغه" رئيس بوروسيا دورتموند راينهارد راوبال؟
هل اقتصر الاتصال الهاتفي بين ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة والاردن عبدالله الثاني بن الحسين على بحث شؤون البلدين واوضاع المنطقة، بحسب البيان الذي وزعته وكالة الانباء البحرينية؟
اثناء متابعتي كأس آسيا في أوستراليا، ردد امامي زملاء اردنيون "حصول شيء ما سيحمل الامير علي الى رئاسة الفيفا". بالطبع لم يكونوا على علم بما ستصل اليه الامور. ربما اقتصرت المعلومات المسربة اليهم من الامير علي، على تدخل ما يبدل وجهة الانتخابات. ولعل المقصود حملة الاعتقالات في سويسرا، التي لم تؤثر على قرار الناخبين، الذين حسموا امورهم سلفاً. وكان لا بد من جزء ثانٍ، يمهد الطريق الى "الفيفا" الجديد نشهده الآن.
(النهار)
تابعو الأردن 24 على 
