2024-12-24 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

ما وراء اتهام الحسيني باقناع هتلر أن حرق اليهود.. قراءة في خطاب نتنياهو

ما وراء اتهام الحسيني باقناع هتلر أن حرق اليهود.. قراءة في خطاب نتنياهو
جو 24 : كتب: مصطفى الجيوسي - إنشغل الاعلام الفلسطيني والمعني بالقضية الفلسطينية بمحاولة اتهام نتنياهو للحاج امين الحسيني بإقناع هتلر بحرق اليهود. حيث أخذ هذا الموضوع حقه في الاعلام من تحليل وتمحيص ورفض وشجب ودفاع وسخرية من خطاب نتنياهو تارة واتهامه بالغباء السياسي والتاريخي ومحاولة قلب الحقائق تارة اخرى.

إنّ محاولة اتهام الحاج الحسيني بإقناع هتلر لم تكن الاولى من نوعها فقد اتهم سفير دولة الكيان الصهيوني في السويد الحاج الحسيني بنفس الاتهامات التي سمعناها من نتنياهو بالامس، و لم نسمع اي استنكار فلسطيني لا من سفارة فلسطين بالسويد و لا من الاعلام الفلسطيني.

ما سعى إليه نتنياهو من هذا الاتهام كان إلهاء المتابعين بقضية الحاج الحسيني وتمرير ما يريده وأن لا يكون هناك تركيز إعلامي او سياسي عليه. ما أراد نتنياهو تمريره في الخطاب هو ما حظي على تصفيق وإعجاب الحاضرين. حيث قاموا بالتصفيق خمس مرات لما قاله نتنياهو ولم يكترثوا لما قاله في حق الحاج الحسيني. فالحاضرون يعرفون ما يريده نتنياهو.

قام نتنياهو بتقسيم وسرد خطابه بحنكة إعلامية وسياسية مدروسة جداً و لم يرد في الخطاب اي كلمة ارتجالية او بمحض الصدفة. مدة الخطاب قرابة ال 26 دقيقة تتضمن عشر محاور او قضايا اسماها بالاكاذيب الفلسطينية ووضع مقابلها ما اسماها حقائق ووقائع تاريخية.

كان خطاب رئيس وزراء دولة الكيان خطابا جديدا من نوعه من حيث المضمون والطريقة. وكانت لغة الجسد التي انعكست على نتنياهو محط اهتمام فقد ظهر على انه الواثق مما يقول الراضي عن أداءه و عكس هذا الشعور على الحاضرين في المؤتمر. و ركز على أحقيته في ان يكون رئيس وزراء بناء على تصوير نفسه انه الحامي لحلم الدولة اليهودية المنشودة من خلال التضحية التاريخية التي قدمتها عائلته لتحقيق هذا الحلم و يتجسد ذلك من خلال الحديث عن جده و دوره و كيف مات في بداية الخطاب و نهايته.

إنّ رغبة نتنياهو الجامحة في البقاء في سدة الحكم أطول وقت ممكن بغطاء سياسي يهودي شعبوي صهيوني عالمي ومحلي بالاضافة لمحاولة إيجاد ممول حقيقي وقوي لحملته الانتخابية، بالاضافة الى الرغبة في تغيير مجرى الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وشرعنة همجيته وإخفاقه السياسي الخارجي و الداخلي وجد من هذا المؤتمر ضآلته.

هنا يتبيّن لنا من خلال قراءة خطابه العنصري الفاشي الدعائي مايلي:

١- وجود خطة واضحة للتقسيم الزماني و المكاني للمسجد الأقصى و إثبات أحقية اليهود بما اسماه بجبل الهيكل و كأن المسجد الأقصى يقتصر فقط على مسجد قبة الصخرة. ستزيد وتيرة الاقتحامات للمسجد الأقصى و التضييق على المسلمين مكانياً و زمانياً.

٢- ان دولة الاحتلال هي الحامي للأماكن الدينية. تجد ان المسلمين في العراق و سوريا يقتلون بعضهم و يحرقون المساجد و الكنائس و الكنس اليهودية ( لم نسمع عن حرق معبد يهودي في العراق او سوريا) و لم يتحدث عن ممارسات المهوسين الصهاينة الذين يتبنّون الفكر التوارتي التلمودَيْ من حرق المساجد و الكنائس و تدمير المقابر الاسلامية و المسيحية. و إظهار ان الخلاف مع مسلمي فلسطين وليس الكل الفلسطيني للتأكيد على أنّ الصراع ديني ليس الا..

هنا يعطي الضوء الأخضر غير المباشر لعصابات التلموديين بمحاولة تخريب و حرق المسجد الأقصى و بذلك ستكون اي محاولات من هذا النوع هي نشاطات فردية مرفوضة كماً و نوعاً من دولة الكيان و هذا الرفض الضمني جاء في خطابه.

٣- الفترة القادمة ستشهد توسع استيطاني كبير حيث ان تصفيق الحاضرين يعطيه الدعم المادي و المعنوي لاستمرار بناء المستوطنات. و بذلك يلغي اي حلم فلسطيني في دولة على حدود الرابع من حزيران.

٤- شرعنة الاعدامات التي يمارسها جيش الاحتلال و قطعان المستوطنين بحق شعبنا الفلسطيني من خلال إظهار أنفسهم انهم يدافعون عن أنفسهم امام "سكاكين الارهاب الفلسطيني".

٥- شرعنة استخدام القوة المفرطة ضد الفلسطينيين و الظهور بثوب الحمل الوديع الذي يقوم برد فعل من قبل الدولة المنظمة الديمقراطية ضد هجمات الشباب الفلسطيني الذي يؤثر على أمن و حياة مستوطنيه.

٦- اجماع صهيوني على عدم التوصل الى اتفاق سلام نهائي و إنهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي. و ان حماية المشروع اليهودي اهم من التوصل لاتفاق سلام.

٧- محاولة لعزل الرئيس عباس و إعدامه سياسياً و تصويره على انه لم يعد شريك سلام و انه يبارك الهبة الشعبية الفلسطينية. و ان الرئيس عباس ليس معنياً بالسلام.

٨- رفض وجود قوات حماية دولية في القدس المحتلة.

٩- مدى خطورة إقامة دولة فلسطينية على أمن الكيان الصهيوني و دولته.

١٠- الرغبة في لعب دور إقليمي في المنطقة بحجة حماية مشروع الدولة اليهودية و قد تشهد الفترة القادمة اعادة احتلال مناطق من سوريا و مصر اذا استمر الحال على ما هو عليه.

ستكون المرحلة القادمة مرحلة عصيبة جداً على الفلسطينيين و سيكون ذلك من خلال رفض الرئيس عباس كشريك سلام لعدم جديته و ضعفه. و سيكون استمرار ببناء المستوطنات بوتيرة متسارعة لتغيير جغرافيا و ديموغرافيا فلسطين و إلغاء الحلم الفلسطيني في بناء دولته على حدود الرابع من حزيران.
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير