أيهما أفضل.. بيليه أم مارادونا؟
جو 24 : لا يتوقف عشاق كرة القدم عن عقد المقارنات بين نجوم اللعبة المرموقين، وفي بعض الأحيان تبدو مهمة ترجيح كفة لاعب على حساب الآخر عسيرة.
نعيش هذه الأيام في زمن ميسي ورونالدو، النجمان اللذان سرقا الألباب بفضل أرقامهم القياسية الإستثنائية التي سيصعب كسرها مستقبلا إلا في حال ظهر لاعب يتميز بقدرات فنية أكثر إقناعا.
المقارنة بين ميسي رونالدو يعود سببها إلى كونهما ينتميان للغريمين التقليديين في الكرة الإسبانية، برشلونة وريال مدريد، جمهور الفريق الكاتالوني يقول أن "البرغوث" الأرجنتيني أفضل بكثير من رونالدو بحكم الإنجازات التي حققها في فترة قياسية، وأنصار الفريق الملكي يميلون لتفضيل رونالدو بحجة أرقامه التهديفية المميزة التي يصعب على الآخرين الوصول إليها.
هذه الموضة بين محبي كرة القدم ليست جديدة، بل هي موجودة منذ زمن، الجمهور يفتعلها، وفي بعض الأحيان ينجر إليها اللاعبون.. تماما كما حدث بين اثنين من أفضل اللاعبين في التاريح، البرازيلي بيليه والأرجنتيني دييغو مارادونا.
العداوة بين بيليه ومارادونا لم تشكل مفاجأة، فالعلاقة بين الكرتين البرازيلية والأرجنتينية دائما ما يشوبها التوتر، ويتنافس البلدان على زعامة القارة الأميركية الجنوبية في كافة المحافل الكروية، ولا يوجد أفضل من بيليه ومارادونا لتكريس هذه العداوة وترسيخ جذورها.
يقول ميسي رونالدو أنهما لا يكترثان بالمقارنات بينهما، وأن الجمهور اصطنع العداوة بينهما، ويحبذ كل منهما لو تم الحديث عنه بشكل فردي، دون التطرق للاعب الآخر، أما العداوة بين بيليه ومارادونا فتحمل أبعادا أخرى، ورغم أنهما ينتميان لجيلين مختلفين من اللعبة إلا أن أيا منهما لا يكن مودة للآخر، كلا اللاعبين يقول أنه أفضل من غريمه، ويتسلح بالحقائق الأرقام التي تثبت صحة كلامه، وتفند ادعاءات الآخر.
يعتبر مارادونا واحدا من أعظم اللاعبين الذين أنجبتهم كرة القدم عبر تاريخها، اكتسب شهرته وشعبيته من خلال مهاراته الفذة في التعامل مع الكرة وقدرته المذهلة على مراوغة الخصوم، عاش أفضل يوم له في مشواره عندما أحرز هدفا في مرمى انجلترا بعد مرواغة 5 لاعبين ابتداء من منتصف الملعب في مباراة الأرجنتين وانجلترا بربع نهائي كأس العالم 1986، وهو الهدف الذي أطلق عليه النقاد اسم "هدف القرن".
في الجهة المقابلة، لا يتفوق أحد على بيليه واسمه الكامل إديسون أرانتيس دو ناسيمينتو، من حيث تسجيل الأهداف، فهو أفضل مسجل في التاريخ برصيد 1281 هدفا في 1363 مباراة، وألهم بيليه منتخب البرازيلي للفوز بكأس العالم 3 مرات، أولها عندما كان يبلغ من العمر 17 عاما فقط العام 1958.
على صعيد المباريات الرسمية مع الأندية، لعب بيليه 669 مباراة أحرز خلالها 626 هدفا بمعدل 0.93 هدفا في المباراة الواحدة، مقابل 492 مباراة لمارادونا سجل خلالها 258 هدفا بمعدل 0.52 في المباراة الواحدة، أما على صعيد المنتخبات فيملك بيليه في رصيده 92 مباراة دولية هز فيها الشباك بـ77 هدفا، مقابل 34 هدفا لمارادونا في 91 مباراة دولية، علما بأن قائد المنتخب الأرجنتيني السابق كان يضطلع بدور أكبر في صناعة الألعاب، فيما دأب البرازيلي أكثر على استلام الكرات وتخليصها في المرمى.
انجازات بيليه أكثر من إنجازات مارادونا، فهو الذي فاز بكأس العالم 3 مرات وحاز على جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في النهائيات مرة واحدة، وأحرز 10 ألقاب للدوري البرازيلي وقاد سانتوس للظفر بكأس ليبرتادوريس للأندية الأميركية الجنوبية البطلة مرتين، أما مارادونا فقد رفع الكأس العالمية مع المنتخب الأرجنتيني مرة واحدة العام 1986 وفاز بجائزة أفضل لاعب فيها، وقاد نابولي للفوز بكأس الإتحاد الأوروبي علما بأنه فاز بلقبي دوري محليين ومثلهما في بطولات الكأس.
يستمتع الإثنان بالسخرية من بعضهما، مارادونا الذي يعتبر أكثر اللاعبين حصولا على مخالفات بحقه في تاريخ كأس العالم، لا يطيق رؤية بيليه وقال عنه ذات مرة أن مكانه الحقيقي هذه الأيام موجود في متحف!
أما بيليه الذي عمل في صغره ماسحا للأحذية، فهو يعتبر كنزا وطنيا في البرازيل، ويدعي دائما أن المقارنة بينه وبين مارادونا ظالمة بالنسبة له لأنه باختصار الأفضل في جميع انواحي.
يدافع مارادونا عن سجله الكروي في مواجهة بيليه بقوله: "لعبت في الكرة الأوروبية لمدة 10 أعوام، أما بيليه فبقي في أميركا الجنوبية، صحيح أنه حقق إنجازات كبيرة في كأس العالم، لكن اللعب في أوروبا أمر مختلف تماما".
أما بيليه فيسخر من تصريحات مارادونا بقوله: "لم يكن باستطاعة مارادونا تسديد الكرة بقدمه اليمنى، ولم يسجل أهدافا برأسه، المرة الوحيدة التي سجل فيها هدفا مهما برأسه استعان خلالها بيده (في إشارة إلى الهدف الشهير الذي سجله الأرجنتيني بيده في مرمى انجلترا بكأس بمونديال المكسيك)".
عشاق الكرة البرايزيلية سيقفون بالطبع في صف بيليه بعكس مشجعي كرة "التانغو" الذين سيفضلون مارادونا بكل تأكيد، ورغم أن حدة التوتر بين الرجلين خفت كثيرا في الآونة الأخيرة خصوصا بعد تعرض البرازيلي لمتاعب صحية عديدة في الآونة الأخيرة، إلا أن السؤال حول الأفضل بينهما سيبقى متداولا لفترة طويلة.كووورة - ايمن ابو حجلة
نعيش هذه الأيام في زمن ميسي ورونالدو، النجمان اللذان سرقا الألباب بفضل أرقامهم القياسية الإستثنائية التي سيصعب كسرها مستقبلا إلا في حال ظهر لاعب يتميز بقدرات فنية أكثر إقناعا.
المقارنة بين ميسي رونالدو يعود سببها إلى كونهما ينتميان للغريمين التقليديين في الكرة الإسبانية، برشلونة وريال مدريد، جمهور الفريق الكاتالوني يقول أن "البرغوث" الأرجنتيني أفضل بكثير من رونالدو بحكم الإنجازات التي حققها في فترة قياسية، وأنصار الفريق الملكي يميلون لتفضيل رونالدو بحجة أرقامه التهديفية المميزة التي يصعب على الآخرين الوصول إليها.
هذه الموضة بين محبي كرة القدم ليست جديدة، بل هي موجودة منذ زمن، الجمهور يفتعلها، وفي بعض الأحيان ينجر إليها اللاعبون.. تماما كما حدث بين اثنين من أفضل اللاعبين في التاريح، البرازيلي بيليه والأرجنتيني دييغو مارادونا.
العداوة بين بيليه ومارادونا لم تشكل مفاجأة، فالعلاقة بين الكرتين البرازيلية والأرجنتينية دائما ما يشوبها التوتر، ويتنافس البلدان على زعامة القارة الأميركية الجنوبية في كافة المحافل الكروية، ولا يوجد أفضل من بيليه ومارادونا لتكريس هذه العداوة وترسيخ جذورها.
يقول ميسي رونالدو أنهما لا يكترثان بالمقارنات بينهما، وأن الجمهور اصطنع العداوة بينهما، ويحبذ كل منهما لو تم الحديث عنه بشكل فردي، دون التطرق للاعب الآخر، أما العداوة بين بيليه ومارادونا فتحمل أبعادا أخرى، ورغم أنهما ينتميان لجيلين مختلفين من اللعبة إلا أن أيا منهما لا يكن مودة للآخر، كلا اللاعبين يقول أنه أفضل من غريمه، ويتسلح بالحقائق الأرقام التي تثبت صحة كلامه، وتفند ادعاءات الآخر.
يعتبر مارادونا واحدا من أعظم اللاعبين الذين أنجبتهم كرة القدم عبر تاريخها، اكتسب شهرته وشعبيته من خلال مهاراته الفذة في التعامل مع الكرة وقدرته المذهلة على مراوغة الخصوم، عاش أفضل يوم له في مشواره عندما أحرز هدفا في مرمى انجلترا بعد مرواغة 5 لاعبين ابتداء من منتصف الملعب في مباراة الأرجنتين وانجلترا بربع نهائي كأس العالم 1986، وهو الهدف الذي أطلق عليه النقاد اسم "هدف القرن".
في الجهة المقابلة، لا يتفوق أحد على بيليه واسمه الكامل إديسون أرانتيس دو ناسيمينتو، من حيث تسجيل الأهداف، فهو أفضل مسجل في التاريخ برصيد 1281 هدفا في 1363 مباراة، وألهم بيليه منتخب البرازيلي للفوز بكأس العالم 3 مرات، أولها عندما كان يبلغ من العمر 17 عاما فقط العام 1958.
على صعيد المباريات الرسمية مع الأندية، لعب بيليه 669 مباراة أحرز خلالها 626 هدفا بمعدل 0.93 هدفا في المباراة الواحدة، مقابل 492 مباراة لمارادونا سجل خلالها 258 هدفا بمعدل 0.52 في المباراة الواحدة، أما على صعيد المنتخبات فيملك بيليه في رصيده 92 مباراة دولية هز فيها الشباك بـ77 هدفا، مقابل 34 هدفا لمارادونا في 91 مباراة دولية، علما بأن قائد المنتخب الأرجنتيني السابق كان يضطلع بدور أكبر في صناعة الألعاب، فيما دأب البرازيلي أكثر على استلام الكرات وتخليصها في المرمى.
انجازات بيليه أكثر من إنجازات مارادونا، فهو الذي فاز بكأس العالم 3 مرات وحاز على جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في النهائيات مرة واحدة، وأحرز 10 ألقاب للدوري البرازيلي وقاد سانتوس للظفر بكأس ليبرتادوريس للأندية الأميركية الجنوبية البطلة مرتين، أما مارادونا فقد رفع الكأس العالمية مع المنتخب الأرجنتيني مرة واحدة العام 1986 وفاز بجائزة أفضل لاعب فيها، وقاد نابولي للفوز بكأس الإتحاد الأوروبي علما بأنه فاز بلقبي دوري محليين ومثلهما في بطولات الكأس.
يستمتع الإثنان بالسخرية من بعضهما، مارادونا الذي يعتبر أكثر اللاعبين حصولا على مخالفات بحقه في تاريخ كأس العالم، لا يطيق رؤية بيليه وقال عنه ذات مرة أن مكانه الحقيقي هذه الأيام موجود في متحف!
أما بيليه الذي عمل في صغره ماسحا للأحذية، فهو يعتبر كنزا وطنيا في البرازيل، ويدعي دائما أن المقارنة بينه وبين مارادونا ظالمة بالنسبة له لأنه باختصار الأفضل في جميع انواحي.
يدافع مارادونا عن سجله الكروي في مواجهة بيليه بقوله: "لعبت في الكرة الأوروبية لمدة 10 أعوام، أما بيليه فبقي في أميركا الجنوبية، صحيح أنه حقق إنجازات كبيرة في كأس العالم، لكن اللعب في أوروبا أمر مختلف تماما".
أما بيليه فيسخر من تصريحات مارادونا بقوله: "لم يكن باستطاعة مارادونا تسديد الكرة بقدمه اليمنى، ولم يسجل أهدافا برأسه، المرة الوحيدة التي سجل فيها هدفا مهما برأسه استعان خلالها بيده (في إشارة إلى الهدف الشهير الذي سجله الأرجنتيني بيده في مرمى انجلترا بكأس بمونديال المكسيك)".
عشاق الكرة البرايزيلية سيقفون بالطبع في صف بيليه بعكس مشجعي كرة "التانغو" الذين سيفضلون مارادونا بكل تأكيد، ورغم أن حدة التوتر بين الرجلين خفت كثيرا في الآونة الأخيرة خصوصا بعد تعرض البرازيلي لمتاعب صحية عديدة في الآونة الأخيرة، إلا أن السؤال حول الأفضل بينهما سيبقى متداولا لفترة طويلة.كووورة - ايمن ابو حجلة