2024-12-24 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

اللاجئات والشقاء: دارين ابنة الـ17 عاماً إنتهت جثة في ماكينة طحينة

اللاجئات والشقاء: دارين ابنة الـ17 عاماً إنتهت جثة في ماكينة طحينة
جو 24 : طحنتها الحياة بقسوتها قبل أن"يطحنها" خلاط مادة الطحينة، واحدة من آلاف اللاجئات اللواتي يدفعن فاتورة باهظة في لبنان وغيره من البلدان لا لذنب ارتكبنه الا كونهن أجبرتهن الحرب والظروف القاسية على البحث عن متنفس حياة.

كثيرات من اللاجئات يتعرضن لاستغلال متعدد الجوانب، اذلال و قهر، وكأنهن نساء درجة عاشرة في زمن يحترم فيه الانسان على مقدار المال الذي يملكه، وبما أنهن لا يملكن منه شيئاً لا يُحترمن ولا يُقدرن، حتى خبر وفاتهن يمر مرور الكرام هذا اذا مرّ، هي دارين الحميدة الديب التي توفيت قبل أيام في معمل الديراني للتصنيع الغذائي، لتخط صفحة جديدة في مجلدات مآسي الحرب السورية ولتكون واحدة من آلاف الاسماء التي وردت فيه.

علامات استفهام عدة طرحت عن أسباب الوفاة التي أنهت مستقبل دارين (17 عاماً) قبل أن يبدأ، هي التي هجّرت قبل عامين ونصف من حلب، "تركت مدرستها، خطيبها وأحلامها في سوريا، حملت حقيبتها ودموعها ومشت بقدميها إلى المجهول، لتصبح لاجئة في خيمة تتقاسمها مع أشقائها الخمسة وشقيقتها في بلدة قصرنبا غربي بعلبك، ظروف الحياة الصعبة دفعتها للعمل وشقيقتها في معمل الديراني للتصنيع الغذائي الذي يبعد 150 متراً عن سكنها. من السابعة صباحاً وحتى الرابعة بعد الظهر كانت تداوم، كل ذلك مقابل 330 ألف ليرة، مبلغ زهيد لنهار طويل كانت تقضيه متنقلة بين الآلات تخلط المواد وتنظف المكان"، بحسب ما قاله والدها يونس لـ"النهار".



(الماكينة التي حصلت فيها الحادثة)



فرضية الانتحار بعيدة
في 22 من هذا الشهر استفاقت دارين كالعادة، ودّعت الجميع قبل أن تسير للمرة الأخيرة على الطريق، اذ كان شبح الموت في انتظارها، عند حوالي الساعة الثانية عشرة والربع من بعد ظهر ذلك اليوم، وبينما كان العمال في استراحة الغداء" شغلت دارين الماكينة التي تخلط القطر مع الطحينة، واثناء محاولتها رفع الغطاء، والذي يفتح إلى الداخل، سحبت الى داخل الماكينة لاسباب نحقق فيها مع العلم ان الغطاء ثقيل الوزن"، بحسب مصدر في القوى الأمن الداخلي الذي أضاف" التحقيقات لاتزال مستمرة والنتيجة ستظهر خلال يومين، نقوم بتحليل اشرطة كاميرات المراقبة الموجودة في المكان لكشف ملابسات الحادثة، لكن فرضية الانتحار تبدو بعيدة"، ولفت الى انها " لو ارادت الانتحار لفعلت ذلك في ماكينة تحميص السمم وليس في ماكينة الطحينة، كما أن وضعها قبل وفاتها كان طبيعياً، وبدت غير مرتبكة"، مؤكدأ ان "جسم دارين لم يتعرض لتشوهات لكن خنقها الخلاط".
من جتهه، قال أحد المسؤولين في المعمل أن "دارين تعمل منذ شهر في المعمل وان توظيفها تم بعد ان بلغت الـ 18 عاماً حيث رُفضَ تشغيلها حتى تبلغ السن القانونية". المسؤول أشار الى اننا " ننتظر نتيجة التحقيق المستمر لتبيان حقيقة الحادثة"، مشيراً الى وجود عناصر من التحري في المعمل اليوم.



أحلام مدفونة
الوالد المفجوع بخسارة بكر أولاده، ينتظر نتائج التحقيقات، " كل ما علمته ان حياتها انتهت داخل مكنة، زرت المعمل ولا زلت انتظر تقرير الطبيب الشرعي والادلة الجنائية علّ حرقة قلبي تبرد ولو قليلاً بعد ان دفنت ابنتي ومعها أحلامها التي كان أكبرها العودة الى بلدها والزواج من خطيبها الموظف في الامن العسكري في الشام بعد أن ارتبطت به منذ عام ".
يونس الذي كان يعمل سائق جرافة في وزارة الزراعة السورية، أخذ اجازة بلا راتب وهرب الى لبنان من نيران تسقط في كل مكان، وقال: " كنا ننتظر انتهاء الأزمة التي تمر بها البلاد والعودة الى الدار بعد أن ذقنا مرارة اللجوء التي أجبرتني على العمل أجيراً على الساعة كل ذلك لتأمين قوتٍ للعائلة ولو فتات خبز أسدّ فيه جوع أطفال، كون مساعدات الأمم المتحدة شبه مقطوعة، حتى بدل الخمية أدفع مئة ألف شهرياً لصاحب الأرض التي أنصبها عليها"، كما تحدث عن ابنته "الهادئة، التي تقضي يومها بشكل روتيني" من الخيمة إلى المعمل، قليلة الكلام، تحب الجلوس وحيدة، تغرق في التفكير، ربما كانت تتخيّل ان الحياة ستبتسم لها يوماً، وستعود الى الوطن معززة مكرمة، تعاود العيش تحت سقف من الطين لا قطعة قماش، لكن كل ذلك ذهب قبل أن تهب رياح الشتاء وتعاود المعاناة من الصقيع الذي نذوقه في فصل بتنا نعتبره لعين كوننا لاجئين".
انتهت أحلام دارين في مكنة، لكن أحلام معظم اللاجئات انتهت وهن لايزلن على قيد الحياة!.المصدر: "النهار"
أسرار شبارو

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير