فيديو - "أنت الأقوى".. تجربة سيدة لبنانية مع السرطان
أنهت نينا آخر جلسة علاج كيميائي لها في رحلة استمرت سنة، بعد استئصال ورم سرطاني من ثديها الأيسر. وكانت نينا (49 عاماً) وهي سيدة لبنانية متزوجة وأم لولدين، قد اكتشفت أنها مصابة بالسرطان منذ سنة إثر إجرائها الفحص الدوري لسرطان الثدي، الذي تجريه معظم السيدات في لبنان في شهر أكتوبر من كل عام تماشياً مع الحملة العالمية للتوعية بالإصابة بسرطان الثدي.
لكن نينا وعلى خلاف معظم من خضعن لتجربة مماثلة خرجت من عملية استئصال الورم الخبيث وهي تنبض بالأمل روحاً وجسداً، فتحاليلها الأخيرة أظهرت نتائج باهرة.
وفي مقابلة مع العربية.نت أكدت منال ديب، وهي مسؤولة مركز العلاج الكيميائي في أحد المستشفيات اللبنانية، حيث تلقت نينا العلاج على مدى عام كامل، أن التحاليل الطبية الدورية أظهرت أن جهاز المناعة الخاص بنينا لم يتأثر حتى إنها لم تحتج إلى أخذ علاج لتقوية مناعتها أثناء علاجها الكيميائي، وهو العلاج الذي تخضع له جميع السيدات اللواتي يقمن بعملية استئصال الورم وعلاج كيميائي أو شعاعي.
"أنت الأقوى"
هذه التجربة الناجحة المتمثلة بالنتائج الإيجابية، أرادت نينا أن تتشاطرها ونساء أخريات خضن لتجربة مماثلة، فأطلقت بمبادرة فردية حملة" أنتِ الأقوى" على الفيسبوك واليوتيوب، لتوجه من خلالها السيدات المصابات بالسرطان إلى اعتماد أساليب حياة سليمة.
وتظهر نينا في الفيديو إلى جانب طبيبها المعالج واختصاصية تغذية واختصاصي في الطب الصيني واختصاصية نفسية يتحدثون عن أهمية العلاج المكمّل للعلاج الطبي والمتمثل بالابتعاد عن أطعمة معينة والإكثار من أخرى، والتنفس الصحيح، والدعم النفسي القوي وإزالة آثار العلاج وسمومه من خلال الإبر الصينية .
وتقول نينا أبي فاضل في حديث مع العربية.نت إن إحدى السيدات اتصلت بها فور تنزيل الفيديو الخاص بالحملة على الفيسبوك، وأبلغتها أن زميلتها في العمل كانت منهارة بعد أن علمت بإصابتها بالسرطان، لكنها حين علمت أن العلاج يمكن أن يكون غير مؤلم وغير مدمّر لجسدها ارتاحت قليلاً.
هكذا خففت من سلبيات العلاج الكيميائي
ولكن كيف استطاعت هذه السيدة أن تخفف من سلبيات العلاج الكيميائي والشعاعي التي غالباً ما تصيب الكبد وجهاز المناعة؟
تقول نينا إنها اتبعت نظاما غذائيا يزيل السموم من الجسد ويقوي جهاز مناعتها. فابتعدت كلياً عن اللحوم الحمراء والبيضاء والأسماك وجميع أنواع البروتينات، إضافة إلى ابتعادها عن مشتقات الحليب كالألبان والجبن، وكل ما هو مكوّن من الغلوتين، كالمعكرونة والمعجنات والأرز، إضافة إلى الحلويات والسكر، وأكثرت في المقابل من الخضار والفاكهة، لاسيما الشمندر والجزر والكرفس والكوسى والعقدة الصفراء (الكركم ).
ولفتت نينا إلى أنها اتبعت هذا النظام قبل خضوعها للعملية الجراحية ومازالت مستمرة فيه حتى يومنا هذا. كما أنها أحضرت آلة لاستنشاق الأوكسيجين تستخدمها مرتين يومياً لتنقية خلايا جسدها وطرد السموم منها.
خلايا السرطان والأوكسيجين
والتقت العربية.نت الاختصاصية في التغذية والطب الطبيعي السيدة أنطوانيت زلزل حداد، التي شاركت في الفيديو الخاص في الحملة، حيث أكدت أن الخلايا السرطانية تعيش في بيئة ينقصها الأوكسيجين، وأن الجهاز الذي تستخدمه نينا يساعد في إيصال الأوكسيجين إلى الخلايا وطرد السموم منها، وبالتالي يساعد كثيراً في إبقاء جسدها نظيفاً، ويقلّص إمكانية إصابتها مرة جديدة بمرض السرطان الذي يعود للظهور في كثير من الأحيان.
وأضافت حدّاد أن الهمّ الأساس لدى مرضى السرطان هو كيفية التخلص أولاً من المرض من خلال عملية جراحية وعلاج كيميائي أو شعاعي، وأن يقوموا ثانياً بتنقية جسدهم من السموم التي تضرب جهاز مناعتهم وخلاياهم وأعضاء داخلية أخرى من جسدهم من خلال اعتمادهم طريقة تنفس سليمة إن من خلال اليوغا أو من خلال جهاز تنفس كالذي تستخدمه نينا، ومن خلال وقف أطعمة معينة والإكثار من أخرى.
وثالثاً التأكد من أن المرض لن يعود مرة ثانية للمريض عبر المتابعة المستمرة من خلال الفحوصات الروتينية والاستمرار في الوقاية المناسبة.
الوخز بالإبر الصينية
ومن العلاجات المكمّلة التي قامت بها نينا، الوخز بالإبر لتخفيف سلبيات استخدام العلاج الكيميائي والشعاعي، وهي تقوم بهذه الجلسات مرة كل أسبوعين.
العربية.نت رافقت نينا إلى عيادة الدكتور أدمون إبراهيم الاختصاصي في الطب الصيني، حيث خضعت لجلسة استمرت حوالي نصف ساعة. وشرح الدكتور إبراهيم للعربية.نت فعالية هذه الجلسات وأهميتها في العلاج المكمّل، مؤكداً أن العلاج بالإبر الصينية يساهم في تقوية جهاز المناعة لدى المصابة ويحول دون شعورها بالغثيان والدوران، بسبب العلاج الكيميائي الذي يحصل عادة للمصابات.
وتعتبر نينا أن كلفة العلاجات المكمّلة ليست باهظة مقارنة مع النتائج الإيجابية التي ترافق العلاج، فهي تبتعد عن اللحوم مثلاً وتستبدلها بالخضراوات التي تكون عادة أقل سعراً. وتقول للعربية نت: "يمكن الاستغناء عن لقاء مع الصديقات حول غداء أو عشاء، واستبدال ثمنه بجلسة وخز بالإبر الصينية، الكلفة الأكثر ارتفاعاً هي لآلة استنشاق الأوكسيجين، لكن هذه الآلة يمكن أن يستخدمها جميع أفراد العائلة إذ لها فوائد على الجهاز التنفسي على المدى البعيد، كما أنها تبقى في المنزل لسنوات طويلة".
لكن لا بدّ من الإشارة إلى أن الأطباء المعالجين يؤكدون أنه على رغم أهمية العلاجات البديلة، إلا أنها ليست بديلاً عن الجراحة والعلاجات الكيميائية والشعاعية، وعلى السيدة المصابة أن تستشير طبيبها المعالج قبل اعتماد أي علاج مكمّل.
العربية نت نسرين حاطوم