2024-11-25 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

صحة الأم الأردنية ..ليست من أولوياتها

صحة الأم الأردنية ..ليست من أولوياتها
جو 24 : لم تكن تعرف يارا وهي في عمر الخامسة ، ان نصب خيمة كبيرة في كراج منزلهم كان لاقامة بيت عزاء لوالدتها وانما اعتقدت ان حفلة عرس ستقام، كانت تسال جدتها لامها «عرس مين اليوم؟
..بس انا ما اشتريت فستان ..طيب ليش ماما سافرت على العقبة وما رح تحضر معنا العرس؟ «.
يارا.. اليوم في الثالثة عشر من عمرها وباتت تدرك جيدا ان ذلك اليوم المشئوم كان يوم وفاة والدتها بسبب سرطان الثدي .الا انها تتمنى لو انها كانت اكبر في فترة مرض والدتها لكانت قدمت لها كل الدعم الايجابي ولكانت طلبت منها التوجه للفحص المبكر .
وهي الآن اصبحت اكثر اهتماما للمطالعة حول هذا المرض وباتت تطلب من معلماتها اللواتي تحبهن وخالاتها وجداتها التوجه للفحص المبكر كلما اعطيت الفرصة لذلك .
ورغم انها ليست الوحيدة التي فقدت والدتها بسبب هذا المرض ولن تكون الاخيرة؛الا ان حظ «حنين « و»سيف» كان افضل من حظ «يارا» فقد تنبهت والدتهما لاهمية الفحص المبكر فبدات باجراءه بشكل سنوي وروتيني منذ ست سنوات .تقول ام سيف « الحمد لله كل سنة اعمل الفحص واكثر ما يشجعني على القيام به « الرغبة بالبقاء مع اولادي وزوجي وكامل اسرتي دون ان انحرم منهم في عمر مبكر « .
ام سيف نبهت الى :» حتى ان اولادي باتوا على اطلاع كامل باهمية الفحص المبكر وباتوا يقتطعون من مصروفهم بشكل يومي من اجل التبرع ومساعدة مرضى السرطان «.
ولفت الى انه :» ينبغى ان يعرف الاطفال عن هذ المرض لان في اعتقادتهم البسيطة ان هذا المرض يعنى الوفاة وانه لا يمكن النجاة منه ليكون لهم الدور الايجابي في تشجيع قريباتهم من الاناث للتوجه للفحص المبكر وبالمقابل ينبغي للامهات ان تعطى فرصة عدم الحرمان من اطفالها باجراء الفحص المبكر وعدم اهمالها بنفسها صحيا بسبب انشغالها اليومي باطفالها وبيتها فقد تفقدهم نتيجة هذا الاهمال الصحي «.
في هذا الاطار، كشفت مديرة البرنامج الاردني لسرطان الثدي نسرين قطامش ان: « ابرز المشاكل التي واجهها البرنامج في بداية عمله في اطار نشر ثقافة الكشف المبكر لسرطان الثدي محليا هي « قلة الوعي باهمية الكشف» .
..وبينت حرص البرنامج على جعل صحة المراة الاردنية اولى اولوياتها وليس اخر اولوياتها .فاصبحنا الان نرى سيدات مصابات بالمرحلة الاولى ومرحلة ما قبل الاولى من سرطان الثدي بعدما كانت الحالات المكتشفة تكون بالمراحل الاخيرة والمنتشرة من المرض .
منوهة ان حملة البرنامج هذا العام جاءت تحت شعار « خليك بحياتي .. افحصي» كرسالة من الاطفال لامهاتهم وكل السيدات اللواتي في حياة هؤلاء الاطفال من جدة ومعلمة وعمة وخالة .فالام مصدر الحكمة والامان والحياة لكل طفل مما يؤكد اهمية الكشف المبكر لسرطان الثدي لكل سيدة اردنية . خاصة وان الكشف المبكر ينقذ الحياة بنسبة 90%.
ومن جهته قال الطبيب النفسي الدكتور عبد الرحمن مزهر: «ان التأثير النفسي لمرض الام المزمن على اطفالها له تأثير مباشر واخر غير مباشر» .
ونوهالى ان التأثير المباشر على الطفل يظهر في وقت مرض الام لمدة طويلة او لاصابتها بمرض مزمن اوفقدانها- لاسمح الله -نتاج ذلك المرض بحيث يعاني الطفل من-خوف الانفصال -» فيصبح اكثر خوفا وتوترا مما يؤثر على كامل حياته من تحصيله المدرسي وغذاءه ونومه وانتاجيته وعلاقته بالاخرين «.
وبحسب مزهر فان التأثير غير المباشر، يتمثل بالتأثير البعيد المدى على هذا الطفل عندما يكبر مما يسبب له قلقا مدى الحياة وصولا الى الاكتئاب .
الى ذلك كشف مدير مديرية الامراض غير السارية في وزارة الصحة الدكتور ايوب سيايدة انه تم تسجيل 988 حالة سرطان ثدي جديدة بين الاردنيات،بحسب اخر تقرير للسرطان صادر عن وزارة الصحة والسجل الوطني للسرطان للعام 2012 مقارنة بـ 935 حالة عام 2011 و 14 حالة سرطان ثدي للذكور مقارنة بـ 17 حالة للعام 2011 .
مؤكدا ان الارقام الجديدة تسجل كل ثلاث سنوات مبينا ان اجمالي الحالات المسجلة سرطان ثدي للاناث منذ عام 1996 ولغاية اخر احصائية 2012 نحو 11640 حالة .
وشكلت سرطانات الثدي ما نسبته 37.1% من سرطانات الاناث لعام 2012 فيما يشكل سرطان الثدي نحو 20.1% من اجمالي السرطانات بين الجنسين للعام نفسه.
واكد سيايدة ان متوسط العمر للاصابة بسرطان الثدي هو 51 سنة وهواقل بكثير من اعمار السيدات في البلدان الاوربية والامريكية بنحو عشر سنوات . فيما تتراوح اعمار الاصابة بين 21-91 سنة .
وكشف الدكتور مروان الزغل «وزارة الصحة» أن:» اكثر فئة عمرية للاصابة بسرطان الثدي كانت ( 40-49) سنة بنسبة (31.3%) من اجمالي الحالات يليها الفئة العمرية (50-59) سنة بنسبة (25.6%) من اجمالي الحالات فيما بلغت نسبة الفئة العمرية 60 سنة فاكثر (26.4%) من اجمالي الحالات واقلها كانت للفئة العمرية اقل من 40 سنة بنسبة (18.8%) من الاجمالي «.
مشيدا بوجود 43 حالة في المرحلة الصفرية مقارنة بـ 23 حالة عام 2011 مما يؤكد اهمية الكشف المبكر لسرطان الثدي .
وبين ان 27.5% من الحالات تم تشخيصها بالمرحلة الاولى والثانية مقارنة بـ ( 24.9%) لعام 2011 وان 49.7% من الحالات تم تشخيصها في المرحلة الثالثة والرابعة مقارنة 59% عام 2011 فيما بلغت نسبة الاصابة بالثدي الايمن 47.4% وفي الثدي الايسر 46.9% وفي كلا الثديين 2.2%.
وبين الزغل ان عدد حالات سرطان الثدي تضاعفت خلال العشر سنوات .حيث كان عدد الحالات عام 2001 (566) وعام 2012 (988) حالة سرطان ثدي .ومن الحالات الـ 988 والمسجلة عام 2012 سجل 94 حالة وفاة بما نسبته 9.5% .
..انها صرخة محبة وقدرة على التواصل مع الناس والعائلة، عندما نتستعيد ما قالت السيدة»ام سيف»:
- « اولادي باتوا على اطلاع كامل بأهمية الفحص المبكر، و يقتطعون من مصروفهم بشكل يومي من اجل التبرع ومساعدة مرضى السرطان «.

منال القبلاوي - الرأي .
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير