2024-12-24 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

استخدام الهرمونات بين الضرورة والترف

استخدام الهرمونات بين الضرورة والترف
جو 24 : استخدام الهرمونات التعويضية التي تحتوي بصورة أساسية على هرمون الاستروجين، أساس السحر والجمال في نصف المجتمع الأنيق، يعتمد على نظرية حياتية بديهية حيث عنوانها يعتبر مفاصل الجمال في المرأة نقاط بديهية منذ الولادة، واستخدام المساحيق وغيره لن يغير من أساسيات الجمال الرباني، ولكن اختلاف معايير الجمال في العصر الحديث والحرص الزائد وغير المبرر بين ربوع فتيات العصر الحاضر، يلزم السيدات بتطبيق فكرة دامغة أن الأنوثة حالة خاصة بكل أنثى ولكن العامل المشترك لكل هؤلاء يكمن في الشكل الذي يمثل باعتقداهن واجهة الأنوثة الأجمل والتي في نهايتها عامل جذب لأنظار الحاضرين دون الاعتراف بالعلن، ولتسويق هذه الفكرة على أرض الواقع وضمن عوامل المساعدة المتوفرة واستغلال نقاط الضعف والقوة المبعثرة، تلجأ بعض السيدات لاستخدام الوسائل العلاجية المختلفة حتى العاطفية والنفسية، حيث أن السيدات محاصرات في كل مرافق الحياة بوسائل الدعاية التي تهدف لتسويق المنتج بتهمة مفعول السحر، ولكنني كما وعدت وحتى لا أشتت التركيز فسوف أركز الحديث اليوم على العلاج باستخدام هرمون الاستروجين بصورته التعويضية، خصوصا أن هناك تبرعا سخيا في ظاهره من المسوقين والمستفيدين بإبراز مفعول السحر دون وجه حق خصوصا أن البعض يحاول تعميق فكرة أهمية تناول الهرمونات التعويضية كمتطلب مرحلة عمرية إلزامي، ويعتمد في رسالته المضللة على الأبعاد النفسية التي تمر بها السيدة عند الانتقال من مرحلة حياتية فسيولوجية إلى مرحلة حياتية أخرى ضمن التسلسل الزمني لحياة الفرد بأحداثه ومفارقاته.
تمثل مرحلة الإياس جزءا طبيعيا من المفاصل الحياتية للمرأة بحدود العمر، وثقافتنا الصحية ترهب المرأة من هذه المرحلة، وللتوضيح، فهناك تغيرات فسيولوجية وسلوكية تحدث عندما يتوقف المبيضان عن الاستجابة للهرمونات التحفيزية المنتجة في الغدة النخامية، ويترتب على ذلك توقف إنتاج هرمون الإستروجين مما يتسبب بانخفاض مستواه بالدم، والنتيجة النهائية الطبيعية لذلك هي انقطاع الدورة الشهرية عن المرأة نتيجة عدم البناء لطبقة بطانة الرحم.
قد يرافق ذلك حدوث آثار صحية جانبية (وليس بالضرورة) وأهمها الهبات الساخنة بالتناوب مع فترات التعرق المزعجة والأرق الليلي والتي تحدث على فترات ولفترات، وآلام العظام الناتجة عن ضعف البناء الكلسي والتي تتهم بتسببها بكسور في العظام والفخذ بالتحديد، وتقلب المزاج والذي يمثل باعتقادي العرض الأهم وبوابة الشكوى المرضية ناهيك عن تكرر حدوث الالتهابات النسائية والبولية، والنشفان الزائد في منطقة المهبل، وهناك الترهل وتغير بحجم الثدي كنتيجة شبه طبيعية لتغير المعادلة الهرمونية والتي تعتبر بوابة للمشاكل الزوجية والشخصية ومصدر اتهامات متبادلة بين أطراف المعادلة الهرمونية، وكل هذه الأمور قد أصبحت تعالج بين ليلة وضحاها بالهرمونات التعويضية والتي تهدف اساسا لزيادة حجم الثدي باعتباره يمثل الصفحة الأولى للأنوثة الحقيقية، دون التحليل العلمي لمقاصة الفوائد والآثار الجانبية السلبية لاستخدام الهرمونات التعويضية وعلى مختلف الأركان الصحية للمرأة، حيث هناك نقاط غير خلافية وتشكل قاعدة العموميات للتحذير من الفرط باستخدامها مثل ارتفاع نسبة الإصابة بأمراض القلب والشرايين والجلطات الدماغية وسرطان الثدي وبطانة الرحم وتجلطات الشريان الرئوي، وهو أمر ملزم بحكم المحافظة على الصحة بتغير جذري في استخدام الهرمونات التعويضية بعد انقطاع الدورة الشهرية والتحول لاستخدام أنواع أخرى من العلاجات غير الهرمونية والتي تحمل نفس الفوائد الهرمونية التعويضية لقرب التركيب الكيماوي والتي يبرر استخدامها بسبب قدرتها على حماية البيئة الصحية للمرأة في صورتها المثالية لتلك المرحلة العمرية كقدرتها على زيادة كثافة العظام ومنع تسرب عنصر الكالسيوم وتقليل الإصابة بالكسور وخفض نسبة الكوليسترول السيء في الدم والمرتبط بالجلطات القلبية والدماغية دون التأثير السلبي على الثدي أو الرحم، ولكنها لا تساعد على زيادة حجم الثدي إطلاقاً.
لعدم جدوى هذا الإجراء فإنني أحذر من باب الحرص باستخدام مثل تلك العلاجات، وتعتبر ممارسة النشاط الرياضي من أهم الوسائل التي تحارب الإحساس بالغضب والاكتئاب والفراغ وتغير الصورة الاجتماعية والمركز الوظيفي بملحقاته.
لقد مرت عقود من الزمن في المجتمع الطبي لمعرفة المخاطر الكاملة لاستخدام الهرمونات البديلة وهناك هاجس قد يستغرق وقتا طويلا بالنسبة للنساء اللاتي يتم حاليا تناولهن لتلك الهرمونات لتسبب ذلك بزيادة الحيوية والشعور بالنشاط في ظل ضمانات أمنية كاذبة من قبل العديد من المسوقين والمروجين، لاكتشاف وتشخيص الأسافين الصحية الناتجة عن ذلك، فمن السابق لأوانه الادعاء بأن شكلا واحدا وأقل خطرا من الآخر، وأتسائل عما سيكون الشعور لأطراف المعادلة الهرمونية لو تبين في نهاية الأمر فعالية هذه الهرمونات التعويضية في تحفيز أنواع معينة من السرطان؟ سؤال برسم الاجابة!
علينا أن نضع في اعتبارنا أن هناك سببا صحيا لتساؤلنا الكبير لماذا الفسيولوجية في انخفاض مستويات الهرمون السحري مع التقدم في السن؟ قد يكون الجواب بقناعتي أن الجسم البشري لم يكن من المفترض أن يكون ليتعرض لمستويات عالية من هرمونات معينة مع تقدم العمر لخطورتها، ولذا فان أي شكل من أشكال الهرمونات البديلة عن طريق الحبوب، الكريمات، أو الملصقات، وعما إذا كانت تركيبية أو بيولوجية مماثلة فيعتبر تمرداغير مبرر، وقبول الأنثى لواقعها بفترات العمر بأركان شخصيتها يشكل روافع نفسية قادرة على حمايتها من البحث اللامجدي عن معايير جمالية تظر بصحتها على حساب ما يسمى بالأناقة كعنوان للأنوثة وهو ليس كذلك.

معظم الدراسات العلمية تشير إلى أن هناك عدة عوامل قد تزيد من الأعراض المصاحبة لانقلابات المعادلة الهرمونية لتلك الفترة الزمنية الحرجة مثل العوامل الشخصية للمرأة ودوافعها النفسية في فترات حياتها المختلفة قبل دخولها مرحلة سن الإياس، إضافة لعدد فترات الحمل والإنجاب خلال الفترة الذهبية للإنجاب وتشير الدراسات العلمية أنه كلما زادت خصوبة المرأة كلما تأخر - إلى حد ما- سن توقف الدورة الشهرية، وهناك أيضاً طبيعة عمل المرأة حيث أن مشاكل فترة توقف الدورة الشهرية تكون أكثر حدة عند النساء العاملات عنها بين ربات البيوت، إضافة لسن الزواج، فكلما تأخر سن زواج المرأة كلما تقدم بها سن توقف الدورة الشهرية، ونختم القول بحدود اجتهادنا بذكر العوامل الشخصية والبيئية مثل مستوى المعيشة وطبيعة المجتمع الذي تعيش فيه حيث تشير الدراسات العلمية أن سن الإياس يأتي مبكرا نسبيا وبمشاكل أكثر في البلاد الحارة.
لقد أوصت الجمعية الأمريكية لأمراض النساء والولادة أطباءها بعدم استخدام الهرمونات التعويضية إلا في أضيق الحدود لوجود أعراض شديدة بسبب نقص الاستروجين ولمدة محدودة بسيطة لا تتجاوز سنة أو سنتين على أكثر تقدير، وضمان برنامج متابعة صحي دقيق، والتوصية بضرورة التحول للعلاج النباتي والوقائي والتركيز على الأغذية والأعشاب الطبيعية وتغير السلوكيات الشخصية إن لزم الأمر، ويجب أن تطبق هذه التوصيات للمحافظة على سلامة مجتمع النساء هنا في الأردن، فهل لنا أن نبادر بحملة وطنية من أجل المحافظة على سلامة النصف الجميل والأنيق في المجتمع؟ على الأٌقل يبدأ المشروع الخيري وأي مشروع بمن يتبرع بقرع الجرس وها أنا قد تبرعت فقرعته من أجل ايجاد ظوابط علمية محددة لاستخدام هذه العلاجات وتصنيفها بدرجة الخطورة وللحديث بقية.
الرأي .
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير