2024-07-03 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

نقابة المهندسين الاردنيين ترمم التصدعات في ضمير الامة ..وتعيد بناء الامل والصمود

نقابة المهندسين الاردنيين ترمم التصدعات في ضمير الامة ..وتعيد بناء الامل والصمود
جو 24 :

محرر الشؤون المحلية - لم يلتفت ابناء جلدتنا في الخليج والمغرب العربيين للمخطط الذي يعد لتهجير اهلنا من البلدة القديمة في مدينة القدس، حيث قبلتنا الاولى، لم يفكروا بأن في بيت المقدس واكنافه مرابطون مهددون محاصرون يحتاجون منا ولو شق تمرة، ونحن نبخل بها عليهم. وكأن صراع المقدسيين مع الصهاينة يعنيهم وحدهم، وكأن المسجد الاقصى وقبة الصخرة هي مشكلة الفلسطينيين فقط، ولا ضير او مسؤولية اخلاقية تاريخية وعقائدية اسلامية مسيحية من تركهم ليقلعوا شوكهم بايديهم.

بعض الاقطار العربية يتذكرونها بشكل موسمي، فيقدموا الدعم المالي لمرة واحدة وبعضهم الاخر لمرتين على اقصى تعديل، وبذلك يظنون انهم قاموا بواجبهم الذي تمليه عليهم هممهم الخائرة وخياراتهم البائسة، وبعد ذلك على ابناء البلدة القديمة ان يصمدوا لوحدهم طوال الوقت، ان يواجهوا المخططات الاحلالية في المدينة، ان يتصدوا لجهد دولة مارقة وعنصرية ومؤسسات ممولة ومنظمة تسعى لتطفيشهم وابعادهم والاستيلاء على بيوتهم ومحالهم واحواشهم و دور عبادتهم ومدارسهم ومعاهدهم. وبالمقابل لا جهد عربيا مؤسسيا مستقرا في دعم اهلنا هناك، ولا جهود منظمة وممنهجة لتمكين المقدسيين من التشبث بارضهم وممتلكاتهم في البلدة القديمة.

في هذا النفق المظلم، وبعد ان تهلهلت الابنية وتصدعت الجدران وتشققت الاسطح، وخارت قوى الناس بعد طول عناء، وبعد انسداد الافق، ومشاركة الجميع في حصار المقدسيين ومعاناتهم، انبثقت من العاصمة عمان من الاردن الدولة الصغيرة متواضعة الامكانات والثروات، مبادرة استطاعت ان تحدث الفرق، وتحقق المأمول والمتوقع، وتنجز ما عجزت عن تحقيقه حكومات وانظمة، هذه المبادرة أطلقتها نقابة المهندسين الاردنيين عام ٢٠١٠ وحملت اسم "برنامج اعمار البلدة القديمة، فلنشعل قناديل صمودهم"، وجرى تكليف لجنة مهندسون من اجل القدس وفلسطين بتنفيذها بالتعاون مع مؤسسات هندسية مقدسية تنفذ المشاريع وتضع المخططات للمحافظة على هوية المكان التاريخية والدينية.

بجهد تطوعي مقدر لمهندسين من الاردن وفلسطين اطلقت نقابة المهندسيين الاردنيين هذه المبادرة التي نجحت في ترميم واعادة بناء عشرات الابنية والمعالم الاثرية في البلدة القديمة -تابعوا المرفقات- ، وها هي تمضي في تخصيص موازنات اكبر السنة تلو الاخرى، وتتوسع في المشاريع الواحد تلو الاخر، في همة تتصاعد وجذوة تتقد وتتعاظم، وفاعلية وانجاز عز نظيرها اذا ما اخدنا بعين الاعتبار العقبات والعراقيل التي يضعها الاحتلال في طريق هذا المشروع والمهندسين المتطوعين العاملين فيه.

لقد نجحت نقابة المهندسيين الاردنيين في ترميم التصدعات في ضمير الامة، وهاهي تبني مداميك الامل وتعلي معاني وقيم الصمود والتحدي والمقاومة..

يوم الاثنين ٢٠١٥/١١/٢ تخصص نقابة المهندسيين الاردنيين بالتعاون مع اذاعة حياة اف ام يوما مفتوحا لدعم الاقصى تطلب فيه من الاردنيين ان يشاركوا في هذا الجهد المبارك، ان يساهموا بما يستطيعون في تعزيز صمود اهلنا في الارض التي بارك الله حولها. ان يقدموا على الاقل دريهمات تريح قلوبهم وتعزز بدواخلهم حقيقة ان للقدس علينا حق وان حقها علينا لا يسقط بالتقادم او التخاذل او الانكفاء. حقها علينا نقدمه اليوم بما نستطيع من دنانير وفي الغد نقدمه دماء ترخص في سبيل ارضنا ومقدساتنا هناك.. لا تفوتوا الفرصة علينا جميعا ان نوقظ فيما بيننا او على الاقل في الاجيال القادمة علاقاتنا المباشرة بهذه المدينة المقدسة وحقيقة اننا مسؤولون ومعنيون ومطالبون بالتحرك من اجل استعادت الارض والمقدسات طال الزمان او قصر..

بوركت اليد التي تعمل .. وكتب الله لهم في كل حبة عرق يذرفونها في هذا المشروع حسنات وبركات دائمة لا تنقطع ..



..

..

..

..

..

..

.

تابعو الأردن 24 على google news