هل بدائل السكر ضارة بالصحة حقاً؟
جو 24 : تعتمد صناعة الأغذية على بدائل السكر لاستخدامها في مجموعة كبيرة من أغذية الحمية، لكن هل هذه البدائل آمنة؟
هذا ما تحاول كلوديا هاموند أن تتحقق منه.
يشتري الكثير من الناس مشروبات الحمية الغازية وبدائل السكر بهدف التقليل من كمية السكر التي يتناولونها، لكن المخاوف بشأن سلامتها لا تزال تثار منذ سنوات. فما هي الأدلة المتوفرة على كونها مضرة لنا؟
لعل أكثر مواد التحلية الصناعية المعروفة هي «أسبرتام». وهو أكثر الأنواع الذي تحدثت عن أضراره الصحف. إنه أحد بدائل السكر، وهو من الحوامض الأمينية المصنّعة من حامض الأسبارتيك ومادة الفينيلالاناين.
في عام 1996، أشارت إحدى الصحف إلى أن الزيادة في الإصابة بأورام الدماغ قد تُعزى إلى ارتفاع في استخدام أسبرتام. واستمرت هذا المخاوف، وبدأ الحديث عن أنواع أخرى من السرطان.
كان القلق الذي يساور الناس شديدا لدرجة أنه أجريت دراسة كبيرة، شملت قرابة نصف مليون شخص، من قبل «المعهد الوطني الأمريكي للسرطان» ونُشرت نتائجها عام 2006. توصلت تلك الدراسة إلى عدم وجود زيادة في خطورة الإصابة بسرطان الدماغ وسرطان الدم وسرطان الغدد اللمفاوية لدى الأشخاص الذين يتناولون أسبرتام.
وبالمثل، أجرت «الهيئة الأوربية لسلامة الأغذية» دراسة هي الأكثر شمولا لمراجعة الأدلة على أضرار هذه المُحليات الصناعية حتى الآن. وتوصلت الدراسة إلى نتيجة مفادها أن المستويات التي يُنصح بتناولها (40 ملغم لكل كغم من وزن الجسم يومياً) غير مضرة، حتى بالنسبة للأطفال والنساء الحوامل.
مفيد لحماية الأسنان
السبب في كون الأسبارتام لا يؤدي إلى مشاكل صحية هو أن القليل جدا منه يدخل إلى الدورة الدموية؛ إذ أنه يتحلل سريعا إلى مكوّناته الثانوية. لكن هناك استثناءً واحداً، إذ يصاب البعض باضطراب وراثي نادر يسمى «البيلة الفينيولية»، حيث يعاني جسمهم من خلل وراثي في التمثيل الغذائي يؤدي إلى عدم تمكّنهم من تجزئة مادة الفينيلالاناين، وهي إحدى المكونات الثانوية للأسبرتام، ولذا فإن تناوله غير آمن بالنسبة لهؤلاء.
لذلك نرى وضع علامات تحذير على المُحليات الصناعية التي توضع على موائد الطعام، أو لإضافتها إلى مشروب الشاي والقهوة، للدلالة على احتوائها على مادة الفينيلالاناين.
رغم ذلك، هناك مُحليات صناعية أخرى لها مضاعفات جانبية. وإذا سبق لك أن تناولت في أحد المرات كمية كبيرة جدا من أقراص النعناع الخالية من السكر، والتي تحتوي على مادة «زيليتول»، فلعلك تكون عانيت من بعض المضاعفات بنفسك.
وهذه المادة هي نوع من الكربوهيدرات المصنوعة من أشجار البتولا وغيرها من الأشجار ذات الأخشاب الصلبة. وتحتوي هذه المادة على نسبة من السعرات الحرارية أقل من السكر بواقع 30 في المئة، ولا يبدو أنها تترك أي مذاقٍ خاص في الفم بعد تناولها، بل إن تناول كميات كبيرة منها، يؤدي إلى احتباس الماء في الجسم، مما يؤدي إلى الإصابة بالإسهال.
لكن هناك دلائل تشير إلى أنها تساعد على الوقاية من تسوس الأسنان، مما أثار اهتمام بعض أطباء الأسنان. وتبيّن أن استعمال علكة أو أقراص النعناع التي تحتوي على «زيليتول» يمكنه إبطال تأثير حموضة طبقة البلاك على الأسنان. وطبقة البلاك هي عبارة عن مجموعة من الجراثيم الملتصقة على سطح الأسنان بواسطة اللعاب و بقايا الطعام.
وتُنتج أحدث المُحليات الصناعية من نبات «ستيفيا». و كان السكان المحليون في باراغواي والبرازيل قد استخدموا في السابق عشبة ستيفيا كدواء لعدة قرون. وهي نبتة خالية من السعرات الحرارية ومذاقها أكثر حلاوة من السكر بـ300 مرة.
وتُباع هذه المُحليات في اليابان كبديل عن السكر منذ أكثر من أربعة عقود. تنمو عشبة «ستيفيا» فقط في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية من أمريكا اللاتينية والجنوبية، وتستخرج هذه المركبات الحلوة، التي يطلق عليها اسم «ستيفيول غلايكوسايدز»، من أوراق نبات «ستيفيا» عن طريق نقعها في الماء.
وتمر هذه المركبات عبر الجسم دون أن تُمتص. وأقرت الولايات المتحدة «ستيفيا» كأحدى المضافات الغذائية في أمريكا عام 2008 وفي أوروبا عام 2011. وأحد العيوب في هذه المُحليات هي أن بعض الأشخاص قد يشعرون بطعمٍ مرّ في الفم يبقى بعد تناولها، يشبه مذاق بذر اليانسون. ولهذا السبب، فانها تُمزج مع المُحليات الصناعية.
لكن، هل تناول «ستيفيول غليكوزيد» آمن صحياً؟
ترى «الهيئة الأوربية لسلامة الأغذية» أن ذلك صحيح، بعد إجراء تحليل لجميع الأدلة المتوفرة والتي أجريت على مجموعات من البشر والحيوانات عام 2010. وتوصلت الدراسة إلى أن هذه المركبات لا تسبب السرطان، وغير سامة وآمنة للأطفال والنساء الحوامل.
الأمر الذي يدعو للتفاؤل الكبير هو أن المُحليات المستخلصة من نبات «ستيفيا» تساعد الناس على الاستمتاع بمذاق حلو دون التسبب في زيادة الوزن أو الإصابة بمرض السكري. ورغم ذلك، فقد توفرت بدائل السكر منذ فترة طويلة لاستخدامها، لكن لا يبدو أنها وضعت حدا لأزمة السمنة حتى الآن.
لم يتمكن العلماء حتى هذه اللحظة من معرفة ما إذا كانت هناك عواقب لاستخدام هذه المُحليات إذا تعرف الدماغ على المذاق الحلو، لكنه لم يجد جرعة السكر التي يتوقعها؟ القلق الذي يساور البعض هو أن المذاق الحلو قد يدفع الجسم بطريقة ما إلى إفراز كميات كبيرة من هرمون الانسولين، مما قد يسبب زيادة الوزن على المدى البعيد.
لكن لا يمكن القول حتى الآن إذا كان ذلك يحدث. لكن «الهيئة الأوربية لسلامة الأغذية» توصلت إلى عدم وجود أدلة كافية للقول إن مادة «ستيفيا» تساعد على تحقيق وزن صحي للجسم أو أنها تحافظ عليه.
اختلال تحمل الغلوكوز
لا تستحق بدائل السكر السمعة السيئة التي تلاحقها، على ما يبدو. لكن، وكما تشير أدلة واضحة على ما يبدو، فإن بحث جديد نشر في إسرائيل هذا العام يشير إلى أن المُحليات الصناعية، أسبرتام وسكرين وسكراللوز، لا تلعب دورا في منع الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري (الذي يُصاب به البالغون)، بل أنها تساعد في الإصابة به.
وأعطيت مجموعة من الفئران ماء شرب وكان بعضه ممزوجاً بواحد من بدائل السكر الثلاث المذكورة. وعندما قاس الباحثون مستويات الغلوكوز في الدم، توصلوا إلى أن الفئران التي تناولت هذه المُحليات الصناعية أظهرت دلائل على اختلال تحمل الغلوكوز.
ويرتبط هذا الأمر بمرض السكري من النوع الثاني. أما الفئران التي شربت ماءً بدون أي من هذه المواد، أو ماء يحتوي على سكر طبيعي، فلم يظهر عليها اختلال تحمل الغلوكوز.
وأظهرت النتائج أن السبب يكمن في البكتيريا الموجودة في الأمعاء، إذ أن الفئران حينما استهلكت بدائل السكر، تغيرت بكتيريا الأمعاء لديها.
لا يمكن دوما استقراء النتائج من دراسات الفئران على البشر، فالغذاء المعتاد للفئران يختلف بالطبع وبشكل كبير عما نأكله. لكن في الجزء الثاني من بحثهم، أجرى الباحثون دراسة على البشر، وأعطوهم الحد الأقصى المسموح به يومياً لتناول مادة «السكرين»، وهي تعادل 40 علبة من مشروب الحمية المعتاد.
وخلال خمسة أيام فقط، ظهر قدر من الاختلال في تحمل الغلوكوز لدى أكثر من نصف المتطوعين، والمثير للاهتمام أن هؤلاء كانت لديهم بكتيريا مختلفة في أمعائهم.
تقدم الباحثون بدراستهم خطوة أخرى، وأجروا عملية زرع للبراز. في هذه الحالة، نقل الخبراء البراز من الأشخاص ووضعوه في الفئران. وانتقل اختلال تحمل الغلوكوز من الأفراد إلى الفئران، وهو ما يشير إلى أن بكتيريا الأمعاء هي العامل الرئيسي.
لكن قبل أن نقر بأن بدائل السكر مضرة للبشر في نهاية المطاف، فإن هذه لم تكن إلا دراسة واحدة أجريت بشكل رئيسي على الفئران، وبمشاركة سبعة أشخاص متطوعين فقط. وحتى إن الباحثين أنفسهم أقروا بالحاجة الى المزيد من الأبحاث، إذ أن هذا البحث لا يخبرنا بأي شيء عن التأثيرات بعيدة المدى لبدائل السكر على البشر.
في عام 2013، أجري بحث موسّع على أكثر من 300 ألف شخص في ثمانِ دول أوروبية. لم يتوصل هذا البحث إلى أي علاقة بين الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري وتناول أو شرب المُحليات الصناعية.
هناك درس نتعلمه من كل هذه الدراسات، ألا وهو عدم وجود أي نوع محدد من «المُحليات الصناعية» تكون مضرة أو آمنة صحيا، إذ أن كل واحد منها يختلف كثيراً عن الآخر وينبغي دراسته بشكل منفرد.
وبالنظر إلى جميع هذه الأدلة، فإنه يبدو من السابق لأوانه جدا أن ننصح بتناول المشروبات السكرية كبديل كامل عن السكر. (بي بي سي)
هذا ما تحاول كلوديا هاموند أن تتحقق منه.
يشتري الكثير من الناس مشروبات الحمية الغازية وبدائل السكر بهدف التقليل من كمية السكر التي يتناولونها، لكن المخاوف بشأن سلامتها لا تزال تثار منذ سنوات. فما هي الأدلة المتوفرة على كونها مضرة لنا؟
لعل أكثر مواد التحلية الصناعية المعروفة هي «أسبرتام». وهو أكثر الأنواع الذي تحدثت عن أضراره الصحف. إنه أحد بدائل السكر، وهو من الحوامض الأمينية المصنّعة من حامض الأسبارتيك ومادة الفينيلالاناين.
في عام 1996، أشارت إحدى الصحف إلى أن الزيادة في الإصابة بأورام الدماغ قد تُعزى إلى ارتفاع في استخدام أسبرتام. واستمرت هذا المخاوف، وبدأ الحديث عن أنواع أخرى من السرطان.
كان القلق الذي يساور الناس شديدا لدرجة أنه أجريت دراسة كبيرة، شملت قرابة نصف مليون شخص، من قبل «المعهد الوطني الأمريكي للسرطان» ونُشرت نتائجها عام 2006. توصلت تلك الدراسة إلى عدم وجود زيادة في خطورة الإصابة بسرطان الدماغ وسرطان الدم وسرطان الغدد اللمفاوية لدى الأشخاص الذين يتناولون أسبرتام.
وبالمثل، أجرت «الهيئة الأوربية لسلامة الأغذية» دراسة هي الأكثر شمولا لمراجعة الأدلة على أضرار هذه المُحليات الصناعية حتى الآن. وتوصلت الدراسة إلى نتيجة مفادها أن المستويات التي يُنصح بتناولها (40 ملغم لكل كغم من وزن الجسم يومياً) غير مضرة، حتى بالنسبة للأطفال والنساء الحوامل.
مفيد لحماية الأسنان
السبب في كون الأسبارتام لا يؤدي إلى مشاكل صحية هو أن القليل جدا منه يدخل إلى الدورة الدموية؛ إذ أنه يتحلل سريعا إلى مكوّناته الثانوية. لكن هناك استثناءً واحداً، إذ يصاب البعض باضطراب وراثي نادر يسمى «البيلة الفينيولية»، حيث يعاني جسمهم من خلل وراثي في التمثيل الغذائي يؤدي إلى عدم تمكّنهم من تجزئة مادة الفينيلالاناين، وهي إحدى المكونات الثانوية للأسبرتام، ولذا فإن تناوله غير آمن بالنسبة لهؤلاء.
لذلك نرى وضع علامات تحذير على المُحليات الصناعية التي توضع على موائد الطعام، أو لإضافتها إلى مشروب الشاي والقهوة، للدلالة على احتوائها على مادة الفينيلالاناين.
رغم ذلك، هناك مُحليات صناعية أخرى لها مضاعفات جانبية. وإذا سبق لك أن تناولت في أحد المرات كمية كبيرة جدا من أقراص النعناع الخالية من السكر، والتي تحتوي على مادة «زيليتول»، فلعلك تكون عانيت من بعض المضاعفات بنفسك.
وهذه المادة هي نوع من الكربوهيدرات المصنوعة من أشجار البتولا وغيرها من الأشجار ذات الأخشاب الصلبة. وتحتوي هذه المادة على نسبة من السعرات الحرارية أقل من السكر بواقع 30 في المئة، ولا يبدو أنها تترك أي مذاقٍ خاص في الفم بعد تناولها، بل إن تناول كميات كبيرة منها، يؤدي إلى احتباس الماء في الجسم، مما يؤدي إلى الإصابة بالإسهال.
لكن هناك دلائل تشير إلى أنها تساعد على الوقاية من تسوس الأسنان، مما أثار اهتمام بعض أطباء الأسنان. وتبيّن أن استعمال علكة أو أقراص النعناع التي تحتوي على «زيليتول» يمكنه إبطال تأثير حموضة طبقة البلاك على الأسنان. وطبقة البلاك هي عبارة عن مجموعة من الجراثيم الملتصقة على سطح الأسنان بواسطة اللعاب و بقايا الطعام.
وتُنتج أحدث المُحليات الصناعية من نبات «ستيفيا». و كان السكان المحليون في باراغواي والبرازيل قد استخدموا في السابق عشبة ستيفيا كدواء لعدة قرون. وهي نبتة خالية من السعرات الحرارية ومذاقها أكثر حلاوة من السكر بـ300 مرة.
وتُباع هذه المُحليات في اليابان كبديل عن السكر منذ أكثر من أربعة عقود. تنمو عشبة «ستيفيا» فقط في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية من أمريكا اللاتينية والجنوبية، وتستخرج هذه المركبات الحلوة، التي يطلق عليها اسم «ستيفيول غلايكوسايدز»، من أوراق نبات «ستيفيا» عن طريق نقعها في الماء.
وتمر هذه المركبات عبر الجسم دون أن تُمتص. وأقرت الولايات المتحدة «ستيفيا» كأحدى المضافات الغذائية في أمريكا عام 2008 وفي أوروبا عام 2011. وأحد العيوب في هذه المُحليات هي أن بعض الأشخاص قد يشعرون بطعمٍ مرّ في الفم يبقى بعد تناولها، يشبه مذاق بذر اليانسون. ولهذا السبب، فانها تُمزج مع المُحليات الصناعية.
لكن، هل تناول «ستيفيول غليكوزيد» آمن صحياً؟
ترى «الهيئة الأوربية لسلامة الأغذية» أن ذلك صحيح، بعد إجراء تحليل لجميع الأدلة المتوفرة والتي أجريت على مجموعات من البشر والحيوانات عام 2010. وتوصلت الدراسة إلى أن هذه المركبات لا تسبب السرطان، وغير سامة وآمنة للأطفال والنساء الحوامل.
الأمر الذي يدعو للتفاؤل الكبير هو أن المُحليات المستخلصة من نبات «ستيفيا» تساعد الناس على الاستمتاع بمذاق حلو دون التسبب في زيادة الوزن أو الإصابة بمرض السكري. ورغم ذلك، فقد توفرت بدائل السكر منذ فترة طويلة لاستخدامها، لكن لا يبدو أنها وضعت حدا لأزمة السمنة حتى الآن.
لم يتمكن العلماء حتى هذه اللحظة من معرفة ما إذا كانت هناك عواقب لاستخدام هذه المُحليات إذا تعرف الدماغ على المذاق الحلو، لكنه لم يجد جرعة السكر التي يتوقعها؟ القلق الذي يساور البعض هو أن المذاق الحلو قد يدفع الجسم بطريقة ما إلى إفراز كميات كبيرة من هرمون الانسولين، مما قد يسبب زيادة الوزن على المدى البعيد.
لكن لا يمكن القول حتى الآن إذا كان ذلك يحدث. لكن «الهيئة الأوربية لسلامة الأغذية» توصلت إلى عدم وجود أدلة كافية للقول إن مادة «ستيفيا» تساعد على تحقيق وزن صحي للجسم أو أنها تحافظ عليه.
اختلال تحمل الغلوكوز
لا تستحق بدائل السكر السمعة السيئة التي تلاحقها، على ما يبدو. لكن، وكما تشير أدلة واضحة على ما يبدو، فإن بحث جديد نشر في إسرائيل هذا العام يشير إلى أن المُحليات الصناعية، أسبرتام وسكرين وسكراللوز، لا تلعب دورا في منع الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري (الذي يُصاب به البالغون)، بل أنها تساعد في الإصابة به.
وأعطيت مجموعة من الفئران ماء شرب وكان بعضه ممزوجاً بواحد من بدائل السكر الثلاث المذكورة. وعندما قاس الباحثون مستويات الغلوكوز في الدم، توصلوا إلى أن الفئران التي تناولت هذه المُحليات الصناعية أظهرت دلائل على اختلال تحمل الغلوكوز.
ويرتبط هذا الأمر بمرض السكري من النوع الثاني. أما الفئران التي شربت ماءً بدون أي من هذه المواد، أو ماء يحتوي على سكر طبيعي، فلم يظهر عليها اختلال تحمل الغلوكوز.
وأظهرت النتائج أن السبب يكمن في البكتيريا الموجودة في الأمعاء، إذ أن الفئران حينما استهلكت بدائل السكر، تغيرت بكتيريا الأمعاء لديها.
لا يمكن دوما استقراء النتائج من دراسات الفئران على البشر، فالغذاء المعتاد للفئران يختلف بالطبع وبشكل كبير عما نأكله. لكن في الجزء الثاني من بحثهم، أجرى الباحثون دراسة على البشر، وأعطوهم الحد الأقصى المسموح به يومياً لتناول مادة «السكرين»، وهي تعادل 40 علبة من مشروب الحمية المعتاد.
وخلال خمسة أيام فقط، ظهر قدر من الاختلال في تحمل الغلوكوز لدى أكثر من نصف المتطوعين، والمثير للاهتمام أن هؤلاء كانت لديهم بكتيريا مختلفة في أمعائهم.
تقدم الباحثون بدراستهم خطوة أخرى، وأجروا عملية زرع للبراز. في هذه الحالة، نقل الخبراء البراز من الأشخاص ووضعوه في الفئران. وانتقل اختلال تحمل الغلوكوز من الأفراد إلى الفئران، وهو ما يشير إلى أن بكتيريا الأمعاء هي العامل الرئيسي.
لكن قبل أن نقر بأن بدائل السكر مضرة للبشر في نهاية المطاف، فإن هذه لم تكن إلا دراسة واحدة أجريت بشكل رئيسي على الفئران، وبمشاركة سبعة أشخاص متطوعين فقط. وحتى إن الباحثين أنفسهم أقروا بالحاجة الى المزيد من الأبحاث، إذ أن هذا البحث لا يخبرنا بأي شيء عن التأثيرات بعيدة المدى لبدائل السكر على البشر.
في عام 2013، أجري بحث موسّع على أكثر من 300 ألف شخص في ثمانِ دول أوروبية. لم يتوصل هذا البحث إلى أي علاقة بين الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري وتناول أو شرب المُحليات الصناعية.
هناك درس نتعلمه من كل هذه الدراسات، ألا وهو عدم وجود أي نوع محدد من «المُحليات الصناعية» تكون مضرة أو آمنة صحيا، إذ أن كل واحد منها يختلف كثيراً عن الآخر وينبغي دراسته بشكل منفرد.
وبالنظر إلى جميع هذه الأدلة، فإنه يبدو من السابق لأوانه جدا أن ننصح بتناول المشروبات السكرية كبديل كامل عن السكر. (بي بي سي)