زوجة شهيد نجران تروي " دقائقه الأخيرة
جو 24 : في رحلة خاصة قامت بها "العربية.نت" إلى منزل الشهيد علي آل مضرمة، استقبلتنا بحفاوة زوجته بصحبة بناتها الخمس، اعتذرنا منهم بداية على إعادة ما يحتفظون به من ذكريات سعيدة بوالدهم الذي قتل في التفجير الانتحاري الذي استهدف مسجد "مشهد" بحي دحضة بنجران (جنوب السعودية) من قبل أحد عناصر "داعش".
"أم أحمد" هكذا كان يدعوها زوجها الشهيد آل مرضمة طوال رحلة عمرهما معا، والذي تزوجته وهي ابنة 15 عاماً، بدأت باستعادة نكات ومداعبات الرجل التسعيني لها والتي لا تصغره سوى بـ 3 أعوام. كان جليا أن الكثير من تفاصيل مشوارهما لا تزال حاضرة، وبسعادة أخذت بالحديث عن رفيق دربها قائلة: "كان يدلعني بكل شيء وإن كنت مغضبة لا ينام حتى يرضيني".
وأضافت ضاحكة: "ما يقهرني حتى وإن كان بالمزاح ذكره الزواج من ثانية ويكتفي بالقول جعلها تفداك".
"طبيعته لا توصف طيب وهادئ ومعه ستر الحال"، كانت كذلك شهادة "أم أحمد" بزوجها علي آل مرضمة، مضيفة : "قتل وهو مصلي وصائم ومكرم لأهل بيته، فهل أتمنى أكثر من ذلك الحمد لله، مثله يستحق أن يموت بهذا الشكل المشرف".
تذكر "أم أحمد" الدقائق الأخيرة لها مع زوجها من يوم الجمعة قائلة: "كنت أشاهد التلفاز وما أن حان أذان العصر حتى أخذ إفطاره، وقال لي مع السلامة سأعود بعد صلاة العشاء إلا أنه لم يعد".
وأضافت: "بعد سماع نبأ الانفجار جاء أحد أبنائي وقال لي الأب أصيب إصابة بسيطة وسنجلبه إلى المنزل، عرفت حينها أنه قتل فكيف يكون مصاباً ولا يأخذونه إلى المستشفى لتلقي العلاج"، مؤكدة بمفرداتها العفوية: "ما طاحت مني دمعة".
وقالت: "كان من الممكن أن يموت على فراشه أو بحادث سيارة ولن أتمنى له شيئا أفضل من ذلك".
في مجلس آل مرضمة النسائي، الذي لايزال حتى اليوم يستقبل المعزين والمهنئين، كان لنا حديث مع ابنته الكبرى "رحمة" التي لم تتوقف عيناها عن ذرف الدموع وهي تصغي للحديث عن والدها قائلة: "كنت على الدوام ملاذا لوالدي كلما شاء الحديث عن أي أمر، كنت أنا أول من يطلبه ويتصل به وسأفقد اليوم كثيراً مشاهدة رقمه على هاتفي".
أما الابنة الصغرى المدللة لدى أبيها "فاطمة" فلا تقل حزناً عن أختها، فعمرها الذي بلغ منتصف الثلاثينات لم يكن شفيعا لدى والدها في التوقف عن تفقدها إن كانت قد تناولت طعامها أو متابعتها أثناء دوامها الرسمي فما زالت بنظره وبحسب ما درج محليا "قعدة والدها" أي أنها آخر ما أنجبه".
قصة ما ظهر عليه من تغير ملحوظ في الأشهر الأخيرة التي سبقت مقتله، بحسب أسرته، أوجزته "أم أحمد" بقولها: "جلب كميات كبيرة من التمور والقهوة وقال راح يجي ناس كثر ماتدرون عنهم أكرموهم وأطعموهم".
واختتمت زوجة الشهيد آل مرضمة حديثها: "ما همني لدى سماع نبأ مقتله السؤال عن جسده إن كان ممزقا أو سليما وكان كذلك دون أي جرح".
عقب ساعة قضيناها مع أسرة الشهيد آل مرضمة انتقلنا إلى منزل الشهيد الثاني سعيد سالم آل مسعود (52 عاماً)، وهو مؤذن مسجد "مشهد" بنجران. التقينا بزوجته وبناته الست.
تقول نعمة زوجة الشهيد: "كان مفارقة كبيرة أن يموت زوجي مع صديقه الذي اعتاد صحبته منذ 10 أعوام"، مضيفة: "طلبنا منه بعد أحداث التفجيرات التي طالت المساجد في كل من القطيف والأحساء الصلاة في المنزل إلا أنه رفض ذلك".
وبحزن شديد تقاطع إحدى بنات الشهيد آل مسعود حديثنا بالقول: "علمنا خبر إصابته من "جروبات الواتس"، حتى جاءنا الخبر اليقين باستشهاده في الساعة 11 مساء".
العربية نت
"أم أحمد" هكذا كان يدعوها زوجها الشهيد آل مرضمة طوال رحلة عمرهما معا، والذي تزوجته وهي ابنة 15 عاماً، بدأت باستعادة نكات ومداعبات الرجل التسعيني لها والتي لا تصغره سوى بـ 3 أعوام. كان جليا أن الكثير من تفاصيل مشوارهما لا تزال حاضرة، وبسعادة أخذت بالحديث عن رفيق دربها قائلة: "كان يدلعني بكل شيء وإن كنت مغضبة لا ينام حتى يرضيني".
وأضافت ضاحكة: "ما يقهرني حتى وإن كان بالمزاح ذكره الزواج من ثانية ويكتفي بالقول جعلها تفداك".
"طبيعته لا توصف طيب وهادئ ومعه ستر الحال"، كانت كذلك شهادة "أم أحمد" بزوجها علي آل مرضمة، مضيفة : "قتل وهو مصلي وصائم ومكرم لأهل بيته، فهل أتمنى أكثر من ذلك الحمد لله، مثله يستحق أن يموت بهذا الشكل المشرف".
تذكر "أم أحمد" الدقائق الأخيرة لها مع زوجها من يوم الجمعة قائلة: "كنت أشاهد التلفاز وما أن حان أذان العصر حتى أخذ إفطاره، وقال لي مع السلامة سأعود بعد صلاة العشاء إلا أنه لم يعد".
وأضافت: "بعد سماع نبأ الانفجار جاء أحد أبنائي وقال لي الأب أصيب إصابة بسيطة وسنجلبه إلى المنزل، عرفت حينها أنه قتل فكيف يكون مصاباً ولا يأخذونه إلى المستشفى لتلقي العلاج"، مؤكدة بمفرداتها العفوية: "ما طاحت مني دمعة".
وقالت: "كان من الممكن أن يموت على فراشه أو بحادث سيارة ولن أتمنى له شيئا أفضل من ذلك".
في مجلس آل مرضمة النسائي، الذي لايزال حتى اليوم يستقبل المعزين والمهنئين، كان لنا حديث مع ابنته الكبرى "رحمة" التي لم تتوقف عيناها عن ذرف الدموع وهي تصغي للحديث عن والدها قائلة: "كنت على الدوام ملاذا لوالدي كلما شاء الحديث عن أي أمر، كنت أنا أول من يطلبه ويتصل به وسأفقد اليوم كثيراً مشاهدة رقمه على هاتفي".
أما الابنة الصغرى المدللة لدى أبيها "فاطمة" فلا تقل حزناً عن أختها، فعمرها الذي بلغ منتصف الثلاثينات لم يكن شفيعا لدى والدها في التوقف عن تفقدها إن كانت قد تناولت طعامها أو متابعتها أثناء دوامها الرسمي فما زالت بنظره وبحسب ما درج محليا "قعدة والدها" أي أنها آخر ما أنجبه".
قصة ما ظهر عليه من تغير ملحوظ في الأشهر الأخيرة التي سبقت مقتله، بحسب أسرته، أوجزته "أم أحمد" بقولها: "جلب كميات كبيرة من التمور والقهوة وقال راح يجي ناس كثر ماتدرون عنهم أكرموهم وأطعموهم".
واختتمت زوجة الشهيد آل مرضمة حديثها: "ما همني لدى سماع نبأ مقتله السؤال عن جسده إن كان ممزقا أو سليما وكان كذلك دون أي جرح".
عقب ساعة قضيناها مع أسرة الشهيد آل مرضمة انتقلنا إلى منزل الشهيد الثاني سعيد سالم آل مسعود (52 عاماً)، وهو مؤذن مسجد "مشهد" بنجران. التقينا بزوجته وبناته الست.
تقول نعمة زوجة الشهيد: "كان مفارقة كبيرة أن يموت زوجي مع صديقه الذي اعتاد صحبته منذ 10 أعوام"، مضيفة: "طلبنا منه بعد أحداث التفجيرات التي طالت المساجد في كل من القطيف والأحساء الصلاة في المنزل إلا أنه رفض ذلك".
وبحزن شديد تقاطع إحدى بنات الشهيد آل مسعود حديثنا بالقول: "علمنا خبر إصابته من "جروبات الواتس"، حتى جاءنا الخبر اليقين باستشهاده في الساعة 11 مساء".
العربية نت