نجوى كرم: أنا بطلة على مسرحي وحين اصبح "كومبارس" أحتجب
جو 24 : هي شمس متى أشرقت أحرقت من لم يكن مستعداً لتحمل وهجها...هي حكاية أمل مرسومة بالألق، هي خيار صائب وكلمة ولحن وصوت جهوري لا يهاب إلا الخالق. إنها شمس الاغنية اللبنانية #نجوى_كرم. لها فلسفتها الخاصة ورؤيتها، تجادلك حتى الرمق الاخير لتقنعك. ماذا تقول عن واقع الفن في العالم العربي؟ هل ترغب في تبوؤ منصب سياسي؟ وكيف ستمضي ما تبقى لها من مشوار الحياة؟ التفاصيل في هذا اللقاء.
إنها لمفارقة لافتة ان تحملي طيف لبنان الراقي والحضاري إلى كل مسارح العالم في الوقت الذي لا يحمل فيه سياسيو هذا البلد إلا صورة الفساد. ما هي "الزوادة" الاجمل التي تحملينها من لبنان إلى جمهورك خارج البلد؟
الحنين والصورة التي يعرفونها عن لبنان إضافة إلى صوتي الذي ينبغي أن يحمل هذه الصفات والصور كي نعيد الذكرى الجميلة إليهم... لبنان ليس كما يعتقد البعض نفايات مكدسة في الشوارع ومشاغبات وفساد، لبنان بلد الجمال بطبيعته وشعبه الذي يعشق الحياة برقي وحضارة وتطور وليس كما يفعل البعض حين يسلط الكاميرا على النفايات التي تكدست بفعل الاهمال السياسي في البلد. وللتنويه إنني مع تسليط الضوء على الاهمال إن كان يصب في مصلحة الوطن وضد كل زعيم يحاول أن يشوه صورة لبنان كي يزيد من ثروته الخاصة.
نحن اليوم أمام مفترق طرق وعلى شفير الهاوية. الوضع استثنائي خصوصاً بعدما بلغ الشعب مرحلة من الاحباط. بحكم أنك تؤثرين بالناس أكثر من السياسيين فأي رسالة توجهينها إلى الحراك المدني الذي تقلص عدده إلى حد كبير؟
هل تدرك لماذا تقلص عدد المشاركين في الحراك المدني؟ ذلك لأنهم يفتقرون إلى البرنامج البديل، والذي بإمكانهم أن يقنعوا من خلاله الشعب اللبناني وعندها أعتقد ان الاربعة ملايين نسمة لكانوا جابوا ساحة الحرية. لا يمكنهم المطالبة برحيل السياسيين من غير وجود البرنامج البديل كي يستمر البلد.
نلاحظ في الخارج كيف تمكن بعض النجوم من تبوؤ مناصب سياسية رفيعة المستوى. هل تفكرين بتولي حقيبة وزارية على سبيل المثال؟
كلا، انا لم أولد لاتولى منصباً سياسيا... ولدت وربي أكرمني بنعمة الصوت كي أوصل وطني من خلاله... اعتقد ان السياسية لن تضيف إلى موهبتي وبدوري لن اضيف إلى السياسة شيئاً. واحيانا الصوت والفرح أقوى من دوي المدافع.
بعد مسيرة 25 سنة من النجاح والاستمرار والتألق لو طلبنا منك ان تختصري هذه المسيرة وقصة حياتك في كتاب. اي عنوان تختارينه للكتاب؟
"عصامية نجوى كرم". أنا مؤمنة ان كل انسان يولد على هذه الارض لديه أمر مكتوب يجب أن يحققه... وعندما يعمل ويجتهد بنعم الله لتحقيق المطلوب عندها يعرف حدوده ليستمر.
لماذا يحاول البعض ان يستخدم اسلوب الزكزكة معك، وذلك من خلال انتقادك علناً في الصحافة؟
ليس على حد علمي...
وعلى من رديت في مواقع التواصل الاجتماعي؟
ان كنت تقصد معين شريف فالأخير "استُدرج" وانا على يقين أنه لم يتقصد الاساءة إليّ، فتربيته لا تسمح له أن يشرب من بئر ليرمي فيها حجراً. هؤلاء الاعلاميون الذين استدرجوه كانوا يلومونني على دعمي له ومساندته في بداية مشواره واختياري لبعض اغنياته من كبار الملحنين الذي لم يكن في إمكانه الوصول إليهم في بدايته. اذكر أنني جيّرت له أغنيتين كانتا مخصصتين لي، الاولى بعنوان "من حظي بيتك ع الدرب" وأغنية "صدمة كبيرة" للشاعر عصام زغيب والحان وسام الامير. كما انه حصل على اغنية كانت مخصصة لي من دون ان يخبرني من ألحان وسام الامير حملت عنوان "مين الحاسب هالحساب" ولم انزعج منه حينها لأنني على بينة من معدنه ومعدن والديه، "ما بزعل منو مرّات بزعل عليه".
كبار نجوم الغناء خاضوا أخيراً تجربة التمثيل. البعض تفوق والبعض الآخر أخفق. هل تفكرين في خوض هذه التجربة؟
ربما برعوا في التمثيل أكثر من الغناء... انا بطلة على مسرحي وحين اصبح "كومبارس" عندها أحتجب في منزلي.
علمنا انك شيدت منزلاً صغيراً داخل غابة محاطة بالمزروعات العضوية من فاكهة وخضار. هل إقامتك في هذا المنزل الصغير مستقبلاً هو هروب من المجد والاضواء، أو إنه بمثابة مناجاة للروح وخلوة مع الذات؟
لم أتنسك بعد...إنه منزل صغير مسيج بحديقة مزروعة بكل أنواع المزروعات العضوية من أجل الاختلاء بالذات... لقد فكرت جيداً بعد تحقيق كل هذا المجد، ووصلت إلى خلاصة مفادها أن المال والشهرة ليسا في إمكانهما تحقيق ما تحققه الطبيعة الحقيقية من خلال الاختلاء بالذات... فقط محبة الناس لا تعوض، لكنها منحتني ثقة بأن الجذور في الانسانية هي الاقوى... هناك سأجد نجوى الانسان... لقد تربيت في منزل متواضع وبسيط ومحب للألفة والناس من دون ضوضاء وغرور. اعتقد ان كل انسان مهما وصل في حياته سيردد العبارة التالية: "بيت صغير وحديقة تحتوي على ما هب ودب من فاكهة وخضار".
لو قُيّض لك ان تختاري شخصاً يجالسك وحدتك في هذا المنزل الصغير من تختارين؟
مرشد روحي.
وهل نحتاج إلى مرشد روحي في مرحلة النضوج الفكري والنفسي؟
يجب أن لا نكتفي بالقراءات لئلا نتحول إلى مكتبة، بل يجب أن تتخذ قراءاتنا حيز التطبيق عندها سنحتاج إلى مرشد روحي. لست متجهة إلى الرهبنة أو التنسك بل إلى معرفة الذات، ولمعرفتها أحتاج إلى الكثير وما زلت جاهلة بحق نفسي.
تصالحك مع ذاتك يسمح لك بمسامحة من يسيء اليك؟
لا اتذكر اي اساءة... وصدقاً لا اذكر تفاصيل الاساءة. الحياة كنبضات القلب.
هل تصالحت وسامحت ملحم بركات؟
سامحت ملحم وتصالحنا لكننا لم نعد كما في السابق، كل يوم نرتشف فنجان قهوة. ملحم أستاذ الكل واستاذي.النهار
إنها لمفارقة لافتة ان تحملي طيف لبنان الراقي والحضاري إلى كل مسارح العالم في الوقت الذي لا يحمل فيه سياسيو هذا البلد إلا صورة الفساد. ما هي "الزوادة" الاجمل التي تحملينها من لبنان إلى جمهورك خارج البلد؟
الحنين والصورة التي يعرفونها عن لبنان إضافة إلى صوتي الذي ينبغي أن يحمل هذه الصفات والصور كي نعيد الذكرى الجميلة إليهم... لبنان ليس كما يعتقد البعض نفايات مكدسة في الشوارع ومشاغبات وفساد، لبنان بلد الجمال بطبيعته وشعبه الذي يعشق الحياة برقي وحضارة وتطور وليس كما يفعل البعض حين يسلط الكاميرا على النفايات التي تكدست بفعل الاهمال السياسي في البلد. وللتنويه إنني مع تسليط الضوء على الاهمال إن كان يصب في مصلحة الوطن وضد كل زعيم يحاول أن يشوه صورة لبنان كي يزيد من ثروته الخاصة.
نحن اليوم أمام مفترق طرق وعلى شفير الهاوية. الوضع استثنائي خصوصاً بعدما بلغ الشعب مرحلة من الاحباط. بحكم أنك تؤثرين بالناس أكثر من السياسيين فأي رسالة توجهينها إلى الحراك المدني الذي تقلص عدده إلى حد كبير؟
هل تدرك لماذا تقلص عدد المشاركين في الحراك المدني؟ ذلك لأنهم يفتقرون إلى البرنامج البديل، والذي بإمكانهم أن يقنعوا من خلاله الشعب اللبناني وعندها أعتقد ان الاربعة ملايين نسمة لكانوا جابوا ساحة الحرية. لا يمكنهم المطالبة برحيل السياسيين من غير وجود البرنامج البديل كي يستمر البلد.
نلاحظ في الخارج كيف تمكن بعض النجوم من تبوؤ مناصب سياسية رفيعة المستوى. هل تفكرين بتولي حقيبة وزارية على سبيل المثال؟
كلا، انا لم أولد لاتولى منصباً سياسيا... ولدت وربي أكرمني بنعمة الصوت كي أوصل وطني من خلاله... اعتقد ان السياسية لن تضيف إلى موهبتي وبدوري لن اضيف إلى السياسة شيئاً. واحيانا الصوت والفرح أقوى من دوي المدافع.
بعد مسيرة 25 سنة من النجاح والاستمرار والتألق لو طلبنا منك ان تختصري هذه المسيرة وقصة حياتك في كتاب. اي عنوان تختارينه للكتاب؟
"عصامية نجوى كرم". أنا مؤمنة ان كل انسان يولد على هذه الارض لديه أمر مكتوب يجب أن يحققه... وعندما يعمل ويجتهد بنعم الله لتحقيق المطلوب عندها يعرف حدوده ليستمر.
لماذا يحاول البعض ان يستخدم اسلوب الزكزكة معك، وذلك من خلال انتقادك علناً في الصحافة؟
ليس على حد علمي...
وعلى من رديت في مواقع التواصل الاجتماعي؟
ان كنت تقصد معين شريف فالأخير "استُدرج" وانا على يقين أنه لم يتقصد الاساءة إليّ، فتربيته لا تسمح له أن يشرب من بئر ليرمي فيها حجراً. هؤلاء الاعلاميون الذين استدرجوه كانوا يلومونني على دعمي له ومساندته في بداية مشواره واختياري لبعض اغنياته من كبار الملحنين الذي لم يكن في إمكانه الوصول إليهم في بدايته. اذكر أنني جيّرت له أغنيتين كانتا مخصصتين لي، الاولى بعنوان "من حظي بيتك ع الدرب" وأغنية "صدمة كبيرة" للشاعر عصام زغيب والحان وسام الامير. كما انه حصل على اغنية كانت مخصصة لي من دون ان يخبرني من ألحان وسام الامير حملت عنوان "مين الحاسب هالحساب" ولم انزعج منه حينها لأنني على بينة من معدنه ومعدن والديه، "ما بزعل منو مرّات بزعل عليه".
كبار نجوم الغناء خاضوا أخيراً تجربة التمثيل. البعض تفوق والبعض الآخر أخفق. هل تفكرين في خوض هذه التجربة؟
ربما برعوا في التمثيل أكثر من الغناء... انا بطلة على مسرحي وحين اصبح "كومبارس" عندها أحتجب في منزلي.
علمنا انك شيدت منزلاً صغيراً داخل غابة محاطة بالمزروعات العضوية من فاكهة وخضار. هل إقامتك في هذا المنزل الصغير مستقبلاً هو هروب من المجد والاضواء، أو إنه بمثابة مناجاة للروح وخلوة مع الذات؟
لم أتنسك بعد...إنه منزل صغير مسيج بحديقة مزروعة بكل أنواع المزروعات العضوية من أجل الاختلاء بالذات... لقد فكرت جيداً بعد تحقيق كل هذا المجد، ووصلت إلى خلاصة مفادها أن المال والشهرة ليسا في إمكانهما تحقيق ما تحققه الطبيعة الحقيقية من خلال الاختلاء بالذات... فقط محبة الناس لا تعوض، لكنها منحتني ثقة بأن الجذور في الانسانية هي الاقوى... هناك سأجد نجوى الانسان... لقد تربيت في منزل متواضع وبسيط ومحب للألفة والناس من دون ضوضاء وغرور. اعتقد ان كل انسان مهما وصل في حياته سيردد العبارة التالية: "بيت صغير وحديقة تحتوي على ما هب ودب من فاكهة وخضار".
لو قُيّض لك ان تختاري شخصاً يجالسك وحدتك في هذا المنزل الصغير من تختارين؟
مرشد روحي.
وهل نحتاج إلى مرشد روحي في مرحلة النضوج الفكري والنفسي؟
يجب أن لا نكتفي بالقراءات لئلا نتحول إلى مكتبة، بل يجب أن تتخذ قراءاتنا حيز التطبيق عندها سنحتاج إلى مرشد روحي. لست متجهة إلى الرهبنة أو التنسك بل إلى معرفة الذات، ولمعرفتها أحتاج إلى الكثير وما زلت جاهلة بحق نفسي.
تصالحك مع ذاتك يسمح لك بمسامحة من يسيء اليك؟
لا اتذكر اي اساءة... وصدقاً لا اذكر تفاصيل الاساءة. الحياة كنبضات القلب.
هل تصالحت وسامحت ملحم بركات؟
سامحت ملحم وتصالحنا لكننا لم نعد كما في السابق، كل يوم نرتشف فنجان قهوة. ملحم أستاذ الكل واستاذي.النهار