نادية العلمي وزوجها في ذكرى تفجيرات عمان يقهران الألم بتحدي الارهاب
جو 24 : لم يكن في حسبان العروس نادية العلمي وهي تستعد مع شريك حياتها أشرف الخالد،لاتمام مراسم حفلة زفافهما يوم التاسع من تشرين الثاني من العام 2005،أن أيدي الاجرام العابثة ستحول أجمل يوم في حياتها إلى يوم تتحدى فيه الإرهاب.
في ذلك اليوم ضربت ايدي العبث والارهاب ثلاثة فنادق في العاصمة هي (حياة عمان، راديسون عمان(سابقا)،ديز إن)، ذهب ضحيتها 60 شهيدا،ونحو مائتي جريح.
تروي العلمي قصتها فتقول :"في ليلة زفافي بداية لم أصدق ما سمعته أذني؛ حينما دوى صوت الانفجار ليهز أركان القاعة ، فحسبته انفجار اسطوانة غاز أو تماس كهربائي، لكن الامر كان أكبر مما اتوقع، حينما رأيت أشلاء ودخان ودماء تلطخ فستاني الابيض، وأصوات تتعالى بالبكاء والعويل واخرى تدعو الله بالنجاة ، ركضت مسرعة نحو الباب لأعرف سبب ما يحدث، سألت الطاقم الامني وهم يقولون لي بكل أسف حدث تفجير ارهابي".
اعتصر حينها الألم في قلبي حزنا،فلم يكن الأمر هيَنا حينما فقدت والديً ، واب أشرف الذي نالته مخالب الارهاب،كما تحاكي مشاعرها،" فضاقت بنا الدنيا ذرعا، ولم نبك حينها هذا البكاء الذي استمر أياما وليال طوال هذه الأعوام سآئلين الله ان يتغمد شهداؤنا بواسع الرحمة والمغفرة".
وتقول ...تابعنا عن قرب كل تفاصيل ما يجري في ذلك الوقت ، فالاعلام لم يهدأ ، والأمن ظل يواصل عمله ولم يهدأ له بال وتفجيرات ارهابية تهز ثلاثة فنادق في عاصمتنا الحبيبة، وفرق الانقاذ تمارس عملها وكل الخيرين من أبناء هذا الوطن يسارعون إلى مكان الحادث للاطمئنان على ما جرى، وما قامت به الجهات المسؤولة في المستشفيات الاردنية العسكرية والمدنية في القطاعين العام والخاص من علاج للمصابين .
وتتابع ..أن الالاف من المواطنين من المحافظات كافة طرقوا باب بيتنا للاطمئنان وتقديم المساعدة قدر المستطاع ، لم أتوقع ذلك العدد الكبير ولم انسى ذلك المسن الذي يمشي بعكازته وهو آت الينا من الرمثا ليتفقد أحوالنا، الكل سعى إلى تضميد جراحنا،لأن ما حدث من ارهاب باسم الدين، يعد جريمة نكراء، والاسلام منها براء.
وتصف ...تنهدت انا واشرف برهة ولملمنا رماد حزننا اسفا على من فقدناهم، ولكن كان لدينا الاصرار على التحدي لنتجاوز الألم ، وبنينا عائلتنا وزيناها بخالد وهالة ، التي سميت على اسم والدتي، أما خالد فهو على اسم عمي والد أشرف، أما اخي فسمى ابنه انيس على اسم والدي، فالتسمية هنا جاءت حتى تبقى أسماء من فقدناهم خالدة .
"نستذكر هذا الحادث بألم وحزن ،ففي ذكراه السنوية نجتمع مع عائلتي وعائلة أشرف حدادا على أرواح الشهداء، إذ يخيَم علينا هدوء تام على ذلك المصاب، كما ازور انا واشرف حديقة شهداء عمان التي تضم نصبا تذكاريا واسماء كل الشهداء الذين سقطوا في التفجيرات الارهابية، ونقرأ آيات من القران الكريم ونجد حولنا من يضيء الشموع على ارواح الشهداء."،كما تصف.
يشاطرها الحديث زوجها اشرف الخالد فيقول" نحن لا نحتفل كأي زوجين بيوم زفافهما وإنما نستذكر هذا اليوم تخليدا لأرواح الشهداء ، ومهما ابتعدت عن أرض الوطن، فانني أشعر بالحنين اليها، ولا استطيع العيش إلا فوق تراب هذه الوطن ،لأنه يعني لي الكثير فهو بلد الامن والامان.
ويؤكد الخالد أن الاردنيين جميعا يقفون ضد الارهاب،الذي لم يمكن ان يكسر ارادتنا او يضعف عزيمتنا، فيكفي ما شاهدناه من التلاحم الاسري والتفاف الاسرة الاردنية الواحدة حولنا، تمد يد العون والمساعدة لنا، وهذا ليس غريبا علينا، فهي عادة الاردنيين في رص صفوفهم يدا واحدة وقلبا واحدا متحدين في نبذ كل اشكال الارهاب والتطرف.
ورغم أن مجريات الحياة تلهينا ولا تنسينا الماضي، كما يقول الخالد،إلا انه قرر مع زوجته نادية الانضمام الى الشبكة العالمية للناجين من الارهاب (الحقيقة مقابل الارهاب) والتي اطلقتها جلالة الملكة رانيا العبدالله منذ عام 2009 ، ليكون بذلك الاردن من الدول السباقة في مواجهة الارهاب،"فكانت غايتنا ايصال رسالة للعالم كله أن دين الاسلام هو دين التسامح والسلام".
يقول الخبير الاجتماعي واستاذ علم الاجتماع في الجامعة الاردنية وعميد كلية الاداب سابقا الدكتور مجد الدين خمش ان التفجيرات الارهابية التي حدثت في عمان هي جريمة نكراء ، في ذلك الوقت استنكر الشعب الاردني بكافة اطيافه واصوله ومنابته هذا العمل الارهابي الغاشم، وتوحد الاردنيون وقاموا اعتصامات ومسيرات استنكارية لهذا العمل الاجرامي.
ويستذكر أيضا ما حدث في العام الماضي عندما استنكر الاردنيون جريمة القتل التي نتج عنها استشهاد الطيار البطل معاذ الكساسبة، لتعيد هذه الحادثة ايضا توحد الاردنيون وتماسكهم و استنكارهم لكافة أشكال الغلو والتشدد والتطرف والارهاب سواء اكان ذلك على شكل جماعات او افراد او دول.
ويوضح أن المواطن الاردني هو انسان معتدل ومسالم وبطبيعته يعشق الاستقرار والهدوء ويتقدم بالانتماء والولاء للقيادة الهاشمية الحكيمة التي حافظت على الاردن واستقراره، ضمن بيئة آمنة يعيش فيها المواطن بأمن وسلام له ولعائلته ولمجتمعه.
ويشدد خمش على دور الشباب بشكل خاص في استخدام وسائل الاعلام الجماهيرية،من خلال بث قيم التعددية والاعتدال ورفض اشكال الغلو والتشدد والارهاب، فكل شاب لديه وعي كاف لعزل أي شخص تظهر عليه دلائل التشدد والغلو ، كما أن القوانين اصبحت واضحة ومحددة لاي شخص تسول له نفسه استخدام الانترنت استخداما خاطئا.
ويدعو المدارس والجامعات لترسيخ القيم الايجابية ونبذ قيم العنف والتشدد من خلال المحاضرات والندوات والتمارين الصفية وعن طريق قيام الطلبة بإعداد موضوعات عن هذه المفاهيم ومناقشتها سواء داخل الغرفة الصفية او الطابور الصباحي وأن يتم ذلك بشكل متكرر لتتشكل مناعة ضد الافكار والمفاهيم المتطرفة.
ويبين أن الاسرة والاعلام ومؤسسات المجتمع المدني كافة على عاتقها مسؤولية الوعي وتعزيز المفاهيم الايجابية ونبذ اشكال التطرف، فمن خلال مناهجنا بالامكان ترسيخ قيم التعددية والتسامح واحترام المرأة ،إذ انها تصنع الوقاية من الوقوع في الارهاب. بترا
في ذلك اليوم ضربت ايدي العبث والارهاب ثلاثة فنادق في العاصمة هي (حياة عمان، راديسون عمان(سابقا)،ديز إن)، ذهب ضحيتها 60 شهيدا،ونحو مائتي جريح.
تروي العلمي قصتها فتقول :"في ليلة زفافي بداية لم أصدق ما سمعته أذني؛ حينما دوى صوت الانفجار ليهز أركان القاعة ، فحسبته انفجار اسطوانة غاز أو تماس كهربائي، لكن الامر كان أكبر مما اتوقع، حينما رأيت أشلاء ودخان ودماء تلطخ فستاني الابيض، وأصوات تتعالى بالبكاء والعويل واخرى تدعو الله بالنجاة ، ركضت مسرعة نحو الباب لأعرف سبب ما يحدث، سألت الطاقم الامني وهم يقولون لي بكل أسف حدث تفجير ارهابي".
اعتصر حينها الألم في قلبي حزنا،فلم يكن الأمر هيَنا حينما فقدت والديً ، واب أشرف الذي نالته مخالب الارهاب،كما تحاكي مشاعرها،" فضاقت بنا الدنيا ذرعا، ولم نبك حينها هذا البكاء الذي استمر أياما وليال طوال هذه الأعوام سآئلين الله ان يتغمد شهداؤنا بواسع الرحمة والمغفرة".
وتقول ...تابعنا عن قرب كل تفاصيل ما يجري في ذلك الوقت ، فالاعلام لم يهدأ ، والأمن ظل يواصل عمله ولم يهدأ له بال وتفجيرات ارهابية تهز ثلاثة فنادق في عاصمتنا الحبيبة، وفرق الانقاذ تمارس عملها وكل الخيرين من أبناء هذا الوطن يسارعون إلى مكان الحادث للاطمئنان على ما جرى، وما قامت به الجهات المسؤولة في المستشفيات الاردنية العسكرية والمدنية في القطاعين العام والخاص من علاج للمصابين .
وتتابع ..أن الالاف من المواطنين من المحافظات كافة طرقوا باب بيتنا للاطمئنان وتقديم المساعدة قدر المستطاع ، لم أتوقع ذلك العدد الكبير ولم انسى ذلك المسن الذي يمشي بعكازته وهو آت الينا من الرمثا ليتفقد أحوالنا، الكل سعى إلى تضميد جراحنا،لأن ما حدث من ارهاب باسم الدين، يعد جريمة نكراء، والاسلام منها براء.
وتصف ...تنهدت انا واشرف برهة ولملمنا رماد حزننا اسفا على من فقدناهم، ولكن كان لدينا الاصرار على التحدي لنتجاوز الألم ، وبنينا عائلتنا وزيناها بخالد وهالة ، التي سميت على اسم والدتي، أما خالد فهو على اسم عمي والد أشرف، أما اخي فسمى ابنه انيس على اسم والدي، فالتسمية هنا جاءت حتى تبقى أسماء من فقدناهم خالدة .
"نستذكر هذا الحادث بألم وحزن ،ففي ذكراه السنوية نجتمع مع عائلتي وعائلة أشرف حدادا على أرواح الشهداء، إذ يخيَم علينا هدوء تام على ذلك المصاب، كما ازور انا واشرف حديقة شهداء عمان التي تضم نصبا تذكاريا واسماء كل الشهداء الذين سقطوا في التفجيرات الارهابية، ونقرأ آيات من القران الكريم ونجد حولنا من يضيء الشموع على ارواح الشهداء."،كما تصف.
يشاطرها الحديث زوجها اشرف الخالد فيقول" نحن لا نحتفل كأي زوجين بيوم زفافهما وإنما نستذكر هذا اليوم تخليدا لأرواح الشهداء ، ومهما ابتعدت عن أرض الوطن، فانني أشعر بالحنين اليها، ولا استطيع العيش إلا فوق تراب هذه الوطن ،لأنه يعني لي الكثير فهو بلد الامن والامان.
ويؤكد الخالد أن الاردنيين جميعا يقفون ضد الارهاب،الذي لم يمكن ان يكسر ارادتنا او يضعف عزيمتنا، فيكفي ما شاهدناه من التلاحم الاسري والتفاف الاسرة الاردنية الواحدة حولنا، تمد يد العون والمساعدة لنا، وهذا ليس غريبا علينا، فهي عادة الاردنيين في رص صفوفهم يدا واحدة وقلبا واحدا متحدين في نبذ كل اشكال الارهاب والتطرف.
ورغم أن مجريات الحياة تلهينا ولا تنسينا الماضي، كما يقول الخالد،إلا انه قرر مع زوجته نادية الانضمام الى الشبكة العالمية للناجين من الارهاب (الحقيقة مقابل الارهاب) والتي اطلقتها جلالة الملكة رانيا العبدالله منذ عام 2009 ، ليكون بذلك الاردن من الدول السباقة في مواجهة الارهاب،"فكانت غايتنا ايصال رسالة للعالم كله أن دين الاسلام هو دين التسامح والسلام".
يقول الخبير الاجتماعي واستاذ علم الاجتماع في الجامعة الاردنية وعميد كلية الاداب سابقا الدكتور مجد الدين خمش ان التفجيرات الارهابية التي حدثت في عمان هي جريمة نكراء ، في ذلك الوقت استنكر الشعب الاردني بكافة اطيافه واصوله ومنابته هذا العمل الارهابي الغاشم، وتوحد الاردنيون وقاموا اعتصامات ومسيرات استنكارية لهذا العمل الاجرامي.
ويستذكر أيضا ما حدث في العام الماضي عندما استنكر الاردنيون جريمة القتل التي نتج عنها استشهاد الطيار البطل معاذ الكساسبة، لتعيد هذه الحادثة ايضا توحد الاردنيون وتماسكهم و استنكارهم لكافة أشكال الغلو والتشدد والتطرف والارهاب سواء اكان ذلك على شكل جماعات او افراد او دول.
ويوضح أن المواطن الاردني هو انسان معتدل ومسالم وبطبيعته يعشق الاستقرار والهدوء ويتقدم بالانتماء والولاء للقيادة الهاشمية الحكيمة التي حافظت على الاردن واستقراره، ضمن بيئة آمنة يعيش فيها المواطن بأمن وسلام له ولعائلته ولمجتمعه.
ويشدد خمش على دور الشباب بشكل خاص في استخدام وسائل الاعلام الجماهيرية،من خلال بث قيم التعددية والاعتدال ورفض اشكال الغلو والتشدد والارهاب، فكل شاب لديه وعي كاف لعزل أي شخص تظهر عليه دلائل التشدد والغلو ، كما أن القوانين اصبحت واضحة ومحددة لاي شخص تسول له نفسه استخدام الانترنت استخداما خاطئا.
ويدعو المدارس والجامعات لترسيخ القيم الايجابية ونبذ قيم العنف والتشدد من خلال المحاضرات والندوات والتمارين الصفية وعن طريق قيام الطلبة بإعداد موضوعات عن هذه المفاهيم ومناقشتها سواء داخل الغرفة الصفية او الطابور الصباحي وأن يتم ذلك بشكل متكرر لتتشكل مناعة ضد الافكار والمفاهيم المتطرفة.
ويبين أن الاسرة والاعلام ومؤسسات المجتمع المدني كافة على عاتقها مسؤولية الوعي وتعزيز المفاهيم الايجابية ونبذ اشكال التطرف، فمن خلال مناهجنا بالامكان ترسيخ قيم التعددية والتسامح واحترام المرأة ،إذ انها تصنع الوقاية من الوقوع في الارهاب. بترا