jo24_banner
jo24_banner

نقابة المعلمين: شعارات التميز والتطوير الزائفة هل تعالج ازمة التعليم والواقع التربوي المرير؟

نقابة المعلمين: شعارات التميز والتطوير الزائفة هل تعالج ازمة التعليم والواقع التربوي المرير؟
جو 24 : أصدر مجلس نقابة المعلمين تصريحا صحفيا ظهر الأحد كشف فيه عن تناقض التصريحات الرسمية حيال استكمال الاجراءات المتعلقة بالعام الدراسي.

وكشفت النقابة عن مدى تردي الواقع التعليمي مشيرة الى بعض نقاط الخلل ساردة بعض مشاهداتها خلال قيام بعض اعضائها بزيارات مديدانية للمدارس.

واكدت النقابة في تصريحها أن المسؤولية الوطنية تُحتم على اصحاب القرار الرسمي والأهلي ذوي العلاقة وضع التعليم في سلم أولويات التنمية وبصورة حقيقية ودعمها بكل ما تحتاجه من المال والخبرات.

وتاليا نص التصريح كما وردنا:


على مدى ثلاثة ايام متتالية جال مجلس نقابة المعِلمين برئاسة الاستاذ حسام المشة نائب نقيب المعلمين على ثلاثة من محافظات الجنوب معان والعقبة والطفيلة - وقد شارك الاستاذ مصطفى الرواشده نقيب المعلمين في اليوم الاولو التي شملت محافظة معان - ، و أطلع المجلس خلال الزيارة على واقع المدارس والمعلمين والطلبة عن كثب وفي الوقت الذي التقى فيه المجلس مدراء التربية والتعليم في المديريات التابعة لتلك المحافظات عقد المجلس ايضا عدة اجتماعات مع ادارات وهيئات الفروع والهيئات العامة للمعلمين هناك ، في حين سبقت هذه الزيارة المطولة زيارتين هامتين لمحافظتي مادبا وعجلون خلال الاسبوع الماضي ،وتأتي تلك الزيارات في اطار متابعة قضايا وهموم القطاع التربوي بكافة عناصره بصورة مباشرة في الميدان.

فبعيد ما يقارب الشهر من بدابة العام الدراسي وبرغم التصريحات الرسمية الحكومية عامة ومن وزارة التربية والتعليم خاصة والتي ادعت من خلالها انها قد استكملت كافة الاجراءات والاستعدادات للعام الدراسي الجديد الا ان الواقع يكشف عن فروق شاسعة بين القول والفعل وبين الحقيقة والتصريحات ، فجولات المجلس في المحافظات اكدت ان التطوير الذي تتغنى به وزارة التربية والتعليم ليس سوى حبرا على الورق ولا يمت لواقع الحال بصلة وان الجهات المختلفة التي تطبل وتزمر للإبداع وتحسين أوضاع المدارس ليست سوى فقاعات إعلامية وبرامج معزولة تهدف الى تغطية واخفاء واقع تعليمنا ومدارسنا بغربال وليس لها أثر يذكر في تحسين وتجويد التعليم أو تحسين واقع البيئة التعليمية والتعُلمية أو تحسين الأحوال المعيشية للعاملين في وزارة التربية والتعليم .

وبينما اطلع المجلس على عشرات من المشاهد التي تدمي القلب وتحزن العين نورد بعضا من تلك الصور تذكيرا للمسؤولين ولأصحاب المعالي وزراء التربية والتعليم السابقين والحاليين واللاحقين بأن التخبط والأرتجال وعدم المسؤولية سادت آليات التعامل مع القضايا التربوية والتعليمية وسط سياسة انتهجها اعلامنا الرسمي تظهر جانبا واحدا من المشهد المُعد له مسبقا بسيناريوهات تجميلية مُضلله بينما يقبع في الجانب الآخر من المشهد واقعٌ مزرٍ وحال يندى له الجبين وصورة قاتمة ومأساويه يعيشها طلبتنا ومعلمينا ومدارسهم وصرخات تتعالى دون مُجيب .

لقد بات واضحا أن الأمر يحتاج الى خطة وطنية شاملة للتربية و التعليم مبنية على أساس الشراكة الحقيقية بين كافة الاطراف المعنية تنقذ التعليم من مستقبل بائس وواقع مرير .

ففي بعض المدارس في محافظة عجلون لا يوجد اي مراسل او مستخدم منذ نهاية العام الماضي حيث تقوم المعلمات بأعمال الشطف والجلي والتنظيف في المدرسة يوميا اضافة الى ظاهرة ارتفاع انصبة الحصص بشكل ملحوظ وفي حين يتم حشر نحو 67 طالبة في غرفة صفية ضيقة لا تتعدى مساحتها ال10 امتار مربعة بحيث لا يوجد متسع للمعلمة للوقوف بينهن أثناء الحصة ، اما في مدرسة بلاص الاساسية فتتقاسم الاغنام والمواشي مع الطلبة ساحة المدرسة وتقبع زريبة للأبقار ومكرهة صحية في بوابة مدرسة العامرية وسط انتشار الروائح الكريهة والاوبئة .

وفي محافظة العقبة بينما يتوفر 20 مقعدا فقط لما يزيد عن 60 طالبة في احد صفوف المدرسة الثامنة للإناث تفترش بقية الطالبات الارض لعدم توفر مقاعد دراسية للجلوس عليها ويتطلب الامر من المعلمة بطبيعة الحال ان تعطي درسها وهي واقفة طوال الوقت دون طاولة او كرسي للجلوس عليه وقدرتها على الحركة والتجوال بين الطالبات تكاد تكون مستحيلة ، وفي ذات المدرسة يصاب الزائر بالذهول عندما يجد 53 معلمة يتجمعن في غرفة المعلمات التي لا تزيد مساحتها عن 20 متر مربع ويتقاسمن 4 طاولات صغيرة وبمقاعد خشبية مهترئة وخزائن متداعية حتى يعتقد الزائر بانهن يلفظن انفاسهن الاخيرة على بوابة الغرفة وهي مشكلة ليست مقتصرة على هذه المدرسة بل يكاد الحال منطبقا على العديد من مدارس المحافظة .

وفي محافظة العقبة ايضا بالإضافة الى ما سبق تبدو مشكلة سكنات المعلمين المتزوجين والعزاب مشكلة مؤرقة تمنع استقرار واستمرار المعلمين في اداء مهامهم بصورة صحيحة في هذه المحافظة نظرا للارتفاع الجنوني في اجور السكن بما يتجاوز المئتي دينار شهريا إضافة الى الكهرباء والتي تتجاوز تكاليفها 250 دينار شهريا مما يثقل كاهل المعلمين ويدفعهم للاستنكاف عن التدريس في المحافظة، بينما تعاقدت المعلمات مع باص بملغ 1000 دينار/شهريا لتوصيلهن الى مكان عملهن في منطقة الريشة، بينما عجزت المديرية ومفوضية العقبة عن توفير باص لنقل المعلمات من والى مكان عملهن .

وفي محافظة مأدبا بدت مشكلة اكتظاظ الغرف الصفية بالطلبة وبعض المباني المستأجرة منذ عقود مشكلة طاغية حيث تجاوزت أعداد الطلبة في الغرفة الصفية ضعفي العدد المقرر لها ،بينما اشتكت كثير من المعلمات من عدم توفر الحضانات في المدارس مما يسبب التوتر والقلق لدى المعلمات على ابنائهن واطفالهن الموجودين في حضانات بعيدة او في بيوت تقوم صاحباتها بدور الحاضنات .

وفي محافظة معان ادت مشكلة توقف المتعهد في مدرسة الشوبك الثانوية الشاملة عن اتمام عمله في صيانة المدرسة ضمن مبادرة مدرستي والتي تكلفت نحوا من 60الفا من الدنانير كارثة ادت الى تعطل مرافق المدرسة في الكهرباء والماء مما تسبب في كارثة لم تنفع معها كل المناشدات التي قام بها مدير المدرسة للمسؤولين في الوزارة او في مبادرة مدرستي لحلها، في حين اندمج مطبخ المدرسة مع غرفة المعلمات في مدرسة بير الدباغات الثانوية المختلطة لتجلس 27 معلمة على سبعة ( مكاتب!!!) ، اضافة لعدم وجود مختبر للعلوم او مكتبة او غرفة مصادر اما الحضانة في المدرسة فهي ترف تنتظره المعلمات ربما في الالفية القادمة .

وفي محافظة الطفيلة تتجلى صور من المآسي التربوية والتعليمية في بصيرا الاساسية للبنات حيث المديرة والمعلمات والمطبخ يتشاركون الغرفة ذاتها ، في الوقت الذي نُفاجئ فيه بغرفة صفية في المبنى المستأجر في مدرسة الخنساء في بصيرا مساحتها فقط 3 متر مربع ضمن سلسلة من الغرف والسراديب المتداخلة في حين يغيب كثير من مسؤولي الفضائيات الاردنية عن هذا الواقع المؤلم المرير بمسائل تافهة لا تسُد جوعا ولا تروي ضمأ.

كل هذا وذاك وغيره الكثير من مشاكل الاكتظاظ وغياب التنمية والصحة المدرسية وبرامج التغذية وابسط الخدمات التي يستحقها طلابنا وابسط ظروف ومعايير الاحترام للمعلمين والمعلمات الذين يعملون وسط اجواء قاسية وامكانيات معدومة وهنا يبرز السؤال الاهم والاخطر ... الى متى ؟؟

هي صور ومشاهد ينقلها مجلس نقابة المعلمين من البوم كبير جدا من الواقع التعليمي والتربوي تهتز له حكومات في دول اخرى وتُقال، ويُحال مسؤولين كُثر بسببه الى المحاكمات ، بينما نضحك على انفسنا بمقولة ( التعليم المتميز في الاردن)ويخرج إعلامُنا ليصور احد المسؤولين وهو يتفحص مياه الشرب في مدرسة ما ويُلقي نظره داخل خزان الماء بينما هو في الأصل يدير ظهره لكل صرخات الاستغاثة من الواقع المؤلم الذي تعيشه مدارسنا ، وبينما تحركت دول كثيرة من حولنا نحو نظام تعليمي وتربوي متميز بقينا هنا في الاردن نتغنى بالماضي ولم نتطلع بجدية للحاضر ولم نطوره فبقينا( مكانك سر) والنتائج الكارثية لطلبتنا في الصفوف الثلاثة الأولى خير دليل على ما نقول حيث لا يتقن 60% من طلبة الصفوف الثلاثة الاولى القراءة والكتابة .

ان نقابة المعلمين ومجلسها ليؤكد ان المسؤولية الوطنية تُحتم على اصحاب القرار الرسمي والأهلي ذوي العلاقة وضع التعليم في سلم أولويات التنمية وبصورة حقيقية ودعمها بكل ما تحتاجه من المال والخبرات لأنه لا تنمية بدون تعليم .

وكرد على زيارة مجلس نقابة المعلمين في محافظات الجنوب يقوم وزير التربية والتعليم بزيارة الى بعض مديريات ومدارس تلك المحافظات ونتمنى ان لا تكون زيارات معاليه بهدف الترويج الاعلامي بل بقصد معالجة الواقع المأساوي لتلك المدارس ولمعلميها ولطلبتها ، علماً ان مجلس النقابة سيستكمل زياراته لبقية المحافظات ضمن الجدول الزمني المحدد والمُقر سلفا .

نقابة المعلمين الاردنيين
العلاقات العامة والاعلام
خالد عليوه
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير