لا تكوني نكدية في استقبال اهل زوجك
تشتكي بعض من النساء من الزيارات المتكررة لأهل الزوج، وهو ما يعد عند بعضهن أمرًا خارجًا عن السيطرة, أو قد تحكم بعض النساء على هذه الزيارة بأنها ستنغص عليها جو الهدوء العائلي الذي تعيشه وزوجها, ذاك شعورٌ غالبًا ما يخلق جوًّا من الشحناء والاستياء, ويضع الزوج أيضًا في موقف محرج هو في غنى عنه لو تصرفت زوجته بالحسنى، فكيف يمكن أن تتغلب السيدة على هذه المشكلة وسلبياتها؟ يجيب عن ذلك د. فوزي أبو عودة الاختصاصي التربوي خلال التقرير التالي:
إفساد العلاقة
يلفت د.أبو عودة الانتباه إلى أن الزوجة في بيتها تريد أن تكون مستقلة، فبمجرد زيارة أهل الزوج لها تشعر أن هناك تدخلات سوف تنقص من دورها في البيت.
ويشير إلى أن المرأة غالبًا ما تشعر خلال هذه الزيارة أن هناك شركاء لها في هذا البيت، وتخشى مساندة الأهل لابنهم (زوجها)؛ فيصبح بنفس أقوى عليها مما كان قبل زيارتهم.
ويقول الاختصاصي التربوي: "هذا التفكير _وإن كان خطًا_ يتبادر إلى ذهن الزوجة، ولذلك لا ندعي أن زيارة أهل الزوج سوف تفسد العلاقة والود، بل إن كانت في طريقها السليم تزيد من توثق العلاقة بينها وبينهم".
ويؤكد أن هذه الزيارة ضرورية ملحة من أجل توثيق العلاقات، وزيادة المنافع بين الزوجة وأهل زوجها.
ويستدرك د.فوزي بالقول: "لكن حدوث تدخلات من بعض أهل الزوج في الحياة الشخصية للزوجة، ومحاولتهم التأثير على ابنهم، بل تحريضه عليها أدى إلى نشر ثقافة أنه لمجرد زيارة أهل الزوج سوف تفسد العلاقة بين الزوج وزوجته".
ويضيف: "ينبغي لنا أن نذكر في هذا المقام أنه ليست كل الزوجات يكرهن زيارة أهل الزوج لهن، إذ إنني أعرف الكثير من الزوجات يتصلن بأهل الزوج لزيارتهن، بل يبادرن هن لزيارتهم، ويبقى الاستثناء واردًا".
رجاحة العقل
أما بخصوص تدخل أهل الزوج في حياة ابنهم البكر، واعتمادهم عليه في كل صغيرة وكبيرة والزيارات المتكررة له, ينوه د.أبو عودة إلى أنه في هذه الحالات ينبغي أن تعلم الزوجة التي تكره زيارة أهل زوجها أنها تستطيع أن تحول النقمة إلى نعمة إن كانت هناك نقمة، وذلك برجاحة عقلها ورزانتها واتزانها.
ويعزز الاختصاصي التربوي من دور الزوجة في هذا الجانب من خلال تقديمها الطعام والشراب المفضل لدى أهل الزوج، وأن تتودد إليهم وتشعرهم بأحلى اللحظات وأمتعها؛ حتى لا ينقلب جو البيت إلى هم وغم ونكد.
ويزيد: "الأمر كله يعود للزوجة؛ فهي التي تستطيع أن تحول الجو إلى مناخ وردي رائع، أو تجعله ظلمة حالكة سوداء".
قصر النظرة
ويرى أبو عودة أن زواج الابن الأكبر كونه أول تجربة تكون تجربة الأهل قليلة في التعامل مع هذا القادم الجديد، لذلك تؤدي بهم إلى قصر النظرة، وإلى كثرة التدخلات في حياتهما الشخصية.
وينصح الزوجة في هذه الحالة ألا تبادر بالعناد والتكبر، بل تشعرهم باحترام ما يقولون من وجهات نظرهم، وتنفذ لهم ما هو صحيح وسليم, أما إذا كان خطًا فلتبادر بعقلانية وسعة صدر بمحاورتهم ومناقشتهم؛ لتصحيح الأخطاء الواردة من تدخلاتهم.
وينوه إلى ضرورة أن تبادر الزوجة بزيارة أهل زوجها وتتقرب إليهم وتتودد منهم وتدعوهم لزيارتها في بيتها، وألا تنساهم من الهدايا، وخاصة في أوقات المناسبات، ودعوتهم لوجبات الغداء والعشاء، والسمر ليلًا معهم.
ويمضي في نصيحته: "ننصح في أيام المناسبات الدينية كالأعياد أن تذهب بأبنائها إلى بيت أهل الزوج، وتجالسهم ساعات من نهار العيد، ثم تعود لبيتها لاستقبال أهلها".فلسطين اون لاين