تامر حسني : أرفض عمل بناتي في الفن.. و"سينجل" ناجح "أبرك" من ألبوم فاشل
جو 24 : في الجزء الثالث من حواره لـ CNN العربية، يعدد الفنان تامر حسني المشاكل والأزمات التي تتعرض لها صناعة الموسيقى في الوطن العربي، ويعقد مقارنة بين ما تنتهجه الشركات الأمريكية والأوروبية للحفاظ على حقوق الملكية الفكرية وبين القرارات الخاطئة التي تتخذها بعض شركات الإنتاج العربية، وهو ما أدى في النهاية إلى عدم ظهور أصوات جديدة، خاصة في ظل عدم وجود المنتج المكتشف.
إذا انتقلنا للشأن الموسيقي هل ستتعاون مع روتانا في ألبومك المقبل؟
جددت العقد مع روتانا بالفعل لمدة عام جديد.
توقعت أن يكون هناك تعاونا بينك والمنتج محسن جابر بعد زيارتك الأخيرة له لتهنئته على جائزة يوتيوب الذهبية؟
لا يوجد عمل يربطني حاليا مع الأستاذ محسن، وزيارتي له نابعة من تقديري له لأنني أعتبره شقيقي الأكبر، وقامة هامة في صناعة الموسيقى، وأحترمه على المستوى الشخصي، وأعتبره مثل والدي، كما أن ابنه "محمد" نضح أمامي وأعتبره أيضا مثل شقيقي الصغير، و"مزيكا" مثل بيتي الثاني، وشعرت أنني ساهمت في نجاحها، خاصة أن "الأستاذ محسن" أكد لي أن الأرقام التي حققتها أغنياتي ساهمت كثيرا في حصول الشركة على الجائزة، لذا أشعر أننا شركاء في النجاح، وللعلم، حتى لو لم أكن عضوا في الشركة، ولم تحقق أغنياتي أرقاما كبيرة، كنت سأزوره وأوجه له التهنئة بالطبع، لأنه رجل يستحق ذلك.
كان هناك توقعات بأن حضور المنتج نصر محروس للعرض الخاص للفيلم قد يكون له ترجمة على أرض الواقع؟
هناك محطات لا أنساها في حياتي، مهما نجحت أو زادت شهرتي، وسيظل محفورا في ذاكرتي دائما وأبدا أن نصر محروس هو من اكتشفني، لذا أفضل مشاركته في أي نجاح جديد لي، حتى لو كانت المشاركة مجرد تواجد وحضور له، لأن هذا يشرفني، وأنا على يقين من شعوره بالسعادة لنجاحي، ولن تتخيل الإطراء الذي قاله عن الفيلم بعد العرض، لدرجة أنه هاتفني بعد وصوله لمنزله ليؤكد لي إعجابه بالعمل مرة أخرى، رغم أنني لست عضوا في شركته الآن، لكنه يتصرف معي باعتباري شقيقه الأصغر أو ابنه، لذا تواجده في العرض الخاص أسعدني جدا، وحضوره كان هاما بالنسبة لي ليشهد معي نجاحا جديدا في مشوراي الفني.
بمناسبة ذكر محسن جابر ونصر محروس هل تعتقد أن صناعة الموسيقى في مصر ستصمد أمام التحديات التي تواجهها؟
للأسف صناعة الموسيقى من أكثر الصناعات الفنية تضررا خلال السنوات الماضية، لقد دمرت القرصنة الإنتاج الموسيقي، لأن المنتج يصرف ملايين الجنيهات ليطرح ألبوما في السوق، ليجده بعد ساعات على مواقع الإنترنت، والاستثناء الوحيد يكون للمنتج المتعاقد مع نجم كبير له قاعدة جماهيرية، وفي هذه الحالة يراهن المنتج على 20% من الجمهور الذي يفضل شراء النسخة الأصلية للاحتفاظ بها، أما 80% من الجمهور سيقوم بتحميل الألبوم من مواقع الإنترنت، وهذا استثناء نادر جدا، ولا يوجد سوى ثلاثة أو أربعة أسماء فقط من النجوم المصريين لهم قاعدة جماهيرية كبيرة، وأي منتج غير متعاقد مع نجم لن يستفيد من هذا، لذلك تجد أن بعض المطربين يطرحون ألبوما واحدا كل 4 سنوات، وقد يطرحون ألبوما دون تصوير أغنية واحدة، لعدم وجود سيولة كافية، "فيه مطربين اتفرمت بسبب القرصنة"، وهذا ظلم كبير في رأيي، ووضع مؤسف للغاية.
لكن بعض من تتحدث عنهم يطرحون أغنية "سينجل" كل فترة كأحد أنواع التواجد على الساحة بشكل أو بآخر؟
هذه فكرة ممتازة وناجحة، خاصة أن "الأغنية السينجل حظها حلو"، وسبق وطرحت أغنية اسمها "قولي بحبك بصوت عالي" نجحت نجاحا كبيرا، وسبق أيضا وطرحت أغنية "عيونه دار" ونجحت أيضا، وأعتقد أن نجاح الأغنية "السينجل" يعود لاهتمام المستميعن بها بشكل خاص ويتم تسليط الضوء عليها باستمرار، لذا أنصح أي مطرب غير متعاقد مع أي شركة بطرح أغنية "سينجل" كل فترة، لأن "سينجل" ناجح "أبرك" من ألبوم فاشل.
قد تكون القرصنة سببا لتردد أي منتج في طرح ألبوم لكن ما تفسيرك لعدم ظهور أي صوت رجالي أو نسائي يفرض نفسه بقوة على الساحة؟
هناك سببان، الأول القرصنة كما ذكرت، أما الثاني والأهم، أننا في حاجة لمواهب لديها إصرار النجاح تجتهد في عملها، وفي طريقة غنائها، وفي الشكل الذي ستظهر به للجمهور، وتتأنى في اختيار كلمات جيدة بعناية، وقبل كل ما سبق، من الضروري أن يكون هناك كاريزما للفنان، خاصة أننا الآن نفتقد للمنتج المكتشف مثل نصر محروس، الذي كسر كل القواعد وراهن على مطرب شاب ومطربة شابة اسمهما تامر وشيرين، وحقق بهما نجاحا كبيرا، إلى أن وصل كل منهما إلى ما وصلا إليه، يجب أن يتعلم أي منتج الوصول إلى وجهة النظر الصائبة، علينا الاعتراف أننا نفتقد هذا بالفعل.
هل تقصد أن هناك أزمة وعي إنتاجي؟
لا أقصد نقص الوعي فقط، لكن القرصنة أصابت المنتجين بالإحباط، وهو ما أدى بالتبعية إلى إصابة المواهب الحقيقية بالإحباط، وهو ما جعلهم يرفضون بذل مزيدا من الجهد لتأكدهم من رفض كل الشركات لتبنيهم.
بحكم تعاملك مع شركات موسيقى عالمية في الولايات المتحدة الأمريكية هل تواجه هذه الكيانات الموسيقية مشاكل القرصنة نفسها التي تواجهها المنطقة العربية؟
حقوق كل الشركات والفنانين محفوظة في الولايات المتحدة بنسبة 100%، ولكل شركة إدارة تعرف طرق الاستفادة من الفنان، لا يوجد هناك مصطلح "ألبوم نزل السوق وخلاص"، الشركة توجه الفنان في كل خطوة، لا يجوز على سبيل المثال أن يكون جسم الفنان غير متناسق، لأننا في عصر الصوت والصورة، والدليل أنك قد تجد فنانا ناجحا رغم عدم جودة صوته، إذن دعنا نتفق بداية أن الصورة سبقت الصوت في هذا العصر، وأصبح هناك مقاييس جديدة تساعد على النجاح أفضل من الصوت، ولهذا السبب بدأت كلمة "كاريزما" تتردد مؤخرا بكثرة، لأن شكل الفنان أصبح أهم لدى الجمهور من صوته، قديما كان الجمهور يتغزل في صوت فنان ما، أما الآن الشكل أصبح الشغل الشاغل للجمهور حول العالم وليس في المنطقة العربية فقط، وعندما تجد أن هذه المفردات هي متطلبات العصر عليك مجاراة ذلك على الفور، ولذلك تجد الشركات في الولايات المتحدة تطلب من الفنان المحافظة على لياقته، وارتداء الملابس بأسلوب محدد، وتضع خطط جولاته الغنائية، وتشترط عليه عدم الظهور في أماكن معينة.
وكيف يتحقق ذلك في المنطقة العربية من وجهة نظرك؟
يجب وضع خطط تسويقية كاملة لانتشار أي فنان، وإذا تحدثنا بنظريات التسويق العالمية المعروفة سنكتشف أن هناك أخطاء كبيرة لدى شركات الإنتاج في المنطقة العربية، تجد على سبيل المثال شركة مثل "روتانا" تمتلك ردايو خاص تبث من خلاله أغنيات مطربيها فقط، وفي المقابل تجد أن شركة "مزيكا" تذيع أغنيات مطربيها على شاشة القناة الفضائية التي تمتلكها، "طب يا فرحتي ها وبعدين"، للأسف لا أحد يدرك أن طرح ألبوم لفنان يساوي طرح شركة ما لمنتج في السوق، وبناء عليه، على المستهلك أن يجده في أي مكان يذهب إليه، لأن طرحه في مكان واحد فقط لن يحقق له الانتشار المطلوب، المفترض أن يجد المستهلك المنتج الذي يبحث عنه في أي "سوبر ماركت"، النظريات التسويقية تؤكد ذلك، ولا يوجد نظرية واحدة تشير إلى إجبار المستهلك على بذل مجهود ليجد منتجها، ليس من المفترض أن أبحث على قناة معينة أو محطة إذاعية محددة لأستمع إلى أغنية مطربي المفضل الجديدة، هناك أسس يجب إعاد النظر فيها بجدية بدلا من دفن رؤوسنا في الرمال.
تقصد أن تنتهج الشركات المصرية والعربية نهج الشركات الأمريكية وتطرح أغنياتها على كل المحطات الفضائية؟
بالطبع، الشركات هناك تصرف أموالا طائلة على الأغنية الواحدة لتذاع على كل المحطات الفضائية بعدد مرات يتجاوز 20 يوميا، لأنها تعلم المردود المادي الذي ستجنيه بعد فترة قصيرة في ظل ضمان حقوقها بنسبة 100%، وعلينا أيضا استيعاب معطيات النظرية الجديدة، وهي أن التكرار أصبح أحد أهم عوامل نجاح أي أغنية حول العالم، ولك في الإعلانات مثال عظيم، بعض الإعلانات التي تذاع خلال شهر رمضان على سبيل المثال قد نكرهها في البداية، لكن مع التكرار تجد نفسك ترددها وسعيد جدا، والحال نفسه في الأغنيات، والله لن تنجح أغنية مهما كانت ممتازة فنيا لو لم يعاد إذاعتها، التكرار يساعد على حفظ الأغنية، بل وقد ترتبط معك شرطيا ونفسيا بذكريات فيما بعد، ترتبط معك بشهر رمضان على سبيل المثال، سهرة لطيفة مع أصدقاء، نزهة مع زوجتك أو خطيبتك، تكرارها يجعلك تربط الأغنية بذكرياتك دون قصد منك، هناك دراسات تناولت ما أتحدث معك عنه، وللأسف نحن لا نعلم عنها أي شيء، وعلى الجميع التيقن من عدم وجود أي جدوى من إذاعة أغنية على قناة فضائية واحدة فقط.
بما أنك على دراية كافية بهذه الدراسات لماذا لا تتبنى موهبة فنية وتنتج لها وتطبق هذه النظريات؟
سبق وقمت بذلك بالفعل وأنتجت للمطرب كريم محسن، وتعاملت معه كشقيق وليس كمنتج، وأذكر أن الأستاذ محسن جابر قال لي هذه ميزانية ألبومك افعل بها ما تشاء، لكنني قررت توجيه أرباحي المالية من تعاقدي مع "مزيكا" لإنتاج ألبوم لكريم محسن، وحقق نجاحا بأغنية "مابنساش".
هل تستعد لأي دويتو مع فنان أمريكي الفترة المقبلة؟
هناك مشروع أغنية مع المغني الأمريكي "بيتبول"، لكن التنفيذ مؤجل حاليا، لوجود مشاكل حول حقوق الملكية بين الشركات، وبمجرد الوصول إلى حل سيتم تنفيذها فورا.
وهل هناك على جدول أعمالك جولة غنائية في الولايات المتحدة أو أوروبا قريبا؟
لا، عدت منذ بضعة أشهر فقط من جولة أوروبية مطولة، ثم تفرغت لتصوير الفيلم ومتابعة مراحل تنفيذه، والآن بعد اطمئناني على نجاح الفيلم بدأت اختيار أغنيات ألبومي الجديد.
وما الموعد المقترح لطرح الألبوم في الأسواق؟
صيف 2016 إن شاء الله.
ما تفاصيل أولى تجاربك المسرحية الغنائية الجديدة؟
هي نواة مشروع، وليس تجربة بالمعنى الصريح، تناقشت فيها مع الأستاذ عصام إمام منذ ثلاثة أعوام، وأتمنى أن يعود المسرح إلى سابق عهده وأن يكون هناك إقبالا عليه كما كان، خاصة بعد نجاح الأستاذ أشرف عبدالباقي وفرقته التي أحترمها جدا في تجربته، لكن المشكلة أن المسرح يحتاج تفرغا لمدة عام، وهذا صعب بالنسبة لظروف عملي.
إذا هل سيكون هناك عملا دراميا خلال شهر رمضان المقبل بما أنك غير مرتبط بأي أعمال سوى اختيار أغنيات ألبومك؟
اتخذت قرارا بالابتعاد لفترة عن الدراما حتى أتأنى في اختياري، خاصة أنني قدمت "آدم" بعد عشر سنوات من تطوير الأفكار، لأنني لا أفضل التسرع في اختيار المسلسلات تحديدا، ولا أحبذ التواجد بشكل سنوي أو كل عامين، وأعتبر ذلك غير مجدي، لذا لن أشرع في تقديم مسلسلا إلا إذا وجدت الفكرة التي تدفعني للبدء في تنفيذها فورا.
بما أنك متفرغ لاختيار أغنيات ألبومك فقط هل هذا يعني أنك قد تخوض تجربة سينمائية جديدة؟
قد يحدث ذلك بالفعل، خاصة أن الفترة الزمنية طويلة وقد تتيح لي ذلك، لكن يجب أن تكون فكرة ممتازة، الأفكار الجديدة والمختلفة بشكل عام أصبحت المحرك الحقيقي لي وليس أي شيء آخر.
إذا ابتعدنا عن العمل بنجاحه وخلافاته ما التغيير الذي طرأ عليك بعد ولادة ابنتيك "تاليا" و"آمايا"؟
أولا، أتمنى أن يحفظ الله كل أولادنا، ثانيا، أتمنى أن يرزق الله كل من يقرأ هذا الحوار بالأولاد، أما عمّا تغير بداخلي، فهناك أشياء كثيرة، فقد كنت طوال الفترة الماضية على سبيل المثال أعمل باجتهاد لأضيف إلى اسم تامر حسني، أما الآن وضعت "تاليا" و"آمايا" وزوجتي، أي أسرتي الصغيرة، أمام عيناي بدلا من صورة تامر حسني، وأصبح هناك كيانا جديدا أمامي وهو أسرتي الكبرى، والدي ووالدتي وشقيقي وزوجتي وبناتي، أريد أن أشرفهم، وأحاول جاهدا أن أكون حريصا بإبعادهم عن حياة الشهرة بكل سلبياتها وإيجابيتها، ولذلك أرفض عرض صورهما على مواقع التواصل الاجتماعي.
أعلم أن بعض المجلات عرضت عليك أموالا لنشر صور ابنتيك على أغلفتها؟
لن أتاجر بحياة بناتي أو عائلتي مهما كان الثمن، الموضوع ليس متاجرة، ووجهة نظري تكمن ببساطة في حقوق الطفل، واقتناعي بضرورة أن يعيش أي طفل حياته بشكل عادي خاصة خلال سنوات عمره الأولى بكل ما فيها من براءة، لماذا نفرض على أي طفل أن يعيش حياة شهرة لا يعرف عنها شيئا دون أن يتخذ بنفسه هذا القرار؟ نحن بذلك نجبره على نظام حياة قد يسبب له الكثير من المشاكل النفسية في المستقبل، يجب أن نترك له حق الاختيار بدلا من السيطرة عليه، هذه أبسط حقوق الطفولة، لماذا أنتحل شخصيته وأفكر نيابة عنه، وعندما ينضج ويستوعب عليه أن يقرر بنفسه بعد دراسة استمالاته وأهدافه، أما في سنواته الأولى فهو غير قادر على الاختيار من الأساس.
لنفترض أن ابنتيك موهوبتان هل ستمنعهما خاصة أنك سبق وتبنيت عددا من الأطفال في بعض أعمالك؟
أتحدث هنا عن قناعاتي الشخصية، عن وجهة نظر تامر حسني الأب، لكن هذا لا يقلل بالتأكيد ودون أدنى شك من احترامي للفن أو لأي أسرة تسمح لأبنهائها بالعمل في الفن سن صغير، خاصة أن هناك أسر على استعداد للتغاضي عن أي مشاكل تسببها الشهرة، لكن وفي الوقت نفسه هناك أسر قد لا تفضل عمل ابنهائها في الفن، وكلاهما على صواب ووجهتي نظر سليمتين تماما، ولا أجامل في إجاباتي.
وما وجهة نظرك كأب تحديدا؟
أقولها بكل وضوح، لا أريد أن تعمل ابنتاي في الفن، حاليا أو مستقبلا، لأن تناول حياة الفنان مُجرح ومؤلم جدا جدا، والغريب أن البعض يتخيل أن الفنان يسكن في برج عالي، ويعيش حياة مرفهة جدا، ولا يشعر بأي مشكلة للجمهور، وسعيد دائما، وكل ما يشغل باله جمع الأموال طوال 24 ساعة، وهذه التصورات الخاطئة هي ما تجعل البعض يستحل التجريح، بل ويتلذذ في الأذى، دون أن يضع في اعتباراته ولو للحظة أن هذا الفنان اختار طريقا صعبا وفُرضت عليه العزلة ليبدع ويفكر ليرضي جمهوره، وأن هذا الفنان وظيفته الحقيقية إسعاد الناس، سواء من خلال حفل زفاف يحييه، أو تقديم فيلم يحمل مضمونا جيدا يعبر عن شريحه من جمهوره، هذا مجهود كبير جدا لا يتخيله أحد، "والله لو أي حد عاش يوم واحد بس بالمنظر ده مش هايستحمل والله ما هايستحمل"، وسيعرف مدى صعوبة هذه الحياة، حياة صعبة إلى أقصى درجة، "تخيل بقى كمان لما يبقوا بنات ماحدش هايرحمهم".
هل ترى أن الصحافة تتجاوز أحيانا في حق الفنانين؟
هناك صحفيون لديهم من الضمير ما يمنعهم من كتابة أي حرف غير صحيح، يراعون الله في عملهم، وأمناء على حياة الآخرين، لكن وفي الوقت نفسه ومثل أي مهنة في العالم، هناك أقلام ليس لها ضمير، تكتب قصصا وهمية بمنتهى البساطة دون مراعاة الأذى الذي سيتعرض له أي شخص سواء كان فنانا أم فنانة، قد تجد على سبيل المثال فنانة تجلس مع زميل لها ويتحدثان في أمر ما، ثم ضحكا معا "وضربوا كف بكف"، هنا يتلقط أحد معدومي الضمير هذه الصورة من زاوية معينة، وينسج في خياله "أحلى قصة" ويكتب "مانشيت رهيب" دون أن يفكر في الأسر التي قد تدمر بسبب ما فعله، من المؤكد أن هذا لن يسعد ابنتاي، بالتأكيد لن يسعدهم ولن يسعدني، ولو هناك أسرة لن يسبب لها ما ذكرته أي مشكلة، فمن حقها أن تخوض التجربة مع أبنائها، وستكون وجهة نظر صحيحة كما ذكرت.
هل تقصد الشائعات تحديدا التي قد تطلق على الفنانين؟
للأسف هناك أمورا سلبية كثيرة في مجتمعنا العربي، هناك أناس لا يشغلها سوى الشائعات وعلى استعداد للخوض في الأعراض عشر ساعات يوميا، لدرجة أنها لا تفكر في مستقبلها ولو لساعة واحدة، هناك طاقة سلبية كبيرة لدى البعض يتم توجيهها لتشويه أشخاص، هناك جلسات منتشرة في كل مكان لا يذكر فيها جملة واحدة صحيحة، جملة واحدة فقط، وللأسف مرة أخرى، "احنا شعب اتربى على إن الإشاعة بتجيب جون"، أسمع أحيانا قلة من الصحفيين يرددون جملة تدهشني جدا، تجده يقول "عايزين بقى عنوان سخن"، ومثل هؤلاء لا يعني لهم "العنوان السخن" إلا التجريح أو السب أو الهجوم أو الانتقاد، لكن لو الفنان نفسه حصل على جائزة، تجد خبرا صغيرا منشورا في نهاية صفحة بشكل لا يلحظه القارئ أساسا، لأن هذه الجائزة لا يخرج منها "عنوان سخن"، وبالتالي هذا خبر غير هام، لكن في "الخراب" تجد سباقا بين هؤلاء لتناول شائعة بأكثر من شكل وأكثر من تأويل، وأنت تعلم بالتأكيد أن ما أذكره واقع ويحدث بالفعل، لذا أرى أن هناك ضغوطا نفسية كبيرة تتعرض لها أي فنانة، ولا أفضل أن تتعرض ابنتاي لهذه الضغوط.
ما الذي تتمناه لهما أو ما المهنة التي تتمنى بالفعل أن يمتهناها؟
حلمي الشخصي أن يعملا في مجال خدمة الناس، مؤسسة خيرية مجتمعية أو ماشابه، أو علم يفيد الناس، وتأتي الرياضة في المرتبة الثالثة، وسأسعى لتأسيس شخصيتهما على هذا الأساس، لكنني لن أجبرهما على شيء، أي شيء، سأترك لهما حرية القرار وسأكون الناصح الأمين فقط، مهما كان قرارهما.
باعتبار أن "آمايا" هي العضو الجديد في الأسرة من اختار لها اسمها؟
قد تندهش عندما تعلم أن "تاليا" شقيقتها الكبرى، هي من اختارت لها الاسم.
كيف ذلك وعُمر "تاليا" لم يتجاوز العامين على ما أعتقد؟
عندما التحقت "تاليا" بالحضانة، كانت أفضل صديقاتها تدعى "آمايا"، وعندما كنا نتحدث مع الطبيب أثناء فترة الحمل، كانت "تاليا" تردد "آمايا.. آمايا"، حتى عندما كنا نتابع الصور الضوئية للجنين، كانت تردد الاسم نفسه، فشعرنا أنها تحب هذا الاسم، وعندما تشعر أنها من اختارت لها الاسم ستحبها، وبالفعل حدث هذا، لكن هذا لا يمنع من وجود غيرة طبيعية عند الأطفال في هذا العمر، بسبب الاهتمام بمولود جديد.
هل تشعر أنك أصبحت أكثر هدوءا بعد ولادة "تاليا" و"آمايا" وتكوين الأسرة؟
عندما أنظر إلى أسرتي، أشعر أنني أتابع حلمي الذي سعيت له خلال مشوار طويل به الكثير من الفشل والنجاح، والمعاناة والمجهود، والصعود والهبوط، كل هذا مررت به للوصول إلى تكوين الأسرة، أسرتي هي بالفعل أغلى ما أملك الآن، ولذلك أتمنى أن أعمل بكل جهد حتى يكرمني الله في تربيت ابنتاي بأفضل طريقة، وفي الحقيقة هناك أشياء كثيرة تغيرت بي، أصبحت أقود سيارتي بتروي، رغم أنني أفضل السرعة، قرارتي أصبحت متأنية بشدة، أسرة بالنسبة لي تعني بناتي ووالدتهما وأمي وأبي، هناك حالة من الدفء اكتملت، بها الكثير من المشاعر الفياضة لكل من حولي، وللجميع أيضا.CNN
إذا انتقلنا للشأن الموسيقي هل ستتعاون مع روتانا في ألبومك المقبل؟
جددت العقد مع روتانا بالفعل لمدة عام جديد.
توقعت أن يكون هناك تعاونا بينك والمنتج محسن جابر بعد زيارتك الأخيرة له لتهنئته على جائزة يوتيوب الذهبية؟
لا يوجد عمل يربطني حاليا مع الأستاذ محسن، وزيارتي له نابعة من تقديري له لأنني أعتبره شقيقي الأكبر، وقامة هامة في صناعة الموسيقى، وأحترمه على المستوى الشخصي، وأعتبره مثل والدي، كما أن ابنه "محمد" نضح أمامي وأعتبره أيضا مثل شقيقي الصغير، و"مزيكا" مثل بيتي الثاني، وشعرت أنني ساهمت في نجاحها، خاصة أن "الأستاذ محسن" أكد لي أن الأرقام التي حققتها أغنياتي ساهمت كثيرا في حصول الشركة على الجائزة، لذا أشعر أننا شركاء في النجاح، وللعلم، حتى لو لم أكن عضوا في الشركة، ولم تحقق أغنياتي أرقاما كبيرة، كنت سأزوره وأوجه له التهنئة بالطبع، لأنه رجل يستحق ذلك.
كان هناك توقعات بأن حضور المنتج نصر محروس للعرض الخاص للفيلم قد يكون له ترجمة على أرض الواقع؟
هناك محطات لا أنساها في حياتي، مهما نجحت أو زادت شهرتي، وسيظل محفورا في ذاكرتي دائما وأبدا أن نصر محروس هو من اكتشفني، لذا أفضل مشاركته في أي نجاح جديد لي، حتى لو كانت المشاركة مجرد تواجد وحضور له، لأن هذا يشرفني، وأنا على يقين من شعوره بالسعادة لنجاحي، ولن تتخيل الإطراء الذي قاله عن الفيلم بعد العرض، لدرجة أنه هاتفني بعد وصوله لمنزله ليؤكد لي إعجابه بالعمل مرة أخرى، رغم أنني لست عضوا في شركته الآن، لكنه يتصرف معي باعتباري شقيقه الأصغر أو ابنه، لذا تواجده في العرض الخاص أسعدني جدا، وحضوره كان هاما بالنسبة لي ليشهد معي نجاحا جديدا في مشوراي الفني.
بمناسبة ذكر محسن جابر ونصر محروس هل تعتقد أن صناعة الموسيقى في مصر ستصمد أمام التحديات التي تواجهها؟
للأسف صناعة الموسيقى من أكثر الصناعات الفنية تضررا خلال السنوات الماضية، لقد دمرت القرصنة الإنتاج الموسيقي، لأن المنتج يصرف ملايين الجنيهات ليطرح ألبوما في السوق، ليجده بعد ساعات على مواقع الإنترنت، والاستثناء الوحيد يكون للمنتج المتعاقد مع نجم كبير له قاعدة جماهيرية، وفي هذه الحالة يراهن المنتج على 20% من الجمهور الذي يفضل شراء النسخة الأصلية للاحتفاظ بها، أما 80% من الجمهور سيقوم بتحميل الألبوم من مواقع الإنترنت، وهذا استثناء نادر جدا، ولا يوجد سوى ثلاثة أو أربعة أسماء فقط من النجوم المصريين لهم قاعدة جماهيرية كبيرة، وأي منتج غير متعاقد مع نجم لن يستفيد من هذا، لذلك تجد أن بعض المطربين يطرحون ألبوما واحدا كل 4 سنوات، وقد يطرحون ألبوما دون تصوير أغنية واحدة، لعدم وجود سيولة كافية، "فيه مطربين اتفرمت بسبب القرصنة"، وهذا ظلم كبير في رأيي، ووضع مؤسف للغاية.
لكن بعض من تتحدث عنهم يطرحون أغنية "سينجل" كل فترة كأحد أنواع التواجد على الساحة بشكل أو بآخر؟
هذه فكرة ممتازة وناجحة، خاصة أن "الأغنية السينجل حظها حلو"، وسبق وطرحت أغنية اسمها "قولي بحبك بصوت عالي" نجحت نجاحا كبيرا، وسبق أيضا وطرحت أغنية "عيونه دار" ونجحت أيضا، وأعتقد أن نجاح الأغنية "السينجل" يعود لاهتمام المستميعن بها بشكل خاص ويتم تسليط الضوء عليها باستمرار، لذا أنصح أي مطرب غير متعاقد مع أي شركة بطرح أغنية "سينجل" كل فترة، لأن "سينجل" ناجح "أبرك" من ألبوم فاشل.
قد تكون القرصنة سببا لتردد أي منتج في طرح ألبوم لكن ما تفسيرك لعدم ظهور أي صوت رجالي أو نسائي يفرض نفسه بقوة على الساحة؟
هناك سببان، الأول القرصنة كما ذكرت، أما الثاني والأهم، أننا في حاجة لمواهب لديها إصرار النجاح تجتهد في عملها، وفي طريقة غنائها، وفي الشكل الذي ستظهر به للجمهور، وتتأنى في اختيار كلمات جيدة بعناية، وقبل كل ما سبق، من الضروري أن يكون هناك كاريزما للفنان، خاصة أننا الآن نفتقد للمنتج المكتشف مثل نصر محروس، الذي كسر كل القواعد وراهن على مطرب شاب ومطربة شابة اسمهما تامر وشيرين، وحقق بهما نجاحا كبيرا، إلى أن وصل كل منهما إلى ما وصلا إليه، يجب أن يتعلم أي منتج الوصول إلى وجهة النظر الصائبة، علينا الاعتراف أننا نفتقد هذا بالفعل.
هل تقصد أن هناك أزمة وعي إنتاجي؟
لا أقصد نقص الوعي فقط، لكن القرصنة أصابت المنتجين بالإحباط، وهو ما أدى بالتبعية إلى إصابة المواهب الحقيقية بالإحباط، وهو ما جعلهم يرفضون بذل مزيدا من الجهد لتأكدهم من رفض كل الشركات لتبنيهم.
بحكم تعاملك مع شركات موسيقى عالمية في الولايات المتحدة الأمريكية هل تواجه هذه الكيانات الموسيقية مشاكل القرصنة نفسها التي تواجهها المنطقة العربية؟
حقوق كل الشركات والفنانين محفوظة في الولايات المتحدة بنسبة 100%، ولكل شركة إدارة تعرف طرق الاستفادة من الفنان، لا يوجد هناك مصطلح "ألبوم نزل السوق وخلاص"، الشركة توجه الفنان في كل خطوة، لا يجوز على سبيل المثال أن يكون جسم الفنان غير متناسق، لأننا في عصر الصوت والصورة، والدليل أنك قد تجد فنانا ناجحا رغم عدم جودة صوته، إذن دعنا نتفق بداية أن الصورة سبقت الصوت في هذا العصر، وأصبح هناك مقاييس جديدة تساعد على النجاح أفضل من الصوت، ولهذا السبب بدأت كلمة "كاريزما" تتردد مؤخرا بكثرة، لأن شكل الفنان أصبح أهم لدى الجمهور من صوته، قديما كان الجمهور يتغزل في صوت فنان ما، أما الآن الشكل أصبح الشغل الشاغل للجمهور حول العالم وليس في المنطقة العربية فقط، وعندما تجد أن هذه المفردات هي متطلبات العصر عليك مجاراة ذلك على الفور، ولذلك تجد الشركات في الولايات المتحدة تطلب من الفنان المحافظة على لياقته، وارتداء الملابس بأسلوب محدد، وتضع خطط جولاته الغنائية، وتشترط عليه عدم الظهور في أماكن معينة.
وكيف يتحقق ذلك في المنطقة العربية من وجهة نظرك؟
يجب وضع خطط تسويقية كاملة لانتشار أي فنان، وإذا تحدثنا بنظريات التسويق العالمية المعروفة سنكتشف أن هناك أخطاء كبيرة لدى شركات الإنتاج في المنطقة العربية، تجد على سبيل المثال شركة مثل "روتانا" تمتلك ردايو خاص تبث من خلاله أغنيات مطربيها فقط، وفي المقابل تجد أن شركة "مزيكا" تذيع أغنيات مطربيها على شاشة القناة الفضائية التي تمتلكها، "طب يا فرحتي ها وبعدين"، للأسف لا أحد يدرك أن طرح ألبوم لفنان يساوي طرح شركة ما لمنتج في السوق، وبناء عليه، على المستهلك أن يجده في أي مكان يذهب إليه، لأن طرحه في مكان واحد فقط لن يحقق له الانتشار المطلوب، المفترض أن يجد المستهلك المنتج الذي يبحث عنه في أي "سوبر ماركت"، النظريات التسويقية تؤكد ذلك، ولا يوجد نظرية واحدة تشير إلى إجبار المستهلك على بذل مجهود ليجد منتجها، ليس من المفترض أن أبحث على قناة معينة أو محطة إذاعية محددة لأستمع إلى أغنية مطربي المفضل الجديدة، هناك أسس يجب إعاد النظر فيها بجدية بدلا من دفن رؤوسنا في الرمال.
تقصد أن تنتهج الشركات المصرية والعربية نهج الشركات الأمريكية وتطرح أغنياتها على كل المحطات الفضائية؟
بالطبع، الشركات هناك تصرف أموالا طائلة على الأغنية الواحدة لتذاع على كل المحطات الفضائية بعدد مرات يتجاوز 20 يوميا، لأنها تعلم المردود المادي الذي ستجنيه بعد فترة قصيرة في ظل ضمان حقوقها بنسبة 100%، وعلينا أيضا استيعاب معطيات النظرية الجديدة، وهي أن التكرار أصبح أحد أهم عوامل نجاح أي أغنية حول العالم، ولك في الإعلانات مثال عظيم، بعض الإعلانات التي تذاع خلال شهر رمضان على سبيل المثال قد نكرهها في البداية، لكن مع التكرار تجد نفسك ترددها وسعيد جدا، والحال نفسه في الأغنيات، والله لن تنجح أغنية مهما كانت ممتازة فنيا لو لم يعاد إذاعتها، التكرار يساعد على حفظ الأغنية، بل وقد ترتبط معك شرطيا ونفسيا بذكريات فيما بعد، ترتبط معك بشهر رمضان على سبيل المثال، سهرة لطيفة مع أصدقاء، نزهة مع زوجتك أو خطيبتك، تكرارها يجعلك تربط الأغنية بذكرياتك دون قصد منك، هناك دراسات تناولت ما أتحدث معك عنه، وللأسف نحن لا نعلم عنها أي شيء، وعلى الجميع التيقن من عدم وجود أي جدوى من إذاعة أغنية على قناة فضائية واحدة فقط.
بما أنك على دراية كافية بهذه الدراسات لماذا لا تتبنى موهبة فنية وتنتج لها وتطبق هذه النظريات؟
سبق وقمت بذلك بالفعل وأنتجت للمطرب كريم محسن، وتعاملت معه كشقيق وليس كمنتج، وأذكر أن الأستاذ محسن جابر قال لي هذه ميزانية ألبومك افعل بها ما تشاء، لكنني قررت توجيه أرباحي المالية من تعاقدي مع "مزيكا" لإنتاج ألبوم لكريم محسن، وحقق نجاحا بأغنية "مابنساش".
هل تستعد لأي دويتو مع فنان أمريكي الفترة المقبلة؟
هناك مشروع أغنية مع المغني الأمريكي "بيتبول"، لكن التنفيذ مؤجل حاليا، لوجود مشاكل حول حقوق الملكية بين الشركات، وبمجرد الوصول إلى حل سيتم تنفيذها فورا.
وهل هناك على جدول أعمالك جولة غنائية في الولايات المتحدة أو أوروبا قريبا؟
لا، عدت منذ بضعة أشهر فقط من جولة أوروبية مطولة، ثم تفرغت لتصوير الفيلم ومتابعة مراحل تنفيذه، والآن بعد اطمئناني على نجاح الفيلم بدأت اختيار أغنيات ألبومي الجديد.
وما الموعد المقترح لطرح الألبوم في الأسواق؟
صيف 2016 إن شاء الله.
ما تفاصيل أولى تجاربك المسرحية الغنائية الجديدة؟
هي نواة مشروع، وليس تجربة بالمعنى الصريح، تناقشت فيها مع الأستاذ عصام إمام منذ ثلاثة أعوام، وأتمنى أن يعود المسرح إلى سابق عهده وأن يكون هناك إقبالا عليه كما كان، خاصة بعد نجاح الأستاذ أشرف عبدالباقي وفرقته التي أحترمها جدا في تجربته، لكن المشكلة أن المسرح يحتاج تفرغا لمدة عام، وهذا صعب بالنسبة لظروف عملي.
إذا هل سيكون هناك عملا دراميا خلال شهر رمضان المقبل بما أنك غير مرتبط بأي أعمال سوى اختيار أغنيات ألبومك؟
اتخذت قرارا بالابتعاد لفترة عن الدراما حتى أتأنى في اختياري، خاصة أنني قدمت "آدم" بعد عشر سنوات من تطوير الأفكار، لأنني لا أفضل التسرع في اختيار المسلسلات تحديدا، ولا أحبذ التواجد بشكل سنوي أو كل عامين، وأعتبر ذلك غير مجدي، لذا لن أشرع في تقديم مسلسلا إلا إذا وجدت الفكرة التي تدفعني للبدء في تنفيذها فورا.
بما أنك متفرغ لاختيار أغنيات ألبومك فقط هل هذا يعني أنك قد تخوض تجربة سينمائية جديدة؟
قد يحدث ذلك بالفعل، خاصة أن الفترة الزمنية طويلة وقد تتيح لي ذلك، لكن يجب أن تكون فكرة ممتازة، الأفكار الجديدة والمختلفة بشكل عام أصبحت المحرك الحقيقي لي وليس أي شيء آخر.
إذا ابتعدنا عن العمل بنجاحه وخلافاته ما التغيير الذي طرأ عليك بعد ولادة ابنتيك "تاليا" و"آمايا"؟
أولا، أتمنى أن يحفظ الله كل أولادنا، ثانيا، أتمنى أن يرزق الله كل من يقرأ هذا الحوار بالأولاد، أما عمّا تغير بداخلي، فهناك أشياء كثيرة، فقد كنت طوال الفترة الماضية على سبيل المثال أعمل باجتهاد لأضيف إلى اسم تامر حسني، أما الآن وضعت "تاليا" و"آمايا" وزوجتي، أي أسرتي الصغيرة، أمام عيناي بدلا من صورة تامر حسني، وأصبح هناك كيانا جديدا أمامي وهو أسرتي الكبرى، والدي ووالدتي وشقيقي وزوجتي وبناتي، أريد أن أشرفهم، وأحاول جاهدا أن أكون حريصا بإبعادهم عن حياة الشهرة بكل سلبياتها وإيجابيتها، ولذلك أرفض عرض صورهما على مواقع التواصل الاجتماعي.
أعلم أن بعض المجلات عرضت عليك أموالا لنشر صور ابنتيك على أغلفتها؟
لن أتاجر بحياة بناتي أو عائلتي مهما كان الثمن، الموضوع ليس متاجرة، ووجهة نظري تكمن ببساطة في حقوق الطفل، واقتناعي بضرورة أن يعيش أي طفل حياته بشكل عادي خاصة خلال سنوات عمره الأولى بكل ما فيها من براءة، لماذا نفرض على أي طفل أن يعيش حياة شهرة لا يعرف عنها شيئا دون أن يتخذ بنفسه هذا القرار؟ نحن بذلك نجبره على نظام حياة قد يسبب له الكثير من المشاكل النفسية في المستقبل، يجب أن نترك له حق الاختيار بدلا من السيطرة عليه، هذه أبسط حقوق الطفولة، لماذا أنتحل شخصيته وأفكر نيابة عنه، وعندما ينضج ويستوعب عليه أن يقرر بنفسه بعد دراسة استمالاته وأهدافه، أما في سنواته الأولى فهو غير قادر على الاختيار من الأساس.
لنفترض أن ابنتيك موهوبتان هل ستمنعهما خاصة أنك سبق وتبنيت عددا من الأطفال في بعض أعمالك؟
أتحدث هنا عن قناعاتي الشخصية، عن وجهة نظر تامر حسني الأب، لكن هذا لا يقلل بالتأكيد ودون أدنى شك من احترامي للفن أو لأي أسرة تسمح لأبنهائها بالعمل في الفن سن صغير، خاصة أن هناك أسر على استعداد للتغاضي عن أي مشاكل تسببها الشهرة، لكن وفي الوقت نفسه هناك أسر قد لا تفضل عمل ابنهائها في الفن، وكلاهما على صواب ووجهتي نظر سليمتين تماما، ولا أجامل في إجاباتي.
وما وجهة نظرك كأب تحديدا؟
أقولها بكل وضوح، لا أريد أن تعمل ابنتاي في الفن، حاليا أو مستقبلا، لأن تناول حياة الفنان مُجرح ومؤلم جدا جدا، والغريب أن البعض يتخيل أن الفنان يسكن في برج عالي، ويعيش حياة مرفهة جدا، ولا يشعر بأي مشكلة للجمهور، وسعيد دائما، وكل ما يشغل باله جمع الأموال طوال 24 ساعة، وهذه التصورات الخاطئة هي ما تجعل البعض يستحل التجريح، بل ويتلذذ في الأذى، دون أن يضع في اعتباراته ولو للحظة أن هذا الفنان اختار طريقا صعبا وفُرضت عليه العزلة ليبدع ويفكر ليرضي جمهوره، وأن هذا الفنان وظيفته الحقيقية إسعاد الناس، سواء من خلال حفل زفاف يحييه، أو تقديم فيلم يحمل مضمونا جيدا يعبر عن شريحه من جمهوره، هذا مجهود كبير جدا لا يتخيله أحد، "والله لو أي حد عاش يوم واحد بس بالمنظر ده مش هايستحمل والله ما هايستحمل"، وسيعرف مدى صعوبة هذه الحياة، حياة صعبة إلى أقصى درجة، "تخيل بقى كمان لما يبقوا بنات ماحدش هايرحمهم".
هل ترى أن الصحافة تتجاوز أحيانا في حق الفنانين؟
هناك صحفيون لديهم من الضمير ما يمنعهم من كتابة أي حرف غير صحيح، يراعون الله في عملهم، وأمناء على حياة الآخرين، لكن وفي الوقت نفسه ومثل أي مهنة في العالم، هناك أقلام ليس لها ضمير، تكتب قصصا وهمية بمنتهى البساطة دون مراعاة الأذى الذي سيتعرض له أي شخص سواء كان فنانا أم فنانة، قد تجد على سبيل المثال فنانة تجلس مع زميل لها ويتحدثان في أمر ما، ثم ضحكا معا "وضربوا كف بكف"، هنا يتلقط أحد معدومي الضمير هذه الصورة من زاوية معينة، وينسج في خياله "أحلى قصة" ويكتب "مانشيت رهيب" دون أن يفكر في الأسر التي قد تدمر بسبب ما فعله، من المؤكد أن هذا لن يسعد ابنتاي، بالتأكيد لن يسعدهم ولن يسعدني، ولو هناك أسرة لن يسبب لها ما ذكرته أي مشكلة، فمن حقها أن تخوض التجربة مع أبنائها، وستكون وجهة نظر صحيحة كما ذكرت.
هل تقصد الشائعات تحديدا التي قد تطلق على الفنانين؟
للأسف هناك أمورا سلبية كثيرة في مجتمعنا العربي، هناك أناس لا يشغلها سوى الشائعات وعلى استعداد للخوض في الأعراض عشر ساعات يوميا، لدرجة أنها لا تفكر في مستقبلها ولو لساعة واحدة، هناك طاقة سلبية كبيرة لدى البعض يتم توجيهها لتشويه أشخاص، هناك جلسات منتشرة في كل مكان لا يذكر فيها جملة واحدة صحيحة، جملة واحدة فقط، وللأسف مرة أخرى، "احنا شعب اتربى على إن الإشاعة بتجيب جون"، أسمع أحيانا قلة من الصحفيين يرددون جملة تدهشني جدا، تجده يقول "عايزين بقى عنوان سخن"، ومثل هؤلاء لا يعني لهم "العنوان السخن" إلا التجريح أو السب أو الهجوم أو الانتقاد، لكن لو الفنان نفسه حصل على جائزة، تجد خبرا صغيرا منشورا في نهاية صفحة بشكل لا يلحظه القارئ أساسا، لأن هذه الجائزة لا يخرج منها "عنوان سخن"، وبالتالي هذا خبر غير هام، لكن في "الخراب" تجد سباقا بين هؤلاء لتناول شائعة بأكثر من شكل وأكثر من تأويل، وأنت تعلم بالتأكيد أن ما أذكره واقع ويحدث بالفعل، لذا أرى أن هناك ضغوطا نفسية كبيرة تتعرض لها أي فنانة، ولا أفضل أن تتعرض ابنتاي لهذه الضغوط.
ما الذي تتمناه لهما أو ما المهنة التي تتمنى بالفعل أن يمتهناها؟
حلمي الشخصي أن يعملا في مجال خدمة الناس، مؤسسة خيرية مجتمعية أو ماشابه، أو علم يفيد الناس، وتأتي الرياضة في المرتبة الثالثة، وسأسعى لتأسيس شخصيتهما على هذا الأساس، لكنني لن أجبرهما على شيء، أي شيء، سأترك لهما حرية القرار وسأكون الناصح الأمين فقط، مهما كان قرارهما.
باعتبار أن "آمايا" هي العضو الجديد في الأسرة من اختار لها اسمها؟
قد تندهش عندما تعلم أن "تاليا" شقيقتها الكبرى، هي من اختارت لها الاسم.
كيف ذلك وعُمر "تاليا" لم يتجاوز العامين على ما أعتقد؟
عندما التحقت "تاليا" بالحضانة، كانت أفضل صديقاتها تدعى "آمايا"، وعندما كنا نتحدث مع الطبيب أثناء فترة الحمل، كانت "تاليا" تردد "آمايا.. آمايا"، حتى عندما كنا نتابع الصور الضوئية للجنين، كانت تردد الاسم نفسه، فشعرنا أنها تحب هذا الاسم، وعندما تشعر أنها من اختارت لها الاسم ستحبها، وبالفعل حدث هذا، لكن هذا لا يمنع من وجود غيرة طبيعية عند الأطفال في هذا العمر، بسبب الاهتمام بمولود جديد.
هل تشعر أنك أصبحت أكثر هدوءا بعد ولادة "تاليا" و"آمايا" وتكوين الأسرة؟
عندما أنظر إلى أسرتي، أشعر أنني أتابع حلمي الذي سعيت له خلال مشوار طويل به الكثير من الفشل والنجاح، والمعاناة والمجهود، والصعود والهبوط، كل هذا مررت به للوصول إلى تكوين الأسرة، أسرتي هي بالفعل أغلى ما أملك الآن، ولذلك أتمنى أن أعمل بكل جهد حتى يكرمني الله في تربيت ابنتاي بأفضل طريقة، وفي الحقيقة هناك أشياء كثيرة تغيرت بي، أصبحت أقود سيارتي بتروي، رغم أنني أفضل السرعة، قرارتي أصبحت متأنية بشدة، أسرة بالنسبة لي تعني بناتي ووالدتهما وأمي وأبي، هناك حالة من الدفء اكتملت، بها الكثير من المشاعر الفياضة لكل من حولي، وللجميع أيضا.CNN