مأساة شابة مصرية فقدت زوجين في فلسطين وفي نفس المكان
جو 24 : على صدر صفحتها الأولى خرجت صحيفة «أخبار اليوم» المصرية وقت بيعها بـ20 مليمًا بمانشيت من 3 كلمات يتحدث عن شابة مصرية فقدت زوجين في فلسطين، وكان العنوان: «مأساة أمينة وهبي».
تحدثت «أخبار اليوم»، في عددها الصادر يوم 5 مارس 1955، عن قصة أمينة وهبي، التي وصفتها بـ«مأساة» لكونها «زوجة شهيدين ماتا في مكان واحد وفي حرب واحدة وفي ظروف واحدة».
وسردت «أخبار اليوم» قصة أمينة وهبي، التي تزوجت الصاغ عز الدين الموجي، الذي استشهد في معركة دير سنيد، يوم 19 مايو سنة 1948، بعد قيام حرب فلسطين بـ4 أيام.
وذكرت الصحيفة أن الزوج الثاني لـ«صاحبة المأساة» يدعى الصاغ محمود أحمد صادق، واستشهد في معركة غزة، عام 1955، لافتة إلى أنه مات في مكان يبعد عن مكان استشهاد الزوج الأول بكيلو متر واحد.
وتحكي أن أمينة ابنة اللواء إبراهيم زكي وهبي، قائد السواري سابقًا، مشيرة إلى أنها تزوجت الصاغ عز الدين الموجي ورزقت منه بولد واحد اسمه إبراهيم، ثم حملت بعد ذلك لكنها قبل أن تضع مولودتها الجديدة علمت بنبأ استشهاده، فقررت تسميتها «جهاد»، تخليدًا لذكرى زوجها في معركة فلسطين.
وعاشت الزوجة مع طفليها مدة 3 سنوات إلى أن تقدم إلى خطبتها الصاغ محمود أحمد صادق، لكنه تلقى رفضًا من بعض أصدقائه: «إنك شاب صغير فكيف تقبل الزواج من أرملة؟!»، فكان رده: «إنها ليست أرملة، إنها زوجة شهيد، وإذا أنا لم أتزوج زوجة الشهيد وأرعى أولاده فمن غيري يفعل هذا؟!».
في الوقت نفسه كانت صديقات أمينة ينصحنها بألا تكرر «مأساة» ثانية من أجل أطفالها بالزواج من ضابط آخر فقد تقوم حرب وتفقد روحه كما فقدت زوجها الأول، فكان تعليقها: «كان زوجي الأول بطلًا، ويشرفني أن يكون زوجي الثاني بطلًا».
ووصفت «أخبار اليوم» أثناء سردها القصة أمينة وزوجها الثاني "بأنهما كانا أسعد زوجين"، لافتة إلى أنهما رزقا بـ«جلنار» و«هيفاء».
وبمرور الوقت تلقى الزوج الثاني من مقر قيادته في غزة أمرًا بالخروج إلى مهمة رسمية في 25 فبراير 1955، وتذكر «أخبار اليوم»: «فجأة قال محمود إنه يريد أن يزور جميع أقاربه وأصدقائه ويسلم عليهم، وقام بهذه الزيارات على خلاف عادته، ثم قال لأمينة: إنني أريد أن آخذك أنت وابنك محمود وابنتك جهاد إلى المقابر لنزور قبر زوجك الأول ونقرأ الفاتحة، إنني أشعر أن زوجك الأول يريد أن يراكم ويسعدني أن آخذكم إليه».
تلقت أمينة كلمات زوجها بمشاعر لم تستطع وصفها، إلا أنها ذهبت معه إلى قبر الزوج الأول، فيما وقف الثاني ينثر الورود، بينما يترحم قلب الطفلين على والدهما.
بعد يومين استشهد الزوج الثاني وكان قبل ساعة يتحدث مع زوجته في التليفون، كي تذهب إلى البنك للحصول على راتبه، وبالفعل ذهبت في اليوم التالي دون أن تعلم نبأ موته، الذي عرفته فيما بعد عندما خرجت من البنك إلى منزل والد زوجها، اللواء أحمد صادق، لزيارته، فكانت مشاهد البكاء تسيطر على البيت.
وتختتم «أخبار اليوم»: «عندما ذهب المسؤولون إلى مكان المعركة في غزة وجدوا الصاغ محمود صادق ملقى على الأرض وفي يده مدفعه، وكانت يداه ممسكتين بالمدفع وهو ميت، وبدأ الكشف على جثته.. لقد أصابت الرصاصة الأولى يده اليمنى ولكنها استمرت قابضة على المدفع الرشاش تطلق النيران، وأصابت الرصاصة الثانية يده اليسرى، ولكنها استمرت قابضة على المدفع تطلق النيران، وأصابت الرصاصة الثالثة جنبه، واستمرت طلقات المدفع، وأصابت الرصاصة الرابعة جبهته، وعندئذ فقط سكت المدفع الرشاش».
تحدثت «أخبار اليوم»، في عددها الصادر يوم 5 مارس 1955، عن قصة أمينة وهبي، التي وصفتها بـ«مأساة» لكونها «زوجة شهيدين ماتا في مكان واحد وفي حرب واحدة وفي ظروف واحدة».
وسردت «أخبار اليوم» قصة أمينة وهبي، التي تزوجت الصاغ عز الدين الموجي، الذي استشهد في معركة دير سنيد، يوم 19 مايو سنة 1948، بعد قيام حرب فلسطين بـ4 أيام.
وذكرت الصحيفة أن الزوج الثاني لـ«صاحبة المأساة» يدعى الصاغ محمود أحمد صادق، واستشهد في معركة غزة، عام 1955، لافتة إلى أنه مات في مكان يبعد عن مكان استشهاد الزوج الأول بكيلو متر واحد.
وتحكي أن أمينة ابنة اللواء إبراهيم زكي وهبي، قائد السواري سابقًا، مشيرة إلى أنها تزوجت الصاغ عز الدين الموجي ورزقت منه بولد واحد اسمه إبراهيم، ثم حملت بعد ذلك لكنها قبل أن تضع مولودتها الجديدة علمت بنبأ استشهاده، فقررت تسميتها «جهاد»، تخليدًا لذكرى زوجها في معركة فلسطين.
وعاشت الزوجة مع طفليها مدة 3 سنوات إلى أن تقدم إلى خطبتها الصاغ محمود أحمد صادق، لكنه تلقى رفضًا من بعض أصدقائه: «إنك شاب صغير فكيف تقبل الزواج من أرملة؟!»، فكان رده: «إنها ليست أرملة، إنها زوجة شهيد، وإذا أنا لم أتزوج زوجة الشهيد وأرعى أولاده فمن غيري يفعل هذا؟!».
في الوقت نفسه كانت صديقات أمينة ينصحنها بألا تكرر «مأساة» ثانية من أجل أطفالها بالزواج من ضابط آخر فقد تقوم حرب وتفقد روحه كما فقدت زوجها الأول، فكان تعليقها: «كان زوجي الأول بطلًا، ويشرفني أن يكون زوجي الثاني بطلًا».
ووصفت «أخبار اليوم» أثناء سردها القصة أمينة وزوجها الثاني "بأنهما كانا أسعد زوجين"، لافتة إلى أنهما رزقا بـ«جلنار» و«هيفاء».
وبمرور الوقت تلقى الزوج الثاني من مقر قيادته في غزة أمرًا بالخروج إلى مهمة رسمية في 25 فبراير 1955، وتذكر «أخبار اليوم»: «فجأة قال محمود إنه يريد أن يزور جميع أقاربه وأصدقائه ويسلم عليهم، وقام بهذه الزيارات على خلاف عادته، ثم قال لأمينة: إنني أريد أن آخذك أنت وابنك محمود وابنتك جهاد إلى المقابر لنزور قبر زوجك الأول ونقرأ الفاتحة، إنني أشعر أن زوجك الأول يريد أن يراكم ويسعدني أن آخذكم إليه».
تلقت أمينة كلمات زوجها بمشاعر لم تستطع وصفها، إلا أنها ذهبت معه إلى قبر الزوج الأول، فيما وقف الثاني ينثر الورود، بينما يترحم قلب الطفلين على والدهما.
بعد يومين استشهد الزوج الثاني وكان قبل ساعة يتحدث مع زوجته في التليفون، كي تذهب إلى البنك للحصول على راتبه، وبالفعل ذهبت في اليوم التالي دون أن تعلم نبأ موته، الذي عرفته فيما بعد عندما خرجت من البنك إلى منزل والد زوجها، اللواء أحمد صادق، لزيارته، فكانت مشاهد البكاء تسيطر على البيت.
وتختتم «أخبار اليوم»: «عندما ذهب المسؤولون إلى مكان المعركة في غزة وجدوا الصاغ محمود صادق ملقى على الأرض وفي يده مدفعه، وكانت يداه ممسكتين بالمدفع وهو ميت، وبدأ الكشف على جثته.. لقد أصابت الرصاصة الأولى يده اليمنى ولكنها استمرت قابضة على المدفع الرشاش تطلق النيران، وأصابت الرصاصة الثانية يده اليسرى، ولكنها استمرت قابضة على المدفع تطلق النيران، وأصابت الرصاصة الثالثة جنبه، واستمرت طلقات المدفع، وأصابت الرصاصة الرابعة جبهته، وعندئذ فقط سكت المدفع الرشاش».