وأنطفأت أنوار مدينة النور - صور ترصد ليلة الرعب فى باريس
لم يكن يدور بخلد أيا من سكان عاصمة النور الهادئة باريس ، ان تدوى التفجيرات وتنطلق أصوات الرصاص فى قلب العاصمة الفرنسية بهذا العنف .
من كان يتخيل ان تتحول مدينة النور الى مدينة أشبح مظلمة تتطالب فيها البلدية المواطنين بالتزام منازلهم وتنتهى ليلتها السوداء بإعلان حالة الطوارئ فى البلاد وإغلاق حدودها كما أعلن الرئيس الفرنسى قبل ساعات ...
ومنذ قليل تم إطفاء أنوار برج إيفل الشهير حدادا على أرواح ضحايا الهجمات الإرهابية
ما حدث فى باريس ليلة أمس لم يكن يدور بعقل أكثر المتشائمين ، لكنه حدث
لنقرأ الاحداث وفق التسلسل الزمنى :
البداية كانت مع مشاهدة مبارة كرة قدم ودية بين منتخبي فرنسا وألمانيا وكان رئيس الجمهورية فرانسوا أولاند ووزير داخليته يشاهدان المبارة من المدرجات وفجأة سمع صوت انفجار قوي أثناء المباراة مما أحدث حالة من الفزع والرعب بين الجمهور الموجود في الاستاد وفي الخارج، وعلى الفور نقلت القوات الخاصة الفرنسية الرئيس أولاند ووزير الداخلية إلى مقر وزارة الداخلية الفرنسية، وتوالت الأنباء المفزعة بعد ذلك.. فقد قام إرهابيان بتفجير أنفسهما داخل مطعم بباريس بالقرب من الاستاد الذي أقيمت عليه المباراة.
سرعان ما تضاربت الأنباء حول الحصيلة الأولية في الهجوم، فقد أعلنت الشرطة الفرنسية أن عدد القتلي 40 ثم ارتفع بعد ذلك إلى 60 قتيلًا وناشدت بلدية باريس المواطنين بالبقاء في منازلهم وعدم الخروج إلا في حالة الضرورة، وقامت قوات الأمن الموجودة في الاستاد بمنع خروج الجماهير وإنزالهم إلى أرض الملعب حفاظًا على أرواحهم بعد الغموض الذي يسيطر على الوضع في الخارج.
لم تفق الشرطة الفرنسية وقوات الأمن من صدمة التفجيرات الأولي حتي تم الإعلان عن عملية احتجاز رهائن بقاعة باتاكلان للمناسبات في باريس، بعدها خرج الرئيس الفرنسي أولاند متحدثًا في التلفاز وأعلن حالة الطوارئ في عموم فرنسا وإعلاق الحدود حتى لا يهرب الإرهابيون خارج فرنسا ودعا الفرنسيين إلى الصمود والاتحاد في هذه الأوقات العصيبة.
توالت ردود الأفعال الخارجية على الهجمات التي تضرب قلب أوروبا باريس، فأعلنت مصر تنديدها بالعمليات الإرهابية وتوعد الرئيس الأمريكي أوباماـ في تعليقه على الأحداث ـ بملاحقة منفذيها، بينما أعربت المستشارة الأمريكية، ميركل عن صدمتها مما يحدث في العاصمة الفرنسية، وقالت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة في تغريدة لها إن الأخبار التي تأتي من باريس مفزعة بصورة كبيرة، وصرح ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني، على حسابه على تويتر تعليقًا على هجمات باريس: "سنفعل كل ما في وسعنا من أجل المساعدة"، وأعربوا جميعهم في النهاية عن أسفهم وقدموا التعازي إلى أهالي الضحايا وإلى فرنسا بصفة عامة.
بعدها أصدر الرئيس الفرنسي أولاند أمرًا للشرطة الفرنسية بتحرير الرهائن المحتجزين في قاعة باتاكلان بباريس، وفور هذا سمع دوي خمسة انفجارات بالقرب من المكان الذي يحتجز فيه الرهائن، وبالفعل اقتحمت الشرطة القاعة لكنها انتهت بمجزرة حيث تم قتل جميع الرهائن المحتجزين داخل القاعة والبالغ عددهم 100 شخص ومقتل 3 انتحاريين فجروا أنفسهم مباشرة مع اقتحام الشرطة المكان لتحرير الرهائن بينما تمكنت الشرطة من قتل إرهابي رابع قبل أن يفجر نفسه، لكن الحصيلة لم تتغير فقُتل جميع الرهائن الموجودين داخل القاعة.
توجه أولاند بعدما أعلنت الشرطة الانتهاء من عملية احتجاز الرهائن إلى مكان الحادث وكان غاضبًا وصرح بأن فرنسا ستشن حربًا على الإرهاب بلا هوادة"، وأنه تم قتل جميع الإرهابيين الذين نفذوا الهجمات، وأصدر أمرًا بمشاركة الجيش في تأمين العاصمة، وبالفعل تم نشر 1500 جندي على الأماكن الحيوية في باريس.
ويتفاعل الفرنسيون سريعًا مع دعوة أولاند بالاتحاد ويدشنون هاشتاج "الباب المفتوح" لاستضافة العالقين في الشوارع أو في محيط الانفجارات ولا يجدون أماكن انتظار أو مبيت في أماكن آمنة حتى تنتهي هذه الأحداث وتتم السيطرة على الموقف.
بدأ شهود العيان يروون تفاصيل الأحداث حيث قال أحد الرهائن إن الإرهابيين كانوا يقولون للرهائن إن أولاند مسئول عما يحدث ما كان عليه التدخل في سوريا والعراق.
وعلى الصعيد الأمني فقد أعلنت شركة "أمريكان إيرلاينز" أكبر شركة طيران في العالم من حيث حركة الركاب، تأجيل جميع رحلاتها المتجهة إلى باريس ردًا على الأحداث الإرهابية التي وقعت هناك، وذلك على الرغم من إعلان فرنسا أن جميع الرحلات الجوية والقطارات والمترو سوف تعمل بشكل طبيعي.
وفي النهاية أعلن المدعي العام بباريس أنه يخشى أن يكون هناك متواطئين أو مشاركين لا يزالون فارين"، مؤكدًا مقتل 8 إرهابيين حتى الآن ولا تزال قوات الأمن في باريس في حالة استنفار أمني لمواجهة أي هجمات من الممكن أن تحدث في أماكن أخرى.
دنيا الوطن