"تخيل" حياة أخرى للأطفال..كما كان ينبغي أن يعيشوها -صور
جو 24 :
"فتاة النابلم"..فيتنام
إحدى أشهر الصور وأشدها مأساوية عن حرب فيتنام، طفلة في التاسعة من عمرها، تقطع شوارع ترانج بانج مذعورة باكية، بعد أن تعرضت لحروق بقنابل النابلم التي سقطت عليها وعلى قريتها. غوندوز يحول في رسمه الجنود إلى فزاعات، ويضع بين أيدي الأطفال بالونات وطائرات ورقية يلعبون بها.
"عروسان قاصرتان"...اليمن
يبدو جلياً في الصورة الأصلية، كيف غادرت الطفولة ملامح البنتين العروسين، إذ تقتادان لمصير مأساوي، بتزويجهما في هذا العمر المبكر جداً. غوندوز حرك ريشته بقسوة فرضتها قسوة المشهد، ومسؤولية المعتدي إذ ينصب نفسه عريساً لضحيته، فحوّل الرجلين العريسين إلى فزاعتين، ومعيداً البراءة والبسمة والأمل إلى وجهي الطفلتين.
"غرفة نومي أيها الأصدقاء"..بريطانيا
توثق الصورة الأصلية أحد الأطفال، وهو يرفع يده ليدلّ أصحابه على غرفة نومه، مشيراً إلى ما تبقى منها، بعد أن دمرت غارة ألمانية منزله. غوندوز يعيد رسم الطفل وأصدقائه باليد المرفوعة ذاتها، يرافقهم والت ديزني والشخصية الكرتونية ميكي ماوس، مستبدلاً ركام منزل الصبي، بقصر من عالم ديزني الوردي.
"أطفال فيتنام"
يتلقف غوندوز الصورة الأصلية لجندي يحمل بين ذراعيه طفلين، هارباً بهما من إطلاق للنار يجري خلف ظهره، فيحولها إلى لقطة من سلسلة الأفلام العالمية"سوبرمان"، حيث يتدخل البطل دوماً ويتمكن من إنقاذ كل إنسان يتهدد حياته الخطر.
"إلى أبي..أحبك"
كان للاستبداد وأساليبه الإجرامية نصيب من مخيلة وريشة غوندوز المتألمة، حيث رسم صورة لابن مواطنه، الصحافي إلمار صابر أوغلو حسينوف، وهو يجبر والده على ترك ما يكتبه ليقضي معه الوقت.
يذكر أن الصحافي إلمار حسينوف، اغتيل عام 2005 أمام منزله، وكان معروفاً بانتقاداته اللاذعة للسلطات الأذربيجانية، وخصوصاً الرئيس الحالي ووالده وسلفه.. في الصورة الأصلية ينحني الصغير على صور والده بعد وفاته.. ليقبلها.
"الطبيب اليهودي وأطفال الميتم"..بولندا
كان Janusz Korczak طبيب أطفال ومؤلفاً روائياً، قضى سنوات عديدة يعمل مديراً لدار الأيتام في وارسو، وعندما تقرر إرسال اليتامي إلى معسكر للإبادة، رفض الطبيب عروضاً عدة للنجاة بنفسه، وقرر مرافقتهم ليلقى مصيرهم في غرف الغاز.
غوندوز سمح لمخيلته أن تذهب بعيداً، فاختار للضحايا أن يعيشوا بعد انتحار قاتلهم، أدولف هتلر، وأن يكون لهم حظ رؤية أسلحة الحرب وذكرياتها معلقة في معرض حربي، مع تمثال أبرز سفاحي العصر، هتلر.
"شقيقي"..اليابان
التقط هذه الصورة الصادمة المصور، جو أودونيل، ويظهر فيها صبي ياباني، يحمل في جيب خلف ظهره شقيقه الصغير الميت، واقفاً في انتظار تقديم جثمانه للمحرقة، بعد أن قضى ضحية القنبلة الذرية على ناغازاكي عام 1945.
في رسمه، يعيد غوندوز للطفلين ما فقداه، الحياة للصغير، والسعادة للطفل الأكبر، فيرسمهما على شاطئ البحر يلهوان تحت الشمس الدافئة، حيث يفرد الشقيق الأكبر ذراعيه وكأنه طائرة يمتطيها شقيقه الصغير.
"آلان الغريق"..سورية
الرسم الأخير كان من نصيب الطفل السوري آلان، الذي حرك ضمير العالم بعد أن انتشرت صورته غريقاً على شاطئ بحر فشل في قطعه، فكان مصيره على رسم غوندوز غير مصيره الفعلي الذي لاقاه... يبني منزلاً من الرمال ..حيث تلفحه خيوط الشمس الذهبية.
اختار الرسام، غوندوز زغايف، من أذربيجان، مجموعة من أشهر الصور الملتقطة لأطفال، كانوا ضحايا الحروب والمجاعات والفقر والأعراف الاجتماعية البائسة، فعمد عبر مخيلته الفريدة إلى محاكاتها برسوم من تصميمه، بعد انتزاع الحزن والقهر منها، فحوّلها إلى لوحات تضج بالحياة والسلام.
عبر صفحته على "فيسبوك"، نشر غوندوز (34 عاماً) رسومه رفقة الصور الأصلية، ليرفع مستوى الوعي، بالأضرار الناجمة عن كل ما سبق، ومحفزاً عبر المقارنة البصرية التي يفرضها، مشاعر الجمهور وتعاطفهم، وهي الساحة الحقيقية التي يمكن للفن أن يفوز فيها، في مبارياته التي يخوضها، دفاعاً عن عالم جميل وسط هذا القبح.
هي حياة لأطفال بعيداً عن الموت وأسلحته المدمرة، بعيداً عن الفقر وما يورثه، بعيداً عن الفقد الموجع لأب أو أم أو وطن، وبعيداً عن مسؤوليات هي أكبر من أن يحتملوها، حيث لا شيء سوى الألوان والصداقة واللعب والحب والأبطال الخارقين..هي حياة تليق بالأطفال، وكان ينبغي أن يعيشوها.."تخيل".
"النسر والفتاة الصغيرة"..السودان
الصورة التي تدمي القلوب للمصور الصحافي، كيفن كارتر، الحائز على جائزة بوليتزر، والتي التقطها، خلال المجاعة، في السودان عام 1993. حيث وثق فيها، نسراً متربصاً بطفلة صغيرة أنهكها الجوع، متأهباً انتظار موتها، لينقضّ عليها ويأكلها.
عبر صفحته على "فيسبوك"، نشر غوندوز (34 عاماً) رسومه رفقة الصور الأصلية، ليرفع مستوى الوعي، بالأضرار الناجمة عن كل ما سبق، ومحفزاً عبر المقارنة البصرية التي يفرضها، مشاعر الجمهور وتعاطفهم، وهي الساحة الحقيقية التي يمكن للفن أن يفوز فيها، في مبارياته التي يخوضها، دفاعاً عن عالم جميل وسط هذا القبح.
هي حياة لأطفال بعيداً عن الموت وأسلحته المدمرة، بعيداً عن الفقر وما يورثه، بعيداً عن الفقد الموجع لأب أو أم أو وطن، وبعيداً عن مسؤوليات هي أكبر من أن يحتملوها، حيث لا شيء سوى الألوان والصداقة واللعب والحب والأبطال الخارقين..هي حياة تليق بالأطفال، وكان ينبغي أن يعيشوها.."تخيل".
"النسر والفتاة الصغيرة"..السودان
الصورة التي تدمي القلوب للمصور الصحافي، كيفن كارتر، الحائز على جائزة بوليتزر، والتي التقطها، خلال المجاعة، في السودان عام 1993. حيث وثق فيها، نسراً متربصاً بطفلة صغيرة أنهكها الجوع، متأهباً انتظار موتها، لينقضّ عليها ويأكلها.
أعاد غوندوز تحويل الصورة المروعة، والتي تكهن بعضهم أنها كانت أحد أسباب انتحار كيفن في العام التالي، في رسم كاريكاتوري، حيث تلف الفتاة النسر بذراعها، مبتسمة هي والنسر لعدسة الكاميرا، كمن ينتظر التقاط صورة لصديقين مقربين.
"فتاة النابلم"..فيتنام
إحدى أشهر الصور وأشدها مأساوية عن حرب فيتنام، طفلة في التاسعة من عمرها، تقطع شوارع ترانج بانج مذعورة باكية، بعد أن تعرضت لحروق بقنابل النابلم التي سقطت عليها وعلى قريتها. غوندوز يحول في رسمه الجنود إلى فزاعات، ويضع بين أيدي الأطفال بالونات وطائرات ورقية يلعبون بها.
"عروسان قاصرتان"...اليمن
يبدو جلياً في الصورة الأصلية، كيف غادرت الطفولة ملامح البنتين العروسين، إذ تقتادان لمصير مأساوي، بتزويجهما في هذا العمر المبكر جداً. غوندوز حرك ريشته بقسوة فرضتها قسوة المشهد، ومسؤولية المعتدي إذ ينصب نفسه عريساً لضحيته، فحوّل الرجلين العريسين إلى فزاعتين، ومعيداً البراءة والبسمة والأمل إلى وجهي الطفلتين.
"غرفة نومي أيها الأصدقاء"..بريطانيا
توثق الصورة الأصلية أحد الأطفال، وهو يرفع يده ليدلّ أصحابه على غرفة نومه، مشيراً إلى ما تبقى منها، بعد أن دمرت غارة ألمانية منزله. غوندوز يعيد رسم الطفل وأصدقائه باليد المرفوعة ذاتها، يرافقهم والت ديزني والشخصية الكرتونية ميكي ماوس، مستبدلاً ركام منزل الصبي، بقصر من عالم ديزني الوردي.
"أطفال فيتنام"
يتلقف غوندوز الصورة الأصلية لجندي يحمل بين ذراعيه طفلين، هارباً بهما من إطلاق للنار يجري خلف ظهره، فيحولها إلى لقطة من سلسلة الأفلام العالمية"سوبرمان"، حيث يتدخل البطل دوماً ويتمكن من إنقاذ كل إنسان يتهدد حياته الخطر.
"إلى أبي..أحبك"
كان للاستبداد وأساليبه الإجرامية نصيب من مخيلة وريشة غوندوز المتألمة، حيث رسم صورة لابن مواطنه، الصحافي إلمار صابر أوغلو حسينوف، وهو يجبر والده على ترك ما يكتبه ليقضي معه الوقت.
يذكر أن الصحافي إلمار حسينوف، اغتيل عام 2005 أمام منزله، وكان معروفاً بانتقاداته اللاذعة للسلطات الأذربيجانية، وخصوصاً الرئيس الحالي ووالده وسلفه.. في الصورة الأصلية ينحني الصغير على صور والده بعد وفاته.. ليقبلها.
"الطبيب اليهودي وأطفال الميتم"..بولندا
كان Janusz Korczak طبيب أطفال ومؤلفاً روائياً، قضى سنوات عديدة يعمل مديراً لدار الأيتام في وارسو، وعندما تقرر إرسال اليتامي إلى معسكر للإبادة، رفض الطبيب عروضاً عدة للنجاة بنفسه، وقرر مرافقتهم ليلقى مصيرهم في غرف الغاز.
غوندوز سمح لمخيلته أن تذهب بعيداً، فاختار للضحايا أن يعيشوا بعد انتحار قاتلهم، أدولف هتلر، وأن يكون لهم حظ رؤية أسلحة الحرب وذكرياتها معلقة في معرض حربي، مع تمثال أبرز سفاحي العصر، هتلر.
"شقيقي"..اليابان
التقط هذه الصورة الصادمة المصور، جو أودونيل، ويظهر فيها صبي ياباني، يحمل في جيب خلف ظهره شقيقه الصغير الميت، واقفاً في انتظار تقديم جثمانه للمحرقة، بعد أن قضى ضحية القنبلة الذرية على ناغازاكي عام 1945.
في رسمه، يعيد غوندوز للطفلين ما فقداه، الحياة للصغير، والسعادة للطفل الأكبر، فيرسمهما على شاطئ البحر يلهوان تحت الشمس الدافئة، حيث يفرد الشقيق الأكبر ذراعيه وكأنه طائرة يمتطيها شقيقه الصغير.
"آلان الغريق"..سورية
الرسم الأخير كان من نصيب الطفل السوري آلان، الذي حرك ضمير العالم بعد أن انتشرت صورته غريقاً على شاطئ بحر فشل في قطعه، فكان مصيره على رسم غوندوز غير مصيره الفعلي الذي لاقاه... يبني منزلاً من الرمال ..حيث تلفحه خيوط الشمس الذهبية.
عربي - هزار الحرك