أبو حمور: التبعية الثقافية والجمود عند الماضي يضعفان عناصر النماء والتجديد والقوة
جو 24 : الاسكندرية- أكد الدكتور محمد أبو حمور، الأمين العام لمنتدى الفكر العربي، أن الإصلاح الثقافي في الحياة العربية هو أساس لا بد منه لكل الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. وقال: إن تحليل بواعث الأحداث التي شهدها العالم العربي خلال الخمس سنوات الأخيرة، والتركيز على الأسباب الاقتصادية والسياسية ينبغي أن يترافق ودراسة السياقات الثقافية لهذه الأحداث والاضطرابات التي عرفت باسم "الربيع العربي"، ودلالاتها على حقيقة الأزمة الحضارية في المجتمعات العربية.
وأضاف في ورقته التي قدمها في مؤتمر مكتبة الاسكندرية "الثقافة العربية ... استحقاقات مستقبل حائر"، يوم الثلاثاء 17/11/2015: أن مؤشرات ما حدث كانت تتفاقم على السطح بأشكال متعددة في المشهد العربي العام خلال العقود الطويلة الماضية، ولم تنبت في فراغ، وأن المثقفين العرب على اختلاف أطيافهم استشعروا منذ وقت مبكّر من القرن الفائت، مدى ما يمكن أن تؤدي إليه الاستقطابات ومحاولات احتواء الفكر وتلوينه بالأغراض السياسية والمصلحية الآنية من نتائج في خلل البنية الثقافية للمجتمعات في منطقتنا، عبرت عنها ممارسات أدت إلى تشوية قيم الحوار والاختلاف، والتسامح وقبول الآخر، والمشاركة والإبداع الحر، مما جعل جهات خارجية وداخلية تنتهز هذه الأوضاع لتستقوي بفرض أجنداتها الخاصة، التي لا تعمل لصالح أي تنمية ثقافية حقيقية أو رقي في الحياة العقلية والعملية.
وحذر الدكتور أبو حمور من تراجع العمل الثقافي المؤسسي العربي المشترك، وعدم استثمار التنوع الثقافي في إطار استراتيجيات وخطط قادرة على التفاعل مع مكونات البيئات الاجتماعية العربية، مشيراً إلى أن ذلك من شأنه إضعاف فاعلية العناصر الثقافية في مواجهة تحديات عدم استقرار المجتمعات، والخشية من تفكك الهوية الجامعة، بإثارة أسباب التناحر والصدام بين هويات ثقافية فرعية، عدا تنامي التعصب والتطرف والإرهاب الفكري والمادي.
وأوضح أن تغييب الأساس الثقافي المشترك كان عاملاً حاسماً في التفكك المرير، الذي أدى بدوره إلى تراجع محاولات النهوض، وتفاقم التحديات والإشكالات على مختلف الصعد، والفشل في كثير من صور الانفتاح بندية على الآخر، وبالتالي عدم إغناء الهوية والثقافة بالحيوية والتفاعل الخلاق، مما انعكس سلباً على مجتمعاتنا بأشكالٍ من القصور التنموي والجمود الاجتماعي والتباعد السياسي، وحدَّ من إنتاج وأثر الفكر والجدل العقلي التنويري، بل زاد من تعميق الشروخات وإثارة الخلافات، وأنتج صوراً من الانعزالية والتقوقع واحتكار الحقيقة.
ودعا الدكتور أبو حمور إلى تفعيل عناصر القوة والنماء في الثقافة العربية، واستعادة تأثيرها التاريخي الإيجابي، بحكم إرثها الطويل وقابليتها للتجدد، لإحداث التحول الذي تحتاجه مجتمعاتنا في التقدم والإصلاح الحقيقي وإعادة البناء. وأشار في هذا الصدد إلى مشروعات منتدى الفكر العربي من المواثيق العربية، التي بدأت بالميثاق الاجتماعي العربي 2012، ودعوته إلى الاعتراف بالتباينات في وجود هويات فرعية في العالم العربي، لكنه في المقابل يحث على استثمار فوائد التنوع الثقافي في الإثراء الاجتماعي ومبدأ العيش المشترك والاعتماد المتبادل على أساس المواطنة المتكافئة، والأسس المشتركة للهوية العربية الجامعة. كما أشار إلى الميثاق الاقتصادي العربي 2015، وما تضمنه من رؤية شاملة ومتداخلة الأبعاد اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وسياسياً، لمعالجة اختلالات التنمية وتداعياتها على مستقبل العالم العربي.
وقال: إن منتدى الفكر العربي يعدّ لإعلان ميثاق ثقافي عربي يُنتظر أن تكون من بين أهدافه التفكير باستراتيجيات ثقافية لتعظيم عناصر التجديد والنماء في الثقافة العربية، وتخليصها من شوائب التبعية للأجنبي والخضوع للقديم والاكتفاء بالوقوف عنده، وإيجاد وعي مختلف لدى الأجيال في استيعاب المتغيرات في العالم، واستئناف المساهمة الفاعلة للثقافة العربية في الحضارة الإنسانية.
يذكر أن مؤتمر "الثقافة العربية ... استحقاقات مستقبل حائر" في الاسكندرية (16-17/11/2015) يشارك فيه نخبة من كبار المثقفين والأدباء والإعلاميين وقادة العمل الثقافي والفكري العربي، ويبحث من خلال محاوره واقع الأدب العربي والرؤى المستقبلية، والصحافة والإعلام والثقافة المعاصرة، وإشكالية الدين والثقافة، والتراث العربي المهدد، ودور المؤسسات الثقافية، والدراسات الإنسانية وإشكاليات مستقبلها في الوطن العربي، والمجتمع والثقافة العربية .. تساؤلات المستقبل، والفضاء الرقمي والثقافة العربية، والمجتمع المدني والثقافة العربية.
وأضاف في ورقته التي قدمها في مؤتمر مكتبة الاسكندرية "الثقافة العربية ... استحقاقات مستقبل حائر"، يوم الثلاثاء 17/11/2015: أن مؤشرات ما حدث كانت تتفاقم على السطح بأشكال متعددة في المشهد العربي العام خلال العقود الطويلة الماضية، ولم تنبت في فراغ، وأن المثقفين العرب على اختلاف أطيافهم استشعروا منذ وقت مبكّر من القرن الفائت، مدى ما يمكن أن تؤدي إليه الاستقطابات ومحاولات احتواء الفكر وتلوينه بالأغراض السياسية والمصلحية الآنية من نتائج في خلل البنية الثقافية للمجتمعات في منطقتنا، عبرت عنها ممارسات أدت إلى تشوية قيم الحوار والاختلاف، والتسامح وقبول الآخر، والمشاركة والإبداع الحر، مما جعل جهات خارجية وداخلية تنتهز هذه الأوضاع لتستقوي بفرض أجنداتها الخاصة، التي لا تعمل لصالح أي تنمية ثقافية حقيقية أو رقي في الحياة العقلية والعملية.
وحذر الدكتور أبو حمور من تراجع العمل الثقافي المؤسسي العربي المشترك، وعدم استثمار التنوع الثقافي في إطار استراتيجيات وخطط قادرة على التفاعل مع مكونات البيئات الاجتماعية العربية، مشيراً إلى أن ذلك من شأنه إضعاف فاعلية العناصر الثقافية في مواجهة تحديات عدم استقرار المجتمعات، والخشية من تفكك الهوية الجامعة، بإثارة أسباب التناحر والصدام بين هويات ثقافية فرعية، عدا تنامي التعصب والتطرف والإرهاب الفكري والمادي.
وأوضح أن تغييب الأساس الثقافي المشترك كان عاملاً حاسماً في التفكك المرير، الذي أدى بدوره إلى تراجع محاولات النهوض، وتفاقم التحديات والإشكالات على مختلف الصعد، والفشل في كثير من صور الانفتاح بندية على الآخر، وبالتالي عدم إغناء الهوية والثقافة بالحيوية والتفاعل الخلاق، مما انعكس سلباً على مجتمعاتنا بأشكالٍ من القصور التنموي والجمود الاجتماعي والتباعد السياسي، وحدَّ من إنتاج وأثر الفكر والجدل العقلي التنويري، بل زاد من تعميق الشروخات وإثارة الخلافات، وأنتج صوراً من الانعزالية والتقوقع واحتكار الحقيقة.
ودعا الدكتور أبو حمور إلى تفعيل عناصر القوة والنماء في الثقافة العربية، واستعادة تأثيرها التاريخي الإيجابي، بحكم إرثها الطويل وقابليتها للتجدد، لإحداث التحول الذي تحتاجه مجتمعاتنا في التقدم والإصلاح الحقيقي وإعادة البناء. وأشار في هذا الصدد إلى مشروعات منتدى الفكر العربي من المواثيق العربية، التي بدأت بالميثاق الاجتماعي العربي 2012، ودعوته إلى الاعتراف بالتباينات في وجود هويات فرعية في العالم العربي، لكنه في المقابل يحث على استثمار فوائد التنوع الثقافي في الإثراء الاجتماعي ومبدأ العيش المشترك والاعتماد المتبادل على أساس المواطنة المتكافئة، والأسس المشتركة للهوية العربية الجامعة. كما أشار إلى الميثاق الاقتصادي العربي 2015، وما تضمنه من رؤية شاملة ومتداخلة الأبعاد اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وسياسياً، لمعالجة اختلالات التنمية وتداعياتها على مستقبل العالم العربي.
وقال: إن منتدى الفكر العربي يعدّ لإعلان ميثاق ثقافي عربي يُنتظر أن تكون من بين أهدافه التفكير باستراتيجيات ثقافية لتعظيم عناصر التجديد والنماء في الثقافة العربية، وتخليصها من شوائب التبعية للأجنبي والخضوع للقديم والاكتفاء بالوقوف عنده، وإيجاد وعي مختلف لدى الأجيال في استيعاب المتغيرات في العالم، واستئناف المساهمة الفاعلة للثقافة العربية في الحضارة الإنسانية.
يذكر أن مؤتمر "الثقافة العربية ... استحقاقات مستقبل حائر" في الاسكندرية (16-17/11/2015) يشارك فيه نخبة من كبار المثقفين والأدباء والإعلاميين وقادة العمل الثقافي والفكري العربي، ويبحث من خلال محاوره واقع الأدب العربي والرؤى المستقبلية، والصحافة والإعلام والثقافة المعاصرة، وإشكالية الدين والثقافة، والتراث العربي المهدد، ودور المؤسسات الثقافية، والدراسات الإنسانية وإشكاليات مستقبلها في الوطن العربي، والمجتمع والثقافة العربية .. تساؤلات المستقبل، والفضاء الرقمي والثقافة العربية، والمجتمع المدني والثقافة العربية.