الكلاسيكو .. الجنرال فرانكو وفوز ريال مدريد على برشلونة 11-1
جو 24 : إحدى أكثر المباريات إثارة للجدل في إسبانيا والعالم في لعبة كرة القدم، كلاسيكو بين عملاقين أحدهم تفوق بنتيجة كاسحة وتاريخية بينما يؤكد الآخر أن هناك عوامل قاهرة وقفت وراء هذه النتيجة، مباراة ستبقى وسائل الاعلام تتحدث عنها إلى الأبد فيما ستبقى الجماهير تتراشق الاتهامات دون أن تصل إلى كبد الحقيقة، كرة القدم تتخذ منحنى آخر تماماً حينما يفتح سيرة الكلاسيكو عام 1943.
مواجهة الذهاب بين برشلونة وريال مدريد في نصف نهائي كأس ملك إسبانيا 1943 حصلت فيها أحداث أثارت حفيظة أبناء العاصمة خصوصاً بعد هزيمتهم بنتيجة 3-0، جماهير البرسا حولت المباراة إلى جحيم حقيقي على لاعبي الريال وهاجمتهم بالهتافات طوال اللقاء لدرجة أن هناك بعض التقارير تؤكد اعتذار برشلونة على ما حصل من جماهيره بعد اللقاء.
اعتذار لم يتلقفه بعض الصحفيين في العاصمة الذين جيشوا الرأي العام في مدريد ليحشدوا 20 ألف متفرج متحمس بشكل جنوني في ملعب تشامارتين (معقل ريال مدريد سابقاً). جماهير الريال عملت على تحويل المباراة إلى معركة عبر اطلاق الصفارات طوال اللقاء ضد لاعبي برشلونة، كما أن بعض الهتافات اتسمت بالطابع الدموي خارج نطاق الرياضة وصلت إلى حد التهديد بالقتل.
لاعبي خط دفاع برشلونة وحارس مرماه كانوا خائفين من التواجد بالقرب من المرمى حتى لا يقتربوا كثيراً من الجماهير الثائرة، أحداث حولت الكلاسيكو العظيم إلى نزال ظهر وكأن الهدف منه ذبح لاعبي برشلونة.
ملعب تشامارتين معقل ريال مدريد سابقاًملعب تشامارتين معقل ريال مدريد سابقاً
الجماهير الثائرة بشكل غير رياضي ليست وحدها من شتتت تركيز لاعبي البرسا وجعلت تفكيرهم بعيد تماماً عن كرة القدم، بعض اللاعبين أكد أن المدير العام للأمن الوطني للدولة والذراع الأيمن للجنرال فرانكو زار غرف خلع ملابس برشلونة قبل اللقاء وقال لهم "يجب أن تتذكروا بأن البعض منكم يلعب كرة القدم بسبب تسامح النظام معه على نقص انتمائه الوطني".
لاعبي برشلونة اعتبروا ذلك تهديداً صريحاً من قبل النظام الديكتاتوري مما زاد من قلقهم وشعورهم بالخوف وجعلهم بعيدين عن أجواء لعب كرة القدم، لتنتهي المباراة بالنتيجة الشهيرة 11-1 بعد تفوق ريال مدريد في الشوط الأول بنتيجة 8-0.
هل تعد رواية لاعبي برشلونة ومعظم وسائل الاعلام منطقية؟
معظم وسائل الاعلام في العالم وليس فقط في برشلونة تتبنى هذه القصة لأن لها أسباب مقنعة أهمها أن فرانكو الجنرال الديكتاتوري الدموي الذي كان يحكم إسبانيا حينها يتوقع منه مثل هذه التصرفات.
كما أن الأجواء الدموية في تلك الحقبة من الزمن توضح أن هذا المنهج وارد حدوثه في عالم الرياضة كون إقليم كتالونيا دخل في حرب أهلية مع جيش فرانكو إبان سيطرة الأخير على الحكم بالقوة، فرانكو كان يستهدف الإقليم بسبب النزعة الانفصالية داخله فيما يعد برشلونة منذ تأسيس النادي رمزاً للإقليم.
وربما يتسائل البعض، هل ممكن اعتبار الجملة التي قالها مدير أمن الدولة تهديداً للاعبي برشلونة؟ الجواب نعم (إن قالها بالفعل)، الشعور بعدم الأمان في تلك الفترة كان في أقصى مراحله كون القتل لم يكن مشكلة كبيرة لدى الكثيرين، ملايين من الأشخاص في أوروبا فقدوا حياتهم بسبب الحرب العالمية الثانية الأمر الذي يجعل كل شيء وارد حدوثه دون ضجة كبيرة مثلما حصل في أحداث باريس قبل أيام.
ريال مدريد ينكر على الصعيد الرسمي رواية لاعبي برشلونة حتى الآن، النادي يفتخر بتحقيق الفوز على الغريم 11-1 ويضع هذه النتيجة على موقعه الرسمي على الانترنت كأحد أهم الأحداث في تاريخ النادي خلال أربعينات القرن الماضي، الريال يؤكد بذلك أنه لا يخجل من رواية الغريم بخصوص هذه النتيجة بل ينكرها.
بدورها جماهير ريال مدريد وبعض الصحفيين المقربين من النادي يقدمون الحجج التي تؤكد أن الريال هزم غريمه في مباراة اعتيادية نافيين بالتالي صعوبة تحقيق ذلك بعد الهزيمة بثلاثية نظيفة في لقاء الذهاب.
الجماهير تستشهد بهزيمة برشلونة بذات النتيجة (11-1) على يد إشبيلية عام 1940 أي قبل 3 أعوام من الحادثة مما يؤكد أن هذه النتائج من الوارد حدوثها في تلك الحقبة من الزمن بعيداً عن بنادق فرانكو ورجاله، خصوصاً أن البرسا هزم إشبيلية بعد 3 أشهر فقط بنتيجة 4-0! فيما تعتبر أكبر هزيمة بتاريخ برشلونة كانت في عام 1931 على يد بيلباو بنتيجة 12-1 رغم الفوز على ذات الفريق قبل تلك المواجهة بشهرين بنتيجة 6-3.
وفي الحقيقة فإن برشلونة تلقى العديد من الهزائم القياسية في ذلك الوقت منها الخسارة أمام غرناطة بنتيجة 6-0 في الدوري الاسباني عام 1942، كما تلقى الهزيمة أمام أتلتيك بيلباو 6-0 عام 1945، الأمر الذي يجعل من الهزيمة بنتيجة 11-1 حدثاً تاريخياً لكنه غير مستبعد على الناحية الرياضية.
وبشكل عام، ألقاب برشلونة في عهد فرانكو ربما تثير بعض الشكوك حول استهداف النادي أو تدخل الجنرال في شأنه الرياضي، برشلونة حقق لقب كأس الجنرال (كأس الملك حالياً) 9 مرات كأكثر الأندية تحقيقاً للقب، وظفر بلقب الليجا 8 مرات في فترة حكم فرانكو فيما لم يستطع الظفر به لمدة 10 سنوات متتالية بعد وفاته.
النتيجة معترف بها رسمياً حتى الآن
الاتحاد أو المنظمة العالمية للإحصاءات التي تتعلق بنتائج كرة القدم والتي تأسست عام 1994 وتنتشر الآن في معظم دول العالم تعترف بتحقيق ريال مدريد الفوز على غريمه بنتيجة 11-1 وتضع النتيجة عبر موقعها الرسمي على الانترنت. موقع برشلونة الرسمي على الانترنت يعترف بالنتيجة التاريخية أيضاً ويذكرها في مواجهات الفريقين الشهيرة خلال تلك الحقبة.
أين الحقيقة في كل ذلك؟
ببساطة لن نجدها، هي مباراة تقدم لكل فريق ما يريده، ريال مدريد يفتخر بالانتصار التاريخي ويقدم الأدلة المقنعة على تحقيق الفوز بطرق قانونية، بينما سيبقى برشلونة وجماهيره يؤكدون على الظلم الذين نال منهم على يد فرانكو مقدمين الأدلة المقنعة على ذلك، ومن حق كل شخص رؤية الحقيقة التي يريدها.Sport360 Arabic
مواجهة الذهاب بين برشلونة وريال مدريد في نصف نهائي كأس ملك إسبانيا 1943 حصلت فيها أحداث أثارت حفيظة أبناء العاصمة خصوصاً بعد هزيمتهم بنتيجة 3-0، جماهير البرسا حولت المباراة إلى جحيم حقيقي على لاعبي الريال وهاجمتهم بالهتافات طوال اللقاء لدرجة أن هناك بعض التقارير تؤكد اعتذار برشلونة على ما حصل من جماهيره بعد اللقاء.
اعتذار لم يتلقفه بعض الصحفيين في العاصمة الذين جيشوا الرأي العام في مدريد ليحشدوا 20 ألف متفرج متحمس بشكل جنوني في ملعب تشامارتين (معقل ريال مدريد سابقاً). جماهير الريال عملت على تحويل المباراة إلى معركة عبر اطلاق الصفارات طوال اللقاء ضد لاعبي برشلونة، كما أن بعض الهتافات اتسمت بالطابع الدموي خارج نطاق الرياضة وصلت إلى حد التهديد بالقتل.
لاعبي خط دفاع برشلونة وحارس مرماه كانوا خائفين من التواجد بالقرب من المرمى حتى لا يقتربوا كثيراً من الجماهير الثائرة، أحداث حولت الكلاسيكو العظيم إلى نزال ظهر وكأن الهدف منه ذبح لاعبي برشلونة.
ملعب تشامارتين معقل ريال مدريد سابقاًملعب تشامارتين معقل ريال مدريد سابقاً
الجماهير الثائرة بشكل غير رياضي ليست وحدها من شتتت تركيز لاعبي البرسا وجعلت تفكيرهم بعيد تماماً عن كرة القدم، بعض اللاعبين أكد أن المدير العام للأمن الوطني للدولة والذراع الأيمن للجنرال فرانكو زار غرف خلع ملابس برشلونة قبل اللقاء وقال لهم "يجب أن تتذكروا بأن البعض منكم يلعب كرة القدم بسبب تسامح النظام معه على نقص انتمائه الوطني".
لاعبي برشلونة اعتبروا ذلك تهديداً صريحاً من قبل النظام الديكتاتوري مما زاد من قلقهم وشعورهم بالخوف وجعلهم بعيدين عن أجواء لعب كرة القدم، لتنتهي المباراة بالنتيجة الشهيرة 11-1 بعد تفوق ريال مدريد في الشوط الأول بنتيجة 8-0.
هل تعد رواية لاعبي برشلونة ومعظم وسائل الاعلام منطقية؟
معظم وسائل الاعلام في العالم وليس فقط في برشلونة تتبنى هذه القصة لأن لها أسباب مقنعة أهمها أن فرانكو الجنرال الديكتاتوري الدموي الذي كان يحكم إسبانيا حينها يتوقع منه مثل هذه التصرفات.
كما أن الأجواء الدموية في تلك الحقبة من الزمن توضح أن هذا المنهج وارد حدوثه في عالم الرياضة كون إقليم كتالونيا دخل في حرب أهلية مع جيش فرانكو إبان سيطرة الأخير على الحكم بالقوة، فرانكو كان يستهدف الإقليم بسبب النزعة الانفصالية داخله فيما يعد برشلونة منذ تأسيس النادي رمزاً للإقليم.
وربما يتسائل البعض، هل ممكن اعتبار الجملة التي قالها مدير أمن الدولة تهديداً للاعبي برشلونة؟ الجواب نعم (إن قالها بالفعل)، الشعور بعدم الأمان في تلك الفترة كان في أقصى مراحله كون القتل لم يكن مشكلة كبيرة لدى الكثيرين، ملايين من الأشخاص في أوروبا فقدوا حياتهم بسبب الحرب العالمية الثانية الأمر الذي يجعل كل شيء وارد حدوثه دون ضجة كبيرة مثلما حصل في أحداث باريس قبل أيام.
ريال مدريد ينكر على الصعيد الرسمي رواية لاعبي برشلونة حتى الآن، النادي يفتخر بتحقيق الفوز على الغريم 11-1 ويضع هذه النتيجة على موقعه الرسمي على الانترنت كأحد أهم الأحداث في تاريخ النادي خلال أربعينات القرن الماضي، الريال يؤكد بذلك أنه لا يخجل من رواية الغريم بخصوص هذه النتيجة بل ينكرها.
بدورها جماهير ريال مدريد وبعض الصحفيين المقربين من النادي يقدمون الحجج التي تؤكد أن الريال هزم غريمه في مباراة اعتيادية نافيين بالتالي صعوبة تحقيق ذلك بعد الهزيمة بثلاثية نظيفة في لقاء الذهاب.
الجماهير تستشهد بهزيمة برشلونة بذات النتيجة (11-1) على يد إشبيلية عام 1940 أي قبل 3 أعوام من الحادثة مما يؤكد أن هذه النتائج من الوارد حدوثها في تلك الحقبة من الزمن بعيداً عن بنادق فرانكو ورجاله، خصوصاً أن البرسا هزم إشبيلية بعد 3 أشهر فقط بنتيجة 4-0! فيما تعتبر أكبر هزيمة بتاريخ برشلونة كانت في عام 1931 على يد بيلباو بنتيجة 12-1 رغم الفوز على ذات الفريق قبل تلك المواجهة بشهرين بنتيجة 6-3.
وفي الحقيقة فإن برشلونة تلقى العديد من الهزائم القياسية في ذلك الوقت منها الخسارة أمام غرناطة بنتيجة 6-0 في الدوري الاسباني عام 1942، كما تلقى الهزيمة أمام أتلتيك بيلباو 6-0 عام 1945، الأمر الذي يجعل من الهزيمة بنتيجة 11-1 حدثاً تاريخياً لكنه غير مستبعد على الناحية الرياضية.
وبشكل عام، ألقاب برشلونة في عهد فرانكو ربما تثير بعض الشكوك حول استهداف النادي أو تدخل الجنرال في شأنه الرياضي، برشلونة حقق لقب كأس الجنرال (كأس الملك حالياً) 9 مرات كأكثر الأندية تحقيقاً للقب، وظفر بلقب الليجا 8 مرات في فترة حكم فرانكو فيما لم يستطع الظفر به لمدة 10 سنوات متتالية بعد وفاته.
النتيجة معترف بها رسمياً حتى الآن
الاتحاد أو المنظمة العالمية للإحصاءات التي تتعلق بنتائج كرة القدم والتي تأسست عام 1994 وتنتشر الآن في معظم دول العالم تعترف بتحقيق ريال مدريد الفوز على غريمه بنتيجة 11-1 وتضع النتيجة عبر موقعها الرسمي على الانترنت. موقع برشلونة الرسمي على الانترنت يعترف بالنتيجة التاريخية أيضاً ويذكرها في مواجهات الفريقين الشهيرة خلال تلك الحقبة.
أين الحقيقة في كل ذلك؟
ببساطة لن نجدها، هي مباراة تقدم لكل فريق ما يريده، ريال مدريد يفتخر بالانتصار التاريخي ويقدم الأدلة المقنعة على تحقيق الفوز بطرق قانونية، بينما سيبقى برشلونة وجماهيره يؤكدون على الظلم الذين نال منهم على يد فرانكو مقدمين الأدلة المقنعة على ذلك، ومن حق كل شخص رؤية الحقيقة التي يريدها.Sport360 Arabic