اربيحات: غياب الحوار خلق التطرف في مجتمعاتنا
قال الوزير السابق الدكتور صبري اربيحات أن غياب الاستعداد للحوار وقبول الاخر أدى الى انتشار ثقافة التطرف في مجتمعاتنا العربية وباتت جزءا من سلوكياتنا اليومية.
وأضاف اربيحات في محاضرة القاها أمام رئيس وأعضاء نادي خريجي الجامعات الامريكية أن غياب التنمية وسع من دائرة التطرف في المجتمع وزاد من حدتها حتى بتنا ننظر الى الاخر بإعتباره عنصرا عدائيا وغير مرغوب به حتى صار هدفا.
وأشار اربيحات أن الفتاوى التي تصدر عن بعض الشيوخ أو ممن يدعون انهم رجال دين في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والدينية عملت هي الاخرى على تعزيز ثقافة التطرف وسلوكياتها بالاضافة إلى انتشار الفقر والظلم والتي ساعدت كلها على توليد الارهاب وإبراز ظاهرة التطرف والعزلة.
وذكر أن كل ذلك كان واضحا عندما تعرضت بعض الانظمة العربية الى الانهيار مسببة التشظي في المجتمع لأن القوى التي سعت الى التغيير كانت محرومة من التنمية وتشعر بظلم كبير مما جعلها تسلك سلوكا انتقاميا عبروا عنه من خلال العنف والقتل والترويع.
وأعرب عن قناعته بأن المجتمعات العربية تسير نحو فترة داكنة السواد ولا يوجد في الافق ما يدلل على أن الامور قد تشهد هدوء بل ان كل المعطيات تؤكد أننا مقبلون على أوضاع صعبة للغاية.
وانتقد اربيحات بشدة المناهج التعليمية التي تربى عليها أجيال من العرب والتي كان لها كبير الاثر في صياغة ثقافات ومسلكيات سلبية عملت على تغييب الثقافة الديمقراطية واحترام الحقوق وقبول الاخر.
وأوضح أن الاوضاع السياسية التي مرت بها المنطقة دفعت بإتجاه تعزيز مفاهيم دينية انعكست على مظاهر تدين كجزء من الرد على حركات سياسية تعتبرتها مجتمعاتنا معادية كتلك التي حصلت في عام 1979 عند المد الشيعي بزعامة الخوميني قابله من الجانب السني ردة فعل اتسمت بتعزيز المظاهر الدينية وغرس الطائفية السنية لتكون في مواجهة الشيعية.
وقال ان ما نعيشه في هذه الايام هو ما يمكن تسميته بالجولة الثانية من صراع التدين حيث بدأت الجماعات الرافضة لأنظمتها بالتجمع في مناطق محددة وبخاصة في العراق وسوريا متمسكة بأيدولوجيات متزمتة وتنحى منحى عنفوي خطير.
وكان الدكتور علي الغزاوي رئيس نادي خريجي الجامعات الامريكية قد أكد على الدور التنويري الذي يلعبه النادي منذ تأسيسه عبر فتحه حوارات معمقة في مختلف القضايا الساخنة جزء من اسهام الفئة المثقفة والمتعلمة والتي يضمها نادي خريجي الجامعات الامريكية في تعزيز ثقافة الحوار وغرس ثقافة احترام الرأي والرأي الاخر.
واكد على ان النادي سيواصل فتح هذه الحوارات وصولا الى بلورة رؤية مشتركة ومتفق عليها ما بين مختلف شرائح المجتمع الاردني للمحافظة على المكتسبات التاريخية التي حققها الاردن وجعل منه قلعة صلبة في وجه كل التحديات الثقافية والاقتصادية والسياسية التي يواجهها خاصة وأن منطقتنا تمور بصراعات متعددة الالوان والاهداف والاجندات.