عزيزي آدم.. تعرف على مخاوف حواء وساعدها
جو 24 : خوف، واكثر من ذلك صراع قد يكون علني، ولكن المخفي دائما اعظم. رمز الحياة، وواهبتها لمن حولها بتضحيتها وعطاءها، بادئ ذي بدء، مهددة من قبل الكثير من التيارات التي قد تجرف مركب حياتها الى ابعد مما رسمت او تخيلت. التقدم بالعمر، وظهور علامات ذلك على الجسد والوجه،ولربما تتأثر الروح ايضا، المرض، وصعوبة اداء المهام اتجاه الاسرة، ناهيك عن شبح الزوجة الثانية، وعدم القدرة على الدفاع عن النفس امام اي تحدي او حتى اعتداء. مخاوف تهدد سكون داخل المرأة، في التحقيق التالي، ابتكرت حواء وسائل ، وانتظمت في برامج، تؤهلها لتلقي اي «صفعة» من الزمن، او الشريك، وحتى المجتمع. على اعتاب السنين، يكبر الخوف تقول كاتبة أميركية اشتهرت بكتاباتها الحادة في موضوع المواجهة بين الرجل والمرأة وما قد ينتج من مخاوف تهدد سكون حواء إن المرأة هي المرأة، بشرط أن تعرف كيف تبدو وتتصرف وتعيش كامرأة . سوسن، اربعينية ، التقيناها في ناد رياضي، اتمت اشتراك عام كامل فيه توا، تقول «مخاوفي تعاظمت عندما بدأت أحس بالسنين تمضي بي، وخلت نفسي اقترب من الشيخوخة». وتضيف «عندما اتخذت قراري بالتصدي لعوامل نحتت شكل جسدي نتيجة الزواج والولادة، ونالت من روحي ونفسيتي ايضا، لذا جاء قراري بمواجهة المرحلة، والتحقت بنادي رياضي لاستعيد لياقتي البدنية ورشاقتي، وبت اسعى الى الاعتناء اكثر ببشرتي، وكل ما من شأنه ان يخفف وطأة سنين مضت واخرى مقبلة لا محالة، متسلحة بالرغبة في مواجهة حالة خوف أشعر فيها بأن أحدا لم يعد يحتاج إلي، أو يرغب في وجودي». تقول ناهدة عطالله» مزحة صغيرة من زوجي، وتلميح بعيد بامكانية الزواج من أخرى، وضعتني امام مفترق طريق، وذكرتني بنفسي التي تركتها وهلة للزمن». وتزيد «هذا التهديد المبطن دفع بي الى ايلاء جسدي وبشرني نظرة سريعة امام المرأة، اتخذت بعدها قراري بالانضمام الى ناد رياضي واستعادة رشاقتي، بل سنوات من عمري مضت». اراء السيدات سابقا أكدت ما كتبته الكاتبة البريطانية «جين أوستن» بخصوص الخوف والمرأة، اذ اعتبرت « الاقتراب من سن الشيخوخة ، أقسى انواع المخاوف التي تواجهها المرأة». وهل يهرب الخوف يقول استشاري النسائية والتوليد الدكتور جهاد سمور، الخوف ضرورة في حالات نساء كثيرات، سيما أولئك اللواتي يستسلمن مبكرا لنمطية حياة وطرق معيشة. يوضح د. سمور «من ترغب من النساء بالتمتع بالسعادة في مراحل عمرية لاحقة، ومنها بداية سن الشيخوخة، عليها ان تهتم بتحسين نوعية الحياة مبكرا، بما في ذلك الاهتمام بالغذاء والصحة والبشرة وممارسة الرياضة، ويالطبع متابعة أمورها الصحية بالفحص الدوري والسؤال الطبي، حتى تتجنب الوقوع في مطبات خريف العمر». الدكتور سمور أكد ان سعادة المرأة تبدأ بتحقيق الاستقرار الصحي ،والراحة النفسية، هذه تؤمنها في حالة المرأة العربية عموما، مسألة الارتباط، الزواج وإنجاب الأبناء، الى جانب تمتع المرأة بقوة وقدرة تمكنها من ان تعيش واسرتها بسلام وامان. وزاد «هناك امور تبعد الخوف وتجعل المرأة قادرة على الإنتاج والعطاء والعمل؛ منها ثقتها بنفسها ، احتفاظها بجمالها، وقدرتها على اثبات ذاتها». «بالطبع هناك منغصات تترافق مع التقدم بالعمر» يضيف الدكتور سمور، «منها تنامي القلق والآلام والاكتئاب بالتقدم في العمر، وهذا علميا يفسر تراجع السعادة لدى المرأة في هذه الفترة». عليها اذا، بحسب الاستشاري ان تسعى في نحو التغيير، واللحاق بركب التطور الذي بات ممكنا مع التقدم العلمي والطبي والصحي الشامل. الوقاية خير من العلاج ولأن الجمال هاجس حواء الاكبر، تؤكد استشارية الامراض الجلدية، وترميم البشرة والتجميل، الدكتورة هدى القضاة على أهمية استخدام الكريم المرطب ، ولا يهم هنا ان كان باهظ الثمن ام لا، في مراحل عمرية مبكرة من منطلق درهم وقاية خير من قنطار علاج. تنصح د. القضاة بضرورة استخدام مرطبات البشرة مثلا من سن 20 عاماً لمنع علامات الشيخوخة من الظهور، لاحقا، ولكن، إذا أردت تصحيح التجاعيد أو، بمعنى أدق، التعويض عن افتقار البشرة إلى مرونتها وقوتها، عليك استخدام تقنيات أكثر كفاءة بحسب الدكتورة حماد. وتنصح د.القضاة المرأة بأن تستمر في روتين يومي للعناية بالبشرة ، الا ان هذا الروتين لا يعوضها عن زيارة متعمقة ومطولة لطبيب الجلدية والذي سيقرر ماذا ستحتاج من عناية تكميلية وفق التقنيات اليومية للطب التجميلي والذي أصبح ضرورة للواتي ينشدن المحافظة على بشراتهن بأحسن صورة. وعرجت د.القضاة الى تسمية تقنيات عديدة يمكن بها مواجهة اثار الزمن والشيخوخة، وبذا تمكن حواء من مجابهة مخاوف نتيجة لهذا التقدم بالعمر. تقول «هناك العلاج والحقن بالبلازما، وايضا تعتبر تقنية العلاج بغاز ثاني أكسيد الكربون والتي تعرف باسم كاربوكسي ثيرابي ثورة عالمية ، نجحت بصورة كبيرة لإزالة الهالات السوداء حول العينين و تشققات الجلد وتجديد حيوية البشرة ومعالجة ارتخاء الجلد والسيلولايت». وأكدت وجود اجهزة حديثة تعنى اليوم باعادة رشاقة جسد المرأة بأمان وسهولة، وتكلفة مقبولة ايضا. الدفاع عن النفس، ثقة وجمال تقول مؤسسة مركز الدفاع عن النفس» She Fighter» لينا خليفة ان حاجة المرأة تزايدت في الاونة الاخيرة لمهارات تمكنها من الاعتماد كليا على نفسها لمواجهة اي خطر محتمل، قد يعترض طريقها خارج حدود منزلها، وبعيدا عن مرافقتها لرجل». تقول خليفة « الى جانب الثقة بالنفس، تصبح المرأة قادرة على مجابهة اي خطر قد تتعرض له، وجسديا تصبح افضل، مع العلم ان فنون القتال والدفاع عن النفس لا تغير من شكل او سلوكيات المرأة وانوثتها كما يخشى البعض».بحسب حديثها. وتضيف «هذه الرياضات بقيت حتى وقت قريب حصرا على الفتيان والرجال، واللافت للنظر ان المرأة تعددت عندها الأسباب لتتعلم مثل هذه الرياضات ، ومنها اللياقة البدنية والقوام الرشيق ، بالاضافة الى تحقيق قدرة ومنعة للدفاع عن نفسها ، بل وايضا التنفيس والتفريغ عن ما قد يعتريها من ضغوطات ومنغصات في حياتها اليومية».
الدستور - رنا حداد
الدستور - رنا حداد