داعش يلجا للخنادق ويستخدم صافرات الإنذار في الرقة للحماية من الغارات الجوية
جو 24 : تؤرق صافرات الإنذار التي نشرها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، الجمعة 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، في الشوارع وعلى الأبنية أهالي مدينة الرقة (شمالي سوريا) في كل مرة تقترب طائرات حربية لقصف مواقع الجهاديين، الذين يبادرون فور سماعها الى إخلاء مقارهم والترجل من سياراتهم للاختباء، كما أخلى التنظيم الجهاديين الروس الذين تعتبرهم موسكو هدفاً لها من الرقة إلى مناطق في العراق.
الرقة، المعقل الرئيسي لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، تتعرض لقصف جوي كثيف من طائرات الائتلاف الدولي بقيادة واشنطن، لاسيما الفرنسية منها، وكذلك الطائرات الروسية.
وسجل تصعيد في هذه الغارات بعد حادث تحطم الطائرة الروسية بسيناء في 31 أكتوبر/تشرين الأول، وهجمات باريس في 13 نوفمبر/تشرين الثاني، بعد تبني تنظيم الدولة الإسلامية الهجومين.
صافرات الإنذار
تيم رمضان، الناشط في حملة "الرقة تذبح بصمت" والمقيم في المدينة، قال عبر الإنترنت لوكالة فرانس برس: "صافرات الإنذار موجودة على أسطح الأبنية المرتفعة وفي الساحات والشوارع. حين تدخل الطائرات الحربية مجال الرقة الجوي تدوّي الصفارات لتنبه عناصر التنظيم".
ويوضح أن هؤلاء و"بمجرد سماعهم صافرات الإنذار يبادرون الى إخلاء مقارهم فوراً. وشوهد بعضهم وهم يترجلون من سياراتهم في وسط الطريق" للاختباء.
ناشط آخر في الحملة ذاتها يعرّف عن نفسه باسم "أبوشام الرقة" يؤكد أنه "كلما حلقت الطائرات يطلقون (عناصر التنظيم) الصافرات لتنبيه المقاتلين والسكان، والمشكلة أن القصف مستمر ليلاً نهاراً".
ويسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على مدينة الرقة منذ يناير/كانون الثاني 2014 بعد معارك عنيفة مع مقاتلي الفصائل المعارضة للنظام الذين كانوا استولوا عليها من قوات النظام في مارس/آذار 2013.
وتنشط حملة "الرقة تذبح بصمت" سراً في المدينة منذ أبريل/نيسان 2014، وتوثق انتهاكات التنظيم الجهادي في منطقة محظورة على الصحفيين.
تشديد الإجراءات الأمنية
وبادر التنظيم مع ازدياد وتيرة القصف الجوي في الأسابيع الأخيرة، وفق ناشطين في المدينة، الى اتخاذ تدابير جديدة أو تحديث إجراءات سابقة لحماية عناصره ومقاره.
ويشير رمضان الى "لجوء التنظيم الى الخنادق، وقسم منها عبارة عن سراديب تحت الأرض كانت موجودة، وقسم ثانٍ جديد تم حفره وتجهيزه".
أبوشام يؤكد نقل التنظيم جميع مقاره التي كانت موجودة على أطراف المدينة الى الأحياء السكنية المكتظة، بعد استهداف عدد من هذه المقار.
واستهدفت طائرات فرنسية في 15 نوفمبر بالقصف مخازن أسلحة ومعسكر تدريب على الأطراف الجنوبية والغربية للمدينة، وفق ما أعلن الجيش الفرنسي.
ويشير الباحث هشام الهاشمي الى أن التنظيم نقل أخيراً "مخازنه الى الأحياء السكنية وقام بإفراغ معسكرات التدريب، خصوصاً معسكري الكرين والرصافة، والاعتماد على الأنفاق لعقد الاجتماعات الخاصة".
اجتماع عناصر "داعش" بالمساجد
ويضيف أن التنظيم "يعقد اجتماعاته العامة في المستشفيات والمساجد"، لعلمه أن طائرات الائتلاف والروس لا تستهدف إجمالاً هذه الأماكن تجنباً لقتل مدنيين.
ويقول الهاشمي المتابع عن قرب لتحركات المجموعات الجهادية في سوريا والعراق، إن التنظيم أقدم أيضاً على "نقل كتيبة تبوك التي تتولى تنفيذ العمليات الخاصة وغالبية عناصرها من الأوزبك والقوقاز، والجهاديين الروس الذين تعتبرهم موسكو هدفها الأول من الرقة الى العراق وتحديداً الى القائم".
ويشير الى أن قيادات التنظيم يستخدمون "البريد المشفر والشفهي" في ما بينهم لإصدار التعليمات بهذه الإجراءات وغيرها.
وكان مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن أكد إخلاء التنظيم عدداً من مقاره ونقل بعضها الى الأحياء السكنية المكتظة، بالإضافة الى نقل عدد كبير من مقاتليه من سوريا الى العراق.
وقف نقل البترول
وأوقف التنظيم، وفق الهاشمي، "نقل المنتجات النفطية بالصهاريج الكبيرة التي تصل سعتها الى 36 ألف ليتر، وبات يستخدم صهاريج سعتها 4000 ليتر"، بعد استهداف مئات شاحنات النفط التابعة له مؤخراً من طائرات الائتلاف وروسيا في الرقة ودير الزور (شرق)، حيث يسيطر على معظم الحقول النفطية الموجودة في هذه المحافظة الغنية بالنفط.
ويعتمد تنظيم الدولة الإسلامية في تمويله الى حد كبير على عائدات تجارة النفط. وأعلنت كل من واشنطن وموسكو منتصف الشهر الحالي عزمهما تكثيف استهداف البنى التحتية النفطية في مناطق سيطرة التنظيم في سوريا.
رقابة على الإنترنت
وتطال إجراءات تنظيم الدولة الإسلامية المدنيين، فقد نُصبت مؤخراً حواجز جديدة في مدينة الرقة يعمد عناصرها الى تدقيق مشدد في هويات المارة.
وينفذ التنظيم، وفق أبوشام، "مداهمات ليلية لمقاهي الإنترنت، ويحقق مع كل الأشخاص الذين يشك في أمرهم".
ويشير الهاشمي الى "نشر التنظيم جواسيس لمعرفة من يستخدم الإنترنت" في هذه المقاهي.
وبحسب المرصد السوري، أغلق التنظيم 10 مقاهي إنترنت على الأقل الأسبوع الماضي، لكنه سمح بفتح بعضها الآخر، الأربعاء، بعد استيفائها شروطاً محددة، على غرار أن يقع المحل "في شارع رئيسي ويزكيه عنصران من التنظيم من أبناء المنطقة"، وأن يُصمم "بشكل يفصل الرجال عن النساء".
وتقتصر خدمة الإنترنت على المقاهي، إذ إن قطع الإنترنت عن المنازل والمحال مستمر منذ أشهر.
منع الأهالي الخروج من الرقة
ويمنع التنظيم السكان من مغادرة الرقة الى مناطق خارجة عن سيطرته إلا بعد الحصول على "إذن مسبق".
ويتحكم التنظيم منذ سيطرته على الرقة بمفاصل الحياة، ويغذي الشعور بالرعب بين الناس من خلال الإعدامات الوحشية والعقوبات التي يطبقها على كل من يخالف أحكامه أو يعارضه.
لكن يبدو أن الغارات الجوية تلزم التنظيم أحياناً بتخفيف إجراءاته أو الحد منها مؤقتاً جراء اختباء عناصره.
تأجيل المحاكمات والإعدامات
ويشير الهاشمي مثلاً الى "تأجيل محاكمات وإعدامات" جراء كثافة الغارات الأخيرة. ويؤكد ناشطون محليون أن "رجال الحسبة يخففون من تنقلاتهم أثناء الغارات"، ما يعطي السكان أحياناً "وقتاً مستقطعاً" يتنفسون فيه.
ويقول رمضان: "المدنيون والنساء تحديداً يستغلون هذا الغياب لكسب القليل من الحرية، إذ تتمكن الفتاة مثلاً من فتح نافذة أو الخروج الى الشرفة بلا نقاب".
(هافنغتون بوست عربي)
الرقة، المعقل الرئيسي لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، تتعرض لقصف جوي كثيف من طائرات الائتلاف الدولي بقيادة واشنطن، لاسيما الفرنسية منها، وكذلك الطائرات الروسية.
وسجل تصعيد في هذه الغارات بعد حادث تحطم الطائرة الروسية بسيناء في 31 أكتوبر/تشرين الأول، وهجمات باريس في 13 نوفمبر/تشرين الثاني، بعد تبني تنظيم الدولة الإسلامية الهجومين.
صافرات الإنذار
تيم رمضان، الناشط في حملة "الرقة تذبح بصمت" والمقيم في المدينة، قال عبر الإنترنت لوكالة فرانس برس: "صافرات الإنذار موجودة على أسطح الأبنية المرتفعة وفي الساحات والشوارع. حين تدخل الطائرات الحربية مجال الرقة الجوي تدوّي الصفارات لتنبه عناصر التنظيم".
ويوضح أن هؤلاء و"بمجرد سماعهم صافرات الإنذار يبادرون الى إخلاء مقارهم فوراً. وشوهد بعضهم وهم يترجلون من سياراتهم في وسط الطريق" للاختباء.
ناشط آخر في الحملة ذاتها يعرّف عن نفسه باسم "أبوشام الرقة" يؤكد أنه "كلما حلقت الطائرات يطلقون (عناصر التنظيم) الصافرات لتنبيه المقاتلين والسكان، والمشكلة أن القصف مستمر ليلاً نهاراً".
ويسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على مدينة الرقة منذ يناير/كانون الثاني 2014 بعد معارك عنيفة مع مقاتلي الفصائل المعارضة للنظام الذين كانوا استولوا عليها من قوات النظام في مارس/آذار 2013.
وتنشط حملة "الرقة تذبح بصمت" سراً في المدينة منذ أبريل/نيسان 2014، وتوثق انتهاكات التنظيم الجهادي في منطقة محظورة على الصحفيين.
تشديد الإجراءات الأمنية
وبادر التنظيم مع ازدياد وتيرة القصف الجوي في الأسابيع الأخيرة، وفق ناشطين في المدينة، الى اتخاذ تدابير جديدة أو تحديث إجراءات سابقة لحماية عناصره ومقاره.
ويشير رمضان الى "لجوء التنظيم الى الخنادق، وقسم منها عبارة عن سراديب تحت الأرض كانت موجودة، وقسم ثانٍ جديد تم حفره وتجهيزه".
أبوشام يؤكد نقل التنظيم جميع مقاره التي كانت موجودة على أطراف المدينة الى الأحياء السكنية المكتظة، بعد استهداف عدد من هذه المقار.
واستهدفت طائرات فرنسية في 15 نوفمبر بالقصف مخازن أسلحة ومعسكر تدريب على الأطراف الجنوبية والغربية للمدينة، وفق ما أعلن الجيش الفرنسي.
ويشير الباحث هشام الهاشمي الى أن التنظيم نقل أخيراً "مخازنه الى الأحياء السكنية وقام بإفراغ معسكرات التدريب، خصوصاً معسكري الكرين والرصافة، والاعتماد على الأنفاق لعقد الاجتماعات الخاصة".
اجتماع عناصر "داعش" بالمساجد
ويضيف أن التنظيم "يعقد اجتماعاته العامة في المستشفيات والمساجد"، لعلمه أن طائرات الائتلاف والروس لا تستهدف إجمالاً هذه الأماكن تجنباً لقتل مدنيين.
ويقول الهاشمي المتابع عن قرب لتحركات المجموعات الجهادية في سوريا والعراق، إن التنظيم أقدم أيضاً على "نقل كتيبة تبوك التي تتولى تنفيذ العمليات الخاصة وغالبية عناصرها من الأوزبك والقوقاز، والجهاديين الروس الذين تعتبرهم موسكو هدفها الأول من الرقة الى العراق وتحديداً الى القائم".
ويشير الى أن قيادات التنظيم يستخدمون "البريد المشفر والشفهي" في ما بينهم لإصدار التعليمات بهذه الإجراءات وغيرها.
وكان مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن أكد إخلاء التنظيم عدداً من مقاره ونقل بعضها الى الأحياء السكنية المكتظة، بالإضافة الى نقل عدد كبير من مقاتليه من سوريا الى العراق.
وقف نقل البترول
وأوقف التنظيم، وفق الهاشمي، "نقل المنتجات النفطية بالصهاريج الكبيرة التي تصل سعتها الى 36 ألف ليتر، وبات يستخدم صهاريج سعتها 4000 ليتر"، بعد استهداف مئات شاحنات النفط التابعة له مؤخراً من طائرات الائتلاف وروسيا في الرقة ودير الزور (شرق)، حيث يسيطر على معظم الحقول النفطية الموجودة في هذه المحافظة الغنية بالنفط.
ويعتمد تنظيم الدولة الإسلامية في تمويله الى حد كبير على عائدات تجارة النفط. وأعلنت كل من واشنطن وموسكو منتصف الشهر الحالي عزمهما تكثيف استهداف البنى التحتية النفطية في مناطق سيطرة التنظيم في سوريا.
رقابة على الإنترنت
وتطال إجراءات تنظيم الدولة الإسلامية المدنيين، فقد نُصبت مؤخراً حواجز جديدة في مدينة الرقة يعمد عناصرها الى تدقيق مشدد في هويات المارة.
وينفذ التنظيم، وفق أبوشام، "مداهمات ليلية لمقاهي الإنترنت، ويحقق مع كل الأشخاص الذين يشك في أمرهم".
ويشير الهاشمي الى "نشر التنظيم جواسيس لمعرفة من يستخدم الإنترنت" في هذه المقاهي.
وبحسب المرصد السوري، أغلق التنظيم 10 مقاهي إنترنت على الأقل الأسبوع الماضي، لكنه سمح بفتح بعضها الآخر، الأربعاء، بعد استيفائها شروطاً محددة، على غرار أن يقع المحل "في شارع رئيسي ويزكيه عنصران من التنظيم من أبناء المنطقة"، وأن يُصمم "بشكل يفصل الرجال عن النساء".
وتقتصر خدمة الإنترنت على المقاهي، إذ إن قطع الإنترنت عن المنازل والمحال مستمر منذ أشهر.
منع الأهالي الخروج من الرقة
ويمنع التنظيم السكان من مغادرة الرقة الى مناطق خارجة عن سيطرته إلا بعد الحصول على "إذن مسبق".
ويتحكم التنظيم منذ سيطرته على الرقة بمفاصل الحياة، ويغذي الشعور بالرعب بين الناس من خلال الإعدامات الوحشية والعقوبات التي يطبقها على كل من يخالف أحكامه أو يعارضه.
لكن يبدو أن الغارات الجوية تلزم التنظيم أحياناً بتخفيف إجراءاته أو الحد منها مؤقتاً جراء اختباء عناصره.
تأجيل المحاكمات والإعدامات
ويشير الهاشمي مثلاً الى "تأجيل محاكمات وإعدامات" جراء كثافة الغارات الأخيرة. ويؤكد ناشطون محليون أن "رجال الحسبة يخففون من تنقلاتهم أثناء الغارات"، ما يعطي السكان أحياناً "وقتاً مستقطعاً" يتنفسون فيه.
ويقول رمضان: "المدنيون والنساء تحديداً يستغلون هذا الغياب لكسب القليل من الحرية، إذ تتمكن الفتاة مثلاً من فتح نافذة أو الخروج الى الشرفة بلا نقاب".
(هافنغتون بوست عربي)