الجديد في قديم عملاقة الفن.. «فيروز» تنادي والحيرة تملأ «أم كلثوم»
جو 24 : تتزامن خلال الفترة الحالية من هذا العام.. مناسبات عدة لنجوم لطالما أمتعونا ومازالوا يمتعونا بأصواتهم وأعمالهم الفنية الجميلة.. فهاهي فيروز يأتي عيد ميلادها الثمانون وصوتها باق يسري بين الطرقات .. ولا تغيب عن الذاكرة كوكب الشرق أم كلثوم.
لكن عن جديد فيروز القديم، نكشف بعض الأوراق بما ذكره د. معلا غانم في بحثه الموسيقي الغنائي النادر عن الطرب والعُرب في الموسيقى والغناء العربي عبر كتابه الضخم في جزءين والذي جاء بعنوان (طرب وعُرب...) والذي صدر في العام المضي كهدية.
ما في حدا .. فيروز
هذه الأغنية عبارة عن حوار داخلي بين فيروز وفيروز، تبدأ فيروز بصوت حزين خافت لتبث لفيروز الثانية ما هي خائفة منه أو ما ترفض أن يكون حقيقة فنسمع: (ما في حدا) بصوت من بعيد أقرب ما يكون لصدى ما في النفس من خوف ، ثم يتأكد الخبر مرة ثانية وبصوت أقوى: (ما في حدا).. خلص لا تندهي فلا تعذبي نفسك يا فيروز فيحصل هنا الحوار الداخلي.
ألا تري العتم - مع أن الوقت نهار - لذلك فالتعبير عندما نرى محباً غالياً نقابله بـ: نورت البيت أو (نورت الدني)، هو تعبير صحيح لأن النور خلق لنرى من نحب وإلا فإن الدنيا ظلام!.
ألا ترى الطريق فإن جاؤوا فسوف يجيئون على الطريق والطريق فارغة – الطير يطير بكل هدى ولا حركة تزعج مسيره فيطير متململاً ولا يلفت نظره مسير قادم من بعيد (حيث مدى رؤية الطير أبعد نظراً لارتفاعه، ومن حركة الطير نعرف إن كان هناك حركة على الطريق إذ لو استطاع الطير أن يرى أحداً لرفرف بجناحيه وغرد لكنه للأسف يطير هادئاً).
ثم إن الباب مغلق فلا أحد يفتحه ولا ريح يتنسم عليه فنحس بحركة مفاجئة وكأن الطبيعة تعاني من الوحدة مثل الطير.
والعشب سيطر على أدراج المنزل فلا يوجد من يدوسه أو يحد من هجماته ثم تخفف فيروز من معاناة فيروز فتقول: «شو قولكن صاروا صدى!».
لم تؤكد الخبر كي لا تحرجها بل أعطت الخبر بتساؤل فيه بصيص أمل:
شو قولكن؟! فالسؤال الغالي يحوي جوابين أحدهما مع والآخر ضد .
علماً أن هناك أسئلة جوابها واحد ، وهذه هي الأسئلة القاسية فاضطرت فيروز لعملية المواساة في تحويل السؤال القاسي إلى نوع من السؤال الغالي ، وفي هذا تخفيف من الصدمة وألم المعاناة، انتبه لتجسيد الصدى في كلمة صدى واسمع صدى الصدى (التجسيد في ألف الصدى الأخيرة).
ثم بعد أن أخبرتها فيروز بالحقيقة تبدأ عاطفتها نحو فيروز فتغني بلهجة المحب المشفق على حبيبه والذي في الوقت نفسه يضع النقاط على الحروف:
مع مين بدك ترجعي بعتم الطريق
لا شاعلي نارن ولا عندك رفيق
(وكما هو معلوم فإشعال النار يدل على ترقب المحبوب بعودة حبيبه في وقت قريب يساوي تقريباً الزمن الذي تحتاجه النار حتى تخمد).
ثم تتمنى فيروز أن تصلح هذا الخلل:
ياريت ضوينا القنديل العتيق
بالقنطرة يمكن بها كان اهتدى
(إذ من المعروف أن الإضاءة تحت القنطرة تكون خافتة، وكلمة (يمكن) هنا للمواساة إذ لربما كان يهتدي بها أحد ولكن عندها يقين بأنه لن يهتدي بها أحد (إذ إن القنطرة المضاءة تكون كمنارة السفن في البحر، فالقنطرة عالية ويعلوها قنديل مضاء) ثم بعد ثوران العاطفة عند فيروز وتبيان الحقائق تبدأ الأمور العقلانية والمنطقية فنسمع موسيقا المقطع التالي أخذت منحى مغايراً عن الأول توحي لك بأنه: كفاكِ دلالاً يا فيروز:
يا قلب آخرتا معك تعبتني
شوباك دخلك صرت هيك
وشوبني يا قلب
انتبه على التعابير التراثية المحلية في هذا المقطع:
آخرتا, دخلك, هيك, شوبني.
لتدرك مدى قرب المنادي من المنادى ومدى وحدة الحال بينهما، هذا هو الحوار الداخلي مع قلب فيروز وهنا تبحث فيروز مع نفسها عن إيجاد حل لهذه الورطة وبالتالي فك الارتباط عن قلبها:
ياريتني سجرة على مطل الدني
جيرانها غير السما وغير المدى
(إذ إن السما والمدى لم يتكرما عليها بعودة الحبيب)
فلم تعد تريد جيرتهما فتلك الجيرة قد أوحشتها وأشعرتها بالوحدة، (فربما تمنت فيروز أن تكون في عالم آخر، إذ إن عالمنا هذا محدود حتماً بالسما وبالمدى ولا مفر).
وتقفل فيروز الأغنية ببحة ملائكية فعلاً في كلمة صدى الأخيرة من الأغنية (وفي هذا إشارة إلى أننا جميعاً سنصبح صدى) فاسمعها بدقة وتأكد بنفسك من مدى عظمة هذه المخلوقة والتي اسمها فيروز، ثم راقب الوداع ولاحظ الصمت الموسيقي المرافق لهذا المذهب التوديعي عبارة عن علامة موسيقية واحدة فقط تؤديها كل الآلات ، لتوحي لك بأن فيروز وحدها, لذلك لا داعي لأن تنده لأحد فكانت العملية تجسيداً للانفراد (لا تندهي مافي حدا) هذه الأغنية دواء يحتاجها المريض للعلاج.
حيرت قلبي معاك .. أم كلثوم
وها هي أم كلثوم تعترف بقدرة ومكانة من تحب كما تعترف لنفسها وعزتها بالمناعة في الوقت نفسه ، فتشعرك بأن حبها واقع بين عملاقين جبارين ، وكلما كان العملاقان أقوى كان حبها أكبر، فهي لا تنقص من شأن حبيبها كما أنها لا تنقص من شأن نفسها، فاسمعها في المقطع الأخير من أغنية: (حيرت قلبي معاك) انتبه للمقدمة الهادئة الجبارة للموسيقار رياض السنباطي ثم اسمع السيدة:
(خصمتك بيني وبين نفسي .. وصلحتك وخصمتك تاني)
تذوقها ولاحظ الشيفرة الألمية التي استخدمتها السيدة في هذه المقدمة عندما أدخلت الـ آه آه.. انتبه لهذا الإقرار العظيم من السيدة:
(وقول أصعب على روحي .. تطاوعني ليزيد حرماني).
ثم تبدأ أم كلثوم بالعظمة والإباء والشموخ عندما تصرخ بهذه الكلمات: أرجوك اسمعها بدقة:
(ح افضل أحبك من غير ما قولك.. إيه اللي غيّر أفكاري) انتبه لهذا التقطيع التالي:
ح افضل أحبك...
(سكون مرعب)
من غير ما قولك...
(سكون مرعب)
إيه اللي غير أفكاري
(سحبة واحدة لأنه قد تم اتخاذ القرار).
وهنا يبدأ الإيقاع بالدخول بشكل مذهل ومميز فيشعرك بكل العظمة والقوة في هذا المقطع ، ويشدك بقوة إلى ما بعد ، وما قد سيأتي فيأتي مرعباً مشوقاً ، متسلحاً بإيقاع خلاب غير مسبوق في موسيقانا الشرقية، فالإيقاع هنا (انتبه له) يفتح باب الألم والطرب معاً لنصل إلى الذروة تماماً باللوازم الموسيقية الجبارة التي استخدمتها عبقرية رياض السنباطي، اسمع:
(ولما يرحمني قلبك.. ويبان لعيني هواك)
تذوق ألف (هواك) كررها مع السيدة لتشعر بعظمة هذه الألف.
(وتنادي ع اللي انشغل بك .. وروحي تسمع نداك).
ركز على ألف (نداك) من جديد هنا تتربع السيدة على قمة الذروة والنشوة وفي هذا المقطع، ثم تصرخ أم كلثوم بالحقيقة بعد أن أنهت ما أحبت أن تقوله:
(بدي أشكيلك من نار حبي
بدي احكيلك ع اللي بقلبي
واقولك ع اللي سهرني
واقولك ع اللي بكاني
واقول يا عيني ليه تبكي
وعزة نفسي منعاني)
يالله كم عظيمة أنت يا أم كلثوم فهذا المقطع وسكتاته وآهاته وإيقاعاته ، وقوة ألف هواك.و قوة ألف نداك أمضى من سيف عنترة وأحدث من شعر بثينة أكثر جنوناً من مجنون ليلى.
ولنستمع إلى العظماء كيف يعاتبون كيف يلومون كيف يعاقبون كيف يقتلون لنستمع إلى أم كلثوم وهي المعاتبة الكبرى في أغنية (حب إيه):
(حب إيه اللي انت جاي تقول عليه!؟
انت عارف قبل معنى الحب إيه!؟ ) .
وراقب التصاعد العتابي اللومي في هذه الأغنية من بعد المذهب كيف توضح له الحقيقة عارية بكل جرأة وتحدٍ:
(إنت ما بينك وبين الحب دنيا
دنيا ما تشوفها ولا حتى بخيالك).
لاحظ كيف أن نغمة الرست قد لبست هذا المقطع تماماً, ولو أن أم كلثوم تشاجرت مع حبيبها في مضمون كلمات هذا المقطع لكان لحن المشاجرة هنا هو أيضاً الرست ولا شيء غيره . إنها لم تقل له أنت صغير جداً ولكنها قالت: إن الحب عملاق (أيها الأعمى):
(أما نفس الحب عندي حاجة تانية
حاجة أغلى من حنيني ومن جمالك)
ثم تفسر السيدة سبب عاصفتها العاطفية:
(إنت فين والحب فين.. ظالمه ليه ديمن معاك !!!). الراي
لكن عن جديد فيروز القديم، نكشف بعض الأوراق بما ذكره د. معلا غانم في بحثه الموسيقي الغنائي النادر عن الطرب والعُرب في الموسيقى والغناء العربي عبر كتابه الضخم في جزءين والذي جاء بعنوان (طرب وعُرب...) والذي صدر في العام المضي كهدية.
ما في حدا .. فيروز
هذه الأغنية عبارة عن حوار داخلي بين فيروز وفيروز، تبدأ فيروز بصوت حزين خافت لتبث لفيروز الثانية ما هي خائفة منه أو ما ترفض أن يكون حقيقة فنسمع: (ما في حدا) بصوت من بعيد أقرب ما يكون لصدى ما في النفس من خوف ، ثم يتأكد الخبر مرة ثانية وبصوت أقوى: (ما في حدا).. خلص لا تندهي فلا تعذبي نفسك يا فيروز فيحصل هنا الحوار الداخلي.
ألا تري العتم - مع أن الوقت نهار - لذلك فالتعبير عندما نرى محباً غالياً نقابله بـ: نورت البيت أو (نورت الدني)، هو تعبير صحيح لأن النور خلق لنرى من نحب وإلا فإن الدنيا ظلام!.
ألا ترى الطريق فإن جاؤوا فسوف يجيئون على الطريق والطريق فارغة – الطير يطير بكل هدى ولا حركة تزعج مسيره فيطير متململاً ولا يلفت نظره مسير قادم من بعيد (حيث مدى رؤية الطير أبعد نظراً لارتفاعه، ومن حركة الطير نعرف إن كان هناك حركة على الطريق إذ لو استطاع الطير أن يرى أحداً لرفرف بجناحيه وغرد لكنه للأسف يطير هادئاً).
ثم إن الباب مغلق فلا أحد يفتحه ولا ريح يتنسم عليه فنحس بحركة مفاجئة وكأن الطبيعة تعاني من الوحدة مثل الطير.
والعشب سيطر على أدراج المنزل فلا يوجد من يدوسه أو يحد من هجماته ثم تخفف فيروز من معاناة فيروز فتقول: «شو قولكن صاروا صدى!».
لم تؤكد الخبر كي لا تحرجها بل أعطت الخبر بتساؤل فيه بصيص أمل:
شو قولكن؟! فالسؤال الغالي يحوي جوابين أحدهما مع والآخر ضد .
علماً أن هناك أسئلة جوابها واحد ، وهذه هي الأسئلة القاسية فاضطرت فيروز لعملية المواساة في تحويل السؤال القاسي إلى نوع من السؤال الغالي ، وفي هذا تخفيف من الصدمة وألم المعاناة، انتبه لتجسيد الصدى في كلمة صدى واسمع صدى الصدى (التجسيد في ألف الصدى الأخيرة).
ثم بعد أن أخبرتها فيروز بالحقيقة تبدأ عاطفتها نحو فيروز فتغني بلهجة المحب المشفق على حبيبه والذي في الوقت نفسه يضع النقاط على الحروف:
مع مين بدك ترجعي بعتم الطريق
لا شاعلي نارن ولا عندك رفيق
(وكما هو معلوم فإشعال النار يدل على ترقب المحبوب بعودة حبيبه في وقت قريب يساوي تقريباً الزمن الذي تحتاجه النار حتى تخمد).
ثم تتمنى فيروز أن تصلح هذا الخلل:
ياريت ضوينا القنديل العتيق
بالقنطرة يمكن بها كان اهتدى
(إذ من المعروف أن الإضاءة تحت القنطرة تكون خافتة، وكلمة (يمكن) هنا للمواساة إذ لربما كان يهتدي بها أحد ولكن عندها يقين بأنه لن يهتدي بها أحد (إذ إن القنطرة المضاءة تكون كمنارة السفن في البحر، فالقنطرة عالية ويعلوها قنديل مضاء) ثم بعد ثوران العاطفة عند فيروز وتبيان الحقائق تبدأ الأمور العقلانية والمنطقية فنسمع موسيقا المقطع التالي أخذت منحى مغايراً عن الأول توحي لك بأنه: كفاكِ دلالاً يا فيروز:
يا قلب آخرتا معك تعبتني
شوباك دخلك صرت هيك
وشوبني يا قلب
انتبه على التعابير التراثية المحلية في هذا المقطع:
آخرتا, دخلك, هيك, شوبني.
لتدرك مدى قرب المنادي من المنادى ومدى وحدة الحال بينهما، هذا هو الحوار الداخلي مع قلب فيروز وهنا تبحث فيروز مع نفسها عن إيجاد حل لهذه الورطة وبالتالي فك الارتباط عن قلبها:
ياريتني سجرة على مطل الدني
جيرانها غير السما وغير المدى
(إذ إن السما والمدى لم يتكرما عليها بعودة الحبيب)
فلم تعد تريد جيرتهما فتلك الجيرة قد أوحشتها وأشعرتها بالوحدة، (فربما تمنت فيروز أن تكون في عالم آخر، إذ إن عالمنا هذا محدود حتماً بالسما وبالمدى ولا مفر).
وتقفل فيروز الأغنية ببحة ملائكية فعلاً في كلمة صدى الأخيرة من الأغنية (وفي هذا إشارة إلى أننا جميعاً سنصبح صدى) فاسمعها بدقة وتأكد بنفسك من مدى عظمة هذه المخلوقة والتي اسمها فيروز، ثم راقب الوداع ولاحظ الصمت الموسيقي المرافق لهذا المذهب التوديعي عبارة عن علامة موسيقية واحدة فقط تؤديها كل الآلات ، لتوحي لك بأن فيروز وحدها, لذلك لا داعي لأن تنده لأحد فكانت العملية تجسيداً للانفراد (لا تندهي مافي حدا) هذه الأغنية دواء يحتاجها المريض للعلاج.
حيرت قلبي معاك .. أم كلثوم
وها هي أم كلثوم تعترف بقدرة ومكانة من تحب كما تعترف لنفسها وعزتها بالمناعة في الوقت نفسه ، فتشعرك بأن حبها واقع بين عملاقين جبارين ، وكلما كان العملاقان أقوى كان حبها أكبر، فهي لا تنقص من شأن حبيبها كما أنها لا تنقص من شأن نفسها، فاسمعها في المقطع الأخير من أغنية: (حيرت قلبي معاك) انتبه للمقدمة الهادئة الجبارة للموسيقار رياض السنباطي ثم اسمع السيدة:
(خصمتك بيني وبين نفسي .. وصلحتك وخصمتك تاني)
تذوقها ولاحظ الشيفرة الألمية التي استخدمتها السيدة في هذه المقدمة عندما أدخلت الـ آه آه.. انتبه لهذا الإقرار العظيم من السيدة:
(وقول أصعب على روحي .. تطاوعني ليزيد حرماني).
ثم تبدأ أم كلثوم بالعظمة والإباء والشموخ عندما تصرخ بهذه الكلمات: أرجوك اسمعها بدقة:
(ح افضل أحبك من غير ما قولك.. إيه اللي غيّر أفكاري) انتبه لهذا التقطيع التالي:
ح افضل أحبك...
(سكون مرعب)
من غير ما قولك...
(سكون مرعب)
إيه اللي غير أفكاري
(سحبة واحدة لأنه قد تم اتخاذ القرار).
وهنا يبدأ الإيقاع بالدخول بشكل مذهل ومميز فيشعرك بكل العظمة والقوة في هذا المقطع ، ويشدك بقوة إلى ما بعد ، وما قد سيأتي فيأتي مرعباً مشوقاً ، متسلحاً بإيقاع خلاب غير مسبوق في موسيقانا الشرقية، فالإيقاع هنا (انتبه له) يفتح باب الألم والطرب معاً لنصل إلى الذروة تماماً باللوازم الموسيقية الجبارة التي استخدمتها عبقرية رياض السنباطي، اسمع:
(ولما يرحمني قلبك.. ويبان لعيني هواك)
تذوق ألف (هواك) كررها مع السيدة لتشعر بعظمة هذه الألف.
(وتنادي ع اللي انشغل بك .. وروحي تسمع نداك).
ركز على ألف (نداك) من جديد هنا تتربع السيدة على قمة الذروة والنشوة وفي هذا المقطع، ثم تصرخ أم كلثوم بالحقيقة بعد أن أنهت ما أحبت أن تقوله:
(بدي أشكيلك من نار حبي
بدي احكيلك ع اللي بقلبي
واقولك ع اللي سهرني
واقولك ع اللي بكاني
واقول يا عيني ليه تبكي
وعزة نفسي منعاني)
يالله كم عظيمة أنت يا أم كلثوم فهذا المقطع وسكتاته وآهاته وإيقاعاته ، وقوة ألف هواك.و قوة ألف نداك أمضى من سيف عنترة وأحدث من شعر بثينة أكثر جنوناً من مجنون ليلى.
ولنستمع إلى العظماء كيف يعاتبون كيف يلومون كيف يعاقبون كيف يقتلون لنستمع إلى أم كلثوم وهي المعاتبة الكبرى في أغنية (حب إيه):
(حب إيه اللي انت جاي تقول عليه!؟
انت عارف قبل معنى الحب إيه!؟ ) .
وراقب التصاعد العتابي اللومي في هذه الأغنية من بعد المذهب كيف توضح له الحقيقة عارية بكل جرأة وتحدٍ:
(إنت ما بينك وبين الحب دنيا
دنيا ما تشوفها ولا حتى بخيالك).
لاحظ كيف أن نغمة الرست قد لبست هذا المقطع تماماً, ولو أن أم كلثوم تشاجرت مع حبيبها في مضمون كلمات هذا المقطع لكان لحن المشاجرة هنا هو أيضاً الرست ولا شيء غيره . إنها لم تقل له أنت صغير جداً ولكنها قالت: إن الحب عملاق (أيها الأعمى):
(أما نفس الحب عندي حاجة تانية
حاجة أغلى من حنيني ومن جمالك)
ثم تفسر السيدة سبب عاصفتها العاطفية:
(إنت فين والحب فين.. ظالمه ليه ديمن معاك !!!). الراي