العرب يقاطعون "أديداس" لدعمها إسرائيل
وصف مراقبون وخبراء قرار وزراء الرياضة العرب بمقاطعة شركة "أديداس" الألمانية للتجهيزات الرياضية على خلفية رعايتها لماراثون إسرائيلي في القدس الشرقية في مارس/آذار الماضي، بالنوعي والتاريخي، معتبرين أنه سيؤثر بقوة على أرباح الشركة في ظل الأزمة المالية العالمية.
كما توقعوا أن يؤثر القرار تأثيرا قويا على أداء الشركة، في حال التزمت تطبيقه البلدان العربية، التي تعد واحدة من الأسواق النشيطة في تجارة المنتجات الرياضية. كما توقع بعضهم اتخاذ قرار مماثل من قبل منظمة التعاون الإسلامي، في مواجهة "أي محاولة لتهويد القدس وطمس هويتها العربية والإسلامية".
وقال رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية اللواء جبريل الرجوب إن قرار وزراء الرياضة العرب رسالة لكل الشركات والمؤسسات والمنظمات التي تتعامل مع سلوك الاحتلال على أنه أمر واقع، وأضاف أن ما حصل في ماراثون القدس شكل صفعة للشرعية الدولية وتهديدا للقيم الأخلاقية.
رسالة تحذيرية
وأوضح الرجوب للجزيرة نت أن القرار بمنزلة رسالة تحذيرية بعدم الزج بالرياضة في عالم السياسة. واعتبر أن المنطقة العربية والإسلامية من أبرز الأسواق لأديداس، وهي الأوسع لها عبر العالم، وهو أمر "سيدفعها وغيرها من الشركات الداعمة لإسرائيل لإجراء مراجعة في سلوكياتها".
وبدا مقتنعا بأن سلاح المقاطعة الاقتصادية سيثبت نجاحه، ملمحا إلى أن شركة أديداس قد تفاجأت بهذا القرار، لأنه وفي السنوات الماضية كانت عقلية اللامبالاة هي المسيطرة ولأول مرة يتخذ موقف عربي من هذا النوع، وشدد على أن قضية القدس والمقدسيين أهم من الاتفاقات المبرمة مع شركة أديداس وغيرها.
وكشف أن الخطوة المقبلة تتمثل في بحث إمكانية تعميم القرار على العالم الإسلامي كافة، قائلا "سنحاول تعميم هذا القرار على الدول الإسلامية من خلال التوجه نحو منظمة التعاون الإسلامي لاستصدار قرار مماثل".
قرار غير مسبوق
من جهته أشار أستاذ التمويل والاستثمار بكلية الدراسات بمؤسسة قطر للتربية والعلوم وجامعة الإسكندرية السيد الصيفي إلى أن قرار مقاطعة شركة أديداس سابقة من نوعها على صعيد عالم الصناعة الرياضية.
وأكد للجزيرة نت أن القرار تاريخي وسيؤثر بقوة على شركة أديداس خاصة في ظل ظروف الأزمة المالية العالمية، وتداعيات الديون السيادية الأوروبية، على اعتبار أن "الدول العربية تعد في الوقت الحالي الجهة الأكثر ضخا للسيولة في مجال الرياضة وغيرها من المجالات الأخرى، لذلك فإن قرار من هذا النوع سيكون له تأثير بالغ على أديداس".
ورأى أن مثل هذا القرار يشكل فرصة للدول العربية للتنقيب من جديد في هوية الصناديق الاستثمارية بالبلاد العربية، التي قال إن بعضها امتطى أسماء شركات أوروبية، سيتبين فيما بعد أنها مدعومة من رجال أعمال يهود وإسرائيليين كما حصل في مصر على سبيل المثال.
وأيد فكرة استصدار قرار للدول الإسلامية برمتها حتى لا تجرأ أية شركة أخرى على تجاوز ما وصفها بالخطوط الحمراء، في إشارة إلى قضية فلسطين والقدس.
خسائر
بدوره قال الخبير الاقتصادي الإماراتي الدكتور نجيب عبد الله الشامسي إن المقاطعة الاقتصادية سلاح قوي، لكنه يحتاج إلى التنفيذ والالتزام بالتطبيق لعدم إبطال مفعوله، لأن "تنفيذه سيكبد أديداس وبقية الشركات الأخرى التي تدعم إسرائيل خسائر محققة".
واعتبر الشامسي أن السنوات الماضية أثبتت أن مثل هذه المقاطعة كانت شكلية لا غير، إذ شهدت المنطقة العربية حضورا للرأسمال الإسرائيلي تحت مظلات أوروبية وغير أوروبية وبأسماء شركات متعددة.
يذكر أن شركة أديداس هي ثاني أكبر شركة لصناعة المنتجات الرياضية خلف شركة "نايكي" الأميركية. وحققت إيرادات بقيمة 13.3 مليار يورو عام 2011 بارتفاع 11.3% عن 2010، رغم الأزمة المالية العالمية. وجاء أكثر من ثلث إيرادات الشركة من الأسواق الناشئة بما فيها الصين، حسب بيانات على الموقع الإلكتروني للشركة. الجزيرة