jo24_banner
jo24_banner

الكوفحي : ليس لدينا مشكلة مع اليهود

الكوفحي : ليس لدينا مشكلة مع اليهود
جو 24 :

د. حسن البراري - لم تهدأ بعد مدافع التغيير التي دكت عروشا وما زالت تهدد أخرى في منطقتنا العربية حتى بدأت واشنطن شديدة البراغماتية في تلمس كيف يكمن لها اعادة ترتيب علاقاتها وأوراقها في المنطقة، فبعد أن أنكشفت عورات الليبراليين الفاسدين المرتبطين مع أميركا وعملائها من أنظمة فاسدة مستبدة، وبعد أن تيقن الأميركان أننا نعيش عقد الإسلاميين لم تتردد واشنطن في البدء بحوار مع الإسلاميين البراغماتيين للاتفاق على ترتيبات اقليمية وسياسية قبل ان تدعم واشنطن وصولهم للحكم مضحية بذلك ليس فقط بالليبراليين الفاسدين الذين وصلوا للحكم من قبل (فهؤلاء سقطوا عند شعوبهم) وإنما بالحركات الشبابية العلمانية والليبرالية التي كانت وقودا محترقة لانجاح الربيع العربي الذي يقطف ثمارة الإسلاميون.

وفي هذا السياق، عقد في في فندق غراند حياة في واشنطن يوم الخميس الخامس من ابريل لقاء بين الأميركان والإسلاميين بعنوان "الاسلاميون في السلطة: أراء من الداخل،" وقد شارك في اللقاء ممثلون عن الاخوان المسلمين من الاردن ومصر وتونس وليبيا، ويبدو ان هناك قناعة لدى عدد من مستشاري الرئيس أوباما وصناع القرار في واشنطن بأن هذه القوى التي كانت تظهر العداء اللفظي للولايات المتحدة يمكن لها أن تكون صديقة شريطة الاتفاق على شروط اللعبة الإقليمية مقابل دعم واشنطن لهم في مسعاهم الواضح للوصول للسلطة بعد أن تيقنوا حجم تواجدهم في الشارع، ففي مصر وتونس فازوا في الانتخابات وفي الاردن سيطروا على نقابة المعلمين.

التغيير في موقف الإدارة الأميركية له سياق تاريخي لا يمكن القفز عنه لفهم ما يجري هذه الأيام، فقد عانت الولايات المتحدة من انتشار المشاعر المعادية للسياسة الأميركية في منطقة الشرق الأوسط وعند العرب والمسلمين على وجه التحديد، وكان لتحالف واشنطن العابر للإدارات مع الأنظمة القمعية والاتوقراطية اثرا في انتشار هذه المشاعر. وقد انتقد العديد من المحللين السياسيين في واشنطن الحكمة من تقديم الولايات المتحدة لمصالحها قصيرة المدى المتعلقة بالاستقرار عن طريق دعم الانظمة المستبدة على مصالحها بعيدة المدى في الديمقراطية واحترام حقوق الانسان .

وهنا جاء الربيع العربي لينهي النقاش في أميركا حول هذه القضية فلم يعد أمام الإدارة الأميركية من خيار سوى التعامل مع القوى السياسية القادرة على الوصول إلى السلطة، وهذا يستلزم دعما واضحا للديمقراطية بصرف النظر عن خيارت الشعوب التي تميل للإسلاميين هذه المرة، ويجدر بنا أن نلفت الانتباه إلى أن النجاحات الانتخابية للإسلاميين ليست موجهة ضد الولايات المتحدة وإنما جاءت لظروف ومتغيرات اقتصادية وسياسية واجتماعية داخلية ، على أنه لا يمكن اغفال السخط العام على السياسات الأميركية في دعم الانظمة غير الديمقراطية وفي دعم اسرائيل وفي احتلالاتها للعراق وأفغانستان، وتكفي هنا الاشارة إلى كتاب البرفسور شبلي تلحمي الذي عنونه ب " المخاطر" لفهم ظاهرة انتشار المشاعر المعادية لأميركا عند العرب.

نعرف موقف الإسلاميين في تونس ومصر من القضايا التي تهم الولايات المتحدة، فمقولات الغنوشي واضحة ومطمئنة للغرب ولقاءات الاخوان المسلمين في مصر مع المسؤولين الأميركان معروفة ومطمئنة لأميركا أيضا، لكننا لا نعرف لغاية الآن موقف الإخوان المسلمين الأردنيين من جملة القضايا التي تهم الولايات المتحدة وبخاصة وأن العامل الإسرائيلي موجود سواء من حيث هوية الشخصيات الأميركية التي قابلتهم أو قرب بعض الباحثين الذين استضافوا لقاءات مراكز البحث (الثنك تانك) من إسرائيل وانحيازهم المعروف لحل الدولتين.

النقاش العام في أميركا يفيد بأن المطلوب من اسلاميي الاردن الاجابة على نقطتين هما: الموقف من الاقليات والمرأة والموقف من عملية السلام، وهنا القضية معقدة بالنسبة للإخوان في الأردن نظرا للتداخل في الاجندات على الاقل مع حماس ووجود حماس الطاغي وغير الرسمي في التنظيم. لكن هنا علينا ان نتوقف عند ما قاله القيادي الاسلامي د.نبيل الكوفحي الذي شارك في لقاء الاميريكان يوم الخميس الماضي في واشنطن، ويقول بأن حركة الإخوان المسلمين ليس لديها اي مشكلة مع اليهود وأن المتطلب السابق للتعاون المستقبلي مع إسرائيل هو أن تتوقف إسرائيل عن اعتداءاتها ضد الفلسطينيين. فهل في ذلك رسالة لأميركا بأن الحركة الاسلامية في حال وصولها السلطة ستحترم الاتفاقات الدولية التي وقعتها الحكومات الاردنية السابقة وبخاصة مع إسرائيل؟!

ربما فهم الخصاونة هذه المعادلة الأمر الذي دفعه إلى التفاهم مع الاسلاميين على حساب القوى الآخرى، ولهذا نتفهم تواطيء الإسلاميين مع الحكومة ضد الحراك، ولكن عندما شعرت الحركة بأن الحكومة غير قادرة على خدمتهم في قانون انتخابات لصالحهم ثارت ثائرتهم الامر الذي جعل عبداللطيف عربيات يتهكم قائلا استوردوا شعبا آخر حتى لا ينتخب الاسلاميين!! عربيات بدا واثقا من قدرة تنظيمه مع أن البعض حاول أن يأخذ كلامة خارج السياق تمهيدا لاستهداف الحركة متجاهلين بأن مقاطعة محتملة للحركة الاسلامية للانتخابات سيشكل ضربة موجعة للنظام وللحكومة التي أخذت على عاتقها اعادة الاسلاميين للبرلمان لاغراض الشرعية.

باختصار، نعيش عقد الإسلاميين وأفول نجم الليبراليين الفاسدين الذين عاثوا في الارض فسادا ولم يعد لهم أي مستقبل في بلدانهم بعد أن تسببوا في نهب البلاد والعباد واضعفوا أسيادهم من الحكام، فلم يعودا في موقف يخدموا فيه اسيادهم في واشنطن ولا عملاء أسيادهم في المنطقة، لذلك ذهبوا مع الريح كما يقال بالانجليزية.

تابعو الأردن 24 على google news