واشنطن تعلن احتمالية دخولها حربا برية ضد داعش في سوريا
جو 24 : كثف الطيران الروسي من غاراته في سوريا خلال اليومين الماضيين، في وقت أسفر اتفاق هدنة بين قوات النظام السوري والمعارضة، عن خروج الأخيرة من آخر معاقلها من مدينة حمص. وتكثف دول الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والأمم المتحدة من اتصالاتها من أجل إيجاد حل للأزمة السورية، وسط زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى روسيا، فيما بدأت فصائل المعارضة السورية مؤتمرها في العاصمة السعودية الرياض أمس. وفي أول تصريح علني، قال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، إن بلاده قد تلجأ إلى قوة برية دولية بمشاركة أمريكا في سوريا كخيار ممكن لمواجهة عصابة داعش الارهابية.وأكد كارتر أن رئيس الولايات المتحدة الامريكية باراك أوباما أمر بنشر قوات خاصة في سوريا، لدعم الحرب ضد عصابة داعش الإرهابية، موضحًا أن أمريكا طلبت قوات خاصة من حلفائها لدعم المعركة ضد داعش. وقال في كلمته أمام الكونجرس أمس، أن حل الأزمة السورية والعمل على استقرار الوضع في العراق من شأنه المساهمة في القضاء على العصابة الإرهابية، مؤكدًا أن التحالف الدولي يعمل على منع داعش الإرهابية من الاستيلاء على المزيد من الأراضي. وغادرت حافلات محملة بمواطنين سوريين من بينهم عدد من مقاتلي المعارضة السورية المنطقة الوحيدة الباقية تحت سيطرة قوات المعارضة في مدينة حمص أمس، بموجب اتفاق نادر محدود لوقف إطلاق النار بين الحكومة والمعارضة. ويجري نقل المقاتلين وأسرهم إلى مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة إلى الشمال الغربي قرب الحدود التركية بموجب الاتفاق وهو نموذج لاتفاقات هدنة محدودة تطبق في مناطق بعينها. وقال محافظ حمص طلال البرازي للصحفيين ان 300 مقاتل استقلوا الحافلات مع 400 من أفراد أسرهم.وصرح بأن المقاتلين أخذوا معهم أسلحة خفيفة. والاتفاق يماثل اتفاقا محليا لوقف اطلاق النار أبرم في منطقة اخرى من سوريا في أيلول من المفترض أن ينقل بموجبه مقاتلو المعارضة الى إدلب. وبشان العمليات العسكرية الروسية في سوريا، نقلت وكالة الاعلام الروسية عن وزارة الدفاع قولها إن السلاح الجوي الروسي نفذ 28 طلعة ضد 204 هدف في سوريا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. وأضافت أن الضربات نفذت على أهداف في محافظات حلب وإدلب واللاذقية وحماة وحمص. وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ان الجيش الروسي وجه للمرة الاولى ضربات عسكرية نحو سوريا من غواصة متمركزة في منطقة البحر الأبيض المتوسط. ونقلت وكالات الانباء الروسية عن شويغو قوله للرئيس فلاديمير بوتين في الكرملين «استخدمنا صواريخ كروز من الغواصة روستوف اون دون في البحر الأبيض المتوسط». من جهتها، تحدثت وزارة الدفاع عن «تدمير مركزين لقيادة داعش الارهابي في محافظة الرقة».وأكد وزير الدفاع الروسي ان موسكو حذرت اسرائيل والولايات المتحدة من ان الجيش الروسي سيطلق الصواريخ من غواصة. من جهة اخرى، قالت وزارة الدفاع الروسية ان 1920 قنبلة اطلقت في الايام الاربعة الماضية على اهداف في سوريا دمرت سبعين مراكزا للقيادة و21 معسكر تدريب. ونقلت وكالة الاعلام الروسية عن متحدث باسم وزارة الدفاع الروسية قوله إن الوزارة لا تبني قاعدة جوية جديدة في سوريا.ونقلت الوكالة عن ايجور كوناشينكوف قوله أيضا ان رئيس هيئة الأركان العامة السورية لديه أدلة على ان طائرات من التحالف الغربي نفذت ضربات جوية على مواقع للجيش السوري في دير الزور في السادس من كانون الأول. وفي تطور لأزمة الطائرة الروسية التي أسقطتها تركيا، أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعا خبراء بريطانيين للمشاركة في تفريغ معلومات الصندوقين الأسودين للقاذفة الروسية «سوخري 24» التي أسقطتها تركيا على الحدود مع سوريا . وأفاد الموقع الرسمي للرئاسة الروسية أمس، بأن ذلك جاء خلال مكالمة هاتفية جرت بين الرئيس الروسي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون. فيما أشار رئيس وزراء تركيا داود أوغلو أن أنقرة مستعدة للعمل مع روسيا لتجنب حوادث مشابهة لإسقاط الطائرة الروسية. و اتهم رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو روسيا «بتقوية» تنظيم داعش من خلال ضرباتها في سوريا وبالسعي الى اخراج التركمان والسنة من شمال سوريا. وقال اوغلو للصحافيين الاجانب في ان «روسيا تسعى الى عملية تطهير اتني في شمال اللاذقية لاجبار كل السكان التركمان والسنة ممن ليست لهم علاقات جيدة مع النظام» السوري على الرحيل. وفي السعودية، تحاول قوى وفصائل معارضة سورية توحيد مواقفها قبل مفاوضات محتملة مع النظام. وافادت وكالة الانباء السعودية الرسمية بان «أعمال الاجتماع الموسع للمعارضة السورية بدأت» في جلسات مغلقة أمس في احد الفنادق الكبيرة في الرياض. واستقبل وزير الخارجية السعودي عادل الجبير المشاركين وعبر لهم عن الامل في ان يكون اللقاء مثمرا، ثم غادر المكان وبدأ المشاركون مناقشاتهم التي يفترض ان تستمر اليوم الخميس ايضا. وحث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد ل ثاني جماعات المعارضة السورية المجتمعة في السعودية على توحيد صفوفها والتوصل إلى موقف مشترك قبل محادثات سلام متوقعة بحلول أوائل العام المقبل. وقال الشيخ تميم في كلمة في بداية قمة سنوية لمجلس التعاون الخليجي بالرياض نهيب بأطراف المعارضة السورية أن ترتفع إلى مستوى المسؤولية وأن تستغل هذه الفرصة الثمينة لتوحيد صفوفها وتنسيق خطواتها إلى ما هو أبعد من تشكيل وفد تفاوضي. (وكالات). -