ضغوط أميركية لحل سياسي في اليمن.. وتفرغ الخليج لمواجهة داعش
جو 24 : يضع الطرفان المتصارعان في اليمن نصب أعينهما صعود تنظيم (داعش)، بينما يمارس الغرب ضغوطا مع جمود الوضع في ميدان المعركة لحل سياسيي عاجل، والتفرغ لمواجهة داعش، وتركيز جهود دول الخليج والسعودية على مواجهة التنظيم في سوريا.
ومن المنتظر أن يخوض الطرفان المتصارعان في الحرب الأهلية اليمنية جهود سلام هي الأكثر جدية حتى الآن في المحادثات التي تتوسط فيها الأمم المتحدة في جنيف والتي من المقرر أن تبدأ غداً الثلاثاء 15 ديسمبر/ كانون الأول 2015.
ولكن في وجود انقسام كبير بين الأطراف باليمن، وفي وجود استقطاب في الطبقات السياسية على النحو القائم، فإن قلة في البلاد يتوقعون أن تخرج محادثات جنيف بصيغة انتقال سياسي، ولو نجحت في وقف أعمال القتل اليومية سيعتبر ذلك إنجازاً كبيراً.
الحرب المستمرة منذ 9 شهور بين التحالف العربي الذي تقوده السعودية والحوثيين المدعومين من إيران أدت إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية، ودفعت اليمن إلى حالة من الفوضى التامة، ولم تفلح محاولتان سابقتان للأمم المتحدة في إحلال السلام.
الغرب يرى حرب "داعش" الأهم
ومما يزيد من إلحاح إجراء محادثات الثلاثاء، معتقد لدى الغرب بأن الحرب التي تدور بالوكالة بين السعودية وإيران هي تشتيت للأنظار على نحو خطير في المنطقة عن مهمة ينبغي أن تكون ملحة والمتمثلة في محاربة تنظيم داعش في مهده وإنهاء الحرب الأكبر الدائرة في سوريا.
محمد عبدالسلام، المتحدث باسم جماعة الحوثي، قال إن هناك فرصة الآن أكبر من أي محادثات أو مفاوضات سابقة لوقف هذه الحرب ومواجهة "الإرهاب" والتحديات.
ويقول مسؤولون في حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، إن دولاً غربية تسعى لتجنب وجود فراغ في السلطة من شأنه إعطاء "داعش" الملاذ الذي يتمتعون به الآن في مدينة عدن (جنوبي البلاد) وغيرها من المناطق التي لا يسود فيها القانون.
انتشار جديد لـ"داعش" باليمن
واستغل الفرع الأحدث لتنظيم داعش الفوضى في شن هجمات مروّعة في اليمن على المساجد التابعة للحوثيين وعلى مسؤولين كبار وقوات موالية للحكومة.
مسؤول رفيع في الحكومة اليمنية قال لرويترز: "خلال الأسابيع الماضية مارست واشنطن ولندن ضغوطاً شديدة على الرئيس هادي والجانب الحكومي من أجل تقديم تنازلات وعدم التشدد في طلب تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي".
دور سياسي للحوثيين
المسؤول اليمني كان يشير إلى قرار مجلس الأمن الدولي الصادر في أبريل/ نيسان والذي دعا الحوثيين للانسحاب من العاصمة صنعاء وغيرها من المدن التي سيطروا عليها أواخر 2014 وأوائل 2015.
وأضاف المسؤول أن هناك "توجهاً دولياً للاحتفاظ بالحوثيين، وأن يكون لهم دور سياسي فاعل في اليمن، خصوصاً ما يتصل بإيجاد توازن مع حزب الإصلاح والسلفيين ومواجهة الاٍرهاب".
ولم ينعم اليمن بالاستقرار منذ ثورة عام 2011 التي أطاحت بالرئيس اليمني المخضرم علي عبدالله صالح وصولاً إلى الوقوع في حرب أهلية العام الماضي، حينما ضمّ الرئيس السابق القوات الموالية له للحوثيين سعياً للوصول إلى السلطة، وهو ما دفع دول الخليج العربية للتدخل العسكري.
ضغوط أميركية للحل السياسي
ولم تملِ الكفة لصالح أي من الطرفين في الحرب، وفي غمرة هجمات أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنها زادت أميركا الدعوات لدول الخليج العربية كي توجه جهودها الدبلوماسية والعسكرية بعيداً عن اليمن لتعود إلى القاعدة الرئيسية للمتشددين في سوريا والعراق.
وقال وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر للجنة القوات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ هذا الشهر: "انضمت السعودية ودول الخليج للحملة الجوية ضد (داعش) في سوريا في الأيام الأولى، ولكن منذ ذلك الحين ظلوا منشغلين بالحرب في اليمن، أنا أيضاً آمل أن تبذل الدول العربية السنية، على وجه الخصوص، في الخليج مزيداً من الجهد".
المحلل اليمني فارع المسلمي قال إن المسؤولين من الجانبين متفائلون على نحو حذر بشأن جنيف وسط ضغوط دبلوماسية لم يسبق لها مثيل من أجل تحقيق السلام، ولكن الآمال ليست كبيرة في تحقيق تقدم سريع.
وأضاف "التوقعات ضعيفة في ما يتعلق بإيجاد سبيل إلى إعادة شمل الدولة اليمنية وإيجاد سلطة بمقدورها إدارة البلاد، والوصول إلى وقف لإطلاق النار طويل المدى وإنهاء الحصار الذي تقوده السعودية عن الموانئ اليمنية، بل ووضع مسوّدة إطار عمل تبقي المحادثات دائرة هو أقصى ما يمكن تمنيه في الوقت الراهن".
الأوضاع في اليمن
وتقول الأمم المتحدة إن نحو 5800 شخص، نصفهم تقريباً من المدنيين، قُتلوا منذ مارس/آذار، ويحتاج أكثر من 21 مليون شخص في اليمن نوعاً من المساعدة الإنسانية للبقاء على قيد الحياة، وهذا الرقم يعادل 80% من سكان البلاد.
وأحرزت القوات السعودية والإماراتية التي تقاتل جنباً إلى جنب مع الموالين لهادي في جنوب البلاد وشرقها بعض المكاسب الكبيرة منذ السيطرة على مدينة عدن الساحلية.
وفي تلك الأثناء ردّت قوات الحوثيين وصالح بشن هجمات صاروخية على القوات الخليجية وتشبثت بجبهات القتال الخاصة بها، على الرغم من أنها بدت غير قادرة على فرض سيطرتها على البلاد برمتها.
وتعثرت المحادثات السابقة بسبب إصرار هادي على امتثال الطرف الآخر فوراً لقرارات الأمم المتحدة والانسحاب من المناطق السكانية، وهو احتمال مستبعد في ظل سيطرة الحوثيين هناك.
ومن المنتظر أن يخوض الطرفان المتصارعان في الحرب الأهلية اليمنية جهود سلام هي الأكثر جدية حتى الآن في المحادثات التي تتوسط فيها الأمم المتحدة في جنيف والتي من المقرر أن تبدأ غداً الثلاثاء 15 ديسمبر/ كانون الأول 2015.
ولكن في وجود انقسام كبير بين الأطراف باليمن، وفي وجود استقطاب في الطبقات السياسية على النحو القائم، فإن قلة في البلاد يتوقعون أن تخرج محادثات جنيف بصيغة انتقال سياسي، ولو نجحت في وقف أعمال القتل اليومية سيعتبر ذلك إنجازاً كبيراً.
الحرب المستمرة منذ 9 شهور بين التحالف العربي الذي تقوده السعودية والحوثيين المدعومين من إيران أدت إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية، ودفعت اليمن إلى حالة من الفوضى التامة، ولم تفلح محاولتان سابقتان للأمم المتحدة في إحلال السلام.
الغرب يرى حرب "داعش" الأهم
ومما يزيد من إلحاح إجراء محادثات الثلاثاء، معتقد لدى الغرب بأن الحرب التي تدور بالوكالة بين السعودية وإيران هي تشتيت للأنظار على نحو خطير في المنطقة عن مهمة ينبغي أن تكون ملحة والمتمثلة في محاربة تنظيم داعش في مهده وإنهاء الحرب الأكبر الدائرة في سوريا.
محمد عبدالسلام، المتحدث باسم جماعة الحوثي، قال إن هناك فرصة الآن أكبر من أي محادثات أو مفاوضات سابقة لوقف هذه الحرب ومواجهة "الإرهاب" والتحديات.
ويقول مسؤولون في حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، إن دولاً غربية تسعى لتجنب وجود فراغ في السلطة من شأنه إعطاء "داعش" الملاذ الذي يتمتعون به الآن في مدينة عدن (جنوبي البلاد) وغيرها من المناطق التي لا يسود فيها القانون.
انتشار جديد لـ"داعش" باليمن
واستغل الفرع الأحدث لتنظيم داعش الفوضى في شن هجمات مروّعة في اليمن على المساجد التابعة للحوثيين وعلى مسؤولين كبار وقوات موالية للحكومة.
مسؤول رفيع في الحكومة اليمنية قال لرويترز: "خلال الأسابيع الماضية مارست واشنطن ولندن ضغوطاً شديدة على الرئيس هادي والجانب الحكومي من أجل تقديم تنازلات وعدم التشدد في طلب تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي".
دور سياسي للحوثيين
المسؤول اليمني كان يشير إلى قرار مجلس الأمن الدولي الصادر في أبريل/ نيسان والذي دعا الحوثيين للانسحاب من العاصمة صنعاء وغيرها من المدن التي سيطروا عليها أواخر 2014 وأوائل 2015.
وأضاف المسؤول أن هناك "توجهاً دولياً للاحتفاظ بالحوثيين، وأن يكون لهم دور سياسي فاعل في اليمن، خصوصاً ما يتصل بإيجاد توازن مع حزب الإصلاح والسلفيين ومواجهة الاٍرهاب".
ولم ينعم اليمن بالاستقرار منذ ثورة عام 2011 التي أطاحت بالرئيس اليمني المخضرم علي عبدالله صالح وصولاً إلى الوقوع في حرب أهلية العام الماضي، حينما ضمّ الرئيس السابق القوات الموالية له للحوثيين سعياً للوصول إلى السلطة، وهو ما دفع دول الخليج العربية للتدخل العسكري.
ضغوط أميركية للحل السياسي
ولم تملِ الكفة لصالح أي من الطرفين في الحرب، وفي غمرة هجمات أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنها زادت أميركا الدعوات لدول الخليج العربية كي توجه جهودها الدبلوماسية والعسكرية بعيداً عن اليمن لتعود إلى القاعدة الرئيسية للمتشددين في سوريا والعراق.
وقال وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر للجنة القوات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ هذا الشهر: "انضمت السعودية ودول الخليج للحملة الجوية ضد (داعش) في سوريا في الأيام الأولى، ولكن منذ ذلك الحين ظلوا منشغلين بالحرب في اليمن، أنا أيضاً آمل أن تبذل الدول العربية السنية، على وجه الخصوص، في الخليج مزيداً من الجهد".
المحلل اليمني فارع المسلمي قال إن المسؤولين من الجانبين متفائلون على نحو حذر بشأن جنيف وسط ضغوط دبلوماسية لم يسبق لها مثيل من أجل تحقيق السلام، ولكن الآمال ليست كبيرة في تحقيق تقدم سريع.
وأضاف "التوقعات ضعيفة في ما يتعلق بإيجاد سبيل إلى إعادة شمل الدولة اليمنية وإيجاد سلطة بمقدورها إدارة البلاد، والوصول إلى وقف لإطلاق النار طويل المدى وإنهاء الحصار الذي تقوده السعودية عن الموانئ اليمنية، بل ووضع مسوّدة إطار عمل تبقي المحادثات دائرة هو أقصى ما يمكن تمنيه في الوقت الراهن".
الأوضاع في اليمن
وتقول الأمم المتحدة إن نحو 5800 شخص، نصفهم تقريباً من المدنيين، قُتلوا منذ مارس/آذار، ويحتاج أكثر من 21 مليون شخص في اليمن نوعاً من المساعدة الإنسانية للبقاء على قيد الحياة، وهذا الرقم يعادل 80% من سكان البلاد.
وأحرزت القوات السعودية والإماراتية التي تقاتل جنباً إلى جنب مع الموالين لهادي في جنوب البلاد وشرقها بعض المكاسب الكبيرة منذ السيطرة على مدينة عدن الساحلية.
وفي تلك الأثناء ردّت قوات الحوثيين وصالح بشن هجمات صاروخية على القوات الخليجية وتشبثت بجبهات القتال الخاصة بها، على الرغم من أنها بدت غير قادرة على فرض سيطرتها على البلاد برمتها.
وتعثرت المحادثات السابقة بسبب إصرار هادي على امتثال الطرف الآخر فوراً لقرارات الأمم المتحدة والانسحاب من المناطق السكانية، وهو احتمال مستبعد في ظل سيطرة الحوثيين هناك.