2024-11-25 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

علوش يتحدث عن العلاقة مع الفصائل وعن مستقبل سوريا

علوش يتحدث عن العلاقة مع الفصائل وعن مستقبل سوريا
جو 24 : في أوائل عام 2011 وقبل أن تضرب موجات الربيع العربي شواطئ سوريا. كنت جزءا من مجموعة تؤمن بشدة بالضرورة والحاجة الملحة لتغيير الوضع في سوريا.

كنت طالبة في 19 من عمري مفعمة بالأمل والأحلام. لم يمنعني شيء في ذلك الوقت من المخاطرة بالتجول في شوارع حلب في 10 مارس 2011 في ليلة باردة جدا لتوزيع النشرات التي تدعو الناس للاحتجاج. سجنت وتعرضت للتعذيب من قبل قوات الأسد، وليس مرة واحدة بل ثلاث مرات. اضطررت لاحقا لمغادرة وطني وبيتي وأسرتي وأصدقائي وما زلت آمل بالعودة. في عام 2013، سمعت عن زعيم جديد، وهو واعظ سلفي وقائد ثوري. وبما أنني علمانية اتخذت موقفا معاديا له. إنه زهران علوش. نفس الزعيم الذي اتهم في وقت لاحق بخطف رمز كبير من رموز الانتفاضة السورية رزان زيتونة.

الآن في عام 2015، والسوريون اليوم يختلفون عن السوريين في عام 2011. سوريا لم تعد سوريا السابقة. داعش والنصرة ونظام الأسد و الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران تجعلني أفكر بطريقة مختلفة عن شخصية زهران علوش، فالزعيم السلفي الذي عارضته سابقا يلعب اليوم دورا كبيرا في تحقيق الاستقرار في سوريا الحالية. علوش يسيطر على الجزء الأكبر جزء من ريف دمشق وتقع مقراته على بعد أميال قليلة من القصر الرئاسي للأسد، يحارب علوش على جبهات عديدة وضد العديد من الخصوم مثل داعش والأسد، وقد تعرض أيضا لضربات جوية روسية في الوقت الذي كان يركز فيه على قتال داعش.

النهج المحافظ لعلوش ليس غريبا عن منطقة الغوطة في سوريا. تعرف الغوطة تاريخيا بأنها منطقة محافظة اجتماعيا، ولكنها لا تمانع في وجود مناطق الليبرالية حولها. في الغوطة، هناك بلدات مسيحية فيها كنائس وتحتفظ بثقافتها على مدى عقود، ولم يتعرض أهلها لمضايقات أبدا من قبل السكان المحليين المحافظين. وفي المقابل، عاش المسيحيون والمسلمون هناك معا في وئام. الجيش الذي يقوده علوش هو جيش سوري خالص ليس فيه “مهاجرون” أي مقاتلون أجانب قاتلوا في حروب أخرى في العراق أو أفغانستان. أسس جيشه لسبب رئيسي واحد وهو محاربة قوات الأسد التي مارست أعمالا وحشية في الغوطة منذ الأيام الأولى من الانتفاضة السلمية وحتى تاريخ الهجمات بالأسلحة الكيماوية التي أودت بحياة 1400 شخص في الغوطة في يوم واحد.

اعتقدت في البداية أن مقابلة زهران علوش ستكون صعبة بما أنني أنتمي إلى الأقلية المسيحية في سوريا ولكن على العكس فقد قوبلت كل أسئلتي بالترحيب وطرحت تساؤلات عن جميع الأفكار في ذهني عن جيش الإسلام منذ نشأته وحتى اليوم

كيف بدأت بذرة جيش الإسلام بالتشكل وهل هو جيش سوري الهوية، وما هي الراية التي يحملها اللواء وما هي أولوياته؟
لقد بدأ جيش الإسلام بالتشكل مثله مثل باقي الفصائل الثورية التي وقفت بوجه النظام بعد أن استشرس في قمعه للمتظاهرين السلميين وزاد إجرامه بحق المنتفضين المطالبين بحقوقهم وحريتهم، ونتيجة استخدام النظام للحلول العسكرية والأمنية المرعبة والمجازر الفظيعة ، كان لزاما البحث عن أدوات تحمي الشعب وترد عدوان النظام عنهم ومن هنا بدأت فكرة كل المجموعات الثورية في سورية بما فيها جيش الإسلام، وكان في البداية سرية مكونة من عدة عناصر هدفها حماية الناس ومنع النظام من اقتحام منازلهم ومن ثم تطور دورها بتطور الأحداث وبزيادة جرعة العنف من قبل ميليشيات الأسد التي أخذت في ارتكاب المجازر بحق المدنيين العزل فكان واجبا علينا تطوير دورنا بما يمكننا من حمايتهم ورد العدوان عن أهلنا.

بالتأكيد هوية سورية، إذ لم يتخذ استراتيجيات إقصائية بحق أي مكون أو شريحة اجتماعية أو عرقية، كما أن مشروعه كان منذ البدء مشروعا ثوريا سوريا صرفا، لذلك اختار العداء أو التحالف على أسس محددة وهي الوقوف في خندق الثورة أو خندق النظام، وليس بمحددات أخرى غير ذلك.

وبخصوص راية جيش الإسلام إن كان المقصود بالسؤال الراية بمعناها الشكلي فهي راية تعبر عن طبيعته وتمثل قيمه كفصيل كما كل الفصائل وبالتالي من الطبيعي أن يمتلك راية واضحة تشير إليه، وهذه الراية تحمل اسمه وتمثل طبيعته العسكرية.

أولويات جيش الإسلام هي أولويات الثورة منذ اليوم الأول، طرد المشروعين الفارسي الصفوي والتكفيري من أرض الشام، و إسقاط النظام ومشاريعه الإجرامية واسبتداله بنظام عادل يعيد الحقوق وينصف المظلومين ويحرر الإنسان.

قلتم في إحدى مقابلاتكم أن شرعييكم لا يختلف عن شرعي جبهة النصرة، هل هذا يعني أن الخلاف بينكم وبين جبهة النصرة هو خلاف مصالح وليس خلاف عقائدي؟ ما هي الفروقات العقائدية بينكم وبين جبهة النصرة؟
هذا التصريح صدر عندما كان الشرعي العام لجبهة النصرة هو {أبو مارية القحطاني}، والذي اكتشفنا من خلال اطروحاته على مواقع التواصل الاجتماعي أنه طالب علم محارب لتكفير وأهله وهذا ما يتمتع به شرعيونا في جيش الإسلام ثم عَزلت جبهة النصرة الشرعي “أبو مارية” ووضعت عوضاً عنه شرعيين نتباين معهم في كثير من المسائل الفكرية والعقدية.

ماذا عن أحرار الشام، هل تربطكم علاقة جيدة بها؟ لما تم استثنائكم من جيش الفتح؟
نحن في قيادة جيش الإسلام نقف مع جميع القوى الثورية المقاتلة ضد ميليشيات الأسد والبعيدة عن منهج التكفير في خندق واحد ونسعى لتكون علاقاتنا جيدة بالجميع بما فيهم الأخوة في حركة أحرار الشام والتي كنا لمدة في جسد ثوري واحد.

أما منع جيش الإسلام من دخول غرفة عمليات جيش الفتح فكان الأجدى توجيه السؤال لقيادة الغرفة والاستفسار منها عن حقيقة الأمر، ولكن ما تناهى لسمعنا أن هناك فصيل له ارتباطات منهجية وربما تنظيمية مع داعش وضع فيتو على دخولنا.

لجيش الإسلام نقاد متناقضين مثل داعش وبعض عناصر القاعدة من جهة والمعارضة العلمانية من جهة أخرى ما هو سبب هذا.

ليس لجيش الإسلام أي اعتراض أو حساسية معينة للانتقاد الموجه لبعض مواقفه أو تصرفاته، بل نحن نتواصل مع كل الجهات التي تملك خبرات ولديها رؤية شاملة لتقويم أعمالنا وتقديم انتقاداتها بخصوص مسيرة الجيش ومواقفه وعندما تصلنا هذا الآراء نأخذ بها دون حرج لأنها من باب النصيحة الواجبة، لكن ما نتعرض له من تشويه وافتراءات من قبل بعض من ذكرتهم ليس له أي اعتبار ولا يهمنا كثيرا لأن الأصل عدم القدرة على إرضاء الناس بالمطلق ولا بد من خصم ذو هوى أو باحث عن حظوظ نفسه أو متضرر من دورك فلا شك أنه سيكون خصما وسيختلق أكاذيب بهدف التشويه وهذا يمكن تجاوزه من خلال العمل وليس بالردود والحملات الإعلامية المضادة.

هل ظلم جيش الإسلام باتهامه بحادثة اختطاف رزان وهل صحيح أنكم تأسرون في سجونكم من اختطفها؟
لا شك أن قضية اختطاف الناشطة الحقوقية رزان زيتونة شكلت تحديا خطيرا لجيش الإسلام لأن الكثير من الجهات أرادت استخدام قضيتها في تشويه صورة الجيش بل شيطنته وذلك لإسقاطه أخلاقيا وثوريا واجتماعيا وسياسيا، ما لا يعرفه أغلب المتهمين أن جيش الإسلام هو من أدخل رزان للغوطة وقدم لها الحماية حتى وصلت وذلك من خلال مكتب المنشقين في جيش الإسلام وبإشراف شخصي من مديره الشهيد نبيل عدس، وعرضنا منذ اللحظات الأولى أن نقدم لها الحماية خشية من الأطراف المتضررة من عملها وذلك لما لها من دور كبير في نصرة الثورة وكشف وتوثيق جرائم النظام وميليشياته، لكن لم تقبل وفضلت أن تكون حركتها وإقامتها طبيعية، ولو أردنا اختطافها فلماذا نشغل أنفسنا بعملية خطرة ومعقدة لإدخالها للغوطة، أما حول وجود شخص ما معتقل بتهمة اختطاف رزان فهذا من جملة الافتراءات التي نسجت حول هذه القضية ولو وجد لقدم للقضاء إذ لا حصانة لأي مجرم مهما كان.

كيف تحكمون مناطقكم؟ وهل تطبقون الحدود الشرعية؟ هل لا يزال تصريحكم الرافض للديمقراطية ساري المفعول، وما هو أسلوب الحكم الذي تقترحونه لسورية عامة وخاصة فيما يتعلق بالأقليات الدينية؟ أو المسلمين السنة من غير الإسلاميين؟
نحن نؤمن بأهمية المؤسسات وبعملها في كل نواحي الحياة وبالتالي ليس لجيش الإسلام دور وصائي أو عمل منفرد في موضوع إدارة المناطق المحررة وإنما يوجد بعض من كوادره ضمن هذه المؤسسات وهي مؤسسات لا تخضع لفصيل بعينه ولا يحكمها المزاجية الفردية أو التيارات الاجتماعية بل تستند إلى هيكلية إدارة حقيقية تخضع لتوافقات اجتماعية عامة وتعمل على تسيير شؤون الناس قدر طاقتها وحسب إمكانياتها. أما بخصوص القضايا القانونية فهناك القضاء الموحد وهو يضم خيرة الشرعيين والحقوقيين في الغوطة الشرقية على سبيل المثال ولهم استقلالية تامة وحصانة في اتخاذ الأحكام دون تدخل أي فصيل أما بخصوص الأمور الإجرائية فيمكن مراجعتهم والاطلاع منهم حول المصادر المعتمدة في التحاكم، وهذا ما يعني انه لا علاقة لنا بالقضاء ولسنا نحن من يحكم في القضايا لا بالحدود الشرعية ولا بغيرها، فهم المسؤولون عن الأحكام.

أما بخصوص الديمقراطية فأنا ما رفضته هو استغلال تجييش الجماهير وتحريك الشعوب بأكذوبات يغلفونها بأشكال براقة وهي في مضمونها قعر الحضيض من الظلم والطغيان ، كما رأينا من ديمقراطية الأسد وتعددية البعث وإسلامية داعش، وأنا أقدر أن الغرب غير قريبين من طريقة تفكير شعبنا لا تصلهم هذه المعاني، ونحن نعلم أن الغرب والشرق يكيل بمكيالين ففي حين يسوقون على بلادنا ديمقراطية ترفع أراذل الناس وسفائهم ويحكمون البلاد بمؤهل عمالتهم للغرب والشرق وفي نفس الوقت يرسخون ديمقراطية في بلادهم ترفه الشعوب وتسعى لتطويرها وطبعا كل الحديث كان عن استغلال الديمقراطية لنيل مآرب الأشرار فإن لم تنجح سلكوا الطرق الأخرى، وانا عندما تكلمت في إحدى لقاءاتي توقع الناس أنني غيرت في خطابي، لكن الواقع أنني ذكرت أمرين منفصلين، وكما نوهت هذه المعاني لا تصل لمن لا يفكر بطريقة تفكير شعبنا.

أما بالنسبة للحكم فأنا ذكرته في تصريح سابق اننا نريد في سورية حكومة تكنوقراط تقدم فيها الكفاءات ولا أهمية تقام للانتماء الحزبي، فإننا نريد بناء بلدنا التي دمرها آل الأسد ولن يتم هذا بمحاصصة بين الأحزاب والأطياف، لكنها تتم بتقديم الكفاءات للحكم.

أما بالنسبة للمسلمين السنة غير الإسلامين فنحن هم .. وأنا اقولها دائما في خطاباتي نحن مسلمون ولسنا إسلاميين، فالسؤال يجب ان يكون ما موقفكم من الإسلاميين كونكم مسلمون لا إسلاميون.

الأقليات الدينية تم ذكرها في الفقرة ما قبل السابقة.

عربين في الغوطة الواقعة تحت سيطرتكم عدد كبير من سكانها من المسيحيين عاشوا مجاورين لأهالي الغوطة هل كان هذا التعايش مفروض عليكم من النظام أم تؤمنون بالتعايش السلمي وستسعون لتطبيقه دائما؟
المسيحيون في هذه الأرض منذ مئات السنوات بل تاريخ وجودهم بها هو تاريخ مشترك مع المسلمين، ومن الخطأ ربط وجودهم بأي دور للنظام، وإنما العكس هو الصحيح، ويمكن التدليل على ذلك بطريقة بسيطة وهي النسبة السكانية للمسيحيين قبل سيطرة النظام على الحكم ونسبتهم مع بداية الثورة، ستجد أن النظام سعى لتهجيرهم من خلال التضييق على عملهم التجاري ودورهم الاجتماعي بكل طاقته، وبالتالي النظام اعتمد منذ استلامه لمقاليد السلطة على زرع الفتن والتحريش بين المكونات الاجتماعية للبلد حسب الأعراق أو الطوائف أو الطبقات الاجتماعية، وسعى بكل جهده لإدارة هذه الصراعات الخفية حتى يضمن بقاء سلطته، ولم يسجل على جيش الإسلام بشكل خاص أو ثوار الغوطة بشكل عام أو حتى ثوار سورية بشكل أعم أي تصرف يمكن وضعه ضمن مفهوم الصراع الديني أو رفض لمفهوم التعايش، هذه الثورة قامت وهدفها رفع الظلم ونشر العدل وبالتالي كل سلوك يخرج عن هذه الأهداف هو خارج عن مفهوم الثورة .

كيف يتم تأمين الخدمات في مناطقكم وخاصة أنها محاصرة منذ فترة طويلة هل يشعر السكان بالتململ من الوضع الحالي فهم يعانون من قصف النظام من جهة ومن حرمانهم من الخدمات من جهة ثانية.

لقد اعتمد النظام المجرم سياسة الحصار والتجويع وسيلة أساسية لفرض إرادته على الحاضنة الاجتماعية للثورة بعد فشله في استخدام الحلول الأمنية والعسكرية الإجرامية، ولا شك أن هذا الأسلوب لم يلجأ له إلا لفشله بكل الأساليب الأخرى حيث يعد من أقذرها لأنه يؤثر على جميع الشرائح العمرية، ومنها الأطفال والنساء، وهم من الضعف بما يجعلهم الأكثر عرضة لمخاطر هذا النوع من العقاب، لكن جيش الإسلام وبالتعاون مع المؤسسات الاجتماعية في الغوطة سعى بكل طاقته لتخيف آثار الحصار ولا نزعم أن لنا دور منفرد أو وحيد بل نحن جزء من منظومة اجتماعية كبرى تظافرت فيما بينها لابداع حلول تمكنت من خلالها كسر حدة الحصار والتخفيف قدر المستطاع من شراسته بما يمكن الشعب على الصمود ولو بالحد الأدنى، وطبعا كل هذا على مرأى ومسمع المؤسسات الدولية التي ترفع شعارات الإنسانية وحقوق الإنسان حيث صمتت عن هذه الجرائم وأغفلتها ما جعلنا نبحث عن مخارج ذاتية وإبداعية وهي كثيرة لكنها لا تستطيع تأمين كامل المستحقات المطلوبة.

البعض يدعي أن الشيخ زهران ديكتاتور حين يتعلق الأمر بانتقاده مما جلب له أعداء مجانيين، هل هذا الكلام صحيح ومن هم المتظاهرين ضد زهران علوش في الغوطة؟
أنا أفهم الديكتاتورية هي الاستفراد بالرأي وإنزال الناس عليه كرها وإلزامهم بما يرفضونه قسرا، وما يحصل من حراك ثوري واجتماعي في الغوطة يناقض ذلك تماما وإلا كيف أكون ديكتاتور ويخرج مجموعة من الأشخاص في مظاهرة ترفع شعارات فيها شتائم وليس مطالب وهم بحماية عناصر من جيش الإسلام ومن ثم يعودوا إلى منازلهم دون أن يتعرض لهم أحد أو يمسوا بأذى، هل هذه ديكتاتورية؟!

الغوطة الشرقية مع ما تعانيه من حصار ظالم وجائر هي من أكثر المناطق المحررة أمنا وأمانا وحرية بل نسبة الجرائم فيها هي الأدنى. أما المظاهرات فهي مصورة ويمكن لأي مهتم الرجوع إليها ومشاهدة شعاراتها وما رفع فيها من يافطات طبعا ذات مطالب محقة هي فتح الجبهات وتحسين الوضع المعيشي من خلال محاربة أو مكافحة تجار الأنفاق، وجيش الإسلام منذ خرجت المظاهرات هو الفصيل الوحيد ومؤخرا انضم إليه فيلق الرحمن له معارك يومية مع ميليشيات الأسد وليس آخرها معركة الله غالب، أما القضايا المعيشية الناتجة عن تجار الأنفاق فالجميع في الغوطة يعلم أن الجيش لا يملك نفقا خاصا به وهذه الأنفاق تملكها مجموعات أخرى، وقد طالبت بلجنة أهلية لمعالجة الموضوع وأن تأخذ دورها في التفتيش والمحاسبة للجميع بما فيهم جيش الإسلام. أما بعض المظاهرات التي خرج بها أهالي المعتقلين لدى القضاء بتهم الانتساب لداعش وغيرها فكان الهدف منها الضغط على الجيش ظنا منهم أنه سيتدخل في عمل القضاء لإطلاق هؤلاء المحكومين وهذا أمر مستحيل الحدوث، حتى في أكثر الدول تقدما هل يطلقون المجرمون بمجرد خروج مظاهرة مطالبة فيهم ؟!

الغوطة الخاضعة لسيطرتكم والتي رغم الحصار وشح الموارد والشائعات عن ثراء تنظيم داعش بقية عصية على اختراق التنظيم لها ولشبابها حتى تنظيم القاعدة بالكاد نراه في الغوطة، هل للشيخ زهران دور في هذا؟
بلاد الشام هي خيرة الله من أرضه وفيها علماء على خير كبير وأهلها أبعد ما يكون عن الفتن، فهم على وعي كبير بما يحاك لهم من قبل النظام ورعاته الإقليميين والدوليين، لذلك لم يتمكن بعد خمسين سنة من التلاعب بمناهج التعليم وبالمؤسسات الدينية وغيرها من تدجينهم أو ترويضهم، قد يكون لي دور ما، لكن بالتأكيد ليس الدور الرئيس وإنما اقتصر على اللحظة الراهنة في احتضان الشباب وتوعيتهم وتأهيلهم حتى لا ينجرفوا خلف التضليل الممنهج من قبل مؤسسات كبرى تعمل على توظيفه في مشاريع هدامة وخطيرة وبالتالي ستجد أن الغوطة كانت عصية على الاختراق أو الافتتان أو التوظيف مع كل المغريات المادية والحملات الإعلامية المضللة والخطط الخبيثة، نسأل الله ان يجعله في ميزان حسناتنا.

تفرغتم عدة شهور لقتال داعش وسقط لكم شهداء في حرب تطهير محيط الغوطة من داعش مما عرضكم لهجمة شرسة من فصائل مثل تنظيم القاعدة وجند الأقصى. لماذا قاتلتم داعش بهذه الشراسة وعممتم تجربة جيش الإسلام ومنهجه في قتال داعش بنفس مقدار قتال الأسد للشمال ومحيط القلمون إذا كان الغرب إذا وضعكم في نفس البوتقة مع كل الفصائل الإسلامية السورية الأخرى ولم يشملكم بأي برنامج تدريب أو تسليح؟
داعش ليست ركنا من أركان الثورة السورية ولم يكن لها أي دور فاعل على ساحة الصراع مع النظام المجرم في السنوات الثلاث الأولى من الثورة، وعلى العكس استفاد النظام جدا من وجودها وحتى بعض الأطراف الإقليمية وذلك عندما عجز النظام عن فرض سيطرته على المشهد الثوري وأوشك على السقوط وبعد فشل الدعم المقدم له من قبل الميليشيات الطائفية، وهنا بالتحديد أدخلت داعش على المشهد الثوري وبسبب طيبة السوريين وتورعهم في الدماء أول الأمر انتشرت في كامل الأراضي المحررة دون أن تتقدم للجبهات أو تصطدم مع النظام وركزت دورها في إنشاء محاكمها الخاصة وحواجزها الأمنية ومقراتها العسكرية وبدأت بمحاربة الفصائل متذرعة بعوامل عدة ومن ثم لجأت للاغتيالات لقادة ثوريين كبار وأخذت تخترق الصفوف وتخذل الثوار عن الالتحاق بالجبهات متهمة الفصائل بالردة وأشياء أخرى، ولكن عندما شعرت بالتمكين أطلقت مشروعها التكفيري الشامل وبدأت بالحرب العلنية على فصائل كبرى وهنا كان الواجب الوقوف بوجهها.

أما الغرب فكان سعيدا بوجودها وخطاباتها وخصوصا من زعم منهم صداقته للثورة للتملص من الاستحقاقات الأخلاقية في دعمها والقانونية في محاسبة النظام بعد ارتكابه مجزرة الكيماوي وباقي المجازر ضد السوريين، لم يعلن الغرب محاربته لهم إلا بعد أن سقوط الموصل بيدهم في بداية العام 2014 وليس قبل ذلك.

ونحن في قتالنا لهم كنا نرد عدوانهم واجرامهم منطلقين من ضوابط ديننا وبعد انكشاف دورهم ولكي نبعد خطرهم عن شبابنا ونحافظ على مكتسبات الثورة والتي عمل التنظيم على تشويهها من خلال تصوير الثورة كخطر وجودي على مجتمعات الأرض قاطبة و لتأليب العالم علينا مما يصب في مصلحة النظام المجرم، وأما موقف الغرب منا فهو يعلم أن جيش الإسلام والفصائل السورية بعيدة عن التطرف لكن رغبته بإعادة انتاج النظام تدفعه لمثل هذه التصنيفات.

السياسة الخارجية
ما هو موقفكم الحالي من الولايات المتحدة الأمريكية، هل يمكن لأمريكا أن تساعد في حل الأزمة السورية وكيف؟
الولايات المتحدة الأمريكية دولة كبرى وتستطيع أن تقوم بأدوار مهمة في أي قضية تريد الانصراف لها لكن الإدارة الحالية لا ترغب في لعب هذا الدور وهي تتصرف بما يخص الثورة السورية بأعصاب باردة وخصوصا بما يتعلق بالجرائم والمجازر التي ارتكبها ويرتكبها النظام، ويظهر ذلك جليا في تعاملها مع القصف الكيماوي للغوطة من قبل نظام الأسد، مع أنها تملك القدرة في ردعه وايقافه وخير دليل على ذلك مطالبتها الأسد مغادرة لبنان مع ما يمثل لبنان من أهمية له واستجابته السريعة تؤكد قدرة أمريكا على فرض إرادتها عليه، وحتى ولو فرضنا جدلا أنها لا تملك إرادة عليه تستطيع الضغط عليه في المحافل الدولية، وحتى لو لم تستطع ان تضغط عليه ممكن أن تتدخل مباشرة دون قرار دولي، وإن لم تستطع فأقلها أن تدعم الثوار الفاعلين على الأرض لقتال الأسد وداعش وليس ان تسوق ثوارا في برلماناتهم على أنهم هم المخلصين الحقيقيين للعالم من داعش وهم حقيقة لا يملكون أي قوة تذكر، حتى تثبت الإدارة أنها بذلت من أجل سورية الكثير لكنها باءت بالفشل، وكل هذا التسويق على حساب دماء شعبنا دون آبه أو مكترث.


هل تشعر بقلق أكبر بعد التواجد العسكري الروسي في سورية؟ ماذا تقرأ من هذا؟
بالتأكيد التدخل الروسي لصالح الأسد عسكريا بعد دعمه سياسيا وتسليحيا يمثل تحديا للثوار لكن منطق التاريخ والسنن الكونية تعطينا الثقة بمحدودية النتائج النهائية لهذا التدخل ولكن سيترتب عليه آثار مدمرة على المجتمع السوري.

أما فهمنا للتدخل الروسي فهو تعبير عن فشل النظام ومرتزقته ورعاته الإقليميين في إيقاف انهياره وسقوطه وقدرة الثوار على الصمود في وجهه مع ما قدم له من دعم، فكان التدخل لرفع معنويات حاضنته المنهارة والتي بدأت بالفرار بعد شعورها بالعجز وحمايته من الانهيارات السريعة والتي ظهرت في معارك إدلب ومعركة الله غالب، وكلنا أمل أن يكون النظام استخدم آخر اوراقه في الدعم، يعني الآن بوصول روسيا تعتبر هي الدولة الأقوى التي تدعم النظام، وفشلها يعني فشل النظام وسيبدأ إن شاء الله بالسقوط الأخير.

تسيطرون على بعض المناطق القريبة من الحدود السورية الإسرائيلية، هل لجيش الإسلام أجندة فيما يخص اسرائيل؟ والصراع العربي الفلسطيني؟
هذه القضايا تختص بها السياسة الخارجية للدولة المرتقبة في سورية وذلك بعد إسقاط نظام الأسد وقيام دولة تمثل الشعب السوري وتطلعاته وموقفنا مبدئي من القضايا التحررية لشعبنا وأمتنا.

كيف هي علاقتكم مع الدول العربية وتركيا ؟ خاصة في ظل التجاذبات بين المحور السعودي والمحور الإخواني في تركيا؟
نسعى لإقامة علاقات صداقة وتحالف مع جميع الدول الداعمة لثورتنا فيما يحقق مصالح شعبنا دون أن نتدخل بالسياسات الداخلية والخارجية لتلك الدول، وإن كنا نرى ان بعض التجاذبات الإقليمية صبت في صالح توسع النفوذ الإيراني في سورية، وإن كانت مأساة الشعب السوري وأحلامها المحقة بالحرية والعدالة تستحق ان تتوحد لأجلها جميع الجهود الإقليمية والدولية.

هل تؤمنون بفكرة تصدير الجهاد وبأعمال العنف التي تستهدف الغرب؟
سلاحنا لم نحمله الا عندما لم نجد طريقة اخرى نقاوم اجرام النظام فيها وبعد خذلان الامم والدول لدماء الشعب السوري التي سالت على ايدي الاجرام الطائفي للنظام، فنحن ندين كل اعمال العنف التي تستهدف الامنين والابرياء دون مبرر في كل دول العالم وليس في الغرب فقط وأيا كانت الجهة المنفذة ولأي مدرسة انتمت، ولن ننسى ايضا ان سياسات بعض الدول ترتد بالكوارث على شعوبها، كما فعلت بعض الدول بدعم الظالمين ومحاربة الضعفاء والأقليات في دولهم، أو في سكوتهم عن دعم القضايا العادلة العالمية وعلى رأسها القضية السورية.

زهران علوش، نراك وبعض شباب الغوطة بين فترة وأخرى في تركيا مخترقين للحصار، هل صحيح ما تروجه بعض التنظيمات المقربة من داعش بأنكم تخرجون إلى تركيا بتنسيق مع النظام؟
إذا كنا نخرج وهنا تعود الـ “نا” على أغلب أو جميع فصائل الغوطة بتنسيق مع النظام فمن يقاتل النظام إذن؟ ومن يسقط له كل يوم أعدادا من القتلى ويصد هجماته؟ إذ كنا ننسق مع النظام فلماذا يقصفنا يوميا ويحاول اقتحام مواقع الثوار بشكل دائم؟ إذ كنا ننسق معه لماذا يحاصرنا ويمنع عنا الطعام والشراب والدواء ويسعى عن طريق عملائه لإسقاطنا وتشويهنا؟ وإذا كنا ننسق معه لماذا يرتقي قادة كبار من الجيش وباقي الفصائل شهداء على جبهات الغوطة؟ ولماذا نقطع طرقاته الدولية ونحرر مراكزه العسكرية المهمة ونهاجم مقراته الأمنية؟ إذ كنا ننسق فلماذا يشن علينا حملات دولية مسعورة لتأليب المجتمع الدولي علينا؟ من الطبيعي أن يقوم تنظيم داعش بتشويه جميع فصائل الغوطة وهذا يمكن فهمه، ولكن ما لا يمكن فهمه أن يقع بعض من يسمون أنفسهم عقلاء بهذا أو يصدقوا هذه الافتراءات، بالتأكيد لن نخبرهم كيف ندخل ونخرج وكيف يتحرك القادة والعناصر لأن مبتغاهم هو هذا، لن نكشف قادتنا وهم يتنقلون بين الشمال والجنوب حتى لا يسقطون بيدهم أسرى كما حدث للشهيد أبي المقدام، واشتداد وتيرة التشكيك وزيادة الحملات الممنهجة لن تلزمنا بكشف طرقاتنا وأساليب حركتنا، ولكن جهادنا على الأرض ورباط جنودنا واستشهادهم هو حجتنا وقتل ألاف المرتزقة على أسوار غوطتنا هو دليلنا.

في المعتقل هل كان لك دور في أحداث صيدنايا؟
لم أكن في صيدنايا وقتها لأني دخلتها بعد أكثر من ثلاث سنوات.

ما الذي يسعى إليه زهران علوش، أن يكون حاكما للغوطة الشرقية، لسوريا، أم أن يكون جزءا مهما من منظومة إسلامية؟
اسعى الى أن احافظ على حياة البقية من أبناء شعبي، وأبذل في سبيل ذلك انا وقادة ومجاهدي جيش الاسلام كل الوقت والجهد والدم.
الغوطة التي تسيطرون عليها دفعت أكبر عدد من الشهداء في الهجمة التي شنها الأسد، الغوطة هي أكثر منطقة يسقط فيها البراميل المتفجرة، منطقة غير حدودية مما يصعب عملية انتقال السلاح والغذاء إليها، رغم ذلك قاتلتم داعش فيها بشراسة وحافظتم عليها دون السماح للأسد بدخولها، وحافظتم فيها على جيش متماسك كل عناصره من السوريين وأهل الغوطة بشكل أساسي.

هل من الممكن أن تكون الغوطة منطقة آمنة يتم إعمارها ليعود إليها السوريون في مخيمات اللجوء أو من الخائفين من داعش والأسد؟
وما الذي يحتاجه ثوار الغوطة من دعم ليفرضوا حالة الأمان هذه التي ستخفف الضغط عن السوريين وبلدان اللجوء؟
ما يحتاجه ثوار الغوطة لا يختلف كثيرا عما يحتاجه ثوار سورية بشكل عام، وذلك يتمثل بأمرين مهمين الأول حظر طيران يمنع الأسد ومرتزقته من قصف المدنيين بالبراميل والصواريخ ، كما يجب أن يلزم من قبل المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية بفك الحصار الخانق وإلزامه بإدخال الطعام والدواء للمحاصرين ومنعه من استخدام سياسة التجويع سلاحا في حربه على الثورة، لسنا واهمين ونعلم أن هذه الأمور لن تحدث على المدى القريب بل يقوم بها بمباركة أطراف عدة وبغطاء قانوني يحميه من الملاحقة في الوقت الراهن لرغبة لدى هذه الأطراف على إخضاع السوريين المنتفضين في وجه النظام ولكن إن أرادوا التكفير عن صمتهم بما حدث للسوريين من مجازر فهذا هو الطريق الوحيد والمقبول بالحد الأدنى.

لا شك ان تفجير باريس لا تنطلق فداحته من عدد الضحايا فحسب بل من تمكن تنظيم مثل داعش الوصول لباريس كدولة مهمة على المستوى الأمني عالمياً بهذه السرعة بينما كان جيش الاسلام قد حذّر من البداية من داعش حين كان شرها الأبشع على السوريين . هل جيش الاسلام مستعد للعمل مع فرنسا و الدول العربية لوأد داعش في منابتها في كل سوريا مع استمرار قتال الأسد؟
جيش الاسلام قضى على داعش في مناطق عدة على مستوى سورية ولعل اهمها الغوطة وبرزة كما ساعد وشارك بالقضاء عليها مع بقية المقاتلين من التشكيلات الاخرى في مناطق اخرى، وهذا لم يكن لا بدعم دولي ولا بغطاء دولي بل كان رغم دعم بعض الدول لداعش، ومع هذا كله لا نجد ضيرا بالتحالف مع اي جهة دولية نثق بها كانت او حتى اهلية لضمان حقن دماء شعبنا من كل المجرمين الذين يحاولون سفك دمائهم دون حق.

في حال تم ضبط القصف الروسي بضرب داعش فقط هل يتعاون جيش الاسلام مع الروس لقتال داعش ام لا ؟ و هل يقصف الطيران الروسي المناطق التابعة لتنظيم جيش الاسلام بشكل مباشر ام النظام هو من يقصف مناطقكم مؤخراً؟
الروس قصفوا مواقع جيش الإسلام ولكن توقفوا عن ذلك ، نحن لسنا بحاجة لدعم روسي ولا غير روسي لقتال داعش فنحن نقاتلها لوحدنا وسنقضي عليها إن شاء الله.

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير