حكومة الظل تنتقل من خطاب "يا خوك سجل" إلى خطاب "سجل بالتي هي أحسن"
كتب أنس ضمرة
تهديدات بسحب الجنسية والحرمان من الوظائف الحكومية أو المقاعد الجامعية لأبنائك وأحفادك، ووعيد بملاحقة المواطنين في لقمة عيشهم، وإشاعات بأن الأجهزة الأمنية سوف تستدعي كل من لا يقوم بالتسجيل والحصول على بطاقة انتخابية.
ربما تكون هذه الشائعات جزءً من الدعاية الرسمية للمشاركة بالانتخابات، الا أنها لا تكبد خزينة الدولة دينارا واحدا، فما على المطبخ السياسي سوى إطلاق المروجين لمخاوف الناس الى الشوارع والميادين.. فتكون النتيجة حملة دعائية لا مثيل لها.
وربما لا يكون لهذه الشائعات علاقة بالتوجيهات الرسمية لا من قريب ولا من بعيد، وربما يكون أولئك الذين يعتبرون أنفسهم حراسا للوطن ويعرّفون الوطنية بمفاهيمهم الخاصة، هم من يتولى نشر مثل هذه الأنباء لزيادة نسبة المسجلين، وكسب جولة أخرى في معركة كسر العظم مع المعارضة السياسية عبر إجراء الانتخابات النيابية قبل نهاية هذا العام.
من ناحية اخرى أظهر استطلاع رأي قام به مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية أن الفئة العمرية 55 عاما فما فوق هم الفئة الأعلى توقعاَ للمشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة، فيما بين الاستطلاع ان الفئة العمرية 18-34 هي الأدنى إقبالا على تلك الانتخابات.. وقد تفسر هذه الأرقام تخوف فئة عمرية من تهديدات مروجي الإشاعات، وفي الوقت ذاته تعكس وعي الفئة الاهم في المجتمع -فئة الشباب- والتي يتبين أنها فئة مطلعة ومراقبة، وليست ساذجة كما يصور البعض.
استطلاع مركز الدراسات الاستراتيجية كشف ايضا أن الفقراء هم الأكثر مشاركةً في الانتخابات النيابية، ما يدلل على حجم الخوف الذي تسلل الى صدورهم عبر"التهديدات"، لأنه في الاوضاع الطبيعية يشكل الفقراء النسبة الاقل مشاركة في الانتخابات، حيث لا تمثل الشؤون البرلمانية والحكومية أولوية لأسرة لا يملك معيلها أكثر من ثمن الخبز.
إذا كانت هذه الشائعات صادرة عمن يعتبرون أنفسهم سياجا للوطن، ويفسرون الوطنية بمفاهيمهم الخاصة، فكيف تسمح الدولة الاردنية -التي تواجه تحدي الخروج من عنق الزجاجة- لهؤلاء العابثين بالامن الاجتماعي والوحدة الوطنية ؟! مجرد سؤال برسم الإجابة..