اشتباكات في دمشق وحلب ..والمعارضة تحصل على مساعدة أميركية بملايين الدولارات
شهدت احياء في العاصمة السورية اشتباكات امس وخصوصا في جنوبها، تزامنا مع تصعيد القوات النظامية هجماتها على مناطق في ريف دمشق قريبة من شرق العاصمة عزز المقاتلون المعارضون تواجدهم فيها.
واستمر القصف والاشتباكات في احياء عدة من حلب امس تركزت في الجنوب الغربي.
وتزامنت هذا الاحداث مع تباينات اضافية في الموقفين الاميركي والروسي من النزاع المستمر في سوريا منذ اكثر من 18 شهرا، اذ اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية تقديم مساعدات اضافية «للمعارضة غير المسلحة»، بينما اتهم نظيرها الروسي الغرب بتعميق الازمة في سوريا.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان امس عن «اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الثائرة في حي العسالي» جنوب دمشق، بعدما شهد حي التضامن في جنوب العاصمة اشتباكات مماثلة صباحا «تبعها انتشار للقوات النظامية في الحي وحملة مداهمات».
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان استمرار الاشتباكات في الاحياء الجنوبية للعاصمة يدل على ان المقاتلين المعارضين «يحاولون ان يثبتوا للنظام انهم قادرون على التحرك في دمشق رغم الحملات الامنية، وان النظام غير قادر على انهاء وجودهم».
كما شهدت الاطراف الشمالية والشرقية للعاصمة قصفا ومداهمات نفذتها القوات النظامية، اذ تعرض حي القابون «لحملة هدم للمنازل من قبل القوات النظامية»، التي قامت ايضا بحملة «دهم واعتقالات عشوائية في منطقة بساتين برزة بحسب المرصد الذي افاد ان حي برزة يشهد «حالة نزوح بين الاهالي خلال الاقتحام».
من جهتها اشارت الهيئة العامة للثورة السورية الى «اقتحام الحي بالدبابات من قبل قوات الامن والشبيحة وكسر أقفال أحد المحال التجارية مقابل جامع السلام وسرقتها بالتزامن مع حركة نزوح للاهالي».
وفي حلب كبرى دارت اشتباكات صباح امس «بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في احياء باب انطاكيا والجلوم وباب جنين ومحيط حيي الشيخ خضر وبستان الباشا وحي الميدان وحي الاذاعة الذي تعرض للقصف»، بحسب المرصد.
كما وقعت «اشتباكات عنيفة في حي صلاح الدين اثر الهجوم الذي نفذه مقاتلون من الكتائب الثائرة المقاتلة على نقطة عسكرية للقوات النظامية للحي»، وفق المصدر نفسه.
كما افاد مراسل وكالة فرانس برس في المدينة عن وقوع اشتباكات فجرا في احياء الصاخور وبستان القصر والكلاسة في جنوب غرب المدينة، التي شهدت ليل الجمعة اشتباكات مع محاولة مقاتلي المعارضة التقدم على عدد من المحاور، منها الوسط حيث «دارت اشتباكات عنيفة في الاعظمية والسبع بحرات ودوار الجندول»، بحسب المرصد.
وادت الاشتباكات الى اشتعال النيران «في المحال التجارية بسوق المدينة الشهير الذي يعتبر من اهم الاسواق التجاربة بمدينة حلب»، بحسب المرصد.
كما افاد المرصد عن تعرض حيي الصاخور وباب الحديد شرق المدينة للقصف.
وفي محافظة درعا افاد المرصد عن استهداف آلية للقوات النظامية عند مدخل بلدة المزيريب، ما ادى الى مقتل ثلاثة جنود نظاميين على الاقل، مشيرا الى تعرض البلدة للقصف وتسجيل «اشتباكات عنيفة في المنطقة الواقعة بين بلدتي تل شهاب والمزيريب».
واوضحت الهيئة العامة للثورة ان «الطيران المروحي قصف بلدة المزيريب» وقام بتمشيط البساتين «بين تل شهاب والمزيريب برشاشات الطيران».
وادت اعمال العنف في المناطق السورية المختلفة امس الى سقوط 49 قتيلا هم 23 مدنيا و18 جنديا نظاميا وثمانية مقاتلين معارضين.
وتلقت المعارضة السورية دعما اميركيا اضافيا مع اعلان وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الجمعة زيادة المساعدات «للمعارضة غير المسلحة»، وتأكيد وزير الدفاع ليون بانيتا قيام الحكومة السورية بنقل بعض من مخزونها من الاسلحة الكيميائية.
وقالت كلينتون الجمعة في اجتماع مصغر لمجموعة اصدقاء سوريا على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة ان بلادها ستقدم «مساعدة اضافية بقيمة 30 مليون دولار لمساعدة (السكان) في الحصول على الغذاء والماء والبطانيات والخدمات الطبية الاساسية»، الى 15 مليونا «لدعم المجموعات المدنية للمعارضة السورية، ما يرفع دعمنا الاجمالي للمعارضة غير المسلحة الى نحو 45 مليون دولار».
في المقابل اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الغرب بعرقلة تطبيق اتفاق جنيف الذي لا يتحدث عن تنحي الرئيس السوري بشار الاسد، الحليف الاساسي للروس.
ودعا لافروف في كلمته امام الجمعية العامة للمنظمة الدولية الجمعة اعضاء مجموعة العمل حول سوريا الى تأكيد التزامهم باتفاق جنيف الذي يوفر «الوسيلة الاسرع لانهاء» النزاع، مذكرا بان موسكو اقترحت على مجلس الامن تبني قرارا بذلك لكن «هذا الاقتراح تم تعطيله» من قبل الغرب.
في غضون ذلك واصلت الامم المتحدة ضغوطها على النظام السوري مع اعلان رئيسة مجلس حقوق الانسان لورا دوبوي لاسير تعيين القاضية كارلا دل بونتي والمقرر الخاص السابق للامم المتحدة حول كوريا الشمالية فيفيت مونتاربورن مفوضين في لجنة التحقيق التابعة للمنظمة الدولية حول سوريا.
من جانبها لمحت تركيا الى انها ستقوم بعمل اذا تكرر هجوم بقذيفة مورتر على اراضيها من داخل سوريا.
وقالت وكالة دوجان الخاصة للأنباء ان قذيفة مورتر اطلقت من سوريا سقطت في جنوب شرق تركيا الجمعة وألحقت أضرارا بمنازل وأماكن عمل في منطقة أكاكالي الحدودية.
وصرح وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو للصحفيين في نيويورك ان أنقرة أبلغت الامم المتحدة وحلف شمال الاطسي بالحادث في تصريحات اذاعتها شبكة (سي.ان.ان.ترك).
وذكر أوغلو الليلة قبل الماضية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة دون ان يخوض في تفاصيل «أود ان يعلم الناس انه اذا استمرت مثل هذه الانتهاكات لحدودنا فاننا نحتفظ بحقوقنا وسنمارس هذه الحقوق. وكالات