الأردن: حالتا انتحار و4 محاولات في أسبوع.. جريمة دينية واخلاقية
جو 24 : فرح راضي الدرعاوي - شهدت المملكة خلال الأيام السبعة الماضية حالتي انتحار وأربعة محاولات انتحار باءت بالفشل، وهي ما يمكن اعتبارها نسبة غير اعتيادية تستحق البحث والتمحيص.
الظروف النفسية التي تسيطر على الضحايا نتيجة الأحوال الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشون هي الدافع الأول للانتحار، لكنها بالطبع لا تبرره أو تعطيه أي شرعية، الأمر مرفوض في جميع العقائد السماوية والانسانية.
ابو سنينة: الانتحار جريمة دينية واخلاقية
نائب عميد كلية الاداب والعلوم بجامعة عمان العربية وأستاذ علم الاجتماع، الدكتور عودة ابو سنينة، أكد على أن قرار التخلص من الحياة له عدة عوامل قد يكون الفقر عاملا فيها ولكنه ليس الاساس، حيث ان الدول المتقدمة تشهد حالات انتحار ظاهرة ايضا رغم الترف الذي يعيشه شعبها.
وأضاف ابو سنينة ان الاسباب قد تكون نفسية معقدة او نتيجة الادمان والتعاطي إضافة الى الامراض العصبية، مشيرا الى ان غياب الوازع الديني سبب رئيس في ذلك.
وتابع ابو سنينة ان وسائل الاعلام تلعب دورا كبيرا في مساعدة الاشخاص على الانتحار من خلال عرض طرقها وقصصها، مشيرا الى دور الاعلام في توعية الاشخاص حيال الانتحار.
وبين ابو سنينة ان حالات الانتحار عند الرجال اكثر من النساء جراء ما قد يتعرض له الرجل من ضغوطات والتزامات مالية تدعه يتخلص منها بالتخلص من حياته، مشيرا ان هذا يعتبر نوعا من الكفر والالحاد.
الحباشنة: يجب التمييز بين الانتحار والاقدام عليه
ومن جانبه، أوضح رئيس جمعية الأطباء النفسيين، الدكتور محمد الحباشنة، ان الانتحار له شقين مختلفين يجب التمييز بينهما، فهنالك الانتحار الذي ينهي الحياة والتهديد الذي لا يؤدي الى الموت ويسمى بإيذاء النفس.
وتابع الحباشنة ان الانتحار الذي ينهي الموت غالبا ما يترافق معه مرض نفسي قد يكون "اكتئاب او اضراب وجداني ثنائي القطب" وفي هامشها 10% عوامل اجتماعية واسرية ووجودية تلعب دورا في تحفيز الانتحار.
وأوضح الحباشنة ان الذين يقدمون على محاولة الانتحار اكثر من مرة لديهم نسبة كبيرة في أن يكونوا ضحايا محتملين.
وأضاف الحباشنة أن الذين "يهددون بالانتحار فقط" يغلب عليهم انتحال البكاء لاسباب اقتصادية وطلبا للمساعدة ورغبة في اظهار تعاطف وجلب الانتباه وتعبيرا عن الاحباط الذي يعيشون.
الافتاء: واحدة من الكبائر
ومن جانبها، تؤكد دائرة الافتاء العامة على أن النصوص الدينية واضحة فيما يخص الاقدام عن الانتحار وزهق النفس فقد حرّم الإسلام الانتحار، واعتبره من الكبائر التي يعاقب عليها صاحبها لأنّه قتل نفسه، وفي فتوى صدرت من دائرة الافتاء الاردنية "الانتحار حرام، وهو من أكبر الكبائر بعد الشرك بالله تعالى، لأنه قتلُ نفسٍ حرمها الله عز وجل بقوله تعالى: (وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ) الإسراء/33، ونفس الإنسان ملك لله تعالى وليس لصاحبها، قال تعالى: (وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) النساء/29. والانتحار أن يُقدِمَ الإنسان على قتل نفسه بأي وسيلة كانت، كإطلاق الرصاص على نفسه، أو بشربه السمّ، أو إحراق نفسه أو إلقائها في الماء ليغرق، أو بترك الطعام والشراب حتى يموت، كل هذا وأمثاله حرام بالاتفاق، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنَ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَتَوَجَّأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ شَرِبَ سَمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَرَدَّى فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا) متفق عليه. وظاهر النصّ خلود المنتحر في نار جهنم، ولكنه محمول على من استحل قتل نفسه، وحمل بعض العلماء هذا النص على التغليظ للزجر عن هذا العمل الشنيع، وإذا لم يمت من حاول الانتحار فإنه يؤدب وينكر عليه؛ لأنه أقدم على الشروع في قتل النفس المحرمة، ولا دية على المنتحر لأن العقوبة سقطت بالموت، وإنما عليه الكفارة في ماله كما قال صاحب "مغني المحتاج" (4/108): "ويجب بالقتل كفارة.... وبقتل نفسه؛ لأنه قتلُ نفسٍ معصومةٍ فتجب فيه كفارة لحق الله تعالى، فتخرج من تركته". ولا ينبغي للمسلم أن يتمنى الموت لضُرٍّ نزل به، قال صلى الله عليه وسلم: (لاَ يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ مِنْ ضُرٍّ أَصَابَهُ، فَإِنْ كَانَ لاَ بُدَّ فَاعِلاً فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي) رواه البخاري. وإذا وجد المسلم نفسه تحدثه بالانتحار أو بشيء من ذلك فعليه أن يكثر من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، والاستغفار، والإكثار من عمل الطاعات، وتذكّر الآخرة، وما أعد الله فيها للصابرين من أجر وثواب، قال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ. الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ. أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) البقرة/155-157. وننبه إلى أن ثقافة الانتحار من الثقافات الوافدة على مجتمعنا الإسلامي؛ لأن المسلم يمنعه إيمانه بالله من الوقوع في مثل هذه الأعمال. والله تعالى أعلم".
الظروف النفسية التي تسيطر على الضحايا نتيجة الأحوال الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشون هي الدافع الأول للانتحار، لكنها بالطبع لا تبرره أو تعطيه أي شرعية، الأمر مرفوض في جميع العقائد السماوية والانسانية.
ابو سنينة: الانتحار جريمة دينية واخلاقية
نائب عميد كلية الاداب والعلوم بجامعة عمان العربية وأستاذ علم الاجتماع، الدكتور عودة ابو سنينة، أكد على أن قرار التخلص من الحياة له عدة عوامل قد يكون الفقر عاملا فيها ولكنه ليس الاساس، حيث ان الدول المتقدمة تشهد حالات انتحار ظاهرة ايضا رغم الترف الذي يعيشه شعبها.
وأضاف ابو سنينة ان الاسباب قد تكون نفسية معقدة او نتيجة الادمان والتعاطي إضافة الى الامراض العصبية، مشيرا الى ان غياب الوازع الديني سبب رئيس في ذلك.
وتابع ابو سنينة ان وسائل الاعلام تلعب دورا كبيرا في مساعدة الاشخاص على الانتحار من خلال عرض طرقها وقصصها، مشيرا الى دور الاعلام في توعية الاشخاص حيال الانتحار.
وبين ابو سنينة ان حالات الانتحار عند الرجال اكثر من النساء جراء ما قد يتعرض له الرجل من ضغوطات والتزامات مالية تدعه يتخلص منها بالتخلص من حياته، مشيرا ان هذا يعتبر نوعا من الكفر والالحاد.
الحباشنة: يجب التمييز بين الانتحار والاقدام عليه
ومن جانبه، أوضح رئيس جمعية الأطباء النفسيين، الدكتور محمد الحباشنة، ان الانتحار له شقين مختلفين يجب التمييز بينهما، فهنالك الانتحار الذي ينهي الحياة والتهديد الذي لا يؤدي الى الموت ويسمى بإيذاء النفس.
وتابع الحباشنة ان الانتحار الذي ينهي الموت غالبا ما يترافق معه مرض نفسي قد يكون "اكتئاب او اضراب وجداني ثنائي القطب" وفي هامشها 10% عوامل اجتماعية واسرية ووجودية تلعب دورا في تحفيز الانتحار.
وأوضح الحباشنة ان الذين يقدمون على محاولة الانتحار اكثر من مرة لديهم نسبة كبيرة في أن يكونوا ضحايا محتملين.
وأضاف الحباشنة أن الذين "يهددون بالانتحار فقط" يغلب عليهم انتحال البكاء لاسباب اقتصادية وطلبا للمساعدة ورغبة في اظهار تعاطف وجلب الانتباه وتعبيرا عن الاحباط الذي يعيشون.
الافتاء: واحدة من الكبائر
ومن جانبها، تؤكد دائرة الافتاء العامة على أن النصوص الدينية واضحة فيما يخص الاقدام عن الانتحار وزهق النفس فقد حرّم الإسلام الانتحار، واعتبره من الكبائر التي يعاقب عليها صاحبها لأنّه قتل نفسه، وفي فتوى صدرت من دائرة الافتاء الاردنية "الانتحار حرام، وهو من أكبر الكبائر بعد الشرك بالله تعالى، لأنه قتلُ نفسٍ حرمها الله عز وجل بقوله تعالى: (وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ) الإسراء/33، ونفس الإنسان ملك لله تعالى وليس لصاحبها، قال تعالى: (وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) النساء/29. والانتحار أن يُقدِمَ الإنسان على قتل نفسه بأي وسيلة كانت، كإطلاق الرصاص على نفسه، أو بشربه السمّ، أو إحراق نفسه أو إلقائها في الماء ليغرق، أو بترك الطعام والشراب حتى يموت، كل هذا وأمثاله حرام بالاتفاق، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنَ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَتَوَجَّأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ شَرِبَ سَمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَرَدَّى فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا) متفق عليه. وظاهر النصّ خلود المنتحر في نار جهنم، ولكنه محمول على من استحل قتل نفسه، وحمل بعض العلماء هذا النص على التغليظ للزجر عن هذا العمل الشنيع، وإذا لم يمت من حاول الانتحار فإنه يؤدب وينكر عليه؛ لأنه أقدم على الشروع في قتل النفس المحرمة، ولا دية على المنتحر لأن العقوبة سقطت بالموت، وإنما عليه الكفارة في ماله كما قال صاحب "مغني المحتاج" (4/108): "ويجب بالقتل كفارة.... وبقتل نفسه؛ لأنه قتلُ نفسٍ معصومةٍ فتجب فيه كفارة لحق الله تعالى، فتخرج من تركته". ولا ينبغي للمسلم أن يتمنى الموت لضُرٍّ نزل به، قال صلى الله عليه وسلم: (لاَ يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ مِنْ ضُرٍّ أَصَابَهُ، فَإِنْ كَانَ لاَ بُدَّ فَاعِلاً فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي) رواه البخاري. وإذا وجد المسلم نفسه تحدثه بالانتحار أو بشيء من ذلك فعليه أن يكثر من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، والاستغفار، والإكثار من عمل الطاعات، وتذكّر الآخرة، وما أعد الله فيها للصابرين من أجر وثواب، قال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ. الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ. أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) البقرة/155-157. وننبه إلى أن ثقافة الانتحار من الثقافات الوافدة على مجتمعنا الإسلامي؛ لأن المسلم يمنعه إيمانه بالله من الوقوع في مثل هذه الأعمال. والله تعالى أعلم".