الاحتفال بيوم القلب العالمي
تحت شعار (عالم واحد، بيت واحد، قلب واحد) تحتفل اليوم دول العالم بيوم القلب العالمي.
ويهدف يوم القلب العالمي الى إذكاء الوعي العام بكيفية الحد من (عوامل الاختطار) المرتبطة بأمراض القلب، مثل التحكّم في الوزن وممارسة النشاط البدني بانتظام.
ويتولى الاتحاد العالمي لأمراض القلب، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، تنظيم أنشطة في أكثر من مائة بلد، تشتمل على توفير فحوص طبية وتنظيم مسيرات ومسابقات عدو ودورات للحفاظ على اللياقة البدنية، وعروض فنية ومنتديات علمية ومعارض وحفلات غنائية ومهرجانات ومباريات رياضية.
استشاري امراض القلب والشرايين الدكتور ايمن حمودة، قال لوكالة الانباء الاردنية (بترا) ان هناك معاني كثيرة خلف شعار يوم القلب العالمي لهذا العام، اذ تشير في مجملها الى انتشار امراض القلب والشرايين في جميع دول العالم بغضّ النظر عن غناها او فقرها.
واضاف ان امراض تصلب الشرايين التاجية تعتبر المسبب الاول للوفاة في دول العالم كافة، بما فيها الاردن، حيث يفوق عدد الوفيات السنوي الناتج عن امراض القلب عدد الوفيات من حالات السرطان وحوادث السيارات مجتمعة.
واشار الى ان اربع دراسات اردنية جمعت في مجملها ما يزيد على خمسة آلاف مريض مصاب بتصلب الشرايين التاجية، توصلت الى حقائق مهمة ومؤلمة وبحاجة الى تدخل سريع وسن قوانين وتشريعات اضافة لما تم سنه وتشريعه تهدف الى السيطرة على هذا المرض وعوامل الاصابة به.
وقال ان رُبع هؤلاء المرضى لم يحتفلوا بعيد ميلادهم الاربعين بعد، وغالبيتهم من المدخنين الذين يعتبرون تدخين السيجارة او (الارجيلة) – او كليهما معا – في عمر صغير لا علاقة له بمرض قلب او شرايين.
واشار كذلك الى ان دراسات طبية اجرتها مجموعة القلب الأردنية (جي سي سي جروب)، اظهرت ان سبعين بالمائة من المصابين الذكور بالجلطة القلبية لا تتجاوز اعمارهم الخمسين عاما، موضحا ان هذا يعد عمر الانتاج في المجتمع، وفقدان هؤلاء لفعاليتهم فيه – بسبب الوفاة او العطل الدائم نظرا لهبوط عضلة القلب – هو فقدان جزء مهم من القوة العاملة في المجتمع ، على عكس الاعمار المتقدمة التي تصاب في الغرب بامراض القلب بعد عمر التقاعد.
وأضاف، وحيث ان الجلطة القلبية الحادة والمهددة للحياة قد تكون العرَض الاول عند المدخن – على صغر سنه – فلا مجال للعلاج المسبق لهؤلاء لان غالبيتهم لا يشكون من اعراض قبل الاصابة بالجلطة.
ودعا الدكتور حمودة الحكومة الى تفعيل قانون منع التدخين في الاماكن العامة، وانتقد انتشار عادة التدخين وعدم التقيد بقانون منعه في العديد من المؤسسات والدوائر الحكومية والاماكن العامة الاخرى.
واشار الى التكاليف الطائلة التي تتكبدها الدولة لعلاج ضحايا التدخين عند اصابتهم بامراض القلب والشرايين، موضحا انه من الممكن توفيرها والحد منها اذا ما تمت معاقبة مخالفي القوانين وذلك لمصلحتهم.
واوضح ان مرض السكري يأتي في الدرجة الثانية كمسبب لامراض القلب والشرايين في الاردن، مشيرا الى ان دراسة حديثة كشفت ان 70 بالمائة من ضحايا الجلطة القلبية هم من مرضى السكري.
وبين ان هؤلاء المرضى يتعرضون لمضاعفات شديدة قد تودي بحياتهم عند اصابتهم بالجلطة القلبية بنسبة اكبر منها مقارنة مع مرضى القلب الذين لا يشكون من مرض السكري.
وقال ان تناول النشويات واللحوم بكثرة وقلة ممارسة المشي او اي رياضة اخرى هما عاملان مهمان يعرضان الانسان للاصابة بالسكري حتى في العشرينيات او الثلاثينيات من العمر.
وشدد الدكتور حمودة بهذه المناسبة على انه لا بد من قياس الضغط والسكري لمن لم يقم بذلك منذ اشهر او سنين فهما قاتلان صامتان، ولا يريد الواحد منا – لا سمح الله – اكتشاف انه مصاب بارتفاع في الضغط او السكري بعد اصابته بفشل في الكلى او مرض في شبكية العين او شرايين القلب.
وقال انه لا صحة مع التدخين ولا صحة ايضا مع الارجيلة، وانها ليست عادة مقبولة وهي علامة مرض قادم موضحا ان تدخين الارجيلة مدة 45 دقيقة يعادل تدخين مئة سيجارة، وانه لا صحة مع الكسل وكثرة الاكل، وان مشي نصف ساعة يوميا يقلل من الاصابة بامراض القلب والسكري والضغط.
ودعا كل من بلغ الثامنة عشرة من عمره الى اجراء فحص قياس الكولسترول وقال ان ذلك امر ضروري ولا بد من الالتزام به، فالحمية والعلاج الدوائي متوافران وفعالان. بترا