jo24_banner
jo24_banner

مــبـــروك لتـركـيـــا وشــكــراً لـهــا

حمادة فراعنة
جو 24 : من أعماقنا التي لا تحتمل مزيداً من الحزن ، مبروك لتركيا باعتبارها دولة صديقة تربطنا معها تاريخ وحاضر ومستقبل مشترك ، مبروك لها حصولها على تعويضات مالية من حكومة المشروع الاستعماري التوسعي الاسرائيلي ، حكومة المستوطنين ، حكومة نتنياهو ، تعويضاً لأسر ضحايا سفينة مرمرة الذين سقطوا شهداء على يد همجية وعدوانية أسطول جيش الاحتلال الاسرائيلي في بحر غزة .
وشكراً لتركيا التي علمتنا درساً جديداً ، علينا أن ندركه وهو أن الدول والأحزاب الحاكمة تتصرف وفق مصالحها أولاً وليس وفق شعاراتها ، فمصلحة تركيا تطبيع العلاقات مع المشروع الاستعماري التوسعي الاسرائيلي ، بصرف النظر عما يفعله بالقدس العربية الفلسطينية الاسلامية المسيحية تهويداً وأسرلة وصهينة ، وبصرف النظر عما يواصل حصاره لقطاع غزة الذي تحكمه حركة حماس منفردة بلا شراكة مع الأخرين !! .
والعزاء للشعب العربي الفلسطيني ، ولأهالي قطاع غزة ، وجزءاً لحركة حماس ، الذين سيدفعون سياسياً ومعنوياً ثمن تطبيع العلاقات بين أنقرة وتل أبيب ، ولا شك أن تركيا ستحاول تعويض حركة حماس أو طمأنتها بتقليل نتائج التفاهمات التركية الاسرائيلية ولكن بعد رحيل صالح العاروري أو اختفائه في مكان ما !! .
نفرح لتركيا لأنها دولة صديقة ولأن أسر الضحايا من حقهم الحصول على تعويضات ، ولأنهم نالوا ذلك ، أو على الطريق للحصول عليه ، فقد استشهدوا تضامناً مع الشعب الفلسطيني ، ولذلك نتعاطف معهم ونقدر تضحياتهم ، ونعزي أنفسنا وشعبنا العربي الفلسطيني على نتائج الأتفاق بين أنقرة وتل أبيب ، ولكننا نشكر تركيا بحق ، لأنها أعطت درساً لمن يرغب أن يتعلم أن مصالح تركيا لها الأولوية ، على ما عداها من مصالح وعلاقات ومشاعر ، وأن سياسات الدول والشعوب تقوم على خدمة مصالحها أولاً والعمل على تحقيقها ، وهو درس لعل حركة حماس كفصيل سياسي فلسطيني مهم تأخذ منه العبر التي لم تأخذها بعد ، حيث سلسلة من الخطايا السياسية ما زالت تحكم سلوكها وتصرفاتها كتنظيم “ اخواني “ له الأولوية على حساب مصالح الشعب العربي الفلسطيني ، فهي أولاً : بادرت للانقلاب ضد الشرعية وضد الوحدة وأرست تقاليد انقسامية مؤذية للشعب الفلسطيني ومفيدة مجاناً للعدو الاسرائيلي ومشروعه الاستعماري التوسعي الاسرائيلي ، منذ الانقلاب 2007 وحتى يومنا هذا .
ثانياً : وقفت بقوة مع المعارضة السورية المسلحة انسجاماً مع موقف حركة الاخوان المسلمين والتزاماً بسياستها ، رغم أن نظام حزب البعث القومي ، نظام الرئيس بشار الأسد بكل ما له وعليه ، فتح أبواب سوريا لحركة حماس “ الاخوانية “ ضد سياسات منظمة التحرير فكانت النتيجة أن حركة حماس غلّبت مصالحها الحزبية على حساب مصالح الشعب الفلسطيني وفقدت مكانتها السياسية والجغرافية في سوريا ، ودفع اللاجئون الفلسطينيون ثمن هذه السياسة الحزبية المنحازة ضد النظام في دمشق .
وثالثاً : وقفت حركة حماس ضد المصالح الأمنية والسياسية المصرية ، ضد نظام الرئيس السيسي المنتخب بعد ثورة حزيران 2014 ، ووظفت اعلامها عبر محطتي تلفزيون الأقصى والقدس للردح ضد “ النظام الانقلابي “ ومتمسكة بنظام الرئيس السابق محمد مرسي “ الشرعي المنتخب “ على أثر ثورة يناير 2013 ، ودفع أهالي قطاع غزة الثمن ولا زالوا.
وفي جميع الحالات المذكورة وغيرها وظفت حركة حماس مكانتها كفصيل فلسطيني كان مقاوماً وحقق لنفسه مكانة وحصل على أغلبية برلمانية في الانتخابات التشريعية عام 2006 ، وراهن عليه قطاع واسع من الفلسطينيين ، لكن حماس وظفت هذه المكانة اللائقة والمعتبرة لصالح حركة الاخوان المسلمين ، وضد مصالح الشعب العربي الفلسطيني الذي يخوض شبابه وشاباته نضالاً باسلاً شجاعاً ضد العدو المتفوق وبأدوات بدائية ، رفضاً للاحتلال ، ورفضاً للتنسيق الأمني بين رام الله وتل أبيب وفق اتفاق أوسلو ، ورفضاً لتفاهمات التهدئة الأمنية والاتفاق بين غزة وتل أبيب ، الموقع في القاهرة أيام الرئيس محمد مرسي مع العدو الاسرائيلي يوم 21/11/2012 .
مبروك لتركيا ، والأسى للفلسطينيين ، والعزاء الشديد لأهالي قطاع المحكومين من طرف واحد ، من قبل حركة حماس حليفة الحزب الحاكم في تركيا ، كجزء من حركة الاخوان المسلمين وامتداد لها .
h.faraneh@yahoo.com
تابعو الأردن 24 على google news