أم مصابة بالسرطان أبكت العالم برسالتها
جو 24 : تركت أم مصابة بسرطان الثدي وميؤوس من حالتها رسالة لعائلتها وأصدقائها نشِرها زوجها بعد وفاتها على صفحتها الخاصة على الفايسبوك، فأبكت آلاف القراء الذين أعادوا نشرها آلاف المرات، وفق ما نشرته صحيفة ذا صن البريطانية.
تُوفيت هيذر مكمانامي الأسبوع الماضي عن عمر يناهز 36 عاماً تاركة وراءها طفلتها بريانا التي تبلغ من العمر 4 أعوام.
وتنم الكلمات المؤثرة التي خطتها الأم قبيل وفاتها عن شخصية غير عادية بأسلوبها الساخر ونظرتها الواقعية المنبسطة تجاه الحياة، حيث تخاطب زوجها وابنتها وأصدقاءها وأحبّتها بلهجة مفعمة بالحب والثقة.
ومنذ أن نشر الزوج الرسالة على صفحة فايسبوك الشخصية للأم، أعاد القراء مشاركتها أكثر من 20 ألف مشاركة، كما كتبت الأم رسائل أخرى وجهتها لابنتها على أن تقرأها الأخيرة عندما تصل إلى محطات معينة في حياتها، مثل سقوط أول سنّ من أسنانها وأول فراق صديق في حياتها وعيد ميلادها الـ30.
وكانت الأم قد قالت لقناة ABC إنها تأمل أن تلهم قصتها الناس ليحذوا حذوها ويتركوا وراءهم رسائل مشابهة لأطفالهم بعد رحيلهم.
وهذا نص الرسالة:
لدي أخبار سارة وأخرى سيئة. الخبر السيئ أني سأكون قد تُوفيت الآن. أما الخبر السعيد - إن كنت تقرأ هذه الرسالة - فهو أنك بكل تأكيد على قيد الحياة (إلا إن كان ثمة واي فاي في الحياة الآخرة). نعم، الأمر تعيس. تعاسة لا يمكن وصفها بالكلمات، لكني سعيدة حقاً لأني عشت حياة ملؤها الحب والسعادة والأصدقاء الرائعون. أعتبر نفسي محظوظة لدرجة القول بكل صراحة إنني لا أشعر بالندم فقد صرفت كل ذرة طاقة لدي لأعيش حياتي بكل ما فيها. أحبكم جميعاً وأشكركم على هذه الحياة الرائعة.
مهما يكن الدين الذي يمنحكم الطمأنينة والسكينة، فأنا سعيدة بأنكم تؤمنون به. لكن احترموا أننا لسنا متدينين. فرجاءً رجاءً رجاءً لا تقولوا لبريانا إني في الجنة. فذلك سيعني لها حسب فهمها أني اخترت الذهاب إلى مكان آخر وتركتها، بينما في الحقيقة أني فعلت كل ما أستطيع لأبقى بقربها، لأنه ليس ثمّة مكان؛ أي مكان، سأفضّله على البقاء معها ومع جيف. فرجاءً لا تشوّشوها وتقنعوها ولو للحظة واحدة بأن ذلك ليس صحيحاً، لأني لست في الجنة؛ بل أنا هنا، لكني لست بعد اليوم في جسدي المتهالك الذي خذلني.
طاقتي وحبي وضحكتي وذكرياتي المذهلة، كلها هنا معكم. رجاءً لا تتذكروني بالشفقة أو الحزن، بل ابتسموا لأننا عشنا الحياة بالطول والعرض معاً والوقت الذي قضيناه معاً كان رائعاً. كم أكره أن أدخل الحزن إلى قلوب الناس؛ بل أحب أن أضحكهم وأن أرسم الابتسامة على شفاههم، لذلك أرجوكم بدلاً من النواح على نهايتي الحزينة، أدعوكم للفرح بذكرياتنا التي عشناها والسعادة التي استمتعنا بها.
أرجو أن ترووا لبريانا قصصاً لتعرف كم أحبّها وكم أفتخر بها وسأظل كذلك (واجعلوني أبدو أظرف بكثير مما أنا عليه)، لأنّه لا شيء أحب عندي من أن أكون أمها. لا شيء. فكل لحظة معها كانت سعادة لم أكن أتخيّلها إلى أن قدمت إلى الدنيا.
لا تقولوا لها إن السرطان هزمني. وإن كان السرطان أخذ مني كل شيء تقريباً فإنه لم يأخذ مني أبداً حبي أو أملي أو سعادتي. لم يكن الأمر "معركة"، بل هكذا هي الحياة؛ كثيراً ما تكون وحشية في عشوائيتها وظلمها، بكل بساطة هكذا تسير الأمور في بعض الأحيان. اللعنة، لا، لم أخسر المعركة. فأسلوب الحياة الذي عشت به مع السرطان طوال سنوات أعتبره انتصاراً كبيراً. تذكروا ذلك.
والأهم من كل ذلك، أني كنت محظوظة جداً وبشكل لا يصدق، لأني قضيت أكثر من عقد كامل مع حبيب عمري وأفضل صديق لدي – جيف. الحب الحقيقي وتوأم الروح أمران حقيقيان. فكل يوم كان مليئاً بالمرح والحب وجيف إلى جانبي. إنه بحق أفضل زوج في الكون. فطوال فترة مرضي بالسرطان لم يتزعزع جيف في اللحظات الصعبة التي عادة ما يهرب فيها أناس كثيرون، حتى في أصعب الأيام التي يمكنكم تخيّلها، كنا نجد دوماً طريقة لنضحك معاً. أحبه أكثر من الحياة نفسها وأؤمن بأن حباً كهذا سيظل إلى الأبد.
الوقت أهم ما في الوجود، وأنا جد راضية لكوني شاركت حياتي لوقت طويل مع جيف. أحبك يا جيف وأؤمن أن بريانا المذهلة هي تجسيد حيٌ لحبنا، وهذا أمرٌ جميل للغاية.
ينفطر قلبي لأني مضطرة لأن أقول وداعاً، وإن تسبب هذا لكم بنصف الحزن الذي يملأني، فذاك يضاعف حزن قلبي أكثر لأن آخر ما قد أرغب به أن أسبّب لكم الحزن. أرجو أنكم مع مرور الزمن ستبتسمون وتضحكون ثانية كلما تذكرتموني لأننا عشنا حياةً ساحرة حتى النخاع.
ابحثا على غوغل عن "Physicist’s Eulogy" وستجدان أن الحقيقة العلمية تقول إني سأبقى معكما بطريقة ما. أنا على يقين من أنكما إذا وقفتما لبرهة وأنعمتما النظر وتفكرتما قليلاً فستجدان أني معكما (بشكل لا يرعبكما). أنتما الاثنين عالمي ولقد أحببت كل ثانية عشناها معاً أكثر مما تصفه الكلمات.
أصدقائي، أحبكم جميعاً وأشكركم على هذه الحياة الجميلة والملهمة، وشكراً لكل أطبائي الرائعين وممرضاتي الرائعات الذين اعتنوا بي أيّما اعتناء. أعرف تماماً أن الفريق الذي اعتنى بي عمل بجدٍ ليجعل من كل يوم يمرّ علي أفضلَ يومٍ ممكن.
من كل قلبي أتمنى لكل أصدقائي حياة طويلة ملؤها الصحة والعافية وأن تستشعروا - مثل ما استشعرت أنا - نعمة كل يوم تعيشونه. إذا حضرتم جنازتي فاحتفلوا واجعلوني فخورة....
احتفوا بجمال الحياة بحفلة راقصة مزلزلة لأنكم تعرفون أن هذا ما أريده، واعلموا أني بطريقة غريبة ما سأجد طريقة لأكون معكم أيضاً (تعلمون كم أكره أن يفوتني المرح). أتطلع بشوق لأن تطاردكم روحي فرداً فرداً، ولذلك ليس هذا "وداعاً" بقدر ما هو "أراكم لاحقاً". رجاءً أسدوا لي معروفاً وخصصوا كل يوم بضع دقائق لتتفكروا فيها كم هي مغامرة هذه الحياة المجنونة هشة، ولا تنسوا أبداً أن كل يوم له قيمته.
تُوفيت هيذر مكمانامي الأسبوع الماضي عن عمر يناهز 36 عاماً تاركة وراءها طفلتها بريانا التي تبلغ من العمر 4 أعوام.
وتنم الكلمات المؤثرة التي خطتها الأم قبيل وفاتها عن شخصية غير عادية بأسلوبها الساخر ونظرتها الواقعية المنبسطة تجاه الحياة، حيث تخاطب زوجها وابنتها وأصدقاءها وأحبّتها بلهجة مفعمة بالحب والثقة.
ومنذ أن نشر الزوج الرسالة على صفحة فايسبوك الشخصية للأم، أعاد القراء مشاركتها أكثر من 20 ألف مشاركة، كما كتبت الأم رسائل أخرى وجهتها لابنتها على أن تقرأها الأخيرة عندما تصل إلى محطات معينة في حياتها، مثل سقوط أول سنّ من أسنانها وأول فراق صديق في حياتها وعيد ميلادها الـ30.
وكانت الأم قد قالت لقناة ABC إنها تأمل أن تلهم قصتها الناس ليحذوا حذوها ويتركوا وراءهم رسائل مشابهة لأطفالهم بعد رحيلهم.
وهذا نص الرسالة:
لدي أخبار سارة وأخرى سيئة. الخبر السيئ أني سأكون قد تُوفيت الآن. أما الخبر السعيد - إن كنت تقرأ هذه الرسالة - فهو أنك بكل تأكيد على قيد الحياة (إلا إن كان ثمة واي فاي في الحياة الآخرة). نعم، الأمر تعيس. تعاسة لا يمكن وصفها بالكلمات، لكني سعيدة حقاً لأني عشت حياة ملؤها الحب والسعادة والأصدقاء الرائعون. أعتبر نفسي محظوظة لدرجة القول بكل صراحة إنني لا أشعر بالندم فقد صرفت كل ذرة طاقة لدي لأعيش حياتي بكل ما فيها. أحبكم جميعاً وأشكركم على هذه الحياة الرائعة.
مهما يكن الدين الذي يمنحكم الطمأنينة والسكينة، فأنا سعيدة بأنكم تؤمنون به. لكن احترموا أننا لسنا متدينين. فرجاءً رجاءً رجاءً لا تقولوا لبريانا إني في الجنة. فذلك سيعني لها حسب فهمها أني اخترت الذهاب إلى مكان آخر وتركتها، بينما في الحقيقة أني فعلت كل ما أستطيع لأبقى بقربها، لأنه ليس ثمّة مكان؛ أي مكان، سأفضّله على البقاء معها ومع جيف. فرجاءً لا تشوّشوها وتقنعوها ولو للحظة واحدة بأن ذلك ليس صحيحاً، لأني لست في الجنة؛ بل أنا هنا، لكني لست بعد اليوم في جسدي المتهالك الذي خذلني.
طاقتي وحبي وضحكتي وذكرياتي المذهلة، كلها هنا معكم. رجاءً لا تتذكروني بالشفقة أو الحزن، بل ابتسموا لأننا عشنا الحياة بالطول والعرض معاً والوقت الذي قضيناه معاً كان رائعاً. كم أكره أن أدخل الحزن إلى قلوب الناس؛ بل أحب أن أضحكهم وأن أرسم الابتسامة على شفاههم، لذلك أرجوكم بدلاً من النواح على نهايتي الحزينة، أدعوكم للفرح بذكرياتنا التي عشناها والسعادة التي استمتعنا بها.
أرجو أن ترووا لبريانا قصصاً لتعرف كم أحبّها وكم أفتخر بها وسأظل كذلك (واجعلوني أبدو أظرف بكثير مما أنا عليه)، لأنّه لا شيء أحب عندي من أن أكون أمها. لا شيء. فكل لحظة معها كانت سعادة لم أكن أتخيّلها إلى أن قدمت إلى الدنيا.
لا تقولوا لها إن السرطان هزمني. وإن كان السرطان أخذ مني كل شيء تقريباً فإنه لم يأخذ مني أبداً حبي أو أملي أو سعادتي. لم يكن الأمر "معركة"، بل هكذا هي الحياة؛ كثيراً ما تكون وحشية في عشوائيتها وظلمها، بكل بساطة هكذا تسير الأمور في بعض الأحيان. اللعنة، لا، لم أخسر المعركة. فأسلوب الحياة الذي عشت به مع السرطان طوال سنوات أعتبره انتصاراً كبيراً. تذكروا ذلك.
والأهم من كل ذلك، أني كنت محظوظة جداً وبشكل لا يصدق، لأني قضيت أكثر من عقد كامل مع حبيب عمري وأفضل صديق لدي – جيف. الحب الحقيقي وتوأم الروح أمران حقيقيان. فكل يوم كان مليئاً بالمرح والحب وجيف إلى جانبي. إنه بحق أفضل زوج في الكون. فطوال فترة مرضي بالسرطان لم يتزعزع جيف في اللحظات الصعبة التي عادة ما يهرب فيها أناس كثيرون، حتى في أصعب الأيام التي يمكنكم تخيّلها، كنا نجد دوماً طريقة لنضحك معاً. أحبه أكثر من الحياة نفسها وأؤمن بأن حباً كهذا سيظل إلى الأبد.
الوقت أهم ما في الوجود، وأنا جد راضية لكوني شاركت حياتي لوقت طويل مع جيف. أحبك يا جيف وأؤمن أن بريانا المذهلة هي تجسيد حيٌ لحبنا، وهذا أمرٌ جميل للغاية.
ينفطر قلبي لأني مضطرة لأن أقول وداعاً، وإن تسبب هذا لكم بنصف الحزن الذي يملأني، فذاك يضاعف حزن قلبي أكثر لأن آخر ما قد أرغب به أن أسبّب لكم الحزن. أرجو أنكم مع مرور الزمن ستبتسمون وتضحكون ثانية كلما تذكرتموني لأننا عشنا حياةً ساحرة حتى النخاع.
ابحثا على غوغل عن "Physicist’s Eulogy" وستجدان أن الحقيقة العلمية تقول إني سأبقى معكما بطريقة ما. أنا على يقين من أنكما إذا وقفتما لبرهة وأنعمتما النظر وتفكرتما قليلاً فستجدان أني معكما (بشكل لا يرعبكما). أنتما الاثنين عالمي ولقد أحببت كل ثانية عشناها معاً أكثر مما تصفه الكلمات.
أصدقائي، أحبكم جميعاً وأشكركم على هذه الحياة الجميلة والملهمة، وشكراً لكل أطبائي الرائعين وممرضاتي الرائعات الذين اعتنوا بي أيّما اعتناء. أعرف تماماً أن الفريق الذي اعتنى بي عمل بجدٍ ليجعل من كل يوم يمرّ علي أفضلَ يومٍ ممكن.
من كل قلبي أتمنى لكل أصدقائي حياة طويلة ملؤها الصحة والعافية وأن تستشعروا - مثل ما استشعرت أنا - نعمة كل يوم تعيشونه. إذا حضرتم جنازتي فاحتفلوا واجعلوني فخورة....
احتفوا بجمال الحياة بحفلة راقصة مزلزلة لأنكم تعرفون أن هذا ما أريده، واعلموا أني بطريقة غريبة ما سأجد طريقة لأكون معكم أيضاً (تعلمون كم أكره أن يفوتني المرح). أتطلع بشوق لأن تطاردكم روحي فرداً فرداً، ولذلك ليس هذا "وداعاً" بقدر ما هو "أراكم لاحقاً". رجاءً أسدوا لي معروفاً وخصصوا كل يوم بضع دقائق لتتفكروا فيها كم هي مغامرة هذه الحياة المجنونة هشة، ولا تنسوا أبداً أن كل يوم له قيمته.