jo24_banner
jo24_banner

الجاذبية والجمال.. مفتاح السحر الأنثوي الطبيعي

الجاذبية والجمال.. مفتاح السحر الأنثوي الطبيعي
جو 24 : حقائق التاريخ النسائي منذ بدء البشرية تعتمد أساساً على قاعديتن يصعب العبث بأركانهما وهما الأنوثة والجمال كفصلين متداخلين بعوامل شخصية يصعب فصلها ويمثلان عملة التداول عبر القرون بالرغم من وجود نقاط التوافق والاختلاف المعروفة ومحاولة تحديد العوامل المشتركة لذلك، وإذا كانت الشخصية النسائية تميل للجانب القيادي بمفارز حياتية ومفاصل معيشية متعددة رافضة المساواة بجميع المفاصل، فهي تستخدم بنكنوت الاتكالية بمواقف تحددها حيث أن سلاح الأنوثة يبقى سلاحا مؤثرا وحاضرا للحسم، يؤثر ويعمل ضمن أسس قد بجانبها الصواب أحيانا لضعف وراثي بالنصف الآخر، فاحتلال الأنوثة للقب النصف الجميل من سكان المعمورة لم يأت من فراغ أو وليد صدفة، بل استحقاق يلخص العدالة ويعترف بالواقع، واستكمالا للمعادلة الحسابية السابقة فإن النصف الجميل بأنثويته يعتبر مكملا للشق الآخر من البشرية بحرصه على التكامل لضمان الاستمرارية بقلب ينبض وابتسامة تجذب، عوامل وحقائق للتكامل والعطاء.
هرمون الأستروجين: الهرمون الأساسي الذي يحرك المشاعر ويعمل على ضبط البيئة البشرية، فهناك نصيب للمسار النسائي بجميع المراحل الحياتية منذ التكوين داخل الرحم، مرورا بمراحل التطور بعد الولادة بعقود العمر فلا تنتهي صلاحيته أبداً، بل يضبط المسار الذكوري بمستوى التأثير ولن أبالغ القول أنه صاهر للصخر وجاذب للعمر، يروي السنوات بينبوع العطاء، يستطيع تحريك المشاعر ويضبط الانفعالات بقدر الصمت الذي يطبق على الشخصية بسحر وجمال يفوق درجة الغليان. هرمون يفرز منذ البدايات بمعادلة هرمونية دقيقة نتيجة الانسجام بين أقطاب المسؤولية في الجسم، حيث الغدة النخامية المسؤولة عن ضبط وإفراز هرمونات التحفيز المختلفة ومنها محفزات المبيض لإفراز وضبط نمو البويضات التي تعتبر الأساس للمحافظة على النسل البشري بالتكامل مع الجينات الذكورية، إضافة لإفراز هرمون الأستروجين المتعدد الوظائف الأنثوية التي تعتبر أساسية بكل جزئياتها، حيث يمثل البديل الحقيقي بصورة الواقع للأنوثة أو هكذا فعله عبر صفحات الحياة حيث يرسل اشارات ترسو بالقلب قبل العقل حتى لو أنكر البعض واقع ذلك من باب الكبرياء، فمن ينكر تبادل المشاعر فعليه أن يراجع أوراق حياته لتصحيح مفاهيم لا تقبل القسمة أو التحليل.
إنه واحد من مجموعة الهرمونات شبه الكيميائية التي تسبب نمو وتطور الصفات الجنسية، وخلال السنوات العشر الأولى من عمر الفتاة أو سنوات المراهقة الأولى، تبدأ المبايض في إفراز كميات متزايدة من الأستروجين في مجرى الدم، يؤثر بنمو الثديين واستدارة الأرداف، كما يتسبب في توسيع المبايض والأعضاء التناسلية ونضجها، وتعتبر الدورة الشهرية إعلانا لتوأمة العلاقة بدرجة التكامل بين الرحم والمبيض نتيجة ضبط الإيقاع الوظيفي للهرمون بالدرجة الكاملة حيث تتغير كمية الأستروجين التي تفرزها المبايض خلال الدورة التناسلية، وكلما تقدمت الأنثى بالعمر، تفرز مبايضها كمية أقل من الأستروجين، بل وتتغير صفاته الحكمية بتغير بالتأثير. وللمرور على مواد الدستور الأنثوي، ففي بداية الدورة الشهرية يبدأ المبيضان بإنتاج كميات من الهرمون لتحضير بطانة الرحم كتربة مثالية وحيدة لاستقبال الجنين الناتج من الاتحاد والانغراس بظروف مثالية تنعكس على مؤشرات الناتج المستقبلية بل وتحضير الجسم بشكل متكامل لموقف قادم يتمثل بالحمل وذلك بالتزامن مع إنتاج بويضة تتمتع بقدر من الطبيعة حاملة نصف أحماض الخريطة الجينية لإكمال الاتحاد مع الحيوان المنوي بالنصف الآخر، فإن لم يحصل الحدث المنتظر لظروفه المتعددة، سينخفض مستوى الإفراز بحيث يفقد قدرته على ضبط سماكة بطانة الرحم، وعندما يصبح مستوى الأستروجين في الدم منخفضًا جدًا، فإن الرحم سيبكي دما على فشل عطائه بالرغم من جاهزيته.
لا تتوقف وظيفة الهرمون على ضبط الوظيفة الإنجابية بل أنها تتوسع لتكون الضابط الأساسي والسحري لجميع مفاتن الأنوثة باعتبارها عنصرا مكونا مسؤولا عن جميع الصفات الأنثوية، فهو يساعد على امتصاص عنصر الكالسيوم الذي يشكل اللبنة الأساسية بالعظام، ويساعد بالمحافظة على سلامة البطانة النسيجية للمهبل والحنجرة والجلد والجهاز التناسلي والبولي، بل يعتبر ضابط الإيقاع لتحريك الشعور والعواطف، والمحافظة على إيقاع أوتار الدورة الدموية بقدرته على ضبط الوظيفة النسيجية لعناصر الدورة الدموية، فيعمل على حماية قلب الأنثى وأوعيتها الدموية التي تؤثر بقلب الرجل وأوعيته، وذلك بتأثيره الحسن على الكولسترول، فهو يزيد من نسبة الكولسترول الجيد عالي الكثافة ويقلل من نسبة الكولسترول السيئ منخفض الكثافة ومستوى الكولسترول بشكل عام في الدم، واقع صحي يمثل جانبا وظيفيا واقعيا يحمل بين أسطره نسمات من النعومة.
بينت دراسة علمية حديثة أن الجمال الأنثوي عند النساء يرتبط أساسا بمستويات هرمون الأستروجين المنتج طبيعياً أكثر من الماكياج والمساحيق الأنثوية التي تحتوي على كميات كبيرة من الهرمونات، ووجد العلماء أن النساء اللواتي يملكن مستويات مرتفعة من الهرمون الجنسي النسائي «الأستروجين»، كن الأكثر جاذبية والأكثر جمالا وأنوثة. ذلك أمر يمثل الواقع الصحي بكل صفحاته حتى لو أنكر البعض ذلك لأسبابهم، بالرغم من أن الباحثين وجدوا صلة بين الجاذبية والاستروجين عند النساء، إلا أن العلاقة ذاتها كانت مفقودة مع النساء اللواتي يضعن الماكياج، بمعنى أن الماكياج يمكن أن يخفي نقاط الجمال الطبيعي أو يصنع جانبا مزيفا للواقع، ولعل النتائج الجديدة تفسر لماذا ينجذب الرجل للنساء ذوات الوجوه الأنثوية، فالطبيعة الخلقية تماثل انجذاب أقطاب الشحنات للتكامل، وتعتبر هذه الدراسة الأولى التي تبين أن شكل وجه المرأة يرتبط بصحتها الداخلية، لأن هرمون الأستروجين يؤثر على الصحة الإنجابية، والخصوبة عند المرأة، بل ويتحكم بجميع المفاصل الأنثوية بشكل مطلق، إضافة لسحره بعواطف الرجال التي تتشكل بحلم الغد.
تبعا لهذه الدراسة، قامت العالمة النفسية ميريام سميث وزملاؤها من جامعة سانت أندروز بتصوير وجوه 59 امرأة بين ما بين 18 و 25 عاما، بالإضافة لعمل تحليل لمستويات الهرمون الجنسي لديهن، فتبين أن النساء اللواتي اعتبرن جذابات، ويتمتعن بالأنوثة، كن بالفعل الأكثر تحقيقا لنسب هرمون الأستروجين، أما الأمر المثير في التجربة فهو عدم وجود علاقة بين الشكل والاستروجين لدى النساء اللواتي استعملن الماكياج، وتوصل العلماء بنتيجة أن الماكياج يحسن من شكل الوجه، ولكنه يخفي الجمال الطبيعي المرتبط بالاستروجين، واستنتاجا من هذه الدراسة، توصلت سميث، إلى أن وجه الفتاة الطبيعي قد يحدد مؤشراً لتمتعها بالخصوبة والأنوثة وأضافت، «نتائجنا يمكن أن توضح لماذا يفضل الرجال وجوه النساء الأنثوية، فهم بالفطرة يبحثون عن النساء اللواتي يتمتعن بالخصوبة، واللواتي سينجبن لهم الأطفال». الهرمون السحري موجود بكميات منخفضة عند الذكور لا نعلم بدقة أهميتها ولكنه من الثابت أنه ينظم وظائف معينة في الجهاز التناسلي مهمة لنضوج الحيوانات المنوية، وربما تكون ضرورية لرغبة جنسية صحية بحفيف ليل صامت.
بالنتيجة والخلاصة، يظهر أن الصحة الداخلية تؤثر على الجمال الأنثوي عند المرأة، فبدلا من صرف الغالي والنفيس في مستحضرات التجميل ومحاولة تغيير تضاريس الواقع، يجب عليها أن تهتم أولا بصحتها الداخلية التي تشمل صحتها الجسدية والنفسية أيضا، لأن كل ذلك سينعكس على الوجه الناطق الأول بالجمال الأنثوي، مذكرا أن تذبذب مستوى هرمون الأستروجين على مدار الساعة يعتبر فصلا طبيعيا لتغير المزاج بين أروقة النهار، حيث الحكمة بوجود أعضاء إفرازية مساعدة للمبيض مثل الغدة فوق الكلوية والطبقة الدهنية المبطنة للجلد، مصادر طبيعية لمفاتن الجذب والأنوثة، فالمحافظة على الرشاقة والجاذبية والجمال تمثل ديمومة الاحتفاظ بأمل الغد المشرق، سهم سحر لامتلاك مفتاح القلوب بمحبة شريطة أن ندرك أن العبث بالطبيعة بقصد أو بجهل أو بحسن نية قد يكون سوناما مدمرا، وإدراك الفتاة لطبيعة الجسم التشريحية والفسيولوجية يمثل بوابة الحرص على إشراقة شمس الغد بثوب أجمل، فابتسامة المرأة عن قناعة الامتلاك تمثل مصدرا سحريا لطاقة الاستمرار، وأما الحرمان أو الغدر أو الخيانة فتمثل بارود الانفجار لقنبلة قاتلة والتي يصعب تحديد توقيتها أو نتائجها تحت عنوان الحقيقة التي ربما يتأخر بزوغها بعد بركان الشك المدمر وللحديث بقية.

الرأي .
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير