اسرانا لدى الاحتلال.. ارواحنا غالية الا على حكوماتنا
فرح راضي الدرعاوي - لم تتخذ الحكومة الأردنية أية اجراءات او حلول لتخليص 26 اسيرا اردنيا يقبعون في سجون الاحتلال دون مبرر أو تهمة حتى اللحظة، تُمارَس عليهم شتى انواع التعذيب النفسي والجسدي.
ورغم ما يعانيه الأسرى في تلك السجون من ظلم وبهتان لم تجد الحكومة لهم اية مخرج ولم تقم بدورها بتنظيم زيارات لهم، بل وضعت اسماءهم لدى الأجهزة الأمنية معتبرة إياهم ارهابيين فارين من وجه العدالة لا أسرى مظلومين، قام الاحتلال بسجنهم ظلما بحجج أبعد من الخيال عنهم .
الحكومة لم تدرك بعد حجم المعاناة التي يعانيها أولئك الأسرى وذويهم الذين حرموا من زيارتهم، فالقصص كثيرة والحرية باتت أبعد ما يكون وجيش الاحتلال سوَّد الحياة في وجوههم.
عدونا واضح منذ الازل الا ان حكومتنا تربطها العديد من البروتوكولات والعلاقات بإسرائيل ما يجعلها غير قادرة على الاعتراف بتلك العداوة والوقوف في وجه اسرائيل والسؤال عن حال الاسرى واسباب اعتقالهم والتهم الموجة لهم، والذي كان آخرهم الاسير ليث الحويطي (24) عاما، حيث لا يعرف احد اي معلومة عنه اضافة إلى عدم تمكن وزارة الخارجية من معرفة اي شيء.
تقول نسيبة جرادات -أسيرة محررة- أن الأجهزة الأمنية قامت بحجز جواز سفرها لدى عودتها إلى الأردن بعد الافراج عنها و وجهت الأجهزة إليها تهمة القيام بأعمال نفتها جرادات نفيا قاطعا ، كما وأجرت تحقيقا معها حول الأمور التي قامت بها لدى زيارتها لأقاربها في الضفة الغربية.
وأضافت جرادات خلال جلسة حوارية نظمتها نقابة المهندسين الأردنيين في مجمع النقابات المهنية ان الأجهزة قامت بتهديدها في حال فكرت مجرد تفكير اعادة القيام بتلك الأمور التي اتهمتها بها.
جرادات التي تم أسرها من قبل الاحتلال الصهيوني أثناء زيارتها لأقربائها في جنين بتهمة تقديم خدمات لصالح حركة المقاومة الاسلامية حماس، قالت ان محاولات والدها باءت بالفشل حين تقدم لوزارة الخارجية ورئاسة الوزراء بطلب النظر بقضية ابنته والسؤال عنها ما أدى إلى الحكم عليها بالسجن ظلما دون اي مبرر، ولم يتمكن اي احد من اقربائها من زيارتها كما وبقيت في العزل المنفرد 35 يوما دون استخدام المرافق الصحية.
اضافة إلى الطفل محمد سليمان الذي لم يكن أفضل حال من جرادات، حيث أضرب والده مهدي سليمان عن الطعام لأربعة أيام أمام وزارة الخارجية التي لم تحرك من جهتها اي ساكن، أملا بزيارة ابنه إلى أن صدر قرار من سلطة الاحتلال تمكن من خلاله والد محمد سليمان من زيارة ابنه لمدة لا تزيد عن 15 دقيقة.
وعود لعها توصف بـ"الكاذبة" تقدمها وزارة الخارجية لأهالي الأسرى لتمكينهم من زيارة ابنائهم في سجون الاحتلال والاهتمام بحالهم، ولعله ليس بالامر الطارئ والمهم والذي يستدعي النظر به؛ فأرواحنا غالية الا على وزراتنا وحكوماتنا المتعاقبة.
من جهتها طالبت نقابة المهندسين وعلى لسان رئيس لجنة الحريات فيها، المهندس مازن ملصة، الحكومة الأردنية بالتحرك لمتابعة أوضاع الأسرى الأردنيين داخل سجون الاحتلال الصهيوني، داعية اياها ضرورة ترتيب زيارات لذوي الأسرى وارسال محامين لدراسة أوضاعهم القانونية، وأطباء لمعاينة حالتهم الصحية.
وشدد ملصة على ضرورة قيام الحكومة بارجاع الأرقام الوطنية التي سلبت من العديد من الاسرى،مؤكدا على أن تجميد كافة العلاقات السياسية والتجارية مع الكيان الصهيوني سيضغط باتجاه الافراج عن الاسرى الاردنيين..
تقصير الحكومة ومؤسساتها في متابعة ملف الاسرى في سجون الاحتلال بات واضح جدا، اضافة إلى تقصير المنظمات التي تنادي بحقوق الانسان والتي من المفترض ان تكون السّباقة في متابعة ذلك الملف.
وفوق ذلك التقصير، يواجه اهالي الاسرى معاملات سيئة من قبل وزارة الخارجية لدى سؤالهم عن ابنائهم، وطلبهم منها تسهيل زيارت لهم، كذلك والمماطلة في اجابتها عن اي تساؤلات وكأن هؤلاء الاسرى ليسوا جزءاً من هذا الوطن.
الحكومة الأردنية لم تبذل أية جهود لاستعادة أسراها وحتى أنها لم تدرج أسماءهم ضمن قوائم تبادل الأسرى كإجراء أولى لتمكينهم من العودة إلى وطنهم.
لم ولن تهدأ اسرائيل يوما، وبات هجس السكين يطاردها من مكان الى آخر حتى في أحلامها ، الا أن حكوماتنا ورجال القرار في هذا البلد لديهم ما هو أجل وأعظم من أسير أردني في سجون الاحتلال زج ظلما، ومن أهالِ رَسمت دُموعُ القهر والحرقة طريقها على وجناتهم. .