مستشفيات خاصّة تنحر الانسانية
جو 24 :
كتب - عبدالله الرعود - غابت الإنسانية، وطغت النزعة المادية في مستشفيات خاصة، أصبحت طاردة للمرضى الأردنيين، لاعتبارات ومبررات تسيء لسمعة الطب في الوطن.
من المؤسف أن يغيب الهدف الإنساني النبيل، في قطاعات طبيّة خاصة، رضخت للدينار، وباتت فنادق خمس نجوم لمن يدفع أكثر.
مستشفيات تؤكد في تصريحاتها الاستعراضية أنها داعمة، ومساندة، ومكمّلة، لعمل المؤسسات الطبية الوطنية، لكن الواقع يثبت غير ذلك، ويقول: إن الربح المادي أولاً وأخيراً.
فالمواطن الأردني الذي يحمل مرضاً خطيراً يهدد حياته، يطوف اليوم عدداً لا بأس به من مستشفيات الأردن الخاصة، ولا يحظى بسرير في زاوية هنا أو هناك لتلقي العلاج، الذي يدفع ثمنه، لماذا ؟
مواطن يعاني من التهاب رئوي حاد، راجع مستشفى خاصاً، أخطأ الأطباء في التشخيص في المرة الأولى، وفي الثانية، وصرفوا له مضاداً حيوياً لم يأت بنتيجة.
وفي الثالثة نجح التشخيص !! وقال له الطبيب: ما تعاني منه التهاب حاد، ولا بد من دخول المستشفى، وهذا أمر غير متاح لدينا الآن، ابحث عن مستشفى آخر.
خرج بألمه وذهب إلى ثانٍ وثالث، إلا أنه لم يحظ بمسحة صادقة، في مستشفيات واجبها أن تداري الآهات، وتخفف الألم.
لماذا تستقبل مستشفيات خاصة آلاف الأشقاء العرب، وتُغلق أبوابها في وجه مريض الأردن، الذي يرضى دائماً بالحد الأدنى ؟
لماذا تُعلن مستشفيات خاصة استعدادها لاحتضان جميع الأشقاء المدججين بالمال، وتبخل على الأردني، وهو السبب الرئيس في ولادتها واستمرارها ؟
لم يبخل الأردني في يوم من الأيام على أشقائه العرب، ولم يكن في يوم من الأيام ضد علاجهم في الأردن، ومقاسمتهم في كل شيء، حتى حبة "الإسبرين".
لا يريد المواطن من المستشفيات الخاصة أكثر من المساواة، فقط يطلب أن تكون معاملته مثل نظيره العربي، الذي يأتي من دولة نفطية، أو بؤرة صراع.
من المحزن أن ترى مؤسسات ترفع شعار الإنسانية تنظيراً، وتنحرها في الواقع، بطرق بطيئة أسوأ من الموت.
من المحزن أن يذهب مواطن أردني إلى مستشفيات مشمولة بتأمينه، ويخرج منها مكسور الخاطر، محمّلاً بأطنان من الهم والألم، بعد أن يقال له بابتسامات صفراء: المستشفى فُلّ .. ما عندنا أسرّة فاضية.
من المحزن أن يصبح المواطن المريض رحّالة في الغسق، وهو يبحث في جبال عمّان عن مكان لم يفقد إنسانيته بعد.
من العار أن توصد مستشفيات تدّعي أنها أردنية، الباب في وجه مكلوم، دخل في سباق مع الموت إلى ما تبقى من مساحات في الحياة.
من العار أن يتقدّم الدينار على الإنسانية، ويصبح هدفاً رئيساً لها، ومن العار أن يُهدى الموت في كفن الاعتذار لمن قصدها.
ولا تقف القضية عند التجارة، بل تخطّت إلى أخطاء شنيعة، ستضرب سمعة الطب في الأردن إذا غابت الرقابة، وبقي العنان مرخيّاً لها.
فقد أصبح "التحزير" سمة بارزة عند بعض أطباء المستشفيات الخاصة، الذين يتعاملون مع جسد الآدمي تماماً كما يتعامل "الميكانيكي" مع السيارة، الخلل هنا، أو قد يكون هناك، سنزيل هذه القطعة، أو ربما تلك، لا، قد نستبدلها بأخرى، تخيلوا حجم الاحتراف!!
فتاة عانت من ألم شديد، ذهبت إلى طبيب في أحد المستشفيات الخاصة، وبعد الفحوصات توصل الطبيب إلى أن الخلل في الزائدة، وقال: لا بدّ من إزالتها، وهو ما حدث، بعد عملية جراحية.
ما هو أخطر، أن المشكلة لم تختف بعد العملية، وبقيت الفتاة تتلوى ألماً، ما دفع والدها لأخذها إلى طبيب آخر، أكد أن الخلل لم يكن في الزائدة، بل في المرارة، التي تحتاج عملية جراحية لإزالتها في أقرب وقت، وهو ما حدث الأربعاء.
ما يحدث مؤشر خطير على ضعف وتخبط ولامبالاة ولاإنسانية، عند بعض الأطباء، والمستشفيات الخاصة، وبكل تأكيد كاتب هذه السطور لا يسحب القصة على جميع المستشفيات، ولا على كل الأطباء.
نقول لبعض الأطباء والمستشفيات الخاصة : اشعروا مع إنسانية لا تريد أكثر من الحياة، وارحموا إنسانية تتحرك بخاصرة رخوة، لم تعد قادرة على تحمّل صفعات الحياة، واحترموا قسمكم الذي دخلتم به دنيا المآسي.
من المؤسف أن يغيب الهدف الإنساني النبيل، في قطاعات طبيّة خاصة، رضخت للدينار، وباتت فنادق خمس نجوم لمن يدفع أكثر.
مستشفيات تؤكد في تصريحاتها الاستعراضية أنها داعمة، ومساندة، ومكمّلة، لعمل المؤسسات الطبية الوطنية، لكن الواقع يثبت غير ذلك، ويقول: إن الربح المادي أولاً وأخيراً.
فالمواطن الأردني الذي يحمل مرضاً خطيراً يهدد حياته، يطوف اليوم عدداً لا بأس به من مستشفيات الأردن الخاصة، ولا يحظى بسرير في زاوية هنا أو هناك لتلقي العلاج، الذي يدفع ثمنه، لماذا ؟
مواطن يعاني من التهاب رئوي حاد، راجع مستشفى خاصاً، أخطأ الأطباء في التشخيص في المرة الأولى، وفي الثانية، وصرفوا له مضاداً حيوياً لم يأت بنتيجة.
وفي الثالثة نجح التشخيص !! وقال له الطبيب: ما تعاني منه التهاب حاد، ولا بد من دخول المستشفى، وهذا أمر غير متاح لدينا الآن، ابحث عن مستشفى آخر.
خرج بألمه وذهب إلى ثانٍ وثالث، إلا أنه لم يحظ بمسحة صادقة، في مستشفيات واجبها أن تداري الآهات، وتخفف الألم.
لماذا تستقبل مستشفيات خاصة آلاف الأشقاء العرب، وتُغلق أبوابها في وجه مريض الأردن، الذي يرضى دائماً بالحد الأدنى ؟
لماذا تُعلن مستشفيات خاصة استعدادها لاحتضان جميع الأشقاء المدججين بالمال، وتبخل على الأردني، وهو السبب الرئيس في ولادتها واستمرارها ؟
لم يبخل الأردني في يوم من الأيام على أشقائه العرب، ولم يكن في يوم من الأيام ضد علاجهم في الأردن، ومقاسمتهم في كل شيء، حتى حبة "الإسبرين".
لا يريد المواطن من المستشفيات الخاصة أكثر من المساواة، فقط يطلب أن تكون معاملته مثل نظيره العربي، الذي يأتي من دولة نفطية، أو بؤرة صراع.
من المحزن أن ترى مؤسسات ترفع شعار الإنسانية تنظيراً، وتنحرها في الواقع، بطرق بطيئة أسوأ من الموت.
من المحزن أن يذهب مواطن أردني إلى مستشفيات مشمولة بتأمينه، ويخرج منها مكسور الخاطر، محمّلاً بأطنان من الهم والألم، بعد أن يقال له بابتسامات صفراء: المستشفى فُلّ .. ما عندنا أسرّة فاضية.
من المحزن أن يصبح المواطن المريض رحّالة في الغسق، وهو يبحث في جبال عمّان عن مكان لم يفقد إنسانيته بعد.
من العار أن توصد مستشفيات تدّعي أنها أردنية، الباب في وجه مكلوم، دخل في سباق مع الموت إلى ما تبقى من مساحات في الحياة.
من العار أن يتقدّم الدينار على الإنسانية، ويصبح هدفاً رئيساً لها، ومن العار أن يُهدى الموت في كفن الاعتذار لمن قصدها.
ولا تقف القضية عند التجارة، بل تخطّت إلى أخطاء شنيعة، ستضرب سمعة الطب في الأردن إذا غابت الرقابة، وبقي العنان مرخيّاً لها.
فقد أصبح "التحزير" سمة بارزة عند بعض أطباء المستشفيات الخاصة، الذين يتعاملون مع جسد الآدمي تماماً كما يتعامل "الميكانيكي" مع السيارة، الخلل هنا، أو قد يكون هناك، سنزيل هذه القطعة، أو ربما تلك، لا، قد نستبدلها بأخرى، تخيلوا حجم الاحتراف!!
فتاة عانت من ألم شديد، ذهبت إلى طبيب في أحد المستشفيات الخاصة، وبعد الفحوصات توصل الطبيب إلى أن الخلل في الزائدة، وقال: لا بدّ من إزالتها، وهو ما حدث، بعد عملية جراحية.
ما هو أخطر، أن المشكلة لم تختف بعد العملية، وبقيت الفتاة تتلوى ألماً، ما دفع والدها لأخذها إلى طبيب آخر، أكد أن الخلل لم يكن في الزائدة، بل في المرارة، التي تحتاج عملية جراحية لإزالتها في أقرب وقت، وهو ما حدث الأربعاء.
ما يحدث مؤشر خطير على ضعف وتخبط ولامبالاة ولاإنسانية، عند بعض الأطباء، والمستشفيات الخاصة، وبكل تأكيد كاتب هذه السطور لا يسحب القصة على جميع المستشفيات، ولا على كل الأطباء.
نقول لبعض الأطباء والمستشفيات الخاصة : اشعروا مع إنسانية لا تريد أكثر من الحياة، وارحموا إنسانية تتحرك بخاصرة رخوة، لم تعد قادرة على تحمّل صفعات الحياة، واحترموا قسمكم الذي دخلتم به دنيا المآسي.