صديقتنا إسرائيل.. الحكومة تحول المملكة إلى سجن كبير!
جو 24 : قبل فترة وجيزة احتفل الشعب الأردني بصورة التُقطت، خلال مسيرة تضامنية مع الهبّة الفلسطينية، يظهر فيها رجل أمن يدوس العلم الإسرائيلي الذي رسمه المشاركون على الأرض. أغلب الظن أن رجل الأمن لم يفعلها عمداً، والمرجح أنه داس العلم في معرض الانضباط في مشيته العسكرية. بكل الأحوال، كان للصورة وقعها لدى عموم الشارع الأردني المعادي لإسرائيل والمناهض لاتفاقية السلام الأردنية- الإسرائيلية. تلك الصورة بددها قبل يومين إقدام رجال الأمن على مسح العلم الإسرائيلي الذي رسمه مواطن أردني على مدخل محله التجاري ليدوسه رواده، قبل أن يقتادوا صاحب المحل الستيني إلى مركز الأمن بتهمة الإساءة لدولة صديقة، ويخلى سراحه بعد إجباره على توقيع تعهد لدى الحاكم الإداري بعدم تكرار فعلته "المسيئة".
ما تعرض له المواطن المعادي لإسرائيل حالة حال السواد الأعظم من المواطنين الأردنيين، يمثل مصدر قلق، كونه يفتح الباب على أن يقاد عدد من المواطنين الأردنيين إلى مراكز الأمن لمعاقبتهم على مشاعرهم المعادية لإسرائيل، أو لإرغامهم على عدم التعبير عن تلك المشاعر علانية، حتى لا يتسببوا في حرج لحكومتهم مع صديقتها التي لا تلقي بالاً لمشاعر الشعب الأردني، ومشاعر ملايين العرب والمسلمين، وهي تنتهك مقدساتهم، وتعتدي على حقوقهم، وتواصل إبادتها الجماعية لأشقائهم الفلسطينيين، وهي أمور يبدو أنها لم تعد تثير مشاعر الحكومة الأردنية.
بشكل ممنهج، اتخذت الحكومة الأردنية، خلال الفترة الماضية، وعلى الرغم من خطاباتها الثورية ضد الاعتداءات الإسرائيلية، سلسلة من الإجراءات الكفيلة بعدم إزعاج صديقتها الإسرائيلية، وممثليها في الأردن، فحرمت على الأردنيين الاعتصام مقابل السفارة الإسرائيلية في عمّان، عبر إقامتها سياجاً حديدياً على المكان الوحيد الصالح لذلك، وتمسكت باتفاقية استيراد الغاز من إسرائيل على الرغم من جملة البدائل التي توفرت لها لتأمين احتياجاتها من الطاقة، وها هي الأردن تضيّق على مشاعر الأردنيين المناهضة لإسرائيل عبر معاقبتهم بشكل فردي. الحرص الأردني على مشاعر صديقتها إسرائيل أصبح مبالغاً فيه، خصوصاً بعد أن ضربت الحكومة في سبيله عرض الحائط بحق مواطنيها في التعبير عن آرائهم السياسية، وباستمرارها على ذات النهج ستحول المملكة إلى سجن كبير.
(العربي الجديد - محمد فضيلات)
ما تعرض له المواطن المعادي لإسرائيل حالة حال السواد الأعظم من المواطنين الأردنيين، يمثل مصدر قلق، كونه يفتح الباب على أن يقاد عدد من المواطنين الأردنيين إلى مراكز الأمن لمعاقبتهم على مشاعرهم المعادية لإسرائيل، أو لإرغامهم على عدم التعبير عن تلك المشاعر علانية، حتى لا يتسببوا في حرج لحكومتهم مع صديقتها التي لا تلقي بالاً لمشاعر الشعب الأردني، ومشاعر ملايين العرب والمسلمين، وهي تنتهك مقدساتهم، وتعتدي على حقوقهم، وتواصل إبادتها الجماعية لأشقائهم الفلسطينيين، وهي أمور يبدو أنها لم تعد تثير مشاعر الحكومة الأردنية.
بشكل ممنهج، اتخذت الحكومة الأردنية، خلال الفترة الماضية، وعلى الرغم من خطاباتها الثورية ضد الاعتداءات الإسرائيلية، سلسلة من الإجراءات الكفيلة بعدم إزعاج صديقتها الإسرائيلية، وممثليها في الأردن، فحرمت على الأردنيين الاعتصام مقابل السفارة الإسرائيلية في عمّان، عبر إقامتها سياجاً حديدياً على المكان الوحيد الصالح لذلك، وتمسكت باتفاقية استيراد الغاز من إسرائيل على الرغم من جملة البدائل التي توفرت لها لتأمين احتياجاتها من الطاقة، وها هي الأردن تضيّق على مشاعر الأردنيين المناهضة لإسرائيل عبر معاقبتهم بشكل فردي. الحرص الأردني على مشاعر صديقتها إسرائيل أصبح مبالغاً فيه، خصوصاً بعد أن ضربت الحكومة في سبيله عرض الحائط بحق مواطنيها في التعبير عن آرائهم السياسية، وباستمرارها على ذات النهج ستحول المملكة إلى سجن كبير.
(العربي الجديد - محمد فضيلات)