مفتي السعودية: أحكام القصاص رحمة للعباد ومنع للفوضى
جو 24 : واس
أكد مفتي عام المملكة، رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، أن تنفيذ الأحكام الشرعية في 47 من الجناة استندت على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن في ذلك الحرص على الأمة واستقامتها واستقرارها والدفاع عن أمنها وأموالها وأعراضها وعقولها.
وقال المفتي في تصريح للقناة الأولى بالتلفزيون السعودي: "ما سمعناه بياناً كافياً شافياً ووافياً، استند على الكتاب والسنة في الحرص على الأمة واستقامتها واستقرارها والدفاع عن أمنها وأموالها وأعراضها وعقولها، ثم ذكر آراء العلماء واجماعهم على هذه القضية، وأن هذا من الضروريات التي جاء الإسلام بها للمحافظة عليها، وهي: الدين والنفس والعرض والعقل والمال، ثم بين نتائج تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية وأن في تنفيذها رحمة للعباد ومصلحة لهم وكفاً للشر عنهم، ومنع الفوضى في صفوفهم".
وأضاف أن "هذه الأحكام شرعية لا لبس فيها، فهذه حدود الله لا يميز فيها أحد عن أحد، بل هي على الجميع كما قال صلى الله عليه وسلم: إنما أهلك بني إسرائيل أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الفقير أقاموا الحد عليه، وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها"، مؤكداً أن فيها عدل وإنصاف ورفع للظلم وتحقيق للأمن.
وبين آل الشيخ أن المملكة العربية السعودية "دولة قائمة على الإسلام والسنة من الدعوة الصالحة التي قام بها الإمامان محمد بن سعود ومحمد بن عبدالوهاب - رحمهما الله - في أدوارها كلها على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وتقييم حجج الله وتنفذه على المجرمين، امتثالاً لقوله تعالى ( إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)".
وأشار المفتي إلى أن "هؤلاء عفا الله عنا وعنهم، أقدموا على جرائم عظيمة، القتل وصنع المتفجرات وترويجها والحرص على زعزعة الأمن واستقراره ونشر الذعر بين أفراد المجتمع كما هو الواقع في كثير من الدول الاسلامية"، مبيناً أن هذا "منكر عظيم وظلال مبين إذ الواجب على المسلم أن ينتبه لنفسه وأن يعلم أنه خلق لعبادة الله فيسعى لعبادته جل وعلا والمحافظة على دينه واحترام دماء الناس وأموالهم وأعراضهم، يقول صلى الله عليه وسلم : المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم".
ولفت إلى أن الله جل وعلا هو أرحم الراحمين، ومن رحمته شرع الحدود رادعة للمجرمين مانعة من عودتهم إلى جرائمهم ومخبرة غيرهم أن هذا هو الجزاء المحتوم لكل من خالف الشرع، قال الله جل وعلا (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ).
وقال مفتي عام المملكة: "إن قضاءنا قضاء شرعي لا سلطة لأحد عليه، لا من هيئة عليا ولا من استئناف ولا من هيئة عامة كلها محاكم شرعية تحكم بالعدل ليس لأحد عليها سلطان أبدا، تنفذ أحكامها من الكتاب والسنة، هذا أمر الله وله الفضل والمنة، وكل قضية قتل تمر على أكثر من تسع قضاة، كلهم يوقعون عليها استكمالاً للحيثيات وأسباب الدعوة وما يتعلق بذلك.
وأضاف: "هذه الأحكام الشرعية أحكام عادلة، نسأل الله أن يجعلها كفارة لما مضى من ذنوبهم وأن يوفقنا للمستقبل لكل خير وأن يعيذنا من الشيطان" محذراً من مكائد الشيطان والحاسدين الحاقدين الساعين لزعزعة الأمن والاستقرار وشق وحدة الصف، وأن قتل نفس واحدة يعاقب عليها كأنه قتل الكل، لأن من أخل ببعض فأخل بالكل، ومن استباح دم مسلم استباح دم الكل، ومن احترم الدماء كلها احترم الكل.
وأوضح مفتي عام المملكة أن من واجب ولاة الأمر حفظ الأمن والاستقرار والدفاع عن الأمة وردع الظالمين وإقامة العدل في الأرض، حاثاً الجميع على تقوى الله تعالى والتعاون مع ولاة الأمر وشد أزرهم وإعانتهم على تنفيذ أحكام الله.
هيئة كبار العلماء: إنفاذ الأحكام وفق ما قررته الشريعة
من جهتها، أكدت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء أن "تنفيذ الأحكام القضائية -حدًّا وتعزيرًا -الصادرة بحق من ثبتت عليهم شرعًا الجرائم المنسوبة إليهم وفق ما ورد في بيان وزارة الداخلية الصادر. هذه الأحكام القضائية المكتسبة للصفة القطعية بتدقيقها عبر درجات التقاضي الثلاث التي تحتاط للمتهم، وتكفل حقوقه، وتتوخى العدالة؛ هو إنفاذ لما قررته الشريعة الغراء، وتحقيق لمقصد من مقاصدها العظيمة، التي جاءت بحفظ نظام الأمة، الذي لا يمكن إلا بسدِّ ثلمات الهرج، والفتن، والعدوان، وأن ذلك لا يكون واقعاً موقعه إلا إذا تولته الشريعة، ونفذته الحكومة".
وقالت الأمانة العامة في بيانها الصادر السبت إن "الله تعالى امتنّ على هذه البلاد المملكة العربية السعودية؛ بأن جعل الحكم فيها يستمدُّ سلطته من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأنّ القضاء فيها قائمٌ على تحكيم الشريعة الإسلامية، وأنّ القضاة مستقلون لا سلطان عليهم في قضائهم لغير أحكام الشريعة الإسلامية، والأنظمة المرعية، وليس لأحدٍ التدخل في القضاء".
وأوضحت الهيئة أن ما تشهده المملكة بلاد الحرمين الشريفين من أمن وأمان واستقرار وازدهار بفضل الله تعالى ثم بفضل تحكيم شرع الله، قال الله تعالى: وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبُدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون "
وأكدت أن "إنفاذ أحكام القضاء بحق هؤلاء هو تحقيق لرضى الله تعالى بتطبيق شرعه، ثم إنه حفظ وحماية لأمن بلاد الحرمين الشريفين، واستقرارها، ومحافظة على مكتسبات شعبها، وفي طليعة ذلك: أمن مواطنيها، والمقيمين فيها، وزوارها من الحجاج والمعتمرين وغيرهم، وردع وزجر لكل من تسول له نفسه الإقدام على مثل هذه الجرائم العدوانية التي تخلُ بأمن المجتمع ونظام الجماعة، قال الله تعالى: إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يُقتَّلوا أو يصلبوا أو تُقطّع أيديهم وأرجلُهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم".
المطق: تنفيذ الحدود فيه علاج وردع
بدوره، شدد عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للإفتاء المستشار في الديوان الملكي الدكتور عبدالله بن محمد المطق، أن تنفيذ الأحكام الشرعية اليوم بحق 47 شخصًا من الفئة الضالة، يجسد تطبيق حدود الله ضد المفسدين في الأرض الذين دمروا ما أراد الله عمارته وأفسدوا ما أراد الله إصلاحه".
وقال في تصريح لوكالة الأنباء السعودية "واس" إن "تنفيذ الحدود الشرعية فيه علاج لكل من تسوّل له نفسه أن يفسد في الأرض، وفيه ردع وإحجام للمفسدين الذين يريدون الإفساد في الأرض ويعملون على نشر فسادهم، مستشهداً بحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال : (إقامة حد بأرض خير لأهلها من مطر أربعين ليلة)".
وأضاف الدكتور المطق: "لقد شهدت بلادنا الحبيبة ويلات عظيمة من هذه الطغمة الفاسدة جرّاء ما ارتكبوا من أعمال قتل للأبرياء من رجال الأمن وغيرهم، وتخريب للمنشآت، وتشويه لسمعة الإسلام والمسلمين، وترويع للآمنين، فكان جزاؤهم ما قضت به المحاكم الشرعية وما توصل إليه القضاة الذين درسوا قضاياهم بتمعن، وسمعوا منهم من غير إضرارهم وناقشوهم واطلعوا على البينات التي تدينهم، ليتم التوصل بعد النظر في الأدلة الشرعية، والبحث والتحرّي في الأحكام إلى تنفيذ حدود الشرع فيهم".
وقال في ختام تصريحه "اعلم يا من تسوّل له نفسه السير مع الصّحبة الضالة الذين يعملون عمل الشيطان ويريدون الخروج عن الجادة أن هذه الأحكام ستجري عليك، والله جعل ذلك العقاب في الدنيا، والخزي في الآخرة"، داعياً الجميع إلى لزوم الجماعة وفقا لقول الله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا).
الشثري: الأحكام لم تبن على أساس مذهبي
أكد المستشار بالديوان الملكي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري أن تطبيق الحدود الشرعية وتنفيذ أحكام الله عز وجل في 47 من أفراد الفئة الضالة الذين أفسدوا في الأرض وحاربوا الله ورسوله وحاربوا المجتمع بكل مكوناته ويستبيحون الحرمات من الدماء والأموال ويسعون إلى التخريب والتفريق في الكلمة، نعمة وفضيلة وهو من المميزات التي تميز هذه الدولة المباركة ومن الآثار التي يرجى أن تحصل من مثل هذا الأمر حفظ حقوق الولاية وطمأنينة النفوس مشيراً إلى أن الأحوال مستقرة وأن هذه البلاد سائرة على عزم في مواجهة هؤلاء الذين يريدون الإفساد في الأرض .
وقال الشثري في تصريح للقناة الأولى بالتلفزيون السعودي: "إن الإسلام بريء مما يفعل هؤلاء المفسدين من جرائم، بل الإسلام يسعى إلى استقرار أحوال المسلمين واجتماع كلمتهم وصفهم، وهؤلاء ليسوا مصلحين بل هم مفسدون ليس عملهم من دين الإسلام بشيء وهؤلاء زاولوا الإجرام وليسوا مجرد مخالفين سياسيين أو موقوفين في قضايا رأي، والناظر في تنفيذ هذه العقوبة يجد أنها لم تبن على أساس مناطقي أو مذهبي بل جاءت بعد تمام النظر وبإجراءات قضائية متكاملة من قضاة مؤهلين وعلى درجات قضائية مختلفة وحينئذ يطمئن الإنسان إلى أن هذا الفعل موافق لشرع رب العزة والجلال سائر على ما يحقق من مقاصد الشرعية".
وأضاف: إن تنفيذ الأحكام الشرعية تتحقق بها مقاصد شرعية كثيرة منها اجتماع كلمة أهل الإسلام وحفظ حقوق الولاية وطمأنينة النفوس، وأن من الواجبات التي يجب علينا جميعاً التقرب إلى الله عز وجل ببيان حكمه دون مماراة ومجاملة وأن نبين أن هؤلاء المفسدين لم يأتوا لإصلاح أحوال الناس بل هم أهل الفساد والإفساد أما من طوية فاسدة أو من جهل بحقائق الأمور ومآلاتها وكذلك يجب على الجميع أن يسعوا إلى إخبار الجهات الأمنية عن أي حركات مريبة تقع في أي مكان لتقوم بالتحقق من ما وراء هذه التحركات وتتحقق من الأشخاص الذين يعملون هذه الأعمال .
وأكد الشيخ الشثري أن أفراد الفئة الضالة يعتمدون على الكذب والبهتان والتدليس وتزوير الحقائق وبالتالي يجب على كل مؤمن أن لا يتساعد معهم بنشر هذه الأكاذيب التي تخالف شرع الله، ويجب علينا جميعاً أن نقف في وجه هؤلاء دون مجاملة وكذلك يجب على كل واحد منا حفظ مكانة ولاة الأمر وعلماء الشريعة ورجال الأمن لما يقومون به من أعمال في خدمة الوطن والمواطن.
أكد مفتي عام المملكة، رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، أن تنفيذ الأحكام الشرعية في 47 من الجناة استندت على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن في ذلك الحرص على الأمة واستقامتها واستقرارها والدفاع عن أمنها وأموالها وأعراضها وعقولها.
وقال المفتي في تصريح للقناة الأولى بالتلفزيون السعودي: "ما سمعناه بياناً كافياً شافياً ووافياً، استند على الكتاب والسنة في الحرص على الأمة واستقامتها واستقرارها والدفاع عن أمنها وأموالها وأعراضها وعقولها، ثم ذكر آراء العلماء واجماعهم على هذه القضية، وأن هذا من الضروريات التي جاء الإسلام بها للمحافظة عليها، وهي: الدين والنفس والعرض والعقل والمال، ثم بين نتائج تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية وأن في تنفيذها رحمة للعباد ومصلحة لهم وكفاً للشر عنهم، ومنع الفوضى في صفوفهم".
وأضاف أن "هذه الأحكام شرعية لا لبس فيها، فهذه حدود الله لا يميز فيها أحد عن أحد، بل هي على الجميع كما قال صلى الله عليه وسلم: إنما أهلك بني إسرائيل أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الفقير أقاموا الحد عليه، وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها"، مؤكداً أن فيها عدل وإنصاف ورفع للظلم وتحقيق للأمن.
وبين آل الشيخ أن المملكة العربية السعودية "دولة قائمة على الإسلام والسنة من الدعوة الصالحة التي قام بها الإمامان محمد بن سعود ومحمد بن عبدالوهاب - رحمهما الله - في أدوارها كلها على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وتقييم حجج الله وتنفذه على المجرمين، امتثالاً لقوله تعالى ( إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)".
وأشار المفتي إلى أن "هؤلاء عفا الله عنا وعنهم، أقدموا على جرائم عظيمة، القتل وصنع المتفجرات وترويجها والحرص على زعزعة الأمن واستقراره ونشر الذعر بين أفراد المجتمع كما هو الواقع في كثير من الدول الاسلامية"، مبيناً أن هذا "منكر عظيم وظلال مبين إذ الواجب على المسلم أن ينتبه لنفسه وأن يعلم أنه خلق لعبادة الله فيسعى لعبادته جل وعلا والمحافظة على دينه واحترام دماء الناس وأموالهم وأعراضهم، يقول صلى الله عليه وسلم : المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم".
ولفت إلى أن الله جل وعلا هو أرحم الراحمين، ومن رحمته شرع الحدود رادعة للمجرمين مانعة من عودتهم إلى جرائمهم ومخبرة غيرهم أن هذا هو الجزاء المحتوم لكل من خالف الشرع، قال الله جل وعلا (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ).
وقال مفتي عام المملكة: "إن قضاءنا قضاء شرعي لا سلطة لأحد عليه، لا من هيئة عليا ولا من استئناف ولا من هيئة عامة كلها محاكم شرعية تحكم بالعدل ليس لأحد عليها سلطان أبدا، تنفذ أحكامها من الكتاب والسنة، هذا أمر الله وله الفضل والمنة، وكل قضية قتل تمر على أكثر من تسع قضاة، كلهم يوقعون عليها استكمالاً للحيثيات وأسباب الدعوة وما يتعلق بذلك.
وأضاف: "هذه الأحكام الشرعية أحكام عادلة، نسأل الله أن يجعلها كفارة لما مضى من ذنوبهم وأن يوفقنا للمستقبل لكل خير وأن يعيذنا من الشيطان" محذراً من مكائد الشيطان والحاسدين الحاقدين الساعين لزعزعة الأمن والاستقرار وشق وحدة الصف، وأن قتل نفس واحدة يعاقب عليها كأنه قتل الكل، لأن من أخل ببعض فأخل بالكل، ومن استباح دم مسلم استباح دم الكل، ومن احترم الدماء كلها احترم الكل.
وأوضح مفتي عام المملكة أن من واجب ولاة الأمر حفظ الأمن والاستقرار والدفاع عن الأمة وردع الظالمين وإقامة العدل في الأرض، حاثاً الجميع على تقوى الله تعالى والتعاون مع ولاة الأمر وشد أزرهم وإعانتهم على تنفيذ أحكام الله.
هيئة كبار العلماء: إنفاذ الأحكام وفق ما قررته الشريعة
من جهتها، أكدت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء أن "تنفيذ الأحكام القضائية -حدًّا وتعزيرًا -الصادرة بحق من ثبتت عليهم شرعًا الجرائم المنسوبة إليهم وفق ما ورد في بيان وزارة الداخلية الصادر. هذه الأحكام القضائية المكتسبة للصفة القطعية بتدقيقها عبر درجات التقاضي الثلاث التي تحتاط للمتهم، وتكفل حقوقه، وتتوخى العدالة؛ هو إنفاذ لما قررته الشريعة الغراء، وتحقيق لمقصد من مقاصدها العظيمة، التي جاءت بحفظ نظام الأمة، الذي لا يمكن إلا بسدِّ ثلمات الهرج، والفتن، والعدوان، وأن ذلك لا يكون واقعاً موقعه إلا إذا تولته الشريعة، ونفذته الحكومة".
وقالت الأمانة العامة في بيانها الصادر السبت إن "الله تعالى امتنّ على هذه البلاد المملكة العربية السعودية؛ بأن جعل الحكم فيها يستمدُّ سلطته من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأنّ القضاء فيها قائمٌ على تحكيم الشريعة الإسلامية، وأنّ القضاة مستقلون لا سلطان عليهم في قضائهم لغير أحكام الشريعة الإسلامية، والأنظمة المرعية، وليس لأحدٍ التدخل في القضاء".
وأوضحت الهيئة أن ما تشهده المملكة بلاد الحرمين الشريفين من أمن وأمان واستقرار وازدهار بفضل الله تعالى ثم بفضل تحكيم شرع الله، قال الله تعالى: وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبُدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون "
وأكدت أن "إنفاذ أحكام القضاء بحق هؤلاء هو تحقيق لرضى الله تعالى بتطبيق شرعه، ثم إنه حفظ وحماية لأمن بلاد الحرمين الشريفين، واستقرارها، ومحافظة على مكتسبات شعبها، وفي طليعة ذلك: أمن مواطنيها، والمقيمين فيها، وزوارها من الحجاج والمعتمرين وغيرهم، وردع وزجر لكل من تسول له نفسه الإقدام على مثل هذه الجرائم العدوانية التي تخلُ بأمن المجتمع ونظام الجماعة، قال الله تعالى: إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يُقتَّلوا أو يصلبوا أو تُقطّع أيديهم وأرجلُهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم".
المطق: تنفيذ الحدود فيه علاج وردع
بدوره، شدد عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للإفتاء المستشار في الديوان الملكي الدكتور عبدالله بن محمد المطق، أن تنفيذ الأحكام الشرعية اليوم بحق 47 شخصًا من الفئة الضالة، يجسد تطبيق حدود الله ضد المفسدين في الأرض الذين دمروا ما أراد الله عمارته وأفسدوا ما أراد الله إصلاحه".
وقال في تصريح لوكالة الأنباء السعودية "واس" إن "تنفيذ الحدود الشرعية فيه علاج لكل من تسوّل له نفسه أن يفسد في الأرض، وفيه ردع وإحجام للمفسدين الذين يريدون الإفساد في الأرض ويعملون على نشر فسادهم، مستشهداً بحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال : (إقامة حد بأرض خير لأهلها من مطر أربعين ليلة)".
وأضاف الدكتور المطق: "لقد شهدت بلادنا الحبيبة ويلات عظيمة من هذه الطغمة الفاسدة جرّاء ما ارتكبوا من أعمال قتل للأبرياء من رجال الأمن وغيرهم، وتخريب للمنشآت، وتشويه لسمعة الإسلام والمسلمين، وترويع للآمنين، فكان جزاؤهم ما قضت به المحاكم الشرعية وما توصل إليه القضاة الذين درسوا قضاياهم بتمعن، وسمعوا منهم من غير إضرارهم وناقشوهم واطلعوا على البينات التي تدينهم، ليتم التوصل بعد النظر في الأدلة الشرعية، والبحث والتحرّي في الأحكام إلى تنفيذ حدود الشرع فيهم".
وقال في ختام تصريحه "اعلم يا من تسوّل له نفسه السير مع الصّحبة الضالة الذين يعملون عمل الشيطان ويريدون الخروج عن الجادة أن هذه الأحكام ستجري عليك، والله جعل ذلك العقاب في الدنيا، والخزي في الآخرة"، داعياً الجميع إلى لزوم الجماعة وفقا لقول الله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا).
الشثري: الأحكام لم تبن على أساس مذهبي
أكد المستشار بالديوان الملكي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري أن تطبيق الحدود الشرعية وتنفيذ أحكام الله عز وجل في 47 من أفراد الفئة الضالة الذين أفسدوا في الأرض وحاربوا الله ورسوله وحاربوا المجتمع بكل مكوناته ويستبيحون الحرمات من الدماء والأموال ويسعون إلى التخريب والتفريق في الكلمة، نعمة وفضيلة وهو من المميزات التي تميز هذه الدولة المباركة ومن الآثار التي يرجى أن تحصل من مثل هذا الأمر حفظ حقوق الولاية وطمأنينة النفوس مشيراً إلى أن الأحوال مستقرة وأن هذه البلاد سائرة على عزم في مواجهة هؤلاء الذين يريدون الإفساد في الأرض .
وقال الشثري في تصريح للقناة الأولى بالتلفزيون السعودي: "إن الإسلام بريء مما يفعل هؤلاء المفسدين من جرائم، بل الإسلام يسعى إلى استقرار أحوال المسلمين واجتماع كلمتهم وصفهم، وهؤلاء ليسوا مصلحين بل هم مفسدون ليس عملهم من دين الإسلام بشيء وهؤلاء زاولوا الإجرام وليسوا مجرد مخالفين سياسيين أو موقوفين في قضايا رأي، والناظر في تنفيذ هذه العقوبة يجد أنها لم تبن على أساس مناطقي أو مذهبي بل جاءت بعد تمام النظر وبإجراءات قضائية متكاملة من قضاة مؤهلين وعلى درجات قضائية مختلفة وحينئذ يطمئن الإنسان إلى أن هذا الفعل موافق لشرع رب العزة والجلال سائر على ما يحقق من مقاصد الشرعية".
وأضاف: إن تنفيذ الأحكام الشرعية تتحقق بها مقاصد شرعية كثيرة منها اجتماع كلمة أهل الإسلام وحفظ حقوق الولاية وطمأنينة النفوس، وأن من الواجبات التي يجب علينا جميعاً التقرب إلى الله عز وجل ببيان حكمه دون مماراة ومجاملة وأن نبين أن هؤلاء المفسدين لم يأتوا لإصلاح أحوال الناس بل هم أهل الفساد والإفساد أما من طوية فاسدة أو من جهل بحقائق الأمور ومآلاتها وكذلك يجب على الجميع أن يسعوا إلى إخبار الجهات الأمنية عن أي حركات مريبة تقع في أي مكان لتقوم بالتحقق من ما وراء هذه التحركات وتتحقق من الأشخاص الذين يعملون هذه الأعمال .
وأكد الشيخ الشثري أن أفراد الفئة الضالة يعتمدون على الكذب والبهتان والتدليس وتزوير الحقائق وبالتالي يجب على كل مؤمن أن لا يتساعد معهم بنشر هذه الأكاذيب التي تخالف شرع الله، ويجب علينا جميعاً أن نقف في وجه هؤلاء دون مجاملة وكذلك يجب على كل واحد منا حفظ مكانة ولاة الأمر وعلماء الشريعة ورجال الأمن لما يقومون به من أعمال في خدمة الوطن والمواطن.