''الحلم الكندي''.. سوريّو الأردن يوضّبون حقائبهم
جو 24 : بات السفر إلى كندا حلماً مشروعاً للاجئين السوريين في الأردن، الذين بدأت الإجراءات تتسارع من أجل ضمّ 10 آلاف منهم إلى برنامج إعادة التوطين الذي يشمل 25 ألف لاجئ من الأردن ولبنان وتركيا
يجهز ثلاثة أشقاء سوريون، من اللاجئين في الأردن، حقائبهم استعداداً للسفر. حصلوا أخيراً على موافقة نهائية تقضي بإعادة توطينهم في كندا، من ضمن البرنامج الذي باشرت السلطات الكندية تنفيذه ويتضمن توطين 25 ألف لاجئ سوري في موعد أقصاه نهاية شباط المقبل.
الأشقاء الذين اجتازوا المقابلات في مركز السفارة الكندية بنجاح، ينتظرون الآن بعد خضوعهم للفحوص الطبية أيضاً، اتصالاً هاتفياً يحدد لهم موعد رحلتهم. يخبرهم موظف التأشيرات الكندي أنّ الرحلة ستكون "قريبة وربما قريبة جداً". لذلك، هم يحرصون على الجاهزية الكاملة للسفر في الموعد، حتى لا يفقدوا فرصتهم إلى الأبد "في حال عدم الجاهزية" كما تنص التعليمات.
يصف الأشقاء الذين طلبوا من "العربي الجديد" عدم ذكر أسمائهم، لأنهم ممنوعون من الحديث إلى وسائل الإعلام، الموافقة على إعادة توطينهم في كندا بـ"الحلم" الذي يتجه إلى التحقق. وهو الحلم الذي بدأ قبل شهر تقريباً برسالة من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى هاتف أحدهم تسأل فيها: "هل ترغب بالسفر إلى كندا؟".
وكانت المفوضية قد أرسلت ملفاتهم إلى السلطات الكندية قبل فترة، وحركتها أخيراً ليستفيدوا من برنامج إعادة التوطين المعلن عنه.
المرة الأولى التي عبّر فيها الأشقاء الثلاثة للمفوضية عن رغبتهم بالسفر إلى كندا كانت في مطلع عام 2013. ومع تحريك الملف أخيراً خضعوا لسلسلة من المقابلات بشكل فردي، الأولى في مقر مفوضية اللاجئين في العاصمة عمّان، وتضمنت التأكد من رغبتهم بالسفر. الثانية مع موظف من منظمة الهجرة الدولية واستمرت نحو ساعة، سئلوا خلالها عن مجمل تفاصيل حياتهم منذ الولادة حتى حضورهم إلى المقابلة، بحسب ما يقول أكبرهم. أعقب ذلك مباشرة مقابلة مع موظف التأشيرة الكندي، الذي أعاد عليهم طرح الأسئلة ذاتها ليتأكد من صدقهم، قبل أن ينتقل إلى أسئلة أمنية على غرار: "لماذا لم تحارب في صفوف الجيش السوري ضد المعارضين؟ ولماذا لم تنضم إلى الجماعات المسلحة لتقاتل النظام؟".
يكشف الأشقاء عن تكرار موظف التأشيرة الكندي سؤالهم: "هل لديك رغبة بإكمال دراستك؟ هل ترغب بالعمل؟". وبعد اجتيازهم جميع المقابلات بنجاح خضعوا لفحص طبي شامل، وطلب إليهم الاستعداد للسفر الذي سيكون قريباً، وسيحدد موعده باتصال هاتفي.
وكانت السفارة الكندية قد اعتمدت مركزاً داخل مطار "ماركا" العسكري، في عمّان، لإجراء المقابلات مع اللاجئين الذين حركت المفوضية ملفاتهم للاستفادة من برنامج التوطين، بالإضافة إلى إجراء الفحوصات الطبية لمن اجتازوا المقابلات بنجاح.
يحتاج الوصول إلى المركز حصول اللاجئين على تصاريح خاصة، وإجراءات تفتيش معقدة، فيما يمنح كلّ لاجئ يُطلب لإجراء مقابلة هناك مبلغ 10 دنانير(14 دولاراً أميركياً) بدل مواصلات، يستلمها فور حضوره.
الناطق باسم المفوضية في الأردن محمد حواري، يشير إلى أنّ دور المفوضية في البرنامج الكندي انتهى بمجرد الانتهاء من إعداد قوائم اللاجئين الذين اقترحتهم للاستفادة من برنامج التوطين. يشير إلى أنّ المفوضية اعتمدت في اختيارها للاجئين المسجلين لديها المعايير الكندية، وهي "العائلات الكاملة، والنساء المعرضات للخطر، والأشخاص الذين يمكن أن يكونوا عرضة للخطر في المجتمع كالمثليين جنسياً".
وبحسب الإحصاءات التي حصلت عليها "العربي الجديد" فقد أرسل مكتب مفوضية اللاجئين في الأردن 45 ألفاً و729 رسالة إلى لاجئين تستفسر عن رغبتهم بالسفر إلى كندا. واستدعي من هؤلاء 15 ألفاً و647 شخصاً لإجراء مقابلات، رفعت من بينهم للجهات الكندية قائمة نهائية من 11 ألفاً و5 لاجئين.
يحدد البرنامج الكندي حصة اللاجئين السوريين في الأردن بـ 10 آلاف شخص سيجري توطينهم في كندا. بينما سيجري نقل 15 ألف سوري من لبنان وتركيا. يفسر الحواري رفع قائمة بعدد يفوق الحصة المخصصة للاجئين في الأردن، بإتاحة الفرصة أمام بدلاء في حال واجهت بعض الأسماء المقترحة اعتراضاً كندياً.
هذا ومنحت المفوضية الأولوية للاجئين المقيمين خارج مخيمات اللجوء الرسمية في الأردن. كما اقتصر اختيار اللاجئين على المسجلين لديها. ويبلغ عدد اللاجئين المسجلين لديها 65 ألفاً فقط، فيما تشير إحصائيات الحكومة الأردنية إلى وجود أكثر من مليون وأربعمائة ألف لاجئ سوري على أراضي المملكة، يقيم 80 في المائة منهم خارج مخيمات اللجوء.
الحكومة بدورها، دعت المزيد من الدول إلى اعتماد النموذج الذي قدمته كندا في استقبال للاجئين السوريين. وعبر رئيسها عبد الله النسور عن تقديره للمبادرة الكندية، لكنه وصف عدد اللاجئين الذين شملتهم بـ"القليل".
ووفقاً للبرنامج المعلن عنه، فقد كان مقرراً وصول 10 آلاف لاجئ إلى كندا قبل نهاية العام الماضي 2015، على أن يصل البقية قبل نهاية شباط المقبل. لكنّ المعلومات التي حصلت عليها "العربي الجديد" من السفارة الكندية في عمّان، تشير إلى أنه وحتى نهاية 31 كانون الأول الماضي، بلغ عدد الواصلين إلى كندا من الدول الثلاث 6064 لاجئاً فقط نقلوا في ست رحلات جوية، كانت الأولى في 11 ديسمبر، تلتها رحلة في اليوم التالي مباشرة، والثالثة في 15 من الشهر نفسه. كما شهد يوم 18 ديسمبر رحلتين الأولى صباحية والثانية مسائية. أما الرحلة السادسة فتزامنت مع رأس السنة. وكانت السلطات الكندية التي سمحت لعدد محدود من وسائل الإعلام بتغطية الرحلة الأولى، تجاهلت الأمر في الرحلات الخمس التالية.
تشير المعلومات إلى أنّ 4639 لاجئاً من الدول الثلاث أنهوا جميع متطلبات التوطين، لكنّهم لم يسافروا بعد. كما يوجد 17 ألفاً و676 طلب توطين ما زال قيد الدراسة.
إلى ذلك، تولي السلطات الكندية خلال تنفيذها لبرنامج التوطين، الهاجس الأمني اهتماماً كبيراً. تبدو شديدة الحرص على عدم تسلل مجموعات إرهابية إلى بلادها، خصوصاً بعد الاعتداءات التي هزت العاصمة الفرنسية باريس وكاليفورنيا الأميركية أخيراً. وهو الهاجس الذي يبرر حالة التباطؤ التي أصابت البرنامج. وعن ذلك، تقول السفارة الكندية في عمّان لـ"العربي الجديد" إنّ "حماية سلامة وأمن الكنديين واللاجئين تشكل عاملاً رئيسياً في إجراءات تنفيذ البرنامج". وتكشف السفارة عن إجراء ضباط يمتلكون الخبرة مقابلات مع جميع اللاجئين المتقدمين، بالإضافة إلى المراجعة الدقيقة للمستندات. تضيف: "عند وجود أي شكوك، يُجرى مزيد من التدقيق الأمني".
وفقاً للتعليمات الموزعة على اللاجئين الذين حصلوا على موافقة نهائية، فإنّهم سيخضعون لدى وصولهم إلى كندا لإجراءات أمنية إضافية قد تمتد ثلاث ساعات، يجري خلالها التحقيق معهم وتفتيش حقائبهم.
وحول أسباب التباطؤ، تقول السفارة: "معالجة وضع اللاجئين معقدة.. يوجد العديد من التحديات اللوجستية التي تتمثل بتحديد أكثرهم عرضة للخطر، والجوانب الأمنية، والفحوص الطبية، بالإضافة إلى الأحوال الجوية التي قد تعيق الرحلات الجوية، وأحياناً عدم جاهزية اللاجئين للسفر". كما تشير إلى إرسال ضباط هجرة إضافيين -لم تحدد عددهم- لتسريع إجراءات تنفيذ البرنامج.
من جهته، ينتظر اللاجئ السوري محمد أبو رجب، اتصال استدعائه إلى المقابلة في المركز الكندي، بعدما أجرى مقابلة لدى مفوضية اللاجئين أكد فيها رغبته بالسفر. يعتقد أبو رجب (38 عاماً) أنّ فرص الموافقة عليه متوفرة، فهو أب لعائلة مكونة من زوجة وخمسة أطفال، بالإضافة إلى وجود ما يهدد بقاءه في الأردن، بعد تعرض أحد أبنائه لاعتداء جنسي من شاب أردني، وما طاول عائلته من تهديدات بعد تسجيله شكوى رسمية بحق الشاب المعتدي.
سبق له تقديم طلب لجوء إلى فرنسا قبل عامين، لكن طلبه رفض من دون إبداء الأسباب. وبالرغم من بدء عمليات نقل اللاجئين فإنّ اليأس لم يتسلل إلى قلبه. هو يرى أنّ الفرصة ما زالت قائمة. يقول أبو رجب، الذي لجأ إلى الأردن منتصف العام 2012 هارباً من محافظة درعا: "لم يبق أمامنا سوى الهجرة. في الأردن أصبحنا مهددين، ولا أمل بالعودة إلى سورية. لو عدنا لن نعرف من سيقتلنا".
العربي الجديد
يجهز ثلاثة أشقاء سوريون، من اللاجئين في الأردن، حقائبهم استعداداً للسفر. حصلوا أخيراً على موافقة نهائية تقضي بإعادة توطينهم في كندا، من ضمن البرنامج الذي باشرت السلطات الكندية تنفيذه ويتضمن توطين 25 ألف لاجئ سوري في موعد أقصاه نهاية شباط المقبل.
الأشقاء الذين اجتازوا المقابلات في مركز السفارة الكندية بنجاح، ينتظرون الآن بعد خضوعهم للفحوص الطبية أيضاً، اتصالاً هاتفياً يحدد لهم موعد رحلتهم. يخبرهم موظف التأشيرات الكندي أنّ الرحلة ستكون "قريبة وربما قريبة جداً". لذلك، هم يحرصون على الجاهزية الكاملة للسفر في الموعد، حتى لا يفقدوا فرصتهم إلى الأبد "في حال عدم الجاهزية" كما تنص التعليمات.
يصف الأشقاء الذين طلبوا من "العربي الجديد" عدم ذكر أسمائهم، لأنهم ممنوعون من الحديث إلى وسائل الإعلام، الموافقة على إعادة توطينهم في كندا بـ"الحلم" الذي يتجه إلى التحقق. وهو الحلم الذي بدأ قبل شهر تقريباً برسالة من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى هاتف أحدهم تسأل فيها: "هل ترغب بالسفر إلى كندا؟".
وكانت المفوضية قد أرسلت ملفاتهم إلى السلطات الكندية قبل فترة، وحركتها أخيراً ليستفيدوا من برنامج إعادة التوطين المعلن عنه.
المرة الأولى التي عبّر فيها الأشقاء الثلاثة للمفوضية عن رغبتهم بالسفر إلى كندا كانت في مطلع عام 2013. ومع تحريك الملف أخيراً خضعوا لسلسلة من المقابلات بشكل فردي، الأولى في مقر مفوضية اللاجئين في العاصمة عمّان، وتضمنت التأكد من رغبتهم بالسفر. الثانية مع موظف من منظمة الهجرة الدولية واستمرت نحو ساعة، سئلوا خلالها عن مجمل تفاصيل حياتهم منذ الولادة حتى حضورهم إلى المقابلة، بحسب ما يقول أكبرهم. أعقب ذلك مباشرة مقابلة مع موظف التأشيرة الكندي، الذي أعاد عليهم طرح الأسئلة ذاتها ليتأكد من صدقهم، قبل أن ينتقل إلى أسئلة أمنية على غرار: "لماذا لم تحارب في صفوف الجيش السوري ضد المعارضين؟ ولماذا لم تنضم إلى الجماعات المسلحة لتقاتل النظام؟".
يكشف الأشقاء عن تكرار موظف التأشيرة الكندي سؤالهم: "هل لديك رغبة بإكمال دراستك؟ هل ترغب بالعمل؟". وبعد اجتيازهم جميع المقابلات بنجاح خضعوا لفحص طبي شامل، وطلب إليهم الاستعداد للسفر الذي سيكون قريباً، وسيحدد موعده باتصال هاتفي.
وكانت السفارة الكندية قد اعتمدت مركزاً داخل مطار "ماركا" العسكري، في عمّان، لإجراء المقابلات مع اللاجئين الذين حركت المفوضية ملفاتهم للاستفادة من برنامج التوطين، بالإضافة إلى إجراء الفحوصات الطبية لمن اجتازوا المقابلات بنجاح.
يحتاج الوصول إلى المركز حصول اللاجئين على تصاريح خاصة، وإجراءات تفتيش معقدة، فيما يمنح كلّ لاجئ يُطلب لإجراء مقابلة هناك مبلغ 10 دنانير(14 دولاراً أميركياً) بدل مواصلات، يستلمها فور حضوره.
الناطق باسم المفوضية في الأردن محمد حواري، يشير إلى أنّ دور المفوضية في البرنامج الكندي انتهى بمجرد الانتهاء من إعداد قوائم اللاجئين الذين اقترحتهم للاستفادة من برنامج التوطين. يشير إلى أنّ المفوضية اعتمدت في اختيارها للاجئين المسجلين لديها المعايير الكندية، وهي "العائلات الكاملة، والنساء المعرضات للخطر، والأشخاص الذين يمكن أن يكونوا عرضة للخطر في المجتمع كالمثليين جنسياً".
وبحسب الإحصاءات التي حصلت عليها "العربي الجديد" فقد أرسل مكتب مفوضية اللاجئين في الأردن 45 ألفاً و729 رسالة إلى لاجئين تستفسر عن رغبتهم بالسفر إلى كندا. واستدعي من هؤلاء 15 ألفاً و647 شخصاً لإجراء مقابلات، رفعت من بينهم للجهات الكندية قائمة نهائية من 11 ألفاً و5 لاجئين.
يحدد البرنامج الكندي حصة اللاجئين السوريين في الأردن بـ 10 آلاف شخص سيجري توطينهم في كندا. بينما سيجري نقل 15 ألف سوري من لبنان وتركيا. يفسر الحواري رفع قائمة بعدد يفوق الحصة المخصصة للاجئين في الأردن، بإتاحة الفرصة أمام بدلاء في حال واجهت بعض الأسماء المقترحة اعتراضاً كندياً.
هذا ومنحت المفوضية الأولوية للاجئين المقيمين خارج مخيمات اللجوء الرسمية في الأردن. كما اقتصر اختيار اللاجئين على المسجلين لديها. ويبلغ عدد اللاجئين المسجلين لديها 65 ألفاً فقط، فيما تشير إحصائيات الحكومة الأردنية إلى وجود أكثر من مليون وأربعمائة ألف لاجئ سوري على أراضي المملكة، يقيم 80 في المائة منهم خارج مخيمات اللجوء.
الحكومة بدورها، دعت المزيد من الدول إلى اعتماد النموذج الذي قدمته كندا في استقبال للاجئين السوريين. وعبر رئيسها عبد الله النسور عن تقديره للمبادرة الكندية، لكنه وصف عدد اللاجئين الذين شملتهم بـ"القليل".
ووفقاً للبرنامج المعلن عنه، فقد كان مقرراً وصول 10 آلاف لاجئ إلى كندا قبل نهاية العام الماضي 2015، على أن يصل البقية قبل نهاية شباط المقبل. لكنّ المعلومات التي حصلت عليها "العربي الجديد" من السفارة الكندية في عمّان، تشير إلى أنه وحتى نهاية 31 كانون الأول الماضي، بلغ عدد الواصلين إلى كندا من الدول الثلاث 6064 لاجئاً فقط نقلوا في ست رحلات جوية، كانت الأولى في 11 ديسمبر، تلتها رحلة في اليوم التالي مباشرة، والثالثة في 15 من الشهر نفسه. كما شهد يوم 18 ديسمبر رحلتين الأولى صباحية والثانية مسائية. أما الرحلة السادسة فتزامنت مع رأس السنة. وكانت السلطات الكندية التي سمحت لعدد محدود من وسائل الإعلام بتغطية الرحلة الأولى، تجاهلت الأمر في الرحلات الخمس التالية.
تشير المعلومات إلى أنّ 4639 لاجئاً من الدول الثلاث أنهوا جميع متطلبات التوطين، لكنّهم لم يسافروا بعد. كما يوجد 17 ألفاً و676 طلب توطين ما زال قيد الدراسة.
إلى ذلك، تولي السلطات الكندية خلال تنفيذها لبرنامج التوطين، الهاجس الأمني اهتماماً كبيراً. تبدو شديدة الحرص على عدم تسلل مجموعات إرهابية إلى بلادها، خصوصاً بعد الاعتداءات التي هزت العاصمة الفرنسية باريس وكاليفورنيا الأميركية أخيراً. وهو الهاجس الذي يبرر حالة التباطؤ التي أصابت البرنامج. وعن ذلك، تقول السفارة الكندية في عمّان لـ"العربي الجديد" إنّ "حماية سلامة وأمن الكنديين واللاجئين تشكل عاملاً رئيسياً في إجراءات تنفيذ البرنامج". وتكشف السفارة عن إجراء ضباط يمتلكون الخبرة مقابلات مع جميع اللاجئين المتقدمين، بالإضافة إلى المراجعة الدقيقة للمستندات. تضيف: "عند وجود أي شكوك، يُجرى مزيد من التدقيق الأمني".
وفقاً للتعليمات الموزعة على اللاجئين الذين حصلوا على موافقة نهائية، فإنّهم سيخضعون لدى وصولهم إلى كندا لإجراءات أمنية إضافية قد تمتد ثلاث ساعات، يجري خلالها التحقيق معهم وتفتيش حقائبهم.
وحول أسباب التباطؤ، تقول السفارة: "معالجة وضع اللاجئين معقدة.. يوجد العديد من التحديات اللوجستية التي تتمثل بتحديد أكثرهم عرضة للخطر، والجوانب الأمنية، والفحوص الطبية، بالإضافة إلى الأحوال الجوية التي قد تعيق الرحلات الجوية، وأحياناً عدم جاهزية اللاجئين للسفر". كما تشير إلى إرسال ضباط هجرة إضافيين -لم تحدد عددهم- لتسريع إجراءات تنفيذ البرنامج.
من جهته، ينتظر اللاجئ السوري محمد أبو رجب، اتصال استدعائه إلى المقابلة في المركز الكندي، بعدما أجرى مقابلة لدى مفوضية اللاجئين أكد فيها رغبته بالسفر. يعتقد أبو رجب (38 عاماً) أنّ فرص الموافقة عليه متوفرة، فهو أب لعائلة مكونة من زوجة وخمسة أطفال، بالإضافة إلى وجود ما يهدد بقاءه في الأردن، بعد تعرض أحد أبنائه لاعتداء جنسي من شاب أردني، وما طاول عائلته من تهديدات بعد تسجيله شكوى رسمية بحق الشاب المعتدي.
سبق له تقديم طلب لجوء إلى فرنسا قبل عامين، لكن طلبه رفض من دون إبداء الأسباب. وبالرغم من بدء عمليات نقل اللاجئين فإنّ اليأس لم يتسلل إلى قلبه. هو يرى أنّ الفرصة ما زالت قائمة. يقول أبو رجب، الذي لجأ إلى الأردن منتصف العام 2012 هارباً من محافظة درعا: "لم يبق أمامنا سوى الهجرة. في الأردن أصبحنا مهددين، ولا أمل بالعودة إلى سورية. لو عدنا لن نعرف من سيقتلنا".
العربي الجديد