2024-11-26 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

الملكية الاردنية والتعثر المتلازم

أحمد عبدالباسط الرجوب
جو 24 : ما من شي اجمل من الوطن الاغلى اردننا الحبيب وفي المقام لا انسى بلادنا العربية من محيطها الى خليجها ، وحب الاوطان يولد عشق العمل والانجاز والنأي بعيدا عن الاهواء الشخصية التي لا تجلب للوطن الا التراجع والنكوص الى الخلف وتذيل ركب الحضارة في سباق الامم.

وما استوقفني ما تابعته على المواقع الالكترونية هذا الصباح ليوم الاربعاء 6/1/2015م من اعتصام لثلة من موظفي الملكية الاردنية امام منبر الامه " مجلس النواب " واكثر ما شدني ذلك الرجل بلباس غترته الحمراء والذي لم تخفي تجاعيد وجهه وإنسكاب دموع عينية إلا شدة وقع الظلم عليه من قبل مسؤل اعتلى كرسيا دلف اليه بتوصية عابرة على عشاء النفاق الاجتماعي او وصفة بترشيحة من قبل أحد النافذين على موقع القرار (لان الوجه) تراه في وزارة المالية خريفا وفي الشتاء اللاحق في وزارة الخارجية (بتاع كله). ، وحتى لا نسها اوننسى الملكية الاردنية " أو عالية " سابقاً هي تلك المؤسسة الوطنية التي سبقت غيرها في التأسيس من شركات الطيران العربية ان لم يكن العالمية ، وللتذكير فقد تأسست في العام 1962 بتوجيهات من باني الاردن الحديث جلالة المغفور له بإذن الله الملك الحسين طيب الله ثراه وبتصميم وتنفيذ من شهيد الوطن الابرز رئيس الوزراء طيب الذكر وصفي التل طيب الله ثراه في ذاك الوقت .

وعودا الى اصل الموضوع فقد كانت الملكية الأردنية من أفضل خطوط الطيران العالمية وطائراتها وطياروها من أفضل الطائرات والطواقم حرفية وأماناً، ولها سمعتها الرفيعة في عالم الطيران وحقوق النقل ، ومع أن الشركة قد باعت عدداً كبيراً من طائراتها سابقاً، وعمدت الى استئجار طائرات للعمل على خطوطها، فإنها تبقى واحدة من أفضل خطوط الطيران العربية وحتى العالمية، وهي جزء لا يتجزأ من السيادة الوطنية، وسوق الطيران العالمي يزداد اتساعاً، فلماذا لم يفتح ملف تراجع الشركة إلى الآن؟!

لقد اثلج صدورنا ما صرحت به "الملكية الأردنية" والعهدة على الراوي، تحقيق أرباح مالية لأول مرة ومنذ سنوات تقدر بـ27 مليون دينار حتى نهاية أيلول سبتمبر 2015، غير أن النتائج المالية الإيجابية التي حققتها "الملكية الأردنية" لم تكن مفاجئة، ولا ترتبط حصراً بخطة إنقاذ وضعها مجلس الإدارة الجديد؛ بل هي نتاج عدة معطيات ومرد ذلك لجملة اسباب منها:

• تراجع أسعار النفط عالمياً بأكثر من النصف، الأمر الذي قلص حجم الخسائر التي كانت تُمنى بها الشركة في سنوات سابقة ، حيث وصل سعر برميل النفط بحدود 35 دولارا، مما افضي إلى نتائج مختلفة جدا عن تلك المتوقعة في ظل سعر يتجاوز 100 دولار للبرميل
• يضاف الى ذلك خطوات إدارية ترتبط بإلغاء رحلات نحو وجهات لم تكن رابحة لأسباب أمنية أم تجارية.
• تحدث اسطول الطائرات بصفقة الطائرات الجديدة التي توفر استهلاك الوقود بنسبة 20 %.
أنا لست متعمقا في الاقتصاد كثيراً و"عدّ القروش أو البيزات كما في الخليج " ولا زلت في طور التعلم ، ولكن من متابعاتي منذ زمن بعدد اصابع اليدين وهذه الشركة في تعثر وتراجع مستمر وباعتقادي ان الوصفات الطبية الارتجالية قد اخفقت في الوصول الى تشخيص علة مسارها وخسارتها سنة تلو الاخري ، وكل ما نسمعه عن تراجع وخسائر يكمن وراءها مستفيدون يريدون أن ينهوا هذه الشركة لصالح بيعها لشركات منافسة وأن يتم إخراج الأردن الرسمي من خطوط الطيران العالمي ، مع ان "الملكية" يجب أن تبقى هي الخطوط الرسمية للأردن و " الناقل الوطني "، وأي مساس بها سيعتبر مساساً بالسيادة الوطنية.

هذه الشركة التي خرّجت خبرات عظيمة لمحيطها العربي بل العالمي تستطيع أن تتدارك أمرها، من خلال إعادة هيكلة الشركة وتقليص وضبط نفقاتها والعمل على أسس تجارية جديدة ، والاتيان بطاقم تنفيذي من غير هؤلاء المجربين والذين كان لهم اليد العبثية في كثير من مفاصل الدولة والمواقع التي دلفو اليها بحكم علاقات النفاق الاجتماعي او المصاهرة أو القربى كما اسلفنا.

في المقابل نجد أن شركات طيران خاصة انشئت بعد الملكية بعشرات السنين ، لا ندري كيف توسعت، وما هي استراتيجيتها وتنافس في عالم النقل الجوي، وميزانياتها تعد بعشرات أو بمئات الملايين دون أن نفهم كيف جرى ذلك ، فهل على مجلس إدارة الملكية أن يستفيدوا مثلا من تجربة سوق الطيران :كيف ينجحون وهم في بداية الطريق، وتخسر شركة عريقة كالملكية الأردنية عمرها قارب الخمسين عاما ؟!

أخيرا نرجو من الله ان يفتح بصيرة الحكومة العتيدة على مكمن الخلل في ادارة هذه الشركة وان يجدوا حلا لؤلاء الموظفين الذين عصفت بهم قرارات ارتجاليه (الله اعلم) الى حيث هم يقفون امام مجلس الامة لعلهم يستنهضون حرارة نواب الشعب لفتح ملف هذه الشركة لسبر غوار المستور وغيرها من مكامن الخلل المستشري حفاظا على مقدرات الوطن التي لم تكن وليدة اليوم بل على امتداد عقود قد خلت.
حمى الله بلادنا الاردنية من كل مكروه وجنبها شرور الفتن ما ظهر منها وما بطن ،،،
السلام عليكم ،،،
أحمد عبد الباسط الرجوب
arajoub21@yahoo.com
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير