مدينة ام قيس الاثرية ..تعاقب الحضارات والامم لا يشفع لها عند حكومتنا في شئ .. صور

مالك عبيدات - طالبت فعاليات شعبية وأهلية في لواء بني كنانه الحكومة العمل على تطوير الواقع السياحي اولا والتنموي ثانيا في منطقة أم قيس التابعه للواء بني كنانه ؛ حيث يعاني اهلها من حالة اهمال كاملة وتهميش ،وكأنها ليست على خريطة اهتمام الحكومة على الاطلاق .

مواطنون قالوا ل jo24 انه و رغم الزيارات الميدانية العديدة التي يقوم بها المسؤولون في وزارة السياحه والآثار وبقية الوزارات إلا أن واقع المدنية التنموي والسياحي في تراجع وانحدار ، وذلك يحدث في الوقت الذي تتمتع به هذه المنطقة بمقومات سياحية تاريخية عظيمة واستثنائية ، ومع ذلك كله لم تسجل بعد ضمن المسارات التاريخية المعتمدة من قبل الجهات المعنية وعلى خارطة السياحة العالمية .

ممثلو المجتمع المدني في القرية الشمالية الوادعة اكدوا ان أعمال التنقيب والترميم التي قامت بها الجهات المعنية وبالتعاون مع جهات مختصة دولية لم تسهم في الارتقاء بالواقع السياحي في المنطقة للمستوى المتأمل والمرجو وبقي الحال على ما هو عليه , إلى جانب إفتقارها لاية مشاريع تنموية من شأنها الاسهام والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين من ناحية ,و الإرتقاء بالواقع السياحي في المنطقة من ناحية ثانية .

المواطن سعيد عبد الرحمن الخلوف اكد أن منطقة أم قيس تعاني من التهميش من قبل الجهات الرسمية المعنية , وأنه وعلى الرغم من الزيارات الحكومية وعلى أعلى المستويات الا أنها لا زالت بعيده عن إهتاماتهم , منوها بأنه وفي حسابات الدول المتقدمة فإنه وكي نرتقي بالمجتمعات المحلية كان لا بد من إيجاد مشاريع تنموية مدرة للدخل وهذا ما لم يتوفر في منطقة ام قيس بصورة مطلقة .

فاطمة الروسان العاملة في سلك التعليم ، بينت بأن قلة الترويج السياحي حد الندرة من أهم الأسباب التي تجعل من القطاع السياحي في أي منطقة غير فاعل , ولا يأتِ بخير على مجمل العملية السياحية , ولا يسهم في توفير فرص عمل لأبناء المنطقة التي يعاني غالبية أبنائها من البطاله , منوهة بأنه وعلى الرغم من وجود مواقع أثرية في غاية الروعه والجمال وذات قيمة تاريخية الا ان كل ذلك لم يشفع لها بأن توضع على الخارطة السياحية العالمية , داعية الجهات المعنية بضرورة إيلائها المزيد من العناية والرعاية نظرا لقيمتها التاريخية العظيمة.

المهندس عامر أحمد الصياح بين بأن الاعمال التي تجرى في منطقة أم قيس لم ترتقِ للمستوى المطلوب , وأن الجهات المعنية تكتفي في عمليات تطوير المواقع الأثرية بأعمال تجميلية وليس بصورة فعلية , ولا ترتقي الى مستوى تعظيم المنتج السياحي , وأن أعمال التنقيب والترميم ما تزال قاصرة ولم نجد أية تطورات في الموقع الأثري منذ سنوات مضت , مشيرأ الى أن مدينة ام قيس الاثرية والتي تعاقبت عليها العديد من الحضارات الضاربة في عمق التاريخ لا زالت مهملة من قبل الجهات المعنية , وأنه لا بد من وضعها على خارطة السياحية العالمية , إلى جانب العمل على إيجاد برامج ترويجية للمنتج السياحي فيها , بهدف أن يستفيد المجتمع المحلي من وجود مدينة أثرية في منطقتهم خاصة في ظل وجود بطالة وفقر في تلك المجتمعات , واصفأ حالها بأنها يتيمه .

رئيس ملتقى شباب جدارا ( ام قيس ) الثقافي الشاعر موسى محمد النعواشي أشار الى أن من بين العوامل التي تؤدي للإرتقاء بالواقع السياحي في اي موقع أثري هي تطوير البنية التحتية فيه , وهذا الامر ليس موجودا في المدينة الاثرية القديمه في أم قيس , مما يعني ان هذا الموقع الأثري والذي تعاقب عليه خمس حضارات ضاربة جذورها عمق التاريخ تهملها حكومتنا ولا تسهم في بعث الحياة فيها من جديد , وأن العمل فيه سواء من حيث التنقيب او الترميم لم يرتق للمستوى المطلوب , منوها بأن وعود المسؤولين تبقى مجرد وعود دونما ترجمة على أرض الواقع , متمنيا لبلدته جدارا المزيد من الاهتمام لتعيد للمكان ألقـــــــــــــــأ إفتقدته من زمن بعيد .

وعلى الصعيد الرسمي أكد وزير السياحه الدكتور نايف حميدي الفايز وأمين عام الوزارة عيسى قموه وأمين عام دائرة الآثار العامة الدكتور منذر الجمحاوي في غير مناسبة بأن الوزارة ستقدم كافة أشكال الدعم للسياحه في مدينة ام قيس , إلا أن المشاهد بأن هذه المدينة اليتمية لا زالت تتلظى على"جمر " الانتظار , وأن آذانها التي ثقبت من زمن لا زالت تتنظر الصائغ الماهر ليضع " الحلق "فيها.

عندما تدخل مدينة " أم قيس " الأثرية تواجهك عبارة ٌ منقوشة على حجر الشاهد الذي كان منصوبا ً على قبر الشــاعر الكبير القديــم " أرابيوس " يخاطب فيها الضيوف قائلا ً " أيّهـَا المـَارُّ مِن هـُنا، كمَا أنت َ الآنَ، كنت ُ أنا، وكمـَا أنا َ الآن َ، سـَـتكون ُ أنت َ، فتمتـّع بالحياةِ لأنكَ فان ٍ ".