زوجان من بسطة بطيخ بالزرقاء إلى دكتوراه في الشريعة
جو 24 : لم يمنعهما ضيق اليد، بعد ان حددا هدفهما بوضوح من ان يصلا اليه بكل عزم وتصميم، اذ التحق الزوجان منتصر الحروب وزوجته سميرة عمرو بالجامعة الأردنية بكلية الشريعة بذات التخصص ليحصلا على درجة الدكتوراه معا مع أفول شمس الحادي والثلاثين من كانون الأول من العام 2015.
الحروب يقول لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، انه عمل منذ الصف الثالث الابتدائي ببيع الخضار وعلى رأسها البطيخ، مشيرا الى انه التحق بالجامعة بمرحلة البكالوريوس اذ كان يجمع اقساط الجامعة في الصيف، حتى انتهى من دراسته وكان يذهب مع طلاب الجامعة في رحلات العمرة طاهيا.
ويضيف "عملت بعد التخرج ثلاث سنوات في مدرسة خاصة معلما وجمعت رسوم دراسة الماجستير وما نقص كنت اجمعه في الصيف ببيع البطيخ أو العمل كعتال في ماركا الشمالية في مطبعة للكتب حيث كنت اعمل ليلا الى الصباح".
ويبين الحروب "بكل أمل وفخر وتصميم" عملت في مرحلة الماجستير ببيع الخضار ليلا وفي الصباح مدرسا وبعد الظهر طالبا في الجامعة وأدرس وأنام في باص العبدلي من الزرقاء الى دوار الداخلية حيث كنت اقسم المسافة والمدة الى قسمين؛ قسم للدراسة في الباص، وقسم للنوم وكان يوقظني "كنترول" الباص ويقول لي آخر موقف يا شيخ حيث انتقلت للعمل في مدرسة الحكمة الثانوية في جبل الحسين واستمر الامر كذلك من عام 1998- 2001م".
ويزيد "تعاقدت زوجتي بعد كل هذا التعب والكفاح في عام 2003م مع لجنة التعاقد لجامعة الرياض للبنات في المملكة العربية السعودية ولم اقدم طلبا مثلها، ودخلت معها متطفلا فتعاقدت معي اللجنة، وتم قبولي انا وزوجتي للعمل معا" وكانت بداية الانفراج في حياته المادية بعد كل التعب المادي والجسدي، مبينا أن الحياة تحتاج الى العمل وعدم الجلوس والتعذر بعدم وجود عمل.
وعن تعرفه الى زوجته يبين الحروب أنها كانت في السنة الاولى للماجستير حيث كانت الاولى على دفعتها وكنت الاول أيضا، وكتب الله لنا قبولنا ببعضنا وعندما تقدمت لها كنت لا أملك سوى 15 دينارا اردنيا لكن الله يرزق طالب العلم وطالب العفاف وكنت من هذين الصنفين".
الدكتورة سميرة تقول "في الغربة تحملنا مالا تتحمله الجبال في سبيل جمع رزقنا، واستطعنا بناء بيت لنا كلفنا ما جمعناه خلال 8 سنوات، ومن نوادر ما حصل معنا في الجامعة انهم كانوا يعطونني بدل سكن 18 الف ريال ويعطون زوجي مثلها، لكن القانون السعودي ينص على انه اذا كان المتعاقدان زوجين يأخذان بدلا واحدا، وكنت بفضل الله اعيده اليهم مع انهم في قسم الرواتب لا يعرفون اننا زوجان، الأمر الذي تعجب منه مدير الكلية في الجامعة، وقد عوضنا الله أضعاف هذا المبلغ اضعافا كثيرة"، اذ بالرغم من الحاجة الا أن الأمانة والصدق كانتا عنوانا لكل عمل نقوم به.
"عدت عام 2011 الى الأردن بسبب مرض والدي، وقررت أنا وزوجتي إكمال هدفنا في اكمال الدكتوراه، "يؤكد الدكتور منتصر رغبته في تحقيق هدفه وهدف زوجته، وقبلا في الجامعة الأردنية لدراسة الدكتوراه وصدر تعييني في وزارة التربية والتعليم ، وكنت في الصباح مدرسا في مدرسة جاوا الثانوية للبنين وبعد الظهر انا وزوجتي في الجامعة، واعود مساء لأنام واستيقظ في منتصف الليل للدراسة، وزوجتي تبدأ دراستها بعد ذهابي انا واولادي للمدارس في الصباح وبقينا طيلة مدة الدراسة الجامعية في مرحلة الدكتوراه على هذا النحو تقريبا".
وعن مرحلة الدراسة تقول سميرة "كان منتصر يختار لي وله نفس المواد ، حتى لا نفترق فنذهب للجامعة معا ونعود معا فكتب الله لنا التوفيق وانهينا المواد وخطة الرسالة والرسالة نفسها، وامتحان اللغة العربية، وامتحان الشامل لكل ما درسناه في مرحلة الدكتوراه في ثلاث سنوات، وكنا متفوقين حتى آخر فصل دراسي ونتنافس في تحصيل الدرجات حتى انهينا دراستنا بدرجة امتياز لكلينا ولله الفضل والمنة، ولم نقصر مع اولادنا في دراستهم فهم أيضا متفوقون، عوضا عن وجود الوالد كبير السن رحمه الله والوالدة العاجزة عن الحراك وفاقدة للبصر معنا في المنزل، وكان الله أن عوضنا ببرنا انا وزوجتي لهما بالتفوق في الدراسة فلم يكونا عائقين لنا البتة".
وتضيف "كنا في مرحلة الماجستير والدكتوراه نأخذ المواد مع بعضنا بعضا حتى لا نفترق، واذا عدنا للبيت فهو كالمكتبة كتب هنا ومراجع هناك ومصنفات على الطاولة، وأبحاث في غرفة الجلسة حتى ان اطفالي الصغار يحملون الاقلام ويقول الصغير منهم بدي اكتب وهو لا يستطيع النطق بعد وفي مرحلة الدكتوراه رزقني الله بطفل اسميته صهيبا تيمنا بالصحابي الجليل صهيب بن سنان، وكنت طالبة وأم وزوجة وداعية وواعظة وبارة بأم زوجي وابيه اي احمل 10 بطيخات بيد واحدة".
وعن زوجته يؤكد منتصر أنها تحملت كل ما اسند اليها وبتفوق حتى ان والده وهو في سكرات الموت لم يوص الا بها ويقول "وصيتي لك ام حسين لا تغضبها او تزعلها فهذه جوهرة نادرة ليس لها مثيل برضاي عليك يابا دير بالك عليها هذه آخر وصيته لي رحمه الله".
"تبرعت للخطابة في مرحلة الدكتوراه في وزارة الاوقاف بجنوب عمان الى ما قبل سنة حيث نسب مدير الاوقاف بان اصبح خطيبا رسميا، وتم ذلك واعمل ايضا رئيسا لمركز الكرمل القرآني".
يزيد "عليك ان توزع وقتك للدراسة في الجامعة وللتدريس في المدرسة ولإعداد الخطبة اسبوعيا، ولإدارة مركز قرآني وتقوم بواجبات عائلتك وعشيرتك وجيرانك واصحابك وانسبائك وكنت بتوفيق الله منسقا بين كل هذه الامور وأعطيت كل ذي حق حقه".
وعن زواجه يقول الدكتور منتصر أنه طلبها من والدها عبر الهاتف وأن زواجه منها كان من اختيار الله له وليس ذكاء أو ترتيبا مسبقا، وهو أول من تزوج في الاردن على الصوت".
وتقول الدكتورة " ان موضوع رسالة الماجستير كان صعبا جدا، اذ قال الدكتور محمد العمري من جامعة اليرموك : "عندما وصلتني الرسالة من اجل قراءتها تمهيدا لمناقشتها عجبت ان يتجرأ أحد على البحث في هذا الموضوع لصعوبة الكتابة فيه ووعورته، وزاد عجبي ان الباحث ليس رجلا بل امرأة، وعندما ذهبنا للرياض عرضت الرسالة على مكتب الرشد للنشر التي اخذت حقوق طبعها بالكامل، مقابل مبلغ مادي ونشرتها المكتبة في معظم الدول العربية وعنوان الرسالة "المزيد في متصل الاسانيد- دراسة تحليلية نقدية".
يختم الزوجان قصتهما الدراسية والزوجية بقول الله تعالى (إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)، ورغم سعة اليد والحال من والد الزوجة الا ان منتصر لم يأخذ منه قرشا واحدا وقرر أن يكون هو وزوجته قصة نجاح بدأت من بسطة بطيخ في حي معصوم بالزرقاء وانتهت ببسط العلم بكلية الشريعة في الجامعة الأردنية.
الحروب يقول لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، انه عمل منذ الصف الثالث الابتدائي ببيع الخضار وعلى رأسها البطيخ، مشيرا الى انه التحق بالجامعة بمرحلة البكالوريوس اذ كان يجمع اقساط الجامعة في الصيف، حتى انتهى من دراسته وكان يذهب مع طلاب الجامعة في رحلات العمرة طاهيا.
ويضيف "عملت بعد التخرج ثلاث سنوات في مدرسة خاصة معلما وجمعت رسوم دراسة الماجستير وما نقص كنت اجمعه في الصيف ببيع البطيخ أو العمل كعتال في ماركا الشمالية في مطبعة للكتب حيث كنت اعمل ليلا الى الصباح".
ويبين الحروب "بكل أمل وفخر وتصميم" عملت في مرحلة الماجستير ببيع الخضار ليلا وفي الصباح مدرسا وبعد الظهر طالبا في الجامعة وأدرس وأنام في باص العبدلي من الزرقاء الى دوار الداخلية حيث كنت اقسم المسافة والمدة الى قسمين؛ قسم للدراسة في الباص، وقسم للنوم وكان يوقظني "كنترول" الباص ويقول لي آخر موقف يا شيخ حيث انتقلت للعمل في مدرسة الحكمة الثانوية في جبل الحسين واستمر الامر كذلك من عام 1998- 2001م".
ويزيد "تعاقدت زوجتي بعد كل هذا التعب والكفاح في عام 2003م مع لجنة التعاقد لجامعة الرياض للبنات في المملكة العربية السعودية ولم اقدم طلبا مثلها، ودخلت معها متطفلا فتعاقدت معي اللجنة، وتم قبولي انا وزوجتي للعمل معا" وكانت بداية الانفراج في حياته المادية بعد كل التعب المادي والجسدي، مبينا أن الحياة تحتاج الى العمل وعدم الجلوس والتعذر بعدم وجود عمل.
وعن تعرفه الى زوجته يبين الحروب أنها كانت في السنة الاولى للماجستير حيث كانت الاولى على دفعتها وكنت الاول أيضا، وكتب الله لنا قبولنا ببعضنا وعندما تقدمت لها كنت لا أملك سوى 15 دينارا اردنيا لكن الله يرزق طالب العلم وطالب العفاف وكنت من هذين الصنفين".
الدكتورة سميرة تقول "في الغربة تحملنا مالا تتحمله الجبال في سبيل جمع رزقنا، واستطعنا بناء بيت لنا كلفنا ما جمعناه خلال 8 سنوات، ومن نوادر ما حصل معنا في الجامعة انهم كانوا يعطونني بدل سكن 18 الف ريال ويعطون زوجي مثلها، لكن القانون السعودي ينص على انه اذا كان المتعاقدان زوجين يأخذان بدلا واحدا، وكنت بفضل الله اعيده اليهم مع انهم في قسم الرواتب لا يعرفون اننا زوجان، الأمر الذي تعجب منه مدير الكلية في الجامعة، وقد عوضنا الله أضعاف هذا المبلغ اضعافا كثيرة"، اذ بالرغم من الحاجة الا أن الأمانة والصدق كانتا عنوانا لكل عمل نقوم به.
"عدت عام 2011 الى الأردن بسبب مرض والدي، وقررت أنا وزوجتي إكمال هدفنا في اكمال الدكتوراه، "يؤكد الدكتور منتصر رغبته في تحقيق هدفه وهدف زوجته، وقبلا في الجامعة الأردنية لدراسة الدكتوراه وصدر تعييني في وزارة التربية والتعليم ، وكنت في الصباح مدرسا في مدرسة جاوا الثانوية للبنين وبعد الظهر انا وزوجتي في الجامعة، واعود مساء لأنام واستيقظ في منتصف الليل للدراسة، وزوجتي تبدأ دراستها بعد ذهابي انا واولادي للمدارس في الصباح وبقينا طيلة مدة الدراسة الجامعية في مرحلة الدكتوراه على هذا النحو تقريبا".
وعن مرحلة الدراسة تقول سميرة "كان منتصر يختار لي وله نفس المواد ، حتى لا نفترق فنذهب للجامعة معا ونعود معا فكتب الله لنا التوفيق وانهينا المواد وخطة الرسالة والرسالة نفسها، وامتحان اللغة العربية، وامتحان الشامل لكل ما درسناه في مرحلة الدكتوراه في ثلاث سنوات، وكنا متفوقين حتى آخر فصل دراسي ونتنافس في تحصيل الدرجات حتى انهينا دراستنا بدرجة امتياز لكلينا ولله الفضل والمنة، ولم نقصر مع اولادنا في دراستهم فهم أيضا متفوقون، عوضا عن وجود الوالد كبير السن رحمه الله والوالدة العاجزة عن الحراك وفاقدة للبصر معنا في المنزل، وكان الله أن عوضنا ببرنا انا وزوجتي لهما بالتفوق في الدراسة فلم يكونا عائقين لنا البتة".
وتضيف "كنا في مرحلة الماجستير والدكتوراه نأخذ المواد مع بعضنا بعضا حتى لا نفترق، واذا عدنا للبيت فهو كالمكتبة كتب هنا ومراجع هناك ومصنفات على الطاولة، وأبحاث في غرفة الجلسة حتى ان اطفالي الصغار يحملون الاقلام ويقول الصغير منهم بدي اكتب وهو لا يستطيع النطق بعد وفي مرحلة الدكتوراه رزقني الله بطفل اسميته صهيبا تيمنا بالصحابي الجليل صهيب بن سنان، وكنت طالبة وأم وزوجة وداعية وواعظة وبارة بأم زوجي وابيه اي احمل 10 بطيخات بيد واحدة".
وعن زوجته يؤكد منتصر أنها تحملت كل ما اسند اليها وبتفوق حتى ان والده وهو في سكرات الموت لم يوص الا بها ويقول "وصيتي لك ام حسين لا تغضبها او تزعلها فهذه جوهرة نادرة ليس لها مثيل برضاي عليك يابا دير بالك عليها هذه آخر وصيته لي رحمه الله".
"تبرعت للخطابة في مرحلة الدكتوراه في وزارة الاوقاف بجنوب عمان الى ما قبل سنة حيث نسب مدير الاوقاف بان اصبح خطيبا رسميا، وتم ذلك واعمل ايضا رئيسا لمركز الكرمل القرآني".
يزيد "عليك ان توزع وقتك للدراسة في الجامعة وللتدريس في المدرسة ولإعداد الخطبة اسبوعيا، ولإدارة مركز قرآني وتقوم بواجبات عائلتك وعشيرتك وجيرانك واصحابك وانسبائك وكنت بتوفيق الله منسقا بين كل هذه الامور وأعطيت كل ذي حق حقه".
وعن زواجه يقول الدكتور منتصر أنه طلبها من والدها عبر الهاتف وأن زواجه منها كان من اختيار الله له وليس ذكاء أو ترتيبا مسبقا، وهو أول من تزوج في الاردن على الصوت".
وتقول الدكتورة " ان موضوع رسالة الماجستير كان صعبا جدا، اذ قال الدكتور محمد العمري من جامعة اليرموك : "عندما وصلتني الرسالة من اجل قراءتها تمهيدا لمناقشتها عجبت ان يتجرأ أحد على البحث في هذا الموضوع لصعوبة الكتابة فيه ووعورته، وزاد عجبي ان الباحث ليس رجلا بل امرأة، وعندما ذهبنا للرياض عرضت الرسالة على مكتب الرشد للنشر التي اخذت حقوق طبعها بالكامل، مقابل مبلغ مادي ونشرتها المكتبة في معظم الدول العربية وعنوان الرسالة "المزيد في متصل الاسانيد- دراسة تحليلية نقدية".
يختم الزوجان قصتهما الدراسية والزوجية بقول الله تعالى (إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)، ورغم سعة اليد والحال من والد الزوجة الا ان منتصر لم يأخذ منه قرشا واحدا وقرر أن يكون هو وزوجته قصة نجاح بدأت من بسطة بطيخ في حي معصوم بالزرقاء وانتهت ببسط العلم بكلية الشريعة في الجامعة الأردنية.