الحب ..سر تربية السعادة والحياة
جو 24 :
نبدأ كهواة ،نتعلم من المحاولة والخطأ ،نجتهد ونسعى للمثالية والكمال ،فتربية الأطفال فنٌ نتعلمه من الكتب والمجلات وطلب المشورة من الأقارب والأصدقاء والخبراء في هذا المجال ،لكن الملل ما يلبث أن يتسرب لحياتنا كسم أفعى سال من الإناء وانتشر في الأنحاء ،فتخبو حيويتنا وتقل رغبتنا في رعاية هؤلاء الصغار لا سيما ونحن نعيش في عصر تكثر فيه المطالب وتتفاقم الأعباء .إلا أن ابتسامة الرضيع وضحكة الصغير تعيد الحياة لقلوبنا ،والفرحة لأرواحنا كحبات المطر تعانق ثرى الخريف .فالحب هو غاية الحياة وأهم أدوارها ،وحب الأبناء يكون بغرس مشاعر التقدير الذاتي في نفوسهم وتدعيم الثقة بالنفس في قلوبهم .فإذا ما رّبينا أطفالنا على ذلك نكون قد أتممنا مسؤوليتنا تجاههم على أكمل وجه.
الحب والدعم العاطفي
لقد أشارت الدراسات إلى أن الشخص العادي يقضي خمسين سنة من عمره محاولاً التغلب على المشاكل التي صادفته في السنوات الخمس الأولى من عمره .ويعتقد « ابراهام ماسلو « أن هناك نوعين أساسيين من الحاجات نسعى لإشباعها تتمثل في :حاجتنا لتحقيق أنفسنا كأشخاص ،وحاجتنا إلى تعويض النقص الذي نشعر فيه ؛فالطفل الذي ينشأ دون حصوله على قدر كاف من الحب سيبحث عنه طوال حياته .وأفضل ما يمكن أن يقدمه الآباء لأطفالهم هو الحب والدعم العاطفي الذي يحتاجونه كي ينعموا بشخصية سوية ،وأن يُهيئوا لهم المناخ الذي يشعرهم بالحب الكامل من الأشخاص المهمين في حياتهم .يرغب الآباء والأمهات في تقديم الأفضل دائماً لأطفالهم لكي يكونوا سعداء وأسوياء فلماذا إذن يشب كثير من الأطفال مفتقرين للحب والحنان؟لماذا يحرم بعض الآباء والآمهات أطفالهم بطريقة أو بأخرى من الحب اللازم للنمو الصحي؟؟! أسئلة تحتاج إلى إجابات قد نعزوها في الغالب إلى سببين رئيسين :يتمثل السبب الأول في التقدير الذاتي .فالآباء والأمهات ذوي التقدير الذاتي المنخفض يجدون صعوبة كبيرة في إعطاء أطفالهم قدرا من الحب أكثر من القدر الذي يشعرون به تجاه أنفسهم ،والسبب الآخر يتمثل في اعتقادهم الخاطئ أن وظيفة الأطفال في هذه الحياة تحقيق توقعاتهم وآمالهم وأحلامهم التي لم يتسنّ لهم تحقيقها عندما كانوا في الأعمار نفسها.
صرخة استغاثة
يخطئ كثيرٌ من الآباء والأمهات عندما يعتبرون أطفالهم ملكية شخصية ؛فهم يشعرون أن أطفالهم يحسنون التصرف فقط عندما يقولون أو يفعلون ما يرغبون به كآباء وأمهات .وإذا اختلف سلوك الطفل عن توقعات الأب أو الأم كان رد فعل أي منهما النقد والغضب .وبدون أن يشعرا يحرمان الطفل من الحب والاستحسان ،ويدمرا سلامته العاطفية فيشعر بأنه غير محبوب الأمر الذي يعرضه لمشاكل جمة في مراحل حياته اللاحقة .إن كل السلوكيات السلبية وغير الاجتماعية ما هي إلا صرخة استغاثة في محاولة للهرب من الشعور بالذنب والغضب والاستياء .ولا عجب فهذه المشاعر قد بدأت من النقد السلبي في السنوات الأولى من الحياة.
الحب والقبول غير المشروطين
يكمن السر في تنشئة أطفال أسوياء في إغداقهم بسيل غير منقطع من الحب والقبول غير المشروطين .لذلك علينا أن نوضح لأطفالنا أننا نحبهم مهما اقترفوا من أفعال ،وأننا سنبقى نحبهم دون أي تحفظات .وفي كل مرة نؤدب فيها أحد الأبناء أو نصحح سلوكه علينا أن نقول له أننا نحبه كثيراً لكن تصرفه غير مقبول ومرفوض وعليه أن يتوقف عن التصرف بهذه الطريقة ،ثم نوضح له أننا غاضبون من السلوك وليس منه شخصياً ثم نعانقه بحب وحنان .هناك ثلاث طرق رئيسة نستطيع أن نعبر فيها عن حبنا لأطفالنا بانتظام ؛أولها من خلال التواصل البصري والنظرات الحانية التي نرمقهم بها .وثانيها من خلال التواصل الجسدي بالاحتضان والتقبيل ،وتؤكد الدراسات أن الأطفال يحتاجون إلى أربعة أحضان يومياً للبقاء على قيد الحياة وثمانية أحضان يومياً من أجل الصحة .واثني عشر حضناً يومياً من أجل النمو .وثالثها :تركيز الانتباه من خلال قضاء أوقات متواصلة مع الأبناء والتحدث معهم والتواصل مع أفكارهم ومشاعرهم ،فإذا لم يخصص الآباء والآمهات جزءاً من وقتهم للجلوس مع أطفالهم والاستماع لهم فسوف يلجأون للأقران والأصدقاء لقضاء المزيد والمزيد من الأوقات ،وسيسعون للحصول على استحسانهم والقبول حتى يصبح الأقران الموجِه لسلوك الأبناء وبذلك يقل تقبلهم لنصائح الآباء حتى يصل لدرجة الرفض التام.
نصائح نوردها للآباء والأمهات
المدح والتشجيع
امدح وشجع الأبناء باستمرار على الأمور الإيجابية التي يفعلونها حتى لو كانت صغيرة، وعزز السلوكيات التي ترغب في تكرارها ،واعلم أن مدحك لهم يعمل على اكسابهم التقدير الذاتي والثقة بالنفس.
حساسية الشعور
إياك واستخدام النقد الهدام مع الأطفال لأنه يمزقهم داخلياً على الرغم من أن ردود أفعالهم غير مرئية إلا أن أثره في تدمير الشخصية يفوق تأثير كل الحروب والأزمات.
البيئة الديمقراطية
الميزة الأولى للأسر التي أفرزت أشخاصاً متفوقين هي الديمقراطية التي يتم فيها سماع آراء الأطفال واحترامها وتقديرها وإن لم يكن بالضرورة تنفيذها ،الأمر الذي يزيد من تقدير الطفل لذاته ويزيد من شعوره بالسعادة الشخصية .
التوقعات الإيجابية
تعد التوقعات الإيجابية ثاني ميزة للآباء والأمهات الذين يُنشئون أشخاصاً متفوقين ،فالأشخاص المتفوقون هم الذين ينشأون في أسر يعرب فيها الأباء باستمرار عن ثقتهم في قدرات أبنائهم وإيمانهم بأنهم سوف يقومون بعمل رائع ويحققون إنجازات رائعة في حياتهم .
القدوة الحسنة
يتعلم الأطفال إلى حد كبير من خلال التقليد في سنواتهم الأولى ؛إنهم يتعلمون من خلال مشاهدة الآباء والاستماع لهم ومحاكاة كلماتهم وتصرفاتهم لذا علينا أن نكون مثالاً جيداً يحتذى به ،ويجب أن نكون أكثر انتباهاً ووعياً لسلوكاتنا ولتأثيرها عليهم .
الاعتذار
عندما تعتذر لطفلك فإنك تزيد حبه واحترامه لك ،كما تزيد احتمال تعاون الطفل معك في المستقبل وتتخلص من الشعور بالذنب والسلبية وعدم الاستحقاق ،وعندما لا تعتذر حين تكون مخطئاً فإنك تجعل طفلك غاضباً ومستاء وتقلل من قيمتك في نظره.
إن علاقتنا بأطفالنا هي أطول علاقة باقية في الحياه فإذا ما عاملنا اطفالنا بحب وصبر وتفاهم حصدنا المكافآت مدى الحياة.
الرأي .
نبدأ كهواة ،نتعلم من المحاولة والخطأ ،نجتهد ونسعى للمثالية والكمال ،فتربية الأطفال فنٌ نتعلمه من الكتب والمجلات وطلب المشورة من الأقارب والأصدقاء والخبراء في هذا المجال ،لكن الملل ما يلبث أن يتسرب لحياتنا كسم أفعى سال من الإناء وانتشر في الأنحاء ،فتخبو حيويتنا وتقل رغبتنا في رعاية هؤلاء الصغار لا سيما ونحن نعيش في عصر تكثر فيه المطالب وتتفاقم الأعباء .إلا أن ابتسامة الرضيع وضحكة الصغير تعيد الحياة لقلوبنا ،والفرحة لأرواحنا كحبات المطر تعانق ثرى الخريف .فالحب هو غاية الحياة وأهم أدوارها ،وحب الأبناء يكون بغرس مشاعر التقدير الذاتي في نفوسهم وتدعيم الثقة بالنفس في قلوبهم .فإذا ما رّبينا أطفالنا على ذلك نكون قد أتممنا مسؤوليتنا تجاههم على أكمل وجه.
الحب والدعم العاطفي
لقد أشارت الدراسات إلى أن الشخص العادي يقضي خمسين سنة من عمره محاولاً التغلب على المشاكل التي صادفته في السنوات الخمس الأولى من عمره .ويعتقد « ابراهام ماسلو « أن هناك نوعين أساسيين من الحاجات نسعى لإشباعها تتمثل في :حاجتنا لتحقيق أنفسنا كأشخاص ،وحاجتنا إلى تعويض النقص الذي نشعر فيه ؛فالطفل الذي ينشأ دون حصوله على قدر كاف من الحب سيبحث عنه طوال حياته .وأفضل ما يمكن أن يقدمه الآباء لأطفالهم هو الحب والدعم العاطفي الذي يحتاجونه كي ينعموا بشخصية سوية ،وأن يُهيئوا لهم المناخ الذي يشعرهم بالحب الكامل من الأشخاص المهمين في حياتهم .يرغب الآباء والأمهات في تقديم الأفضل دائماً لأطفالهم لكي يكونوا سعداء وأسوياء فلماذا إذن يشب كثير من الأطفال مفتقرين للحب والحنان؟لماذا يحرم بعض الآباء والآمهات أطفالهم بطريقة أو بأخرى من الحب اللازم للنمو الصحي؟؟! أسئلة تحتاج إلى إجابات قد نعزوها في الغالب إلى سببين رئيسين :يتمثل السبب الأول في التقدير الذاتي .فالآباء والأمهات ذوي التقدير الذاتي المنخفض يجدون صعوبة كبيرة في إعطاء أطفالهم قدرا من الحب أكثر من القدر الذي يشعرون به تجاه أنفسهم ،والسبب الآخر يتمثل في اعتقادهم الخاطئ أن وظيفة الأطفال في هذه الحياة تحقيق توقعاتهم وآمالهم وأحلامهم التي لم يتسنّ لهم تحقيقها عندما كانوا في الأعمار نفسها.
صرخة استغاثة
يخطئ كثيرٌ من الآباء والأمهات عندما يعتبرون أطفالهم ملكية شخصية ؛فهم يشعرون أن أطفالهم يحسنون التصرف فقط عندما يقولون أو يفعلون ما يرغبون به كآباء وأمهات .وإذا اختلف سلوك الطفل عن توقعات الأب أو الأم كان رد فعل أي منهما النقد والغضب .وبدون أن يشعرا يحرمان الطفل من الحب والاستحسان ،ويدمرا سلامته العاطفية فيشعر بأنه غير محبوب الأمر الذي يعرضه لمشاكل جمة في مراحل حياته اللاحقة .إن كل السلوكيات السلبية وغير الاجتماعية ما هي إلا صرخة استغاثة في محاولة للهرب من الشعور بالذنب والغضب والاستياء .ولا عجب فهذه المشاعر قد بدأت من النقد السلبي في السنوات الأولى من الحياة.
الحب والقبول غير المشروطين
يكمن السر في تنشئة أطفال أسوياء في إغداقهم بسيل غير منقطع من الحب والقبول غير المشروطين .لذلك علينا أن نوضح لأطفالنا أننا نحبهم مهما اقترفوا من أفعال ،وأننا سنبقى نحبهم دون أي تحفظات .وفي كل مرة نؤدب فيها أحد الأبناء أو نصحح سلوكه علينا أن نقول له أننا نحبه كثيراً لكن تصرفه غير مقبول ومرفوض وعليه أن يتوقف عن التصرف بهذه الطريقة ،ثم نوضح له أننا غاضبون من السلوك وليس منه شخصياً ثم نعانقه بحب وحنان .هناك ثلاث طرق رئيسة نستطيع أن نعبر فيها عن حبنا لأطفالنا بانتظام ؛أولها من خلال التواصل البصري والنظرات الحانية التي نرمقهم بها .وثانيها من خلال التواصل الجسدي بالاحتضان والتقبيل ،وتؤكد الدراسات أن الأطفال يحتاجون إلى أربعة أحضان يومياً للبقاء على قيد الحياة وثمانية أحضان يومياً من أجل الصحة .واثني عشر حضناً يومياً من أجل النمو .وثالثها :تركيز الانتباه من خلال قضاء أوقات متواصلة مع الأبناء والتحدث معهم والتواصل مع أفكارهم ومشاعرهم ،فإذا لم يخصص الآباء والآمهات جزءاً من وقتهم للجلوس مع أطفالهم والاستماع لهم فسوف يلجأون للأقران والأصدقاء لقضاء المزيد والمزيد من الأوقات ،وسيسعون للحصول على استحسانهم والقبول حتى يصبح الأقران الموجِه لسلوك الأبناء وبذلك يقل تقبلهم لنصائح الآباء حتى يصل لدرجة الرفض التام.
نصائح نوردها للآباء والأمهات
المدح والتشجيع
امدح وشجع الأبناء باستمرار على الأمور الإيجابية التي يفعلونها حتى لو كانت صغيرة، وعزز السلوكيات التي ترغب في تكرارها ،واعلم أن مدحك لهم يعمل على اكسابهم التقدير الذاتي والثقة بالنفس.
حساسية الشعور
إياك واستخدام النقد الهدام مع الأطفال لأنه يمزقهم داخلياً على الرغم من أن ردود أفعالهم غير مرئية إلا أن أثره في تدمير الشخصية يفوق تأثير كل الحروب والأزمات.
البيئة الديمقراطية
الميزة الأولى للأسر التي أفرزت أشخاصاً متفوقين هي الديمقراطية التي يتم فيها سماع آراء الأطفال واحترامها وتقديرها وإن لم يكن بالضرورة تنفيذها ،الأمر الذي يزيد من تقدير الطفل لذاته ويزيد من شعوره بالسعادة الشخصية .
التوقعات الإيجابية
تعد التوقعات الإيجابية ثاني ميزة للآباء والأمهات الذين يُنشئون أشخاصاً متفوقين ،فالأشخاص المتفوقون هم الذين ينشأون في أسر يعرب فيها الأباء باستمرار عن ثقتهم في قدرات أبنائهم وإيمانهم بأنهم سوف يقومون بعمل رائع ويحققون إنجازات رائعة في حياتهم .
القدوة الحسنة
يتعلم الأطفال إلى حد كبير من خلال التقليد في سنواتهم الأولى ؛إنهم يتعلمون من خلال مشاهدة الآباء والاستماع لهم ومحاكاة كلماتهم وتصرفاتهم لذا علينا أن نكون مثالاً جيداً يحتذى به ،ويجب أن نكون أكثر انتباهاً ووعياً لسلوكاتنا ولتأثيرها عليهم .
الاعتذار
عندما تعتذر لطفلك فإنك تزيد حبه واحترامه لك ،كما تزيد احتمال تعاون الطفل معك في المستقبل وتتخلص من الشعور بالذنب والسلبية وعدم الاستحقاق ،وعندما لا تعتذر حين تكون مخطئاً فإنك تجعل طفلك غاضباً ومستاء وتقلل من قيمتك في نظره.
إن علاقتنا بأطفالنا هي أطول علاقة باقية في الحياه فإذا ما عاملنا اطفالنا بحب وصبر وتفاهم حصدنا المكافآت مدى الحياة.
الرأي .