جيهان تنهي معاناة والدها بالتبرع بكليتها
جو 24 : «لو أراد قلبي لأعطيته إياه».. وليس «قطعة واحدة من جسمي فقط»، هذا ما قالته جيهان الابنة الوحيدة من الإناث لوالدها حسن ابو عرقوب الذي اصيب بفشل كلوي بعد رفضه ان تتبرع له بكليتها بعد تطابق الفحوصات الطبية بينهما.
جيهان ذات التسعة عشر ربيعا تمسكت بقرارها الذي اتخذته في ان تزرع قطعة منها بجسد والدها الاربعيني ليستعيد بذلك حياته الطبيعة دون ألم، رغبةً منها في ألا يخوض مراحل غسيل الكلى، دون ان تكترث بمستقبلها الصحي وبأي مضاعفات قد تحصل لها.
«الرأي الشبابي» التقت جيهان بعد ان خضعت للعملية الجراحية، وعلامات الفرح والسرور بدت على محياها بعد ان اخبرها الطبيب بنجاحها وان وضع والدها الصحي بدأ يتحسن والكلية تعمل بشكل جيد، قائلة «بابا اغلى ما أملك ولن اقبل ان أراه عاجزاً عن ممارسة حياته الطبيعية ولو أراد قلبي لاعطيته اياه».
وكانت علياء وتد، والدة جيهان، قد طلبت من ابنتها التأني قبل خوض العميلة لعله يتم الحصول على كلية من احد مراكز التبرع بالأعضاء الا ان جيهان ابدت إصرارها على التبرع بكليتها، رافضة في الوقت ذاته ان يبقى والدها منتظراً لوقت قد يطول.
قالت «زوجي عانى من مرض السكر وضغظ الدم لسنوات طويلة الامر الذي ادى الى فشل الكلى لديه، وخضع قبل ست سنوات لعملية زراعة تبرعت بها شقيقته ولكن في السنة الاخيرة بدأت صحته بالتدهور وحينها اخبرنا الطبيب بضرورة ان يدخل في مراحل غسيل الكلى».
واردفت قائلة «عندما سمعت جيهان بهذا الخبر وضعت يدها على كليتها وقالت «بابا هذه لك»، فيما وفي لحظتها «رفض زوجي رفضا باتا خوفا منه عليها وعلى مستقبلها الصحي، الا انها ذهبت الى المستشفى لتبادر في إجراء الفحوصات الطبية للتأكد من مواءمة كليتها؛ والحمد لله طابقت زمرة الدم بينهما وانها جاهزة للتبرع».
وقتها، تصف الأم، «دخلت جيهان المنزل بابتسامة على وجهها لم أرها من قبل لتخبرنا بتطابق الفحوصات».
وأضافت وتد «لحظة دخول ابنتي العملية لم أشاهد أي تعابير خوف على وجهها وتمتعت بشخصية قوية وكانت في غاية الفرح، الامر الذي اثار اعجاب اشقائها واعمامها الموجودين في قاعة الانتظار».
وقالت إن «جيهان بعدما خرجت من غرفة الانعاش بعد انتهاء العملية بادرت بالسؤال عن والدها وهي ما زالت تحت تأثير المخدر (بابا كويس.. نجحت العملية)».
وختمت وتد حديثها «نحن اسرة مكونة من ولدين وبنت وحيدة ونعيش ترابطا اسريا، فعندما تربي اولادك بشكل صحيح ستكون الثمرة جيدة كجيهان».
والد جيهان حسن ابو عرقوب، دعا العلي القدير، بعد ان حبس انفاسه وأنهار بالبكاء عندما سألته «الرأي الشبابي» ماذا يريد ان يقول لابنته بعد نجاح العملية، ان يعيش الاثنان في صحة وسعادة.
استشاري امراض وزراعة الكلى في المستشفى الاستشاري مشرف العملية د.نضال بدران قال: ان العملية تكللت بالنجاح؛ حيث يتمتع الأب والابنة بصحة جيدة.
واشار الى الاردن يعتبر من افضل الدول عربيا في زراعة الكلى، لافتا الى ان عملية التبرع هي وسيلة لانقاذ حياة انسان.
واوضح انه قبل عملية التبرع يتم اجراء فحوصات تحليلية وتفصيلية للمتبرع للتأكد من عدم وقوع اي ضرر عليه في المستقبل إذ «لو وجدنا هناك اثراً طبياً سلبياً نرفض عملية التبرع حتى لو اصر المتبرع على ذلك».
الباحث في الشريعة الاسلامية الدكتور يحيى زكريا أكد ان هذا النموذج رائع في بر الوالدين ويشكل صورة من صور الخير المتأصلة في الانسان في هذا العصر.
وتابع «إيثار جيهان يعتبر من اعظم ما يبر الإنسان به والديه، بالمقابل على الانسان ان يراعي الحفاظ على النفس أولاً، واذا اثبت الطب امكانية ذلك دون وقوع الضررعلى المتبرع فلا بأس في ان يساهم الشخص في احياء انسان آخر ويتجسد هذا في قوله تعالى «ومن احياها فكأنما احيا الناس جميعا».
ووفق أمينة سر الجمعية الاردنية لتشجيع التبرع بالأعضاء رانيا جبر فان قضية التبرع تساهم بشكل كبير في تغيير نمط حياة المتبرع له، وتمنحه حياة طبيعية دون اي عوائق، وما اقدمت عليه الشابة جيهان يعتبر تضحية نبيلة من فتاة في مقتبل العمر، معبرةً عن الفخر بالشباب الاردني الذي يتمتع بالحس الانساني.
وكشفت انه سيتم اقامة حملات للتبرع في المحافظات للوصول الى اكبر عدد من المواطنين وحتى تصبح مسألة التبرع بالاعضاء ثقافة في مجتمعنا، لافتة الى ان الجمعية اطلقت خلال الفترة الماضية حملتين للتبرع بالاعضاء تحت عنوان «من عيوني حياة.. ومن بعدي حياة».
ودعت جبر المؤسسات الوطنية كافة الى تنظيم حملات داخلية واقامة محاضرات توعوية دينية وطبية لنشر ثقافة التبرع بالاعضاء خاصة من الاشخاص المتوفين دماغيا، الامرالذي سيوفر فرصاً عديدة لاشخاص ينتظرون الأمل بعودتهم الى حياتهم الطبيعة.
وعرّف مستشار اول الطب الشرعي الدكتور هاني جهشان التبرع بالاعضاء بأنه «عملية جراحية يتم خلالها إزالة عضو بشري تعرض لأذية أو إخفاق بوظائفه، ليستبدل بعضو سليم من متبرع».
واشار الى ان عملية التبرع قد تتم من الأشخاص الأحياء وبالعادة يكونون من أقارب المُتَبَرّع له، ويكون التبرع من الأعضاء المزدوجة في جسم الانسان كالكليتين، أو من الأعضاء المتجددة مثل الدم والنخاع العظمي، او من الأعضاء التي يمكن الاستغناء عن جزء منها مثل الكبد.
وأضاف «يمكن الحصول على الاعضاء من الاشخاص المتوفين دماغياً حيث يكون الدماغ وصل إلى حالة الموت المؤكد ويكون الشخص قد توفي قانونيا وشرعا، لكن بقية أعضائه تكون في حالة «حياة خلوية»، وليس «حياة سريرية» وهذه الأعضاء صالحة للتبرع والنقل والزراعة لمرضى أو مصابين آخرين، وهذا هو المصدر الرئيسي للتبرع بالكلى والقلب والرئتين والكبد والبنكرياس.
ونبّه جهشان إلى «عوامل مؤدية لخسارة المتبرعين بالأعضاء ابرزها غياب الوعي لدى عامة الناس، وخاصة بالمرجعية الأخلاقية الشرعية التي تسمح بالتشجيع على التبرع بالأعضاء، ورافق ذلك شيوع ثقافة تعتبر التبرع بالأعضاء تشويهاً لجثة المتوفى وأنه مخالف للشرع، إضافة إلى غياب أو نقص الدعم النفسي الاجتماعي، والذي يجب توافره حال حصول الوفاة للتواصل المهني المتخصص مع أقارب المتوفى بما في ذلك حالات موت الدماغ».
المرجعية الشرعية
صدر عن دار الإفتاء الأردنية فتوى رقم 865 بتاريخ 25/7/ 2010 والتي تنص على: «الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله. يشترط القائلون بجواز التبرع بالأعضاء-وهم أكثر الفقهاء المعاصرين-شروطا أساسية، كأن لا يضر أخذ العضو من المتبرع به ضررا يخل بحياته العادية، وأن يكون نجاح العملية محققا أو غالبا، ونحو ذلك من الشروط. ومن الشروط أيضا ما نص عليه قرار مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي (26، 1/4) حيث أجاز الاكتفاء بإذن الورثة، أو بإذن ولي الأمر في حال عدم وجود الورثة، فجاء في نص القرار: «بشرط أن يأذن الميت قبل موته، أو ورثته بعد موته، أو بشرط موافقة ولي أمر المسلمين إن كان المتوفى مجهول الهوية أو لا ورثة له». وهو أيضا ما أخذ به مجلس الإفتاء الأردني في القرار رقم (2)–في معرض ذكر شروط جواز التبرع بقرنية العين فقط–جاء ما نصه: «أن يكون الميت قد تبرع قبل موته بقرنيته، أو رضي الورثة بذلك.
وعليه فإن وجدت وصية فيجوز التبرع بالأعضاء وتنفيذ الوصية، وإن لم يوجد وصية يكتفى بإذن الورثة.
وهناك قرار صريح من مجلس مجمع الفقه الاسلامي الذي انعقد في دورة مؤتمره الثالث في الاردن عام 1986م حيث اعتبر شرعاً ان الشخص قد مات اذا تعطلت جميع وظائف دماغه تعطلاً نهائياً وحكم الاطباء الاخصائيون الخبراء بأن هذا التعطل لا رجعة فيه، واخذ دماغه في التحلل.
واضاف القرار المذكور اعلاه انه في هذه الحالة يسوغ رفع اجهزة الانعاش المركبة على الشخص وان كان بعض الاعضاء كالقلب مثلاً لا يزال يعمل آلياً بفعل الاجهزة المركبة.
وهناك العديد من الفتاوى الصادرة عن مفتي الأزهر الشريف وعن مفتي السعودية وقرارات عن مجمع الفقه الإسلامي الطبية تؤيد بشكل جلي وبوضوح تام ان الشرع الحنيف يدعو ويشجع على التبرع بالأعضاء.
يذكر ان عدد مرضى الفشل الكلوي لعام 2014 بلغ 5700 مريض، فيما يزداد العدد سنويا بمقدار 500 مريض تقريبا.
كما ان المرضى الذين يعانون فشلاً في الكبد وهم على لائحة الانتطار نحو 30 مريضا وهناك 1000 مريض تقريبا بحاجة لزراعة قرنية.
وبالعودة إلى جيهان، التي دعت الشباب إلى أن يحذو حذوها في حال تطلب الامر التبرع باحد اعضاء الجسم ليمنحوا بذلك حياة سعيدة وصحية للاشخاص العزيزين عليهم، تمنت أن تكون ردت لوالدها جزءاً من فضائله عليها.
الراي
جيهان ذات التسعة عشر ربيعا تمسكت بقرارها الذي اتخذته في ان تزرع قطعة منها بجسد والدها الاربعيني ليستعيد بذلك حياته الطبيعة دون ألم، رغبةً منها في ألا يخوض مراحل غسيل الكلى، دون ان تكترث بمستقبلها الصحي وبأي مضاعفات قد تحصل لها.
«الرأي الشبابي» التقت جيهان بعد ان خضعت للعملية الجراحية، وعلامات الفرح والسرور بدت على محياها بعد ان اخبرها الطبيب بنجاحها وان وضع والدها الصحي بدأ يتحسن والكلية تعمل بشكل جيد، قائلة «بابا اغلى ما أملك ولن اقبل ان أراه عاجزاً عن ممارسة حياته الطبيعية ولو أراد قلبي لاعطيته اياه».
وكانت علياء وتد، والدة جيهان، قد طلبت من ابنتها التأني قبل خوض العميلة لعله يتم الحصول على كلية من احد مراكز التبرع بالأعضاء الا ان جيهان ابدت إصرارها على التبرع بكليتها، رافضة في الوقت ذاته ان يبقى والدها منتظراً لوقت قد يطول.
قالت «زوجي عانى من مرض السكر وضغظ الدم لسنوات طويلة الامر الذي ادى الى فشل الكلى لديه، وخضع قبل ست سنوات لعملية زراعة تبرعت بها شقيقته ولكن في السنة الاخيرة بدأت صحته بالتدهور وحينها اخبرنا الطبيب بضرورة ان يدخل في مراحل غسيل الكلى».
واردفت قائلة «عندما سمعت جيهان بهذا الخبر وضعت يدها على كليتها وقالت «بابا هذه لك»، فيما وفي لحظتها «رفض زوجي رفضا باتا خوفا منه عليها وعلى مستقبلها الصحي، الا انها ذهبت الى المستشفى لتبادر في إجراء الفحوصات الطبية للتأكد من مواءمة كليتها؛ والحمد لله طابقت زمرة الدم بينهما وانها جاهزة للتبرع».
وقتها، تصف الأم، «دخلت جيهان المنزل بابتسامة على وجهها لم أرها من قبل لتخبرنا بتطابق الفحوصات».
وأضافت وتد «لحظة دخول ابنتي العملية لم أشاهد أي تعابير خوف على وجهها وتمتعت بشخصية قوية وكانت في غاية الفرح، الامر الذي اثار اعجاب اشقائها واعمامها الموجودين في قاعة الانتظار».
وقالت إن «جيهان بعدما خرجت من غرفة الانعاش بعد انتهاء العملية بادرت بالسؤال عن والدها وهي ما زالت تحت تأثير المخدر (بابا كويس.. نجحت العملية)».
وختمت وتد حديثها «نحن اسرة مكونة من ولدين وبنت وحيدة ونعيش ترابطا اسريا، فعندما تربي اولادك بشكل صحيح ستكون الثمرة جيدة كجيهان».
والد جيهان حسن ابو عرقوب، دعا العلي القدير، بعد ان حبس انفاسه وأنهار بالبكاء عندما سألته «الرأي الشبابي» ماذا يريد ان يقول لابنته بعد نجاح العملية، ان يعيش الاثنان في صحة وسعادة.
استشاري امراض وزراعة الكلى في المستشفى الاستشاري مشرف العملية د.نضال بدران قال: ان العملية تكللت بالنجاح؛ حيث يتمتع الأب والابنة بصحة جيدة.
واشار الى الاردن يعتبر من افضل الدول عربيا في زراعة الكلى، لافتا الى ان عملية التبرع هي وسيلة لانقاذ حياة انسان.
واوضح انه قبل عملية التبرع يتم اجراء فحوصات تحليلية وتفصيلية للمتبرع للتأكد من عدم وقوع اي ضرر عليه في المستقبل إذ «لو وجدنا هناك اثراً طبياً سلبياً نرفض عملية التبرع حتى لو اصر المتبرع على ذلك».
الباحث في الشريعة الاسلامية الدكتور يحيى زكريا أكد ان هذا النموذج رائع في بر الوالدين ويشكل صورة من صور الخير المتأصلة في الانسان في هذا العصر.
وتابع «إيثار جيهان يعتبر من اعظم ما يبر الإنسان به والديه، بالمقابل على الانسان ان يراعي الحفاظ على النفس أولاً، واذا اثبت الطب امكانية ذلك دون وقوع الضررعلى المتبرع فلا بأس في ان يساهم الشخص في احياء انسان آخر ويتجسد هذا في قوله تعالى «ومن احياها فكأنما احيا الناس جميعا».
ووفق أمينة سر الجمعية الاردنية لتشجيع التبرع بالأعضاء رانيا جبر فان قضية التبرع تساهم بشكل كبير في تغيير نمط حياة المتبرع له، وتمنحه حياة طبيعية دون اي عوائق، وما اقدمت عليه الشابة جيهان يعتبر تضحية نبيلة من فتاة في مقتبل العمر، معبرةً عن الفخر بالشباب الاردني الذي يتمتع بالحس الانساني.
وكشفت انه سيتم اقامة حملات للتبرع في المحافظات للوصول الى اكبر عدد من المواطنين وحتى تصبح مسألة التبرع بالاعضاء ثقافة في مجتمعنا، لافتة الى ان الجمعية اطلقت خلال الفترة الماضية حملتين للتبرع بالاعضاء تحت عنوان «من عيوني حياة.. ومن بعدي حياة».
ودعت جبر المؤسسات الوطنية كافة الى تنظيم حملات داخلية واقامة محاضرات توعوية دينية وطبية لنشر ثقافة التبرع بالاعضاء خاصة من الاشخاص المتوفين دماغيا، الامرالذي سيوفر فرصاً عديدة لاشخاص ينتظرون الأمل بعودتهم الى حياتهم الطبيعة.
وعرّف مستشار اول الطب الشرعي الدكتور هاني جهشان التبرع بالاعضاء بأنه «عملية جراحية يتم خلالها إزالة عضو بشري تعرض لأذية أو إخفاق بوظائفه، ليستبدل بعضو سليم من متبرع».
واشار الى ان عملية التبرع قد تتم من الأشخاص الأحياء وبالعادة يكونون من أقارب المُتَبَرّع له، ويكون التبرع من الأعضاء المزدوجة في جسم الانسان كالكليتين، أو من الأعضاء المتجددة مثل الدم والنخاع العظمي، او من الأعضاء التي يمكن الاستغناء عن جزء منها مثل الكبد.
وأضاف «يمكن الحصول على الاعضاء من الاشخاص المتوفين دماغياً حيث يكون الدماغ وصل إلى حالة الموت المؤكد ويكون الشخص قد توفي قانونيا وشرعا، لكن بقية أعضائه تكون في حالة «حياة خلوية»، وليس «حياة سريرية» وهذه الأعضاء صالحة للتبرع والنقل والزراعة لمرضى أو مصابين آخرين، وهذا هو المصدر الرئيسي للتبرع بالكلى والقلب والرئتين والكبد والبنكرياس.
ونبّه جهشان إلى «عوامل مؤدية لخسارة المتبرعين بالأعضاء ابرزها غياب الوعي لدى عامة الناس، وخاصة بالمرجعية الأخلاقية الشرعية التي تسمح بالتشجيع على التبرع بالأعضاء، ورافق ذلك شيوع ثقافة تعتبر التبرع بالأعضاء تشويهاً لجثة المتوفى وأنه مخالف للشرع، إضافة إلى غياب أو نقص الدعم النفسي الاجتماعي، والذي يجب توافره حال حصول الوفاة للتواصل المهني المتخصص مع أقارب المتوفى بما في ذلك حالات موت الدماغ».
المرجعية الشرعية
صدر عن دار الإفتاء الأردنية فتوى رقم 865 بتاريخ 25/7/ 2010 والتي تنص على: «الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله. يشترط القائلون بجواز التبرع بالأعضاء-وهم أكثر الفقهاء المعاصرين-شروطا أساسية، كأن لا يضر أخذ العضو من المتبرع به ضررا يخل بحياته العادية، وأن يكون نجاح العملية محققا أو غالبا، ونحو ذلك من الشروط. ومن الشروط أيضا ما نص عليه قرار مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي (26، 1/4) حيث أجاز الاكتفاء بإذن الورثة، أو بإذن ولي الأمر في حال عدم وجود الورثة، فجاء في نص القرار: «بشرط أن يأذن الميت قبل موته، أو ورثته بعد موته، أو بشرط موافقة ولي أمر المسلمين إن كان المتوفى مجهول الهوية أو لا ورثة له». وهو أيضا ما أخذ به مجلس الإفتاء الأردني في القرار رقم (2)–في معرض ذكر شروط جواز التبرع بقرنية العين فقط–جاء ما نصه: «أن يكون الميت قد تبرع قبل موته بقرنيته، أو رضي الورثة بذلك.
وعليه فإن وجدت وصية فيجوز التبرع بالأعضاء وتنفيذ الوصية، وإن لم يوجد وصية يكتفى بإذن الورثة.
وهناك قرار صريح من مجلس مجمع الفقه الاسلامي الذي انعقد في دورة مؤتمره الثالث في الاردن عام 1986م حيث اعتبر شرعاً ان الشخص قد مات اذا تعطلت جميع وظائف دماغه تعطلاً نهائياً وحكم الاطباء الاخصائيون الخبراء بأن هذا التعطل لا رجعة فيه، واخذ دماغه في التحلل.
واضاف القرار المذكور اعلاه انه في هذه الحالة يسوغ رفع اجهزة الانعاش المركبة على الشخص وان كان بعض الاعضاء كالقلب مثلاً لا يزال يعمل آلياً بفعل الاجهزة المركبة.
وهناك العديد من الفتاوى الصادرة عن مفتي الأزهر الشريف وعن مفتي السعودية وقرارات عن مجمع الفقه الإسلامي الطبية تؤيد بشكل جلي وبوضوح تام ان الشرع الحنيف يدعو ويشجع على التبرع بالأعضاء.
يذكر ان عدد مرضى الفشل الكلوي لعام 2014 بلغ 5700 مريض، فيما يزداد العدد سنويا بمقدار 500 مريض تقريبا.
كما ان المرضى الذين يعانون فشلاً في الكبد وهم على لائحة الانتطار نحو 30 مريضا وهناك 1000 مريض تقريبا بحاجة لزراعة قرنية.
وبالعودة إلى جيهان، التي دعت الشباب إلى أن يحذو حذوها في حال تطلب الامر التبرع باحد اعضاء الجسم ليمنحوا بذلك حياة سعيدة وصحية للاشخاص العزيزين عليهم، تمنت أن تكون ردت لوالدها جزءاً من فضائله عليها.
الراي